مشعل في عزاء أبناء هنية: الشهادة وسام واغتيال القادة علامة على إفلاس العدو
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، إنه في حرب 2008-2009 عندما اغتال الاحتلال الشيخ نزار ريان، والوزير سعيد صيام، قلت إن الحرب انتهت، لأن اغتيال القائدين علامة إفلاس الاحتلال وأنه يبحث عن مخرج، وكانت نهاية تلك الحرب.
وأضاف مشعل خلال كلمته في بيت عزاء أولاد وأحفاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: رغم أن هذه المعركة منذ ستة أشهر ويزيد، ترجل فيها شهداء عظام من القادة والكوادر والعوائل الكريمة فوق 35,000 شهيداً حتى الآن غير الذين تحت الركام، أقول إن استشهاد أبناء وأحفاد أخي الحبيب أبو العبد أظنها علامة فارقة في هذه الحرب وقد تعجل بنهايتها بإذن الله.
وفي السطور التالية أبرز ما قاله مشعل في عزاء أبناء وأحفاد هنية:
الله أكرم الأخ إسماعيل هنية بصحبة الشيخ المؤسس أحمد ياسين وقد قال لي الشيخ نزار ريان في دمشق بعد اغتيال الياسين بأن الأخ أبو العبد هنية ليس أقدمنا في الحركة ولا أكبرنا سنّا لكن الله جمع عليه القلوب ، فالله اختاره لهذه القيادة في غزة ثم قيادة الحكومة وهو اليوم على رأس هذه الحركة، ثم اصطفى الله من عائلته الكريمة العشرات إلى أن توَّجها الله بشهادة ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده عليهم رحمة الله وعلى كل الشهداء.
فخر لحركة حماس أن قيادتها كما الكوادر والأبناء كلهم يتسابقون على الشهادة، وكلهم على طريق رضا الله وبيع الأنفس والدماء في سبيل الله ومن أجل القدس والأقصى ومن أجل تحرير فلسطين فهذا فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء.
هنيئا لك أخي أبو العبد وهنيئا لحماس بقادتها وأبنائها وهذه الحاضنة الغزية العظيمة والحاضنة المقدسية والضفة وكل شعبنا في الداخل والخارج وهنيئا لنا بالأمة، رغم إنها مكلومة منذ بداية الحرب وتفاعلها مثل الأمس بهذا المحطة في استشهاد أبناء وأحفاد أخي الحبيب أبو العبد.
نحن وشعبنا صف واحد وقدرنا واحد وندفع الثمن معا.
العدو وهو يتبجح بإعلانه استهداف سيارة أبناء أبو العبد، هذا دليل إفلاسهم، والعدو عاجز عن كسر إرادة شعبنا وعن كسر إرادة المقاومة بعدما غرق في وحل خانيونس بعد الشمال، والآن في النصيرات قالوا هناك حدث مؤلم.
أقول لإخواني الجرحى كما قال أخي أبو العبد الشهادة وسام وهذه الجراح وسام ودماؤكم عند الله إن شاء الله غالية، وهي أوسمة شرف وسبقكم بعضكم إلى الجنة والله يلحقنا جميعا إلى الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى.
التاريخ سيسجل في صفحاته القادمة أن طوفان الأقصى ربما هو أعظم معركة في تاريخ الأمة المعاصر، الأمة خاضت معارك شديدة كبيرة في القرن العشرين.
التاريخ المعاصر سجل معارك عظيمة لأمتنا في نضالها ضد الاستعمار، لكن أعتقد أن طوفان الأقصى أعظم معركة في تاريخنا المعاصر بطول مدتها أولا ستة أشهر متواصلة، والله أعلم كم تستمر وإن شاء الله ستكسر شوكة العدو عما قريب، وبعدد الشهداء في هذا الوقت القصير وبهذا الصمود الأسطوري للحاضنة في قطعة صغيرة هي بقعة النور بقعة غزة أرض العزة الطاهرة التي خاضت حربا عالمية تقودها (إسرائيل) والولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية.
هذه معركة غير متكافئة لكنها معركة سجل الله لنا فيها شرفا عظيما وانتصارات عظيمة فهنيئا لكم أيها الجرحى الأحباب أنكم شهداء على معركة تاريخية، وهنيئا لمن كان في قلب هذه المعركة شهيدا أو جريحا أو مصابا أو أسيرا أو داعما لها أو مجاهدا بماله ومجاهدا بصوته ومجاهدا بكل جهد يستطيعه سواء كان في قلبها او كان على التخوم.
أيها الجرحى إن شاء الله ربنا تعالى يواسي جراحكم ويخفف مصابكم ويكتب لكم الأجر كاملا وتعودوا إن شاء الله سالمين غانمين.
هذه معركة فعلا بلغت القلوب فيها الحناجر وهذه المعركة نشعر أننا بين ارتفاع في المعنويات ثم بعض الانخفاض، وهكذا كان الله تعالى يريد أن يمحص قلوبنا حتى لا نتعلق إلا بالله تأتينا مرحلة الأداء الميداني يكون مبهرا فترتفع معنوياتنا ثم تأتينا محطة فيها من الدماء والمجازر فنخشى على إخواننا وعلى شعبنا وهكذا.
هذه ليست الجولة الختامية بل هي جولة مهمة إن شاء الله في طريق تحرير فلسطين وهزيمة المشروع الصهيوني والتاريخ سيسجل أن الانحدار الأشد في زوال الكيان الصهيوني المجرم كان منذ 7 أكتوبر مع فجر هذه المعركة.
هنيئا لأخي أبو العبد ولأهالي الشهداء الذين قدموا فلذات أكباد في المعركة أسأل الله ان يشاركنا في هذا الشرف في استشهادنا نحن وأبنائنا و أهالينا وكذلك أنتم الجرحى وكل أبناء الأمة.
تحاول أمريكا محاصرة تبرعات أمتنا أن يجرمّوها لكن أمتنا الأصيلة تدفع بملايين وهو إسهاما منها في المعركة جهادا بالمال بانتظار لحظة قريبة أن تنخرط فيها الأمة بجهادها بنفسها ودمائها.
عندما تختلط الدماء المسلمة والعربية مع الدماء الفلسطينية على أرض فلسطين في غزة وفي ساحات القدس والاقصى أبشروا بالنصر النهائي وبين إنهاء هذا الاحتلال وبعودة فلسطين إلى عمقها العربي الإسلامي بإذن الله
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشعل عزاء إسماعيل هنية الشهاده وسام اغتيال القادة حركة حماس خالد مشعل إفلاس الاحتلال هذه المعرکة إن شاء الله أبو العبد
إقرأ أيضاً:
عزة الأمة وكرامتها ما بين “الشهادة والانتظار”
يمانيون – متابعات
الذكرى السنوية للشهيد مناسبة غنية بالمعاني والقيم، حيث يستذكر فيها تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله من أجل الدفاع عن الدين والوطن وقيم ومبادئ الحرية والعدالة، وتعتبر الذكرى محطة تزويد، وفرصة يتجدد فيها العهد بالاستمرار في حمل روحية الشهادة والاستشهاد كقيمة أساسية في الحياة.
في هذا الإطار، أجرى موقع أنصار الله استطلاعًا شاملًا مع كوكبة من العلماء والشخصيات المجتمعية والكتّاب والمحللين، حيث تمحور الاستطلاع حول عدة نقاط رئيسية حول تأثير الذكرى السنوية للشهيد على الوعي الجماعي، ودور هذه الذكرى في تحفيز الأفراد على الالتزام بقيم الفداء والعطاء. كما تناول المتكلمون كيفية إيجاد سبل لتعزيز الروح الجهادية وترتيب الأولويات والأهداف، وأهمية ترجمة معاني الشهادة إلى أفعال تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
الاستطلاع يهدف إلى الإسهام في تعزيز الوعي بأهمية ثقافة الشهادة والعمل على ترسيخ وحماية قيمها في واقع أجيال الأمة المتعاقبة، فإلى الحصيلة:
المواجهة مع قوى الاستكبار
البداية كانت مع العلامة فؤاد ناجي، والذي وصف الذكرى السنوية للشهيد بمحطة استذكار تعكس الأمة من خلالها احترامًا عميقًا للتضحيات التي قدمها شهداؤنا العظماء، الذين بفضلهم نستشعر اليوم عبق الحرية.
وأوضح ناجي أن الشهداء هم قادتنا وأساتذتنا، وأن فضلهم بعد الله والأنبياء لا يُقدر بثمن. إذ تنبع قوتنا وعزيمتنا اليوم من دروس تغرسها تضحياتهم في قلوبنا وعقولنا, فهذه الذكرى تُعيد ترتيب أولوياتنا وتستحث الهمم، مما يساعدنا على الوفاء بالعهد الذي قطعناه لهم: السير على الدرب الذي بذوره بدمائهم وأرواحهم.
وأعتبر العلامة ناجي حياة الشهداء مدرسة عظيمة، يُدرّس فيها الشهداء دروسًا لا تُنسى، كتبت على صفحات التاريخ بنقوشٍ من دمائهم, إنهم أساتذة الأجيال الذين أبدعوا في صقل الهوية، وتقديم نماذج تُحتذى في الشجاعة والإيثار, دروسًا تفوق في عمقها وثرائها كل ما يمكن أن تجده في سائر المدارس.
وأدرج خلال حديثه إشارات من القرآن الكريم، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى قد كرم الشهداء بلقبهم الخاص، فكانوا “الشهداء في سبيل الله” بدلًا من “القتلى”, وهو التكريم الذي عبر عن انتقالهم من حالة الفناء إلى حالة الحضور الدائم في عالم الشهادة، بما يتضمنه من شرف ورفعة.
أشار العلامة ناجي إلى أن الشهداء هم بالفعل حاضرون في مقعد صدق عند مليك مقتدر، يجسدون معنى الشهادة ويشهدون يوم القيامة على الأوفياء الذين حملوا الراية، في حين يبرزون أيضًا كحجة على الآخرين الذين قصروا في الوفاء بالعهد.
ودعا العلامة ناجي إلى تجديد العهد ومواصلة الإخلاص في العمل من أجل تحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها أولئك العظماء، مؤكدًا أن الالتزام بمبادئهم يظل أمانة في الأعناق، ويجب أن نتذكر دائمًا أنهم يمثلون ضمير الأمة وقلبها النابض.
وأوضح أن الشهداء هم شهود على صدق أحوال الناس، يشهدون للذين وفوا بالعهد ويشهدون أيضًا على من قصروا وتخلفوا عن نصرة الحق.
وتابع قائلاً: “يشهدون، كما قال الله: ‘فإذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا”. مشيرًا إلى أنه في يوم القيامة سيكون الشهداء شهداء على من تنازلوا عن مبادئهم، ولن يفلح أولئك الذين فرطوا أو بدلوا في ذلك اليوم العظيم.
شهداء القضية العادلة
وأكد العلامة فؤاد ناجي أنه عندما نحيي ذكرى الشهداء، فنحن نجدد العهد لهم بأن نكون أوفياء لدمائهم وتضحياتهم, واستعرض بشكل واضح أن شهداءنا هم شهداء قضية عادلة، مستشهدًا بأنهم يمثلون الحق والمظلومية والإنسانية والإسلام, إنهم شهداء لفلسطين وللقرآن، وللراية التي حملوها في مسيرتهم نحو القدس، والذين واجهوا قوى الاستكبار بعزيمة وإصرار.
وأشار العلامة ناجي إلى دور الشهداء في توحيد الأمة، حيث اختزلوا الجغرافيا وجعلوا القضية المركزية هي المسجد الأقصى. فقد التقى الدم الفلسطيني بالدم اليمني والعراقي واللبناني والإيراني في معركة واحدة، من أجل قضية واحدة ضد عدو واحد.
ولفت إلى تلك الوحدة التي اتسمت بها الساحات، فلم يعد هناك فرق بين سنة وشيعة، أو شرق وغرب. فقد تبلور المشهد حول محورين أساسيين: محور القدس ومحور الولايات المتحدة, وتتجلى رايتان فقط في الأفق: راية الأقصى وراية الصهاينة، وينقسم الناس أمام هذا المشهد إلى فريقين: فريق مع القدس وفريق مع إسرائيل وأمريكا.
وواصل العلامة ناجي بالقول: “هنيئًا لشهدائنا أنهم كانوا في هذا الخط، وأنهم خاضوا هذا الدرس العظيم”.
إن تضحياتهم ومواقفهم تظل درسًا لكل الأجيال، تحث على المقاومة والتضحية في سبيل القضايا العادلة. وبذلك، تبقى ذكرى الشهداء قدوةً لنا جميعًا، تدفعنا لاستمرار المسيرة نحو تحقيق الحقوق واسترداد المقدسات.
كما تطرق العلامة فؤاد ناجي إلى مفهوم الشهادة وأهميتها في تعزيز الروح الجهادية لدى الأمة. وأكد أن الدرس الأعمق الذي يمكن استخلاصه من هذه الذكرى هو ضرورة حمل روح الجهاد والاستشهاد. وبيّن أن أعظم وفاء يمكننا تقديمه للشهداء هو التمسك بهذه الروحية، التي تشكل خط الدفاع الأول أمام مخططات الأعداء.
عزة الأمة وكرامتها ما بين الشهادة والانتظار
وفي كلمته، التي ألقاها في الفعالية التي أحيتها مؤسسة بنيان التنموية وأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل صباح الأحد الموافق 15 جمادي أول 1446هـ، أشار العلامة ناجي إلى أن الله قسم الصادقين إلى قسمين: “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه”: وهم الشهداء الذين قضوا نحبهم، و”منهم من ينتظر”: وهم أولئك الذين ينتظرون الشهادة بشغف للحاق برفاقهم, فهؤلاء ينتظرون موعدهم للالتحاق بحضيرة القدس ومقعد الصدق عند الله، وهذه الروحية برأيه، هي الاستراتيجية التي يعجز الأعداء عن مواجهتها.
وأضاف مستشهدًا بكلمات قائد الثورة: “الأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن للأعداء أن يخيفوها أو يهزموها”, فكيف يمكن تهديد أمة تتوق إلى الشهادة وتعتبرها أقصى أمانيها؟ إن روح الشهادة تستدعي الصدق في العهد، والوفاء لتضحيات الشهداء، والاستمرار في خط الجهاد دون انحراف.
واستعرض ناجي ثلاث حالات قد يتعرض فيها الإنسان للاستبدال من قبل الله، مشددًا على أهمية عدم التبديل في الروح الجهادية.
الحالة الأولى : تتعلق بالبخل عن الإنفاق في سبيل الله، حيث قال الله تعالى: “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم”.
الحالة الثانية: تتعلق بترك الجهاد والمرابطة، محذرًا من العذاب الذي قد ينزل على من يقصر في هذا الواجب, بينما الحالة الثالثة: تنبه على خطر الانزلاق عن هدى الله، مما قد يستدعي الاستبدال.
وأوضح أن التبديل الخطير ينطلق من تغييرات نفسية وثقافية، وعدم الاستجابة لنداء الجهاد. فالإنسان الصادق بعهد الله هو من لا تُغريه الدنيا ولا تتلاعب به الشبهات، بل يظل ثابتًا في إيمانه رغم التحديات.
كما أكد العلامة أن حمل روح الشهادة لا يعني العزوف عن الحياة أو الإحباط، بل هو تعبير عن الاستنفار الدائم والاستعداد للقاء الله في أي لحظة. إن انتظار الشهادة يعبر عن الصدق في العهد مع الله، ويجب أن يكون الإنسان جاهزًا للقاء الله بدون خوف، إلا في حالة الذنوب التي تهدد لقاءه.
أكد ناجي أن روحية الشهداء تعكس حب الحياة في سبيل الله، فهم لم يكونوا محبطين بل أكثروا من الخير، وآثروا التضحية من أجل المستضعفين ورفع راية الحق., هذه المبادئ تبقى نابضة في قلوبنا، تدفعنا للاستمرار في مسيرتنا نحو الجهاد من أجل القضايا العادلة.
مجاهد الجبهتين، وحامل الرايتين
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله، أكد نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي ماهر على ضرورة وحدة موقف ودور الأمة الإسلامية بأكملها، محذرًا من التحديات التي تواجهها, ورغم القول: بأن الولايات المتحدة، بكل ترسانتها العسكرية وقوتها الظاهرة، لا تعدو كونها “قشة” في مهب الريح، فقد تجلى مصداقه في واقع المواجهة الراهنة، التي ترصدها القوات المسلحة اليمنية. فهذه القوات، بشجاعة وإقدام، تواجه أعتى الأساطيل الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، بما تحمله من بوارج ومدمرات وحاملات طائرات.
ولعل المفارقة الموجعة هي أن معظم الأنظمة العربية والإسلامية، بدلاً من الوقوف في صف قضايا الأمة، اختارت أن تقف ضد نفسها ودينها، وتحيد عن القضية المركزية للأمة. ففي الوقت الذي يسعى فيه أبطال المقاومة للدفاع عن الحق، تفتح هذه الأنظمة أبواب المجون والفساد، وتستقبل الخلاعة في بيوت الله، متجاهلةً القيم والمقدسات.
والأكثر إيلامًا أن هذه الأنظمة تحالفت مع قوى الشر والطغيان، ممثلة بأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب. فتقديم الشعوب والثروات كمقابل للمصالح الأمريكية يعد خيانة لا تغتفر، حيث تسعى لتحقيق وعود باطلة بالحماية، من دون أن تسأل: من يحمي من، وكيف ستفعل ذلك؟ وهم الذين عجزوا عن حماية أنفسهم وأساطيلهم.
إن هؤلاء الشهداء، بفضل بطولاتهم وتضحياتهم، يظلون حاضرين في قلوبنا، يُلهموننا الطريق، ويدفعوننا للوفاء بعهودنا. نحن ماضون على دربهم، متصلون بنهجهم الاستشهادي، ونحمل راية جهادهم، عازمين على حفظ الأمانات التي أُوكلت إلينا، حتى يأذن الله لنا بشرف اللحاق بهم.
الشهادة في مرضاة الله حياة أبدية وخالدة
في السياق، أشار فضيلة العلامة عبد الكريم عبدالله الشرعي، عضو رابطة علماء اليمن، إلى مكانة الشهادة العظيمة في الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل فضل الشهادة في المرتبة الثانية بعد مرتبة الأنبياء والأولياء والصديقين. وعرض الشرعي هذه الفكرة بمزيد من الإيضاح، موضحًا أن يوم القيامة يُعتبر يومًا عظيمًا، حيث يفصل الله -عز وجل- بين الخلائق، مؤكداً أن أول ما يُحكم به في ساحة المحشر هو الحُكم بين الشهداء والنبيين، كما قال سبحانه وتعالى: “﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾[ الزمر: 69].
تظهر هذه المكانة الرفيعة للشهداء عظمة تضحياتهم وصمودهم، فبدونهم لا تستطيع الشعوب أن تحيا بكرامة، ولتلاشت قيم الدفاع عن الأرض والعرض, وحذر الشرعي من المخاطر المحدقة التي تتعرض لها الشعوب نتيجة غياب هذا الصمود، مشبهًا الوضع القائم في غزة ولبنان بما عاشه اليمن من أهوال.
كما استعرض الشرعي، في حديث خاص لموقع أنصار الله، الظروف الصعبة التي مر بها اليمن، مستشهدًا بالتفجيرات “الإرهابية” التي استهدفت الأبرياء، من المفخخات والعبوات الناسفة، وما أُحيط به الطيارون وكبار الضباط من اغتيالات ممنهجة, تلك الأعمال الإرهابية، التي لم تسلم منها حتى مواقع حتى وزارة الدفاع في العرضي بالعاصمة صنعاء، وكافة الأماكن العامة، ومن ضمنها المستشفيات والمساجد كجامع بدر وجامع الحشحوش، كانت تُمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار. ولكن بعون الله وتأييده ثم بصمود الشهداء وتضحياتهم الجسام، تجاوز اليمن تلك المرحلة المظلمة، ليبدأ العيش في أمن واستقرار.
مؤكدًا أن الشهادة تُعد أحد أشرف المنازل عند الله، حيث يكرم الله الشهداء باستضافتهم إلى جواره، ويمنحهم حياة أبدية ورزقًا مستدامًا إلى جوار الأنبياء والصديقين: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
إن الدروس المستفادة من تضحيات هؤلاء الأبطال تظل نبراساً يُضيء الطريق للأجيال القادمة، مُشجعاً المجتمع على تقدير عطاءاتهم والاحتفاء بذكراهم. مشددًا “يتوجب علينا جميعًا أن نستمر في تكريم شهدائنا، وتقدير كل ما بذلوه من أجل الوطن، مستلهمين من صمودهم العزيمة على البناء والتطوير، لنتفوق على التحديات ونحقق الأمن والاستقرار الذي يستحقه شعبنا”.
الاستعداد خصوصية يتميز بها المجاهد
“في عالم الإيمان والجهاد، تبرز قيمة الشهادة كنجم ساطع، لا تحجبها زينة الدنيا ولا ملذاتها”، بهذه العبارة استهل القاضي جميل عبدالعزيز الشرعي – مدير عام استئناف الجوف – تصريحه لموقع أنصار الله، مؤكدًا أن الشهادة تمثل الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المؤمن، وعليه أن يكون واعيًا بأن التبديل الخطير يكمن في المواقف والأخلاق والمبادئ. فالإنسان، إذا لم يتدارك نفسه ويستغفر الله سبحانه وتعالى، قد يتعرض لاختلالات متعددة تمس جوانب حياته كافة، العقلية والشخصية، بل والروحانية التي يحملها المجاهد والشهيد.
مشيرًا إلى أن المجاهد الذي يحمل روح الجهاد والاستشهاد لا يتأثر بمظاهر الدنيا، لأنه يبذل جهده في سبيل هدف سامٍ، وهو نيل الشهادة, وفي ذلك تأكيد على أن الشهادة ليست مجرد لفظ يُقال، وإنما تجسيد للإرادة الصادقة والعزم الثابت.
لافتًا إلى أن على المجاهد أن يعمل بلا كلل لمواصلة مسيرته، مع تعزيز موقفه عند الله بالتحلي بالتقوى والصلاح ليكون أهلًا لضيافته وكرامته.
وحث الشرعي الأجيال الناشئة من رحم التضحية التي قدمها الشهداء، على الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الاستعداد هو الخصوصية التي يتميز بها المجاهد عمن سواه، والتذكير بأن الشهداء إنما سبقوا, وأنهم يمثلون القدوة في الإصرار والعطاء. مشيرًا إلى أن هذا الاستعداد هو ما يمنح الإنسانية القوة للثبات, محذرًا “ليس هناك مكان للكسل أو التفريط في روح الجهاد, فالأشخاص الذين يستسلمون لداء الأعذار والشكوك هم بعيدون عن روح الشهداء والمجاهدين. في المقابل، تظل شجاعة المجاهد هي النور الذي يضيء دربه، حتى في أحلك الظروف”.
وقال: “في ذكرى الشهداء، يُدعى كل من يعيش تحت سماء الأقصى إلى التأمل في نفسه، ليقيس مدى استعداده للبذل والعطاء من أجل قضيته, فإننا في خضم معارك ضارية، نحتاج إلى تمسك قوي بمبادئ الجهاد والعمل الجاد، حتى نواجه التحديات بشجاعة وإيمان, يكمن جمال الموقف في من يجدد العزم، ويسعى لتغيير الواقع رغم المعوقات”.
مضيفًا “علينا أن نستثمر كل لحظة في تأمل أحوالنا وذكر الشهداء, فالمجالس التي تذكّرنا بشهاداتهم وتشعل فينا جذوة الحماس هي وجهتنا, إنها فضاءات للتفاعل والتأمل، وتذكير دائم بأن الجهاد ليس صراخًا فقط، بل هو أيضًا التزام دائم وتجديد للعهد مع الله والشهداء”.
—————————————-
أنصار الله. استطلاع: يحيى الربيعي