فضيحة تجسس ضخمة لصالح روسيا تهز النمسا
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
يبدو أن فيينا، التي كانت وكرا للجواسيس خلال الحرب الباردة، لم تفقد شيئا من سمعتها رغم سقوط الستار الحديدي جدار برلين، فها هو عميل سابق في المخابرات النمساوية يعترف بأنه كان يعمل لصالح المخابرات الروسية ويكشف عن إمداده لها بمعلومات سياسية واقتصادية وأمنية حساسة.
وحسب ما ورد في صحيفة لوموند، فإن إيغيستو أوت باع معلومات سرية من قواعد البيانات الغربية إلى الروس بما في ذلك عنوان كريستو جروزيف، وهو صحفي بلغاري يعمل بشكل خاص في موقع "بيلينغكات" (Bellingcat).
والمحقق الصحفي جروزيف هو السبب وراء اكتشافات عديدة فضحها موقع بيلينغكات بشأن حالات التسمم بغاز "نوفيتشوك" التي يتهم جهاز المخابرات العسكرية الروسية بالوقوف وراءها، لا سيما أثناء محاولة القضاء على العميل السابق سيرجي سكريبال عام 2018 في المملكة المتحدة.
وقالت لوموند إن اعتقال أوت يوم 29 مارس/آذار الماضي تسبب في حدوث اضطرابات غير مسبوقة في هذه الدولة الواقعة وسط أوروبا، والتي تظل -وراء "حيادها" المزعوم- "هدفا لعمليات التسلل التي تقوم بها موسكو على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وبعد الاعتراف، في الخامس من أبريل/نيسان الحالي، بأن هذه القضية هي بمثابة "مشكلة تتعلق بالأمن القومي"، قالت لوموند إن المستشار النمساوي المحافظ كارل نيهامر أعلن عن تشديد التشريعات المحلية المتساهلة للغاية في قضايا مكافحة التجسس.
وأبرزت الصحيفة أن ما تم الكشف عنه كل يوم تقريبًا في الصحافة منذ 29 مارس/آذار الماضي حول أنشطة العميل السابق المعتقل أوت لا يمكن تصديقه.
وأضافت أن أوت، العميل السابق المتخصص في مراقبة التطرف داخل المكتب الفدرالي لحماية الدستور، هو حاليا في الحبس الاحتياطي بعد أن وجّه له مكتب المدعي العام في فيينا تهما بـ"جمع أسرار استخباراتية من قواعد بيانات الشرطة بهدف نقلها إلى ممثلي السلطات الروسية"، بحسب مذكرة الاعتقال التي كشفت عنها أسبوعية "فالتر" النمساوية.
ورغم ما هو معروف عن هذا الرجل، البالغ من العمر 61 عامًا، من بيعه للروس معلومات سرية مأخوذة من قواعد البيانات الغربية مقابل عشرات آلاف الدولارات، ورغم تعليق عمله نتيجة لذلك منذ عام 2017، فإن المثير للدهشة -وفقا للوموند- هو أن المحاكم برأته من هذه الوقائع، ثم أعيد تعيينه في إدارة أخرى بوزارة الداخلية، كل هذا مع استمراره في الوقت نفسه في أنشطته السرية لصالح روسيا، بحسب المحققين.
ومع ذلك، فإن المعلومات التي شاركتها المملكة المتحدة في بداية عام 2024، وفقا للصحيفة، أدت في النهاية إلى رد فعل السلطات النمساوية.
وذكرت أن الأجهزة البريطانية ألقت العام الماضي القبض على خلية من المواطنين البلغاريين الذين يعملون سرًا من بلدهم لصالح جان مارساليك الذي هو المدير السابق لخدمة الدفع عبر الإنترنت المتوقفة حاليا "واركارد" (Wirecard).
وأضافت أن هذا المواطن النمساوي اختفى منذ إفلاس شركته في صيف عام 2020، وكان في الواقع عميلا يتقاضى رواتب موسكو، وقد وواصل أنشطته على الأرجح من روسيا، مستفيدًا بشكل خاص من علاقاته المميزة مع أوت وغيره من العملاء السابقين للأجهزة النمساوية، وجميعهم معروفون بقربهم من حزب الحرية النمساوي، وهو مجموعة يمينية متطرفة مؤيدة للاتجاهات الروسية، وفقا للصحيفة.
ويُشتبه في أن السيد أوت ظل يمد مارساليك بمعلومات حتى عام 2022 على الأقل، وفقًا للرسائل التي اكتشفها البريطانيون على هواتف هؤلاء البلغار الذين عملوا وسطاء لنقل العناصر إلى موسكو ومكافأة الجاسوس النمساوي.
ومنذ تفجر الفضيحة، تقول الصحيفة، وعدت جميع الأحزاب السياسية النمساوية بدعم تشديد العقوبات على التجسس، فضلا عن توسيع نطاق الأنشطة المستهجنة لتشمل أنشطة المراقبة التي تقوم بها المنظمات الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها.
لكن لوموند حذرت من أن هذه الأحزاب، وقبل بضعة أشهر من الانتخابات التشريعية في سبتمبر/أيلول المقبل، ستقضي وقتًا أطول في المشاحنات حول علاقاتها مع السيد أوت بدلا من محاولة فهم أسباب هذا الاختراق الأمني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
منتخب الجودو يشارك في بطولة «النمسا جراند بري»
أبوظبي (الاتحاد)
اعتمد مجلس إدارة اتحاد الجودو، مشاركة منتخبنا الوطني للجودو في بطولة الجائزة الكبرى للجودو «جراند بري»، التي تقام في مدينة لينز النمساوية خلال الفترة من 7 إلى 9 مارس المقبل، والتي تعتبر ثالث بطولات الاتحاد الدولي للجودو، وذلك ضمن برنامجه المعد لإعادة التأهل لدورة ألعاب لوس أنجلوس 2028.
وتشهد بطولة النمسا حتى الآن مشاركة 467 لاعباً ولاعبة من 53 دولة من مختلف قارات العالم.
وضمت قائمة منتخبنا المشارك في تلك البطولة 3 عناصر، وفي مقدمتهم اللاعبة بشيرات خرودي، التي تشارك في منافسات وزن تحت 52 كجم، ولاعبان وهما نارمند بيان، الذي يشارك في منافسان وزن تحت 66 كجم، ومحمد يزبيك في وزن تحت 73 كجم بجانب المدرب فيكتور سكفورتوف.
وأكد محمد بن ثعلوب الدرعي، رئيس الاتحاد، أن مجموعة المنتخب الثانية تواصل استعداداتها في معسكر طشقند في أوزبكستان، التي تستضيف بطولة طشقند جراند سلام خلال الفترة من 28 فبراير الحالي وحتى الثاني من مارس المقبل، كثاني بطولات الاتحاد الدولي للجودو لعام 2025، والتي تشهد حتى الآن مشاركة 246 لاعباً ولاعبة من 23 دولة، وقد ضمت قائمة منتخبنا 4 لاعبين ولاعبة، وهم بشيرات خرودي في «وزن تحت 52 كجم»، والصاعد حميد سعيد الشامسي «وزن تحت 60 كجم»، وناجي يزبيك الفائز بالميدالية الذهبية لوزن 66 كجم في بطولة الدار البيضاء الدولية، في أول مشاركة خارجية له، وكريم عبد اللطيف الفائز بذهبية وزن تحت 73 كجم في الدار البيضاء أيضاً، والصاعد راشد المشجري في وزن تحت 81 كجم.
ويشرف على تدريب تلك المجموعة مدرب المنتخب المساعد، وقد تحدد ظهر يوم الأربعاء المقبل موعداً لقرعة بطولة طشقند جراند سلام، وذلك بفندق «أنسبيراس طشقند» عبر تقنية الفيديو.