المفتي الرفاعي: على اللبنانيين أن يتعظوا من الماضي
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
قال مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن "على اللبنانيين أن يتعظوا من الماضي ويعتبروا من آلامه وقساوته وحماقاته، لا للانجرار نحو الفتن، لا للتحريض الطائفي والمذهبي والعنصري، والتعميم من العمى"، مشيرًا إلى أنّ "التفلت الأمني في لبنان ليس جديداً، نحن نساق نحو الموت مراراً وتكراراً دون استثناء أو تمييز، وما حدث لباسكال سليمان يمكن وللأسف الشديد أن يحدث لكل لبناني وهي جريمة مدانة بشعة ومستنكرة".
وأضاف الرفاعي: "نيران الجحيم الإسرائيلي متواصلة منذ ستّة شهور، و غزّة لم ترفع الأعلام البيض، ولا تزال تقاوم على الرغم من الجرح النازف والألم والفاجعة التي لا طاقة لبشر على تحمّلها، وشروطهم لا مساومة فيها ولا تراجع عنها".
وأردف: "ليس العيد إلا إشعار هذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام، لا إشعارها بأنَّ الأيام تتغيَّر، وليس العيد إلا يومًا تعرض فيه الأمة جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع، يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرة على تغيير الثياب".
وتابع: "ليس العيد إلا التقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها، ويعلِّمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فرغت عندهم من معانيها، ويبصرونهم كيف ينبغي أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه، لا عمل المنابذ لمنابذه".
وختم الرفاعي: "ليس العيد إلا تعليم الأمة كيف تُوجِّه بقوَّتها حركة الزمن إلى معنى واحد كلما شاءت، لتنشئ لنفسها أياما تعمل عمل القُوَّاد العسكريين في قيادة الشعب، يقوده كل يوم منها إلى معنى من معاني النصر".(الوكالة الوطنية للإعلام) المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
يوم ليس كبقية الأيام
الثاني من ديسمبر (كانون الأول) ليس كبقية الأيام، إنه اليوم الذي التقت فيه القلوب قبل أن تلتقي الأيادي لتبني وطناً، وتصنع مجداً، وتحقق حلماً، وترفع راية، وتنجز مستحيلاً، وتقول للعالم إننا هنا صرنا رقماً صعباً نقدم نموذجاً حضارياً وإنسانياً وتنموياً، ونشارك في صناعة سياسة العالم ونبني عالماً لأجيال الغد تسوده العدالة والمساواة والسلام والمحبة والأخوة.
قبل ثلاثة وخمسين عاماً قامت دولة الاتحاد هنا على ضفاف الخليج العربي لترسم لوحة جديدة، بهية، ناصعة، اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة، على يد المؤسسين الأبرار بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه، طيب الله ثراهم، وتضع مداميك دولة صارت ملء الزمان تحيك مستقبلها بالإيمان والعمل وتحقق الإنجازات التي تتوالد كل يوم على الأرض وفي كل أركان المعمورة وصولاً إلى الفضاء.في مثل هذا اليوم نستذكر المؤسسين الذين كانوا مصدراً للإلهام، وكانوا القدوة والمثال في التفاني، ووضعوا اللبنة الأولى على طريق المجد والعزة والفخار، والتي نسير عليها اليوم، حيث تصرّ قيادتنا الرشيدة على المضي فيها بكل عزم وإصرار لمواصلة تحقيق المكتسبات والارتقاء بالطموحات واستثمار كل الفرص لبناء وطن عزيز قادر وقوي، وبناء مواطن يشارك في صناعة المستقبل.
إن لحظة الفرح التي يتشارك فيها اليوم كل أبناء الوطن ومعهم كل المقيمين على أرض الإمارات، هي أجمل لحظات العمر، لأنها تعبّر عن صدق الانتماء والالتزام والوفاء والعشق لوطن أعطى بسخاء، وأرض معطاء ما بخلت على أهلها وكل من يقيم عليها.
ثلاثة وخمسون عاماً من عمر دولة الإمارات تساوي مئات السنوات من أعمار بقية الدول، لأن ما حققته خلال هذه السنوات قد لا يتحقق خلال قرون في غيرها، فكان سباقها نحو المستقبل سباق من يريد أن يسبق الزمن، حتى يكاد المستقبل يلهث تعباً للحاق بها.
ما تحقق خلال هذه السنوات كان عظيماً ويبعث على الفخر والاعتزاز، ويشحذ الهمم لتحقيق المزيد من الإنجازات، والقادم سيكون أفضل وأكثر إنجازاً من أجل إمارات أكثر رسوخاً وتقدماً، في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والثقافية والإنسانية، كي تتبوأ، كما هي دائماً، المراكز المتقدمة بين الدول.
ثلاثة وخمسون عاماً مرّت الإمارات فيها من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين، وها هي تدخل مرحلة التطوير والبناء وتعزيز المكتسبات، بكل قوة واقتدار وثبات في الخطى، وإصرار على تحقيق المنجزات التي لن تقف عند حد، بفضل قيادة أخذت على نفسها، إيماناً بالله وقدرات شعبها، أن تبني وطناً كريماً عزيزاً قوياً للأجيال الحالية وأجيال المستقبل.
نشعل 53 شمعة على الطريق التي عبّدها الآباء بالتضحية والعزيمة والقوة والإصرار، لنبني وطناً عزيزاً فريداً نفتخر به بين الأمم، ونتباهى به عنواناً للعزة والنهضة والفخار.