زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* نشط قادة النظام البائد في الاسابيع الماضية في إتخاذ عدة إجراءات وافتعال احداث وارتكاب جرائم واتهام غيرهم بها بغرض اجهاض أى محاولة لعودة المفاوضات بين الجيش والدعم السريع إلا إذا ضمنوا وجود معادلة تحقق مشاركتهم فيها وفك عزلتهم واعفائهم من الملاحقة والحساب ووجودهم في اى حكومة قادمة!
* ولقد زاد نشاطهم بشكل خاص بعد تعيين المبعوث الامريكي الجديد وتصريحاته عن احتمال استئناف (منبر جده) الذي ظل يقض مضاجعهم منذ تأسيسه وحتى اليوم لاحتمال توصله الى تفاهمات بين الجيش والدعم السريع تزيد من عزلتهم الدولية خاصة مع استمرار سريان اوامر القبض والاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية في وقت سابق ضد عدد من قادة النظام البائد وعلى راسهم الرئيس المخلوع، والعقوبات التي اصدرتها الولايات المتحدة ضد (علي كرتي) الامين العام للحركة الاسلامية الذي يدير آلة الحرب ضد مليشيا الجنجويد ويهيمن بشكل مطلق على اتخاذ القرار داخل سلطة الامر الواقع في بورتسودان ويعمل على اعاقة التوصل لاتفاق يوقف الحرب، فضلا عن رصد الولايات المتحدة لجائزة قدرها ( 5 ملايين دولار) لمن يرشد عن مكان القيادي في النظام البائد (احمد هرون) المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، مما جعل الحركة الاسلامية تعمل على توسيع دائرة الحرب واللجوء الى بعض الأساليب لارغام العالم للتعامل معها أسوة بما حدث مع حركة طالبان في افغانستان وجماعة الحوثيين في اليمن اللتين عانتا من حرب عارمة وعزلة شاملة من المجتمع الدولي، قبل ان يضطر لقبولهما لاحقا باعتبارهما امرا واقعا لابد من التعامل معه، وهو ما تسعى اليه الحركة الاسلامية وقادة النظام البائد!
* لا استبعد ان تكون الحركة الاسلامية أو (المجموعة التي تسيطر على القرار داخل الحركة) وراء الهجوم بمدينة عطبرة على الافطار الرمضاني لجماعة البراء التابعة لها، وعلى بعض المواقع في (القضارف) وتوجيه اصابع الاتهام لمليشيا الدعم السريع وبعض معارضيهم، كجزء من مؤامرتهم لاستثارة الرأى العام وتوسعة الحرب واجهاض المفاوضات بين الجيش والدعم السريع، ولقد عُرف عن الحركة الاسلامية عدم تورعها عن قتل المنتمين لها بمن في ذلك شحصيات رفيعة بغرض تحقيق مصالحها او مصالح مجموعات معينة داخلها، والمثال الأكثر وضوحا على ذلك اغتيالها لعدد من عناصرها التي شاركت في المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في اديس ابابا عام 1995، أو كانت على علم بها، وذلك بغرض التستر على جريمتها البشعة واخفاء اى دليل قد يقود لتوجيه الاتهام الى بعض قادتها، ولقد اعترف بذلك اكثر من مرة قائدها وعرابها الدكتور (حسن الترابي) بعد انشقاقه عنها!
* تُدرك الحركة الاسلامية جيدا وجود عقبات كبيرة تحول دون عودتها الى السلطة مرة اخرى على راسها الرفض الداخلي والخارجي لوجودها لذلك يحاول بعض قادتها وعلى راسهم امينها العام بكل ما اوتوا من مكر عرقلة المفاوضات وتوسيع الحرب وخلق حالة من الفوضى العارمة في البلاد والاقليم بما يرغم العالم على التعاون معها ووضعها ضمن اى معادلة تؤدى لايقاف الحرب وقبول وجودها كما حدث مع حركة طالبان وجماعة الحوثيين!
* لم تقتصر مؤامرة الحركة الارهابية لتوسيع الحرب وتحقيق اهدافها على الهجوم على الافطار الرمضاني لجماعة البراء فقط، بل سبقته احداث واشياء اخرى مثل الحرب الاعلامية المسعورة ضد القوى السياسية والواقفين ضد الحرب واعتقال الناشطين واعضاء لجان المقاومة، وحشد المستنفرين ولقد ساعدها على ذلك الجرائم البشعة ضد المدنيين التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، ثم استقطاب المليشيات والحركات المسلحة وتسليحها قبل ان تخترع ما اسمته بـ(المقاومة الشعبية) لتكبير حجم المؤيدين لها والظهور بمظهر الجهة القوية المسيطرة على الاوضاع، وجاء أخيرا ايقاف قنوات اعلامية اقليمية معروفة مثل العربية والحدث المملوكتان للمملكة العربية السعودية التي ترعى مفاوضات جده بمشاركة الولايات المتحدة، واصدار اوامر قبض (غريبة ومضحكة) ضد عدد من السياسيين والاعلاميين على رأسهم رئيس وزراء الثورة والفترة الانتقالية الدكتور (عبد الله حمدوك) بعد اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الدولة وجرائم حرب (رغم عدم مشاركتهم في الحرب او التحريض عليها بأى شكل من الاشكال)، في مهزلة قانونية ليس لها مثيل !
* الغرض الرئيسي من كل تلك الجرائم والوقائع والاجراءات هو التصعيد واجهاض اى محاولة لقيام مفاوضات توقف الحرب بمعزل عنهم، وهو نفس السبب الذي دفعها لافشال اتفاق المنامة (البحرين) بين نائب القائد العام للجيش (الفريق الكباشي) ونائب قائد قوات الدعم السريع (الفريق عبد الرحيم دقلو) عندما تبين لها انه ينص على عزلها من اية معادلة سياسية لاحقة وإعادة القبض على الذين هربوا من السجون من قادتها بعد الحرب التي اشعلتها في الخامس عشر من ابريل 2023 لتدمير البلاد والانتقام من الشعب الجسور الذي ثار على نظامها البائد وعزلها من السلطة في ابريل 2019 وكف ايديها عن القتل والنهب والسرقة وارتكاب كل انواع الموبقات والجرائم التي يستحي الشيطان نفسه عن ارتكابها!
* قد تنجح مؤامراة الحركة الاسلامية أو (الكيزان) في اقناع العالم بالتعامل معهم، ولكن عليهم ان يتأكدوا أن الشعب الذي ثار عليهم وطردهم وفضحهم لن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى، مهما تكالبت عليه المحن والمصائب، فلقد ولى زمن المتاجرة بالدين الحنيف واستغلاله لخداع الناس ونهب خيراتهم!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکة الاسلامیة النظام البائد
إقرأ أيضاً:
ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
تصاعد الجدل هذا الأسبوع بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، ما أثار استياء القادة الأوروبيين.
وإثر ذلك، رد زيلينسكي عبر اتهام ترامب بالعيش في "فضاء من التضليل الإعلامي" الذي تخلقه روسيا، في تحول واضح عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن في دعم أوكرانيا.
ومع استمرار الجدل، عملت Euroverify على تفنيد الادعاءات التي أطلقها ترامب، حيث قامت بمراجعة الحقائق مسلطةً الضوء على مدى دقة تصريحاته وتأثيرها على السياسة الأمريكية تجاه الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
في مؤتمره الصحفي الأربعاء، ادعى ترامب أن هناك "أحكامًا عرفية في أوكرانيا"، مضيفًا أن نسبة تأييد زيلينسكي لا تتجاوز 4%، لكن هذا الرقم لا يستند إلى أي استطلاعات رأي موثوقة، إذ تظهر الدراسات أن نسبة تأييد زيلينسكي ظلت تتجاوز الـ 50% بشكل مستمر.
فقد تم انتخاب زيلينسكي بطريقة ديمقراطية في أيار/مايو 2019، وحصل على 73% من الأصوات في الجولة الثانية. ومع بداية الغزو الروسي الشامل في شباط/فبراير 2022، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، ما حال دون إجراء انتخابات وفقًا للدستور.
وأكد زيلينسكي مرارًا أن الانتخابات ستُعقد بعد الحرب، في الوقت الذي رفض فيه خصومه السياسيون إجراء انتخابات خلال الحرب. ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في شباط/فبراير 2022، بلغت نسبة ثقة الأوكرانيين بزيلينسكي 57%، مقارنةً بـ 52% في كانون الأول/ديسمبر. كما أظهر استطلاع آخر أن نسبة تأييده في أوكرانيا بلغت 63%.
وفيما يتعلق بانطباع الأوكرانيين عنه، وصفه 74% منهم بأنه وطني، و73% بأنه قائد ذكي ومطلع، و65% بأنه شخصية قوية تقود البلاد في زمن الحرب.
وأكدت الباحثة في العلوم السياسية أولغا أونوش، أن نشر معلومات مضللة حول شرعية زيلينسكي يعزز الدعاية الروسية ويقوض حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره.
المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لا تتجاوز حجم الدعم الأوروبيفي منشور عبر "تروث سوشال"، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار (334 مليار يورو) لأوكرانيا، وأن إنفاق واشنطن تجاوز الدعم الأوروبي بمقدار 200 مليار دولار (191.1 مليار يورو).
لكن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة لم تتجاوز أوروبا في إجمالي المساعدات، كما أن الرقم الفعلي أقل من المبلغ الذي ذكره ترامب.
وتشير إحصائيات معهد كيل للاقتصاد العالمي إلى أن إجمالي الدعم الأوروبي، بما يشمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بلغ 132.3 مليار يورو، مقارنة بـ 114.2 مليار يورو من الولايات المتحدة.
أما بالنسبة لأكبر المساهمين، فقد تصدرت إستونيا والدنمارك القائمة، حيث خصصت كل منهما أكثر من 2% من إجمالي الناتج المحلي قبل الحرب لدعم أوكرانيا.
كما اتهم ترامب زيلينسكي بالفساد، مدعيًا أن الرئيس الأوكراني "اعترف بأن نصف الأموال الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا مفقودة".
إلا أن زيلينسكي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح أن أوكرانيا لم تتلق سوى 72.5 مليار يورو من إجمالي المساعدات الأمريكية، معظمها على شكل أسلحة، فيما يتم إنفاق الجزء الأكبر من الدعم داخل الولايات المتحدة، سواء في تصنيع الأسلحة أو دفع رواتب الجنود الأمريكيين.
تكلفة الحرب تُرهق موسكوادعى ترامب أن "روسيا لا تنوي تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت ذلك. روسيا قادرة على محو المدن الأوكرانية تمامًا، لكنها الآن تهاجم بنسبة 20% فقط من قوتها العسكرية".
لكن معظم البيانات تشير إلى أن روسيا خصصت جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية لغزو أوكرانيا. ووفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوجد نحو 580,000 جندي روسي على الأرض، فيما يُعتقد أن موسكو أنفقت حوالي 200 مليار يورو على مجهودها الحربي.
كما فرضت العقوبات الغربية قيودًا على قدرة روسيا في تصنيع الأسلحة، وسط تقارير تشير إلى تراجع مخزونها العسكري. وتعتمد موسكو بشكل متزايد على الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، إلى جانب الدعم العسكري من كوريا الشمالية، لتعويض النقص في قواتها وعتادها العسكري.
ويرى بعض المحللين أن انخراط روسيا في الحرب أدى إلى تراجع نفوذها في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا، حيث فقد حليفها بشار الأسد السلطة في كانون الأول/ديسمبر بعد هجوم مفاجئ من فصائل المعارضة المسلحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟ انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" القادة الأوروبيون يوافقون على ترشيح أوكرانيا ومولدافيا لعضوية التكتل وزيلينكسي يعتبر القرار تاريخيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالكرملينروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكية