عام من الحرب: أداء تقدم: النخبوي الأعور (4) والأخيرة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
جبير بولاد
.. في مقالتنا السابقة(3) كنا قد تعرضنا لأحد أخطر كوابح التغيير المدني الديمقراطي ، الذين اطلقنا عليهم ثلة ( النخبويون الاعوريون ) و بيّنا خطرهم الماحق لأن القوي الاخري الكابحة لمسار التحول المدني الديمقراطي هي قوي غير عاقلة و لكن (النخبويون الاعوريون ) هم من يحاولون عقلنة هذه القوي غير العاقلة بممالاتها و الاصطفاف معها و خلق خطاب لها يجتهد في خلق حالة من التضليل وسط قطاعات واسعة من الشعب في لحظة تاريخية مفصلية من عمر السودان و السودانيين و هي هذه الحرب الكارثية التي كل يوم مُضاف فيها هو تكريس لديمومتها و أستحالة انهائها في وقت قريب، و نحن نعلم هشاشة الوضع السوداني الإجتماعي و الاقتصادي علي خلفية ثلاثة عقود و نيف من سلطة الأسلامويين الذين ما تركوا فعلا او أداة لهدم كل البني التي كانت _ علي علاتها _ تشير الي كيان وطن إلا و استخدموها، صحيح أننا كنا نعافر في أصلاح ما يتم من تخريب خلال الانظمة الشمولية التي حكمت منذ عشية الإستقلال و لكن تجربة الأسلامويين كانت تجربة مفارقة و مختلفة في بشاعتها و أثرها و مُدتها التي استطالت .
.. يصبح أي خطاب يبرر لهذه الحرب و ديمومتها بحلم إنتصار اي من اطرافها هو خطاب توهومي يخدم مشروع اللا دولة القديم بكل حمولته البائسة خصوصا مداعبة أشواق الاسلامويين بالعودة من خلال واجهات جديدة لطالما برعوا في تخليقها بعد كل تغيير يحدث.
.. بالعودة الي ما قطعته تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية(تقدم) من مشوار ما زال يعافر بداياته نقول لهم ، أنه مشوار واعد و يحمل رؤية و لكنه لم يخلو من أخطاء متوارثة من تركة العمل السياسي و ممارسته، و هذه نقطة جوهرية تستدعي الإنتباه و التوقف، لأن واحدة من أهم اشراط التجربة الوجودية هي التعلم من التجارب السابقة و هذا ما أصطلح عليه ب( الحق في الخطاء) و ذلك لما تمثله قيمة التعلم نفسها مقارنة مع الخطاء في عملية التراكم اليومي الذي بدوره يؤدي الي التغيير النوعي، و لكن ان تعيد الأخطاء بأستمرار بذاتها في كل مرة فهذه أحموقة لا يفعلها إلا عقل خلو من الحكمة و الأتزان.
.. يجب فتح ماعون تقدم ليستوعب كل بنات و ابناء السودان بخلفياتهم المختلفة التي ساهمت في ثورة ديسمبر المجيدة بتضحياتها الجسام و كذلك فتح حوارات عميقة و صادقة مع المختلفين في الرؤي و لكنهم متوحدين معكم في وحدة الهدف و المصير، و هذه الثورة السودانية العظيمة لم تبلغ ما بلغته الي في لحظة توحد وجدانية و بصائرية واعية، و لكي تعيد الي الثورة هذه اللحظة و وهجها يجب خلق قطيعة تامة مع كل أمراض الممارسة السياسية الماضية و شحذ القابلية الدائمة للتُعلم و هذه القابليةة روحها و أداتها هو التواضع و المعرفة التامة و اليقينية بأن بلد بمثل فرادة السودان و تنوعه لن يبنيه فصيل او جبهة او كيان منفردا دون بقية السودانيين الآخرين و المخلصين.
.. لابد من فتح حوارات جماهيرية موسعة مع كل السودانيين في الشتات عبر المقابلات الحية او في الداخل عبر منصات الاسافير و هذه حوارات و مقابلات مهمة تعينك علي تبّصر موضوع قدميك قبل المُضي في معاركك الوعرة، هذه النقاط نكتبها و نلّح في تكرارها لأنه بغيرها لن يكون هنالك اي تقدم ل(تقدم) و ليس عيبا ان تخطي في البدايات و لكن كل العيب و العبث في أن تجعل من تكرار الأخطاء هو وسم لمسيرتك و سيرتك، و اعتقد ان ما قطعناه من شوط منذ المرحلة الإنتقالية كفيل بتعليمنا الكثير و العميق.
.. لا سبيل الي انهاء الحرب و إستعادة السودان إلا بتوحد كل القوي المدنية و الإجتماعية السودانية، اعملوا علي هذه الوحدة التي يراهن معسكر القتلة و الاسلامويين علي تفتيتها صبح مساء عبر اجهزة و منصات إعلامية ضخمة و يؤازرهم جوقة( النخبويون الاعوريون ) لأمراض لطالما لازمت تكوينهم النفسي و الذهني و لكن هولاء يفضحهم الواقع كل يوم و من ثم سوف يتجاوزهم التاريخ لأنهم لا ينتمون الي المستقبل.
.. ستظل الثورة السودانية حية و صابرة رغم كل أسباب التآمر حولها في الداخل و الخارج و ستظل سلميتنا هي الحقيقة الازلية التي سوف يكتبها التاريخ في ختام معركة الخير ضد الشر، و سينتصر الخير و الحق و الجمال لأنه قانون الوجود الازلي و الثابت.
jebeerb@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
#سواليف
قالت صحيفة #هآرتس في مقالها الرئيسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو يكذب عندما يبرر استئنافه الحرب على قطاع #غزة برفض حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) إطلاق سراح بقية #الأسرى #المحتجزين لديها.
وأفادت أن #نتنياهو دفع المطلوب لعودة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الحكومة مقدما، “ولكن ليس من جيبه الخاص، بالطبع، بل من دماء 59 أسيرا (إسرائيليا) الذين قد يكون مصيرهم قد حُسم باستئناف #الحرب..”.
ومما يجدر ذكره أن حزب الليكود بقيادة نتنياهو أعلن أن حزب “القوة اليهودية” بزعامة بن غفير سيعود إلى الائتلاف الحكومي، وذلك بالتزامن مع شنّ إسرائيل يوم الثلاثاء ضربات جوية واسعة خلفت ما يزيد على 400 شهيد فلسطيني.
مقالات ذات صلةوكان حزب “بن غفير” قد انسحب من الائتلاف في يناير/كانون الثاني احتجاجا على الهدنة مع حركة حماس في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي بيانه الذي أصدره الثلاثاء، زعم مكتب نتنياهو أن استئناف الهجمات على غزة جاء بعد رفض حركة حماس “مرة تلو أخرى إعادة مخطوفينا، وكذلك رفضها كل المقترحات التي تلقتها من المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف والوسطاء”.
ولكن صحيفة هآرتس كتبت في مقالها أنه يجب القول، “بصوت عالٍ وواضح”، إن ما ورد في ذلك البيان “كذب”، وأكدت أن إسرائيل، وليست حركة حماس، هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.
إعلان
وأردفت القول إن مكتب رئيس الوزراء كذب مرة أخرى عندما ذكر في بيانه أن الهدف من استئناف العدوان هو تحقيق أهداف الحرب كما حددتها القيادة السياسية، ومن بينها الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءَ كانوا أم أمواتا.
إسرائيل أخلفت وعدها بالانسحاب من محور "فيلادلفيا"، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدوديةوحذرت من أن الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل ضد حركة حماس يعرِّض أرواح الأسرى والجنود الإسرائيليين وسكان غزة أيضا للخطر، ويؤدي إلى تدمير ما تبقى من القطاع الفلسطيني.
ولفتت إلى أنه كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى التي كان من المقرر أن تنتهي بالإفراج عن جميع الأسرى المتبقين في غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية هي التي رفضت ذلك.
وأضافت أن إسرائيل أخلفت وعدها بالانسحاب من محور “فيلادلفيا”، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدودية.
وخلصت الصحيفة إلى أن نتنياهو تخلى عن الأسرى لإنقاذ حكومته من الانهيار، ولم يعد هو ولا أعضاء ائتلافه الحاكم يكترثون لغضب عائلات الأسرى، “فبالنسبة لهم أن ما يهم هو الموافقة على ميزانية الدولة”.