إحصائيا.. أركاداغ التركمانستاني يتفوق على الريال والسيتي
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
ليس ريال مدريد الإسباني أو مانشستر سيتي الإنجليزي أو سان جيرمان الفرنسي، أفضل فريق في العالم. إحصائياً، قد لا تتعدى شهرته تركمانستان البلد القابع في آسيا الوسطى والمطل على بحر قزوين.
منذ تأسيسه العام الماضي، لم يتمكّن أي فريقٍ من إيقاف قطار أركاداغ الذي سُميّ تيمّناً بالرئيس السابق قربان قولي بردي محمدوف، محققاً 36 انتصاراً محلياً متتالياً في سلسلةٍ لا تزال مستمرّة.
ولم يخسر الفريق أي مباراة وتوّج بلقبي الدوري والكأس موسمه الأوّل، وهو إنجازٌ لم يسبق أن تحقق في أي مكانٍ حول العالم.
لكن في تركمانستان، كان الطريق متوقعاً ربما بالنسبة لهذا النادي تحديداً.
الدولة الغنية بالرمال والمواد الهيدروكربونية واحدة من أكثر البلاد انغلاقاً في العالم وفقاً لجماعات حقوق الإنسان، وعائلة بردي محمدوف الوالد قربان قولي ونجله الرئيس الحالي سردار، يبسطان سيطرة مطلقة على جميع جوانب المجتمع.
ويُلقّب قربان قولي الذي حكم البلاد 15 عاماً بـ"أركاداغ" أي البطل الحامي.
ورغم تسليمه الرئاسة لسردار، يواصل قربان قولي الحكم إلى جانب نجله، ويتمتّع بامتيازات هائلة كرئيس لمجلس الشعب، وكزعيم وطني، وهو منصب حصل عليه من خلال "قانون دستوري" دخل حيّز التنفيذ في 21 يناير/كانون الثاني 2023.
ويقع ملعب أركاداغ في المدينة الجديدة التي تحمل الاسم عينه، وتدخل ضمن مشروعٍ ضخم شُيّد تكريماً له بتكلفةٍ رسميةٍ بقيمة 5 مليارات دولار.
ووسط المدينة، يوجد نصب تذكاري ذهبي يبلغ ارتفاعه 43 متراً يمثّل قربان قولي على صهوة حصانٍ فوق صخرة.
KLUB PALING INSTAN DI DUNIA ????
????️ Didirikan tahun 2023
???? 20 laga
✅️ 20 menang
⚽️ 70 gol
???? 15 kebobolan
???? Juara liga musim 2023
FK Arkadag menjuarai Liga Yokary Turkmenistan di musim perdana mereka dan sejauh ini menjadi klub yg paling "instan" di dunia! ???? pic.twitter.com/DUVjQA5TDo
— MEDIOCLUB (@medioclubID) December 6, 2023
الفوز بكل لقبعلى الرغم من إنجازه غير المسبوق، يُعاني أركاداغ على صعيد جذب الجماهير.
وقد حضر نحو 200 مشجّع المباراتين الأخيرتين ضد أهال (بطل الموسم الماضي) وألتين أسير (حامل الرقم القياسي) بعدد الألقاب (8) اللتين تابعتهما وكالة الأنباء الفرنسية بالملعب الجديد الذي يسع 10 آلاف متفرّج، علماً بأن التذاكر تُقدّم مجاناً.
ومُتابعاً المباراة، لوّح المشجّع بيغينش موكادوف بوشاح النادي المزيّن بشعاره الرسمي، وهو عبارة عن شعار باللونين الأبيض والأزرق الجليدي، يتوسّطه حصان أخال تيكي الأبيض، وهو رمزٌ وطني تركماني.
ويقول موكادوف (18 عاماً) الذي يعمل في شركة إنشاءات "أركاداغ سيفوز حتماً بكل لقبٍ هذا الموسم. أنا سعيد بتأسيس فريقٍ لا يُقهر وبأن كرة القدم أصبحت مثيرةً للاهتمام".
بدوره، يقول الموظف الحكومي شاغليلدي سويوف (34 عاماً) إنه يتابع جميع مباريات أركاداغ "عن كثب" ويحبّ "طريقة لعب (الفريق) الديناميكية".
وبعد الفوز بلقبي الدوري والكأس العام الماضي، قدّم قربان قولي صورة للاعبين، لنجله سردار وهو يوقّع على كرة تحمل شعار النادي.
وهديةٌ "تلقاها (اللاعبون) بفخرٍ كبيرٍ وامتنانٍ عميق" وفقاً لوسائل الإعلام المحلية الحكومية التي يُمارِس عليها النظام رقابة شديدة.
ويقول للفرنسية ديدار دوردييف، وهو هداف البطولة للعام الثاني على التوالي "التقى (قربان قولي) الفريق وهنأنا على الانتصارات الجديدة".
وبعد تسجيله 83 هدفاً في 24 مباراة ضمن الدوري خلال الموسم الماضي، واصل أركاداغ نجاعته الهجومية الخارقة وسجّل 25 هدفاً في 5 مبارياتٍ هذا الموسم.
ويقول دوردييف "نشعر بدعم البطل الحامي المحترم قربان قولي بردي محمدوف".
هزائم خفيّةأزالت السلطات الرياضية المراجع التي تُشكّك في حالة أركاداغ كقوة كرويّة خارقة.
ولا يوجد أي أثر على موقع الاتحاد التركماني لكرة القدم لخسارتين للفريق أمام شاختار دونيتسك ودنبيرو الأوكرانيين بنتيجتي صفر-1 ضمن مباراتين وديتين في فبراير/شباط الماضي.
وهو أمرٌ ليس مستغرباً في بلدٍ تخضع فيه المعلومات لرقابةٍ شديدة، خاصةً حين يتعلّق الأمر بنادٍ تأسّس تكريماً لأب الأمّة الذي لا يُشكك فيه.
وسيواجه الفريق الخارق أكبر تحدٍ له حين يشارك في بطولة دوري أبطال آسيا 2، وهي الثانية على مستوى بطولات الاتحاد الآسيوي للعبة وتماثل الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
وعلى عكس باقي البلاد بآسيا الوسطى، لم تكن تركمانستان يوماً أمةً كرويّة ولم تترك أية بصمة على الساحة العالمية، رغم الدعم المالي الكبير من الحكومة من مبيعات احتياطياتها الهائلة من النفط والغاز.
ولم يفز المنتخب الوطني، وعماده من لاعبي أركاداغ، بأية مباراة منذ يونيو/حزيران 2022.
وتتخبّط تركمانستان في مراكز متراجعة ضمن تصنيف المنتخبات الذي يصدر عن الاتحاد الدولي (فيفا) إذ تحتل المركز رقم 143 من 210.
ويقول المسؤولون إنهم غير قلقين ويأملون بأن يؤدّي نجاح أركاداغ إلى تحوّل في اللعبة.
ويقول مسؤول باللجنة الرياضية الحكومية اشترط عدم الكشف عن اسمه "من الجيّد أن اللاعبين يعرفون بعضهم البعض" مضيفاً "هذا يُعزّز الروح المعنوية لتحقيق الانتصارات".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
العراق يتفوق على السعودية في صادرات النفط إلى أمريكا: بداية تغيير موازين القوى؟
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- في تحول غير متوقع، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن العراق قد تجاوز السعودية في معدل صادرات النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو تطور يثير العديد من التساؤلات حول ديناميكيات سوق الطاقة العالمي ومكانة العراق كقوة نفطية.
البيانات التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية كشفت عن تراجع الصادرات السعودية إلى أمريكا بشكل حاد، حيث وصلت إلى 81 ألف برميل يومياً فقط، مقارنة بـ 209 آلاف برميل يومياً من العراق. هذا التغير يعكس تنافساً غير مسبوق بين أكبر منتجي النفط في المنطقة. فما الذي يعنيه هذا التراجع؟ هل هو بداية النهاية لهيمنة السعودية على أسواق النفط العالمية، أم أن العراق فعلاً نجح في تغيير موازين القوة في سوق الطاقة؟
العراق: مستفيد من التوترات الجيوسياسية أم تراجع في استراتيجيات السعودية؟بينما قد يبدو أن العراق قد استفاد من تراجع صادرات السعودية بسبب التوترات الجيوسياسية أو تغيير استراتيجيات الإنتاج، هناك من يعتقد أن هذا التفوق هو فرصة غير متوقعة للعراق لفرض نفسه كمنتج نفطي رئيسي، خاصة مع التقلبات المستمرة في أسواق النفط بسبب السياسات الاقتصادية العالمية والتغيرات المناخية.
تحول خارطة الطاقة: هل يتسبب هذا في تغييرات استراتيجية؟إن تجاوز العراق للسعودية في صادرات النفط إلى أمريكا قد يكون بداية لتحولات استراتيجية في سوق الطاقة العالمي. فعلى الرغم من الهيمنة التقليدية للسعودية على السوق، إلا أن العراق قد أظهر قدرته على التأثير بشكل أكبر في أسواق النفط الغربية. مع هذه التطورات، تزداد الضغوط على السعودية لإعادة تقييم استراتيجياتها في ظل منافسة غير متوقعة.
تأثيرات سياسية واقتصادية: ماذا يعني هذا لأوبك؟مع تصاعد حجم صادرات العراق إلى الولايات المتحدة، يتساءل البعض عن تأثير ذلك على منظمة أوبك. فهل العراق سيصبح أكثر استقلالية في سياسته النفطية ويبدأ في تحدي القيادة السعودية داخل المنظمة؟ وهل سيؤدي ذلك إلى المزيد من التوترات داخل أوبك حول حصص الإنتاج والسياسات النفطية؟
الدروس المستفادة من هذا التغير: قوة جديدة في الشرق الأوسط؟إن هذا التغيير في صادرات النفط يعكس بشكل كبير التغيرات في موازين القوى العالمية، ويؤكد أن أسواق الطاقة لم تعد تحت سيطرة عدد محدود من الدول. من المتوقع أن يشهد العالم تحولاً في علاقات الطاقة بين الولايات المتحدة والدول المنتجة للنفط، وأن العراق قد يكون في وضع مثالي للاستفادة من هذه التحولات الجيوسياسية والاقتصادية.
هل يكون هذا التحول في صادرات النفط نقطة تحول للعراق في سياسته النفطية أو مجرد نقطة عابرة؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال المعقد.