دخول إيران على الخط يثير حفيظة العديد من الدول
الخرطوم – العرب الدولية:
صعدت قيادات الجيش السوداني خطابها باتجاه الحشد لاستمرار القتال مع حصول الجيش السوداني على مسيّرات إيرانية بدا تأثيرها واضحا في المعارك الأخيرة بأم درمان.

والأربعاء قال قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن العيد القادم سيكون دون “متمردين”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، وذهب إلى أبعد من ذلك بإطلاق لفظ الخيانة على كل من لديه موقف لا يتفق مع الجيش.



وقال “نحن جميعا في القوات المسلحة والقوات النظامية وحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية والمستنفرين والشعب سندحر هؤلاء المتمردين، وأي شخص خان الشعب لن يكون له مكان بين السودانيين حتى وإن ذهبنا”.

وتزامنت تصريحات البرهان مع أخرى مماثلة على لسان عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي، وزعم خلال الزيارة التي قام بها إلى ولاية النيل الأبيض الأربعاء أن الجيش يتقدم على كافة المحاور، وثمة جاهزية لدى القوات لتحقيق النصر قريبًا.

دخول إيران على خط الصراع هو أحد الأسباب التي تشجع البرهان على التصعيد الميداني لتحقيق انتصار حاسم

وقال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تسجيل صوتي الأربعاء إن قواته ستنتصر لإرادة الشعب السوداني ووحدته، مشددا على أن خيارهم واحد وهو النصر، وأن قواته لن توفر أي حماية للمتفلتين بين عناصره.

ويراهن الجيش على بدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية تمكنه من تحقيق نتائج إيجابية، معتمدا على وصول دعم عسكري من إيران يتمثل في طائرات مسيرة استخدمت في عمليات أم درمان، ويرى أن إطالة الصراع ضمانة لاستمرار تدفق المساعدات بعد أن واجهت قوات الجيش شُحا على مستوى الدعم العسكري الخارجي في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الجارية.

وقال مصدر كبير في الجيش السوداني إنه مع مرور عام على بدء الحرب الأهلية في السودان، تساعد الطائرات المسيرة المسلحة إيرانية الصنع على تحويل دفة الصراع ووقف تقدم قوات الدعم السريع واستعادة أراض حول العاصمة.

وذكرت ستة مصادر إيرانية ومسؤولون ودبلوماسيون في المنطقة طلبوا، شأنهم شأن المصدر العسكري، عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المعلومات، لرويترز أن الجيش حصل على طائرات مسيرة إيرانية الصنع خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتحدثت قيادات عسكرية سودانية مؤخرا عن تقديم إيران طائرات مسيرة للجيش، وتم استخدام طائرات مسيرة أكثر فاعلية من قاعدة وادي سيدنا العسكرية في يناير الماضي، وهو أمر أكدته أيضا قوات الدعم السريع.

rr

وأرسل الجيش إشارات إلى أطراف معادية لإيران، تفيد بأنه سوف يصبح رقمًا في معادلة الصراعات الإقليمية، وتمكن من تجاوز الضغوط الخارجية التي كانت تمارس عليه خلال الأشهر الماضية، فيما يقول مراقبون إن الجيش سيسعى إلى عدم المشاركة في جلسات الحوار ليربح وقتا يمكنه من تحسين وضعه العسكري قبل الجلوس إلى طاولة أي مفاوضات.

وتراجع المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريللو عن حديثه السابق بشأن موعد استئناف مفاوضات جدة، وأشار في تصريحات الأربعاء إلى أنه من غير المرجح أن تُستأنف محادثات السلام في 18 أبريل الجاري.

وقال المحلل السياسي السوداني سليمان سري إن الجيش السوداني لديه رؤية تفيد بقدرته على التقدم في عدد من الجبهات، ويعول على استمرار الدعم الخارجي الذي يأتيه من طهران، بعد أن كشفت الحرب أنه لم يكن جاهزا لها منذ البداية، ويعمل حاليا على إعادة تأهيل القوات لاستعادة مناطق سيطرت عليها قوات الدعم السريع بلا مقاومة تقريبا، ويستفيد الجيش من إطالة الصراع عبر الاتجاه نحو تكثيف عمليات التجنيد.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن الجيش توسع منذ فترة في عمليات الإحالة إلى المعاش، وتقاعد عدد كبير من الخبراء العسكريين، ويحاول استدعاء البعض وتدريبهم تزامنًا مع توافد الدعم العسكري من الخارج، واستخدم تكتيكات، مثل سماحه بدخول عناصر أوكرانية للقتال بحجة ضرب فاغنر الروسية التي قيل إنها تقاتل في صف الدعم السريع.

وأشار سليمان سري إلى أن الحرب دخلت مرحلة الاستعانة بالتقنيات العسكرية الحديثة، وأن الميليشيات المتحالفة مع الجيش، ومن بينها كتائب البراء، لديها خبرات في استخدام المسيّرات، وتلقت تدريبات تؤهلها لذلك، وأن انخراط الجيش في المعارك وإطالة وقتها يضمنان وصول المزيد من الإمدادات الخارجية. وسوّق البرهان وكباشي في زياراتهما الميدانية إلى ولايات مختلفة قرب تحقيق ما يسميانه “الانتصار”.

وذهب الجيش نحو رفع عمليات حشد المواطنين للقتال، وسط توقعات بأن تشهد بعض ولايات السودان مظاهرات مؤيدة له، ما يوحي لقوى خارجية بأنه يملك دعما داخليا يجعله يمضي في مسار الحرب، وليس مستبعدا أن تصل المعارك إلى إقليم دارفور عبر توجيه طائرات مسيرة لضرب قوات الدعم السريع في معاقلها الرئيسية.

وانتقلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مدينة القضارف مؤخرا، وهي إحدى الولايات الهادئة في الشرق ونزح إليها نحو نصف مليون شخص منذ بدء الحرب، وتقع تحت سيطرة الجيش.

ee

وأكد محافظ القضارف محمد عبدالرحمن محجوب وقوع هجوم بطائرة مسيرة، دون توجيه اللوم إلى طرف محدد، وحث من انضموا إلى المقاومة الشعبية على الاستعداد للدفاع.

وذكر الناطق باسم الجبهة الثورية السودانية أسامة سعيد أن استمرار الحرب العبثية “هدف لأطراف الصراع، والنتيجة سوف تكون تدمير ما تبقى من بنى تحتية وتهجير أعداد أكبر من المواطنين”.

ولفت في تصريح لـ”العرب” إلى “أن رهانات الجيش الكبيرة على تحشيد المواطنين تقابلها قوات الدعم السريع بتحشيد مضاد، ومن ثم الدخول في حرب أهلية طويلة تقلص فرص الحل السياسي”.

وأوضح أن “دخول إيران على خط الصراع مؤشر يدعم إطالة أمد الحرب، وهو أحد الأسباب التي تشجع قادة الجيش على مواصلتها، لأن تقديراتهم تشير إلى قدرتهم على تحقيق انتصار حاسم، ما يتنافى مع الواقع الذي يشير إلى استحالة أن يصل أي طرف إلى الانتصار الكامل نتيجة الطبيعة الجيوسياسية المعقدة، والمكونات العسكرية المتشابكة ونفوذها في مناطق عدة، ما يقلل فرص الحسم العسكري النهائي”.

ويثير دخول إيران على خط الصراع الراهن في السودان حفيظة العديد من الدول التي تعاديها، ما يدفع بعضها إلى عدم التورع عن تقديم مساعدات عسكرية إلى الدعم السريع، ويمكن أن يحدث اصطفاف أكثر حدة يجعل السودان أمام مشاهد عسكرية وسياسية أشد صعوبة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی دخول إیران على طائرات مسیرة

إقرأ أيضاً:

“إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع

قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، إن “الجيش لن يخضع لأي ابتزاز، ولن يدخل في أي تفاوض يسلب هيبته، ولا يلبي طموح الشعب السوداني”.

وأضاف البرهان أمام عدد من المقاتلين في أم درمان، “نحن دعاة سلام، ولا نرغب في الحرب، ولكن لن نتفاوض بشكل مهين، ولن نذهب للتفاوض إلا بعزة”.

ودعا قائد الجيش السوداني الوسطاء “لحث ميليشيا الدعم السريع للخروج من منازل المواطنين”، مضيفا “لن نتفاوض مع عدو يستمر في الانتهاكات، ولا مع من يؤيده، وواجبنا إعداد العدة للقتال، ونرى الانتصار أمامنا كما نراكم الآن”.

وأشار إلى أن الجيش ربما يخسر معركة، ولكنه لم يخسر الحرب، مضيفا “إذا خسرنا أشخاصا، فالسودانيون كثر، وكل الشعب السوداني يقف مع الجيش، عدا فئة ضالة تساند الباطل وميليشيا الدعم السريع”.

وتابع قائلا “هذه البلاد لن تسعنا مستقبلا، إما نحن أو هم، ونحن ملتزمون أن نسلم الشعب السوداني الوطن خاليا من التمرد، أو نفنى جميعا كقوات مسلحة”.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفا، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

كذلك، سجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن تحرير نساء من قبضة الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم للدعم السريع بغرب كردفان
  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جسر بالعاصمة.. ومجزرة في ولاية سنار
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جزء من جسر رئيسي في الخرطوم