​دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، مع ترقب رد إيراني محتمل على ضربة استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، والتي نُسبت لإسرائيل دون أن تقر الأخيرة بها.

وفي وقت تعهدت فيه إيران بالانتقام من إسرائيل جراء هذه الضربة، قال مسؤولون إسرائيليون إن أي عمل عسكري مباشر من طهران على أراضيها، فإنها سترد بضربات على الأراضي الإيرانية، مما "يفتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط"، حسب صحيفة "تلغراف" البريطانية.

لكن كيفية الرد الإيراني المرتقب تظل مسألة غير واضحة، على الرغم من أن تقييما استخباراتيا أميركيا نشرته وكالة "بلومبيرغ"، هذا الأسبوع، يشير إلى أن "إيران قد تكون مستعدة لشن ضربات عالية الدقة باستخدام الصواريخ البالستية أو الطائرات بدون طيار على أهداف داخل إسرائيل".

ووفقا لصحيفة "تلغراف"، فإن "الهجوم المباشر من الأراضي الإيرانية على إسرائيل، من شأنه أن يرقى إلى مستوى عمل من أعمال الحرب، ويمكن القول إنه سيكون بمثابة رد فعل مبالغ فيه على الضربة الأولية في دمشق، التي استهدفت القوات الإيرانية في الخارج، وليس أهدافا داخل إيران نفسها".

أما السيناريو الآخر، وهو أكثر انسجاما مع سلوك إيران السابق، وفقا للصحيفة ذاتها، فهو "إصدار أوامر لمجموعة من الوكلاء في جنوب لبنان أو سوريا، مثل حزب الله، بإطلاق هجمات صاروخية أو طائرات بدون طيار واسعة النطاق عبر الحدود ضد إسرائيل".

"اختبار حقيقي"

وقال الأستاذ المساعد البارز بجامعة الكويت، الزميل غير المقيم بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن العاصمة، بدر السيف، إن "إيران في وضع محفوف بالمخاطر".

وفي حديثه لوكالة "بلومبيرغ"، أضاف السيف: "إنها لعنة سواء استجابت (إيران) أم لم تستجب".

تقرير: هجوم إيراني متوقع على إسرائيل خلال اليومين المقبلين كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن شخص مطلع لم تسمه، أن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر من إيران على جنوب أو شمال البلاد في غضون الـ24 إلى 48 ساعة القادمة.

ودمر الهجوم الذي نسب إلى إسرائيل، القنصلية الإيرانية  لدى دمشق، وأدى إلى مقتل 16 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ونعى الحرس الثوري الإيراني 7 من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران.

وتوعد مسؤولون إيرانيون، يتقدمهم المرشد الأعلى، علي خامنئي، بأن إسرائيل سوف "تنال العقاب" بعد الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل.

وقال المحاضر البارز في الأمن الدولي بجامعة برونيل، ستيفن واغنر، إن "النظام حذر بشكل عام ويتجنب المواجهة المباشرة، لكنه يتعرض للاستفزاز أكثر من المعتاد".

وتابع: "الضربة الإسرائيلية في سوريا ستخلق بالتأكيد شعورا بالحاجة إلى الانتقام.. ربما يكون هذا هو ما قرره السياسيون
بعد أن سئموا.. ومن المنطقي الإدلاء ببيان مثير".

وفي تقرير جديد، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن شخص مطلع لم تسمه، أن إسرائيل "تستعد لهجوم مباشر من إيران على جنوبي أو شمالي البلاد في غضون الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة".

وقال السيف إن "الرد المباشر هو الاختبار الحقيقي" لإيران.

وتأتي هذه التطورات بعد أن دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس - الحركة المدعومة من إيران والمصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي - شهرها السابع، والتي كانت مصحوبة بتوتر متزايد مع حزب الله والحوثيين، والميليشيات الأخرى المتحالفة مع طهران.

وقال مدير مبادرة "سكوكروفت" لأمن الشرق الأوسط في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، جوناثان بانيكوف، في تقييم أمني حديث: "إن الهجوم باستخدام الصواريخ الباليستية أو الطائرات بدون طيار ضد أهداف داخلية إسرائيلية سيكون الخيار الأكثر تأثيرا وخطورة (من ضمن الخيارات) المتاحة لطهران".

رويترز عن مصادر: طهران نقلت رسالة لواشنطن بشأن الرد على هجوم دمشق قالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير،

واستطرد: "في حين أن إيران قد تسعى إلى منع التصعيد إلى حرب واسعة النطاق، على سبيل المثال، من خلال ضرب أهداف عسكرية أو استخباراتية فقط، بدلا من الأهداف المدنية، إلا أن هذه خطوة لا تزال محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى أن إيران تحاول تجنب صراع أوسع من المرجح أنها غير مستعدة له".

ومن بين السيناريوهات للرد الإيراني المحتمل، إطلاق طهران لوابل من الصواريخ من سوريا على مواقع في مرتفعات الجولان، حسب "بلومبيرغ".

وحتى لو حاول المرشد الإيراني - صاحب القول الفصل في البلاد - القيام بمثل هذه الخطوة، "فسيتعين على جيشه تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة"، وفقا لفابيان هينز، وهو زميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وقال هينز في حديث لوكالة "بلومبيرغ"، إن "الأنظمة الإيرانية جيدة جدا – ليس هناك شك في ذلك – المشكلة هي أن الدفاعات الإسرائيلية استثنائية تماما"، مردفا: "إذا أظهرت الضربة أنه يمكن اعتراض معظمها وأنها ليست فعالة للغاية، فقد لا يزال بإمكانك (طهران) تحقيق نصر سياسي ورمزي، لكنها ستقلل من قدرات الردع لديك".

كيف سترد إسرائيل؟

يظل هناك أيضا احتمال بأن الهجوم الإيراني ليس وشيكا، خلافا لتقييم الاستخبارات الأميركية وتقارير وسائل الإعلام، التي أشارت إلى أن الرد اقترب.

ويمكن بدلا من ذلك، وفق "تلغراف"، أن يكون "جزءا من جهد أوسع لشن حرب نفسية ضد إسرائيل، وربما التحقيق في نقاط الضعف في دفاعها الجوي، من خلال إطلاق تهديدات تهدف إلى وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب دائم". 

وقال الخبير في شؤون الجيش الإيراني بمجموعة "متحدون ضد إيران النووية"، كسرى عرابي، إنه "على الرغم من كل الضجيج الذي أحدثه النظام الإيراني، فإن توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل من قبل الحرس الثوري الإيراني لا يزال غير محتمل إلى حد كبير".

خامنئي يتوعد إسرائيل مجددا.. ما أدوات إيران وما الرد الإسرائيلي؟ مجددا، توعدت إيران بالرد على قصف جوي "نُسب لإسرائيل"، وأسفر عن تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط، فما هي أدوات طهران لتحقيق ذلك؟، وما سيكون الرد الإسرائيلي على أي تحرك إيراني مباشر أو غير مباشر؟

وفي تصريحات لصحيفة "تلغراف"، قال عرابي: "بدلا من ذلك، ينخرط الحرس الثوري الإيراني حاليا في شن حرب نفسية واسعة النطاق، بهدف جعل الخوف من الهجوم أسوأ من الهجوم الفعلي".

ومن المرجح أن يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في الرد بالمثل إذا تعرضت أهداف عسكرية أو حكومية إسرائيلية لقصف إيران.

وتشمل هذه الأهداف، حسب "تلغراف"، مقر الحرس الثوري الإيراني في طهران، أو قواعد أخرى محتملة للحرس الثوري الإيراني، مثل منشآته الجديدة في محافظتي سيستان وبلوشستان.

وفي مواجهة ضغوط هائلة داخل إسرائيل لتركيز الجهود على إعادة الرهائن من قطاع غزة، "فمن غير المرجح أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي حريصا على مواصلة الحرب مع إيران ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية، وردا على تهديد وجودي فوري"، كما قالت الصحيفة البريطانية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحرس الثوری الإیرانی الشرق الأوسط واسعة النطاق مباشر من

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعيد تشكيل مجموعات عمل لمواجهة تطورات النووي الإيراني

أعاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تشكيل مجموعات عمل حول البرنامج النووي الإيراني، ضمت أعضاء من المؤسسة الأمنية ووزارة الخارجية والإستخبارات، بهدف التركيز على البرنامج النووي الإيراني، حسب ثلاثة مسؤولين بارزين تحدثوا للموقع. 

وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي في تقرير له إن القرار يعبر عن  قلق أمريكي وإسرائيلي من محاولة إيران تطوير التكنولوجيا النووية، بما في ذلك تحويله إلى سلاح، وذلك في الأسابيع التي ستقود إلى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، بحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

 وقال المسؤولون إن سبب الإهتمام لأن تركيز قادة الولايات المتحدة سيكون موزعا بين الحملات الإنتخابية والأزمة المستمرة في غزة، وربما وجدت أمريكا صعوبة في الرد التقدم الإيراني في هذه الفترة. 


وقالوا أيضا أن هناك قلق من محاولة القادة الإيرانيين استخدام المرحلة الانتقالية لما بعد الإنتخابات "للتقدم" نحو السلاح النووي. 

وقال مسؤول أمريكي إن المجتمع الأمني الأمريكي لا يزال على اعتقاد أن إيران لا تريد تطوير  سلاح نووي، ولكنها اتخذت خطوات نووية نشطة "لا يمكن تغييرها"، وطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي لا يهدف لإنتاج قنبلة نووية. 

وأشار الموقع إلى أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تنظر في معلومات جديدة أثارت القلق من أن نشاطات إيران مرتبطة بتطوير أسلحة نووية. 

وتشعر "إسرائيل" بالقلق من أنه يمكن استخدام النمذجة الحاسوبية والأدوات العلمية الأخرى التي طورها العلماء الإيرانيون لتحويل البرنامج إلى سلاح مما يعطي لطهران فرصة "لتقصير الجدول الزمني" لو أمر المرشد الأعلى للجمهمورية الإسلامية، آية الله على خامنئي بالتقدم نحو القنبلة النووية. 

وتمت مناقشة الملف النووي الإيراني خلال زيارة وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت، لواشنطن هذا الأسبوع، حيث التقى مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنطوني بلينكن،  ووزير الدفاع لويد أوستن. 

وقال المسؤول الأمريكي "نحن في مشاورة دائمة 7 أيام و24 ساعة مع إسرائيل حول هذا الموضوع". وقال "لن تحصل إيران أبدا على القنبلة النووية"، وستعمل إدارة بايدن جهدها ألا يحدث هذا، كما قال. 


وزعم مستشار الأمن القومي السابق ياكوف نيغل، الذي يعمل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ولا يزال مقربا من نتنياهو أن عددا من العلماء الإيرانيين يعملون خلال الأشهر الماضية على العملية الضرورية لبناء القنبلة الذرية. وأخبر الموقع أن هذه النشاطات تجري تحت مظلة البحث الأكاديمي و قد "تذهب أبعد مما هو عادي" ويصنف على أنه تجربة مدنية. 

وزعم نيغل أن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية تعتقد بأن خامنئي لم يصادق صراحة أو رسميا من أجل الحفاظ على مساحة للإنكار.
 وقال مسؤولون إسرائيليون بارزون إن توجيهات نتنياهو لمستشار الأمني القومي تساحي هنغبي لتفعيل مجموعة العمل، جاء بعد فترة تجميد استمرت عاما ونصف العام. 

وأكد مسؤولان سابقان إن موضوع إيران لم يتم التعامل معه بجدية ومنذ عودة نتنياهو للحكم في كانون الأول/ديسمبر 2022. فقد انشعل "أولا بالإصلاحات القضائية ولاحقا في حرب غزة. وبعد ظهور المعلومات الجديدة عن ملف إيران النووي، اشتكى مسؤولون سابقون في وزارة الحرب ممن هم على علاقة وثيقة مع نتنياهو من إهمال الملف النووي في إيران. 


واكتشفوا الأمر أخيرا في الأشهر السابقة، وبخاصة بعد ظهور المعلومات الجديدة عن ملف إيران النووي. وبعد توجيه نتنياهو تم إنشاء ست مجموعات عمل وتحت إشراف مجلس الأمن القومي.
واحد منها فريق بقيادة الموساد ويتعامل مع  الملف النووي الإيراني وإمكانية انتقاله لمرحلة التسليح. وهناك ثان بقيادة شين بيت والمسؤول عن عمليات التأثير الإيراني داخل المجتمع الإسرائيلي، والمتزايد منذ العام الماضي، حسب مسؤول إسرائيلي.

 وهناك فريق يتعامل مع المعلومات الإستخباراتية والتنسيق الإلكتروني ونشاطات إيران في المنطقة مع حزب الله والحوثيين في اليمن والميليشيات في سوريا والعراق. ومن المتوقع أن يقود هنغبي وفدا على مستوى عال إلى واشنطن في منتصف الشهر المقبل، وسيكون الموضوع الرئيسي في المحادثات هو برنامج إيران النووي.

مقالات مشابهة

  • مقتل منفذ هجوم بقوس ونشاب على السفارة الإسرائيلية في بلغراد
  • الأمن الإيراني: استشهاد اثنين من كوادر الأمن إثر هجوم مسلح جنوب شرق البلاد
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي على إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي ضد إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • إيران.. بزشكيان يتقدم على جليلي بعد فرز أكثر من 12 مليون صوت
  • من سيكون الرئيس الإيراني القادم وكيف ستتغير سياسة طهران؟
  • ردا على التصعيد النووي.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران
  • نتنياهو يعيد تشكيل مجموعات عمل لمواجهة تطورات النووي الإيراني
  • انسحاب مرشحين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • جهاد البناء.. المرصد يكشف تفاصيل ضربة إسرائيلية في ريف دمشق