تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لكل دولة عادات وتقاليد مختلفة في الاحتفال بالأعياد، وتتميز عن غيرها في بعض الأشياء من حيث مظاهر الاحتفال أو الأكلات المقدمة في العيد، فيطغى الطابع الأندلسي على عيد الفطر في تونس. 

فالعيد في تونس، يتم الاستعداد له بأغلب المنازل منذ منتصف رمضان عن طريق إعداد الحلويات التقليدية التي تقدم خلال الزيارات العائلية التي تحرص عليها الأسر.

وفي مقدمتها حلوى النسري أو كعك الورقة ذات الأصل الأندلسي التي تتميز بأشكالها الدائرية البيضاء الناعمة التي تزين مائدة عيد الفطر في تونس؛ حيث تصنع من الدقيق والسكر واللوز والزبدة وتسقى بماء النسري الذي تشتهر بيه مدينة زغوان والتي تتميز به تلك المحافظة، وفي حالة عدم توافر ماء النسري يتم استبداله بماء الزهر أو الورد.
ويعود أصل كعك الورقة إلى العائلات الأندلسية التي هاجرت إلى تونس إبان الحكم الاسباني، فقد عمدت النساء إلى تخبئة مجوهراتهن وأموالهن وصكوك منازلهن في الكعك بدلا من حشوه باللوز، وبذلك استطاعوا تهريب كل ماهو ثمين حتى لا يتفطن إليها الأسبان.

ومن حلوى عيد الفطر "الغريبة" التي يفضلها الكثير لسهولة هضمها عن الكعك، تختلف الغريبة المصري عن التونسي، بداية من الاسم وحتى طريقة الصنع، فالغريبة التونسي يطلق عليها "غريبة الحمص" التي يتم إعدادها بخلط مسحوق الحمص مع السكر مع إضافة الزبدة للحصول على عجينة متماسكة، تترك قليلا وتقطع على شكل أصابع صغيرة في حجمها أو أشكال مربعات صغيرة توضع في الفرن حتى تنضج وتزين بالفستق واللوز.

كما تعد بعض العائلات التونسية "البقلاوة " لتكلفتها العالية ويلجأ البعض منهم لشرائها، وتختلف أسعارها وفقا لنوعية المكونات الخاصة بها، فبقلاوة اللوز يختلف سعرها عن بقلاوة الفستق والصنوبر.
وتروي الكاتبة التونسية الدكتورة نور الذوادي لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الكعك من أهم مظاهر عيد الفطر فلا يخلو بيت سواء غني أو فقير من كعك الورقة أو غريبة (الحمص - الذرة) والبقلاوة، فيقومون بصنعها في المنزل في آخر أسبوع في رمضان ولكن يتم تسويته في الأفران.

ومن أشهر عادات الأكل التي تختص المدن التونسية في عيد الفطر "الشرمولة" التي تشتهر بها مدينة "صفاقس" التي تشبه "الرنجة والفسيخ" في مصر، يعود أصلها إلى اليونان وهي عبارة عن سمك مجفف ومالح يطبخ مع الزبيب ومكونات أخرى، ويقول خبراء التغذية إن هذه الأكلة المميزة التي يختلط فيها المالح بالحلو أكلة صحية ومفيدة.

أما في الجنوب فالعصيدة والمعقود بالقرع الأحمر هي أكلات العيد المميزة التي تعد من الدقيق ومرق بالقرع الأحمر مضاف إليها اللحم، أما في المدن القبلية فتعد الملوخية هي أفضل أكلات العيد التي يتم تجفيف أوراقها وطحنها وقليها بقليل من زيت الزيتون وثيضاف إليها الثوم والتوابل الأخرى، بينما تحتفل المدن الساحلية التونسية بالعيد بمرقة البطاطا "البطاطس" التي تطهى إما بالدجاج أو اللحم أو العلوش "لحم الضأن".

وقالت نادية أولهازي مهندسة كمبيوتر إن العيد في تونس يقتصر على تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، مشيرة إلى أن أجواء الأعياد في بلادها مختلفة عن مصر فلا يوجد تجمعات أمام دور السينما، لافتا إلى أن المتنزهات يخرج إليها العائلات التي بها أطفال.

ومن العادات المتوارثة منح الأطفال يوم عيد الفطر "العيدية" ويطلق عليها التونسيون "المهبة " التي تدخل البهجة إلى قلوبهم، كما يحرص الخاطب على إهداء خطيبته بمناسبة العيد هدية (غالبا تكون ذهبا)، وهي عادة متوارثة، وتعرف باسم "الموسم" وكانت في الماضي بمثابة الهبة وعربون محبة وسعيا من الشاب لإرضاء الخطيبة، وكسب ود أهلها ولكنها أصبحت اليوم "إلزامية ولا تتنازل عنها الخطيبات".

ويتربع على عرش العادات التونسية عادة "حق الملح" التي تتمسك بها النساء والفتيات لأنها تعبر عن الثناء على جهودهن في الطبخ وإعداد موائد الإفطار طيلة شهر رمضان.

ويرتبط أصل تسمية هذه العادة التونسية الشهيرة باضطرار الزوجة أحيانا عند إعدادها الطعام لأسرتها خلال شهر رمضان إلى تذوق الأكل دون ابتلاعه، للتأكد من اعتدال ملوحته قبل تقديمه.

وتتمثل العادة في تقديم هدية قيمة للمرأة التي أطعمت العائلة في شهر الصيام، وتكون غالبا قطعة من الذهب يهديها رب الأسرة لها صباح العيد، حيث تقتضي أن تقدم الزوجة طبق الحلويات وفنجان القهوة لرب الأسرة بعد عودته من صلاة العيد، على ألا يرجعه فارغا، بل يضع فيه خاتما أو سوارا أو مبلغا من النقود، هدية منه للزوجة أو الأم التي أطعمت العائلة في الشهر الكريم.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حق الملح عيد الفطر تونس عید الفطر فی تونس

إقرأ أيضاً:

ورقة للمؤتمر الوطني تطرح رؤية لما بعد الحرب في السودان

في ورقة تحليلية بعنوان "مقترح أجندة المستقبل.. لليوم واليوم التالي" حصلت عليها الجزيرة نت، قدم رئيس حزب المؤتمر الوطني، أحمد هارون، تصورا لليوم الثاني للحرب كما يراها حزبه للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في السودان عقب انتهاء الحرب.

وتخلص الورقة التي تعرضها الجزيرة نت، في هذا التقرير إلى أن التفكير في مستقبل السودان لا يعد ضربا من الترف السياسي في ظل الظروف الحالية التي تستدعي الدفاع عن البلاد لرد "العدوان الغاشم". فترتيب الأوضاع الداخلية والتمهيد لما بعد الحرب يأخذ وقتا وجهدا لا بد من أن يبدأ حالا، حتى يضمن السودانيون البقاء على وجدان واحد يحول دون نشوء صراعات أخرى في المستقبل.

وفي الورقة يرى هارون، أن القيمة الحقيقية للحوار، هي استعادة ملكية البلاد وإيصاد الأبواب أمام التدخلات الأجنبية، وعلى الحوار، أن يشمل المؤسسات و الأفراد، وعليه أن ينتج دراسات ومقالات ذات قيمة يمكن أن تتحول إلى منطلق للعمل الوطني ما بعد الحرب.

وفي شأن المبادرات، يقول هارون في ورقته "إن الساحة الوطنية السودانية طُرحت فيها مبادرات عدة وإن كانت تسعى إلى الهدف ذاته إلا أنها مشتتة. وعلى أهميتها جميعا، تبرز مبادرة حزب المؤتمر الوطني، إلى جانب مبادرة المشروع الوطني ومجموعة "سودانيون مهتمون" التي أعدت دراسة عن أوضاع البلاد الحالية والمستقبلية، وغيرها من المبادرات.

إعلان

واستندت مبادرة الحزب الوطني إلى الورقة المفاهيمية التي نشرها حزب المؤتمر الوطني السوداني عام 2019، وجاءت استجابة للأحداث التي شهدتها البلاد حينها، وأعادت صياغة مرجعيات حزبية قديمة، مثل وثيقة الإصلاح الحزبي وإصلاح الدولة والوثيقة الوطنية وغيرها.

اجتماع سياسيين من الحرية والتغيير في السودان بعد سقوط الإنقاذ (الجزيرة)

وجاء في الورقة تأكيد على أن الفاعلين في الشارع اثنان، جزء حيوي من الشعب السوداني يحق له الاحتجاج السلمي، وجزء آخر من الذين تدفعهم قوى دولية وإقليمية، ويقتنصون الفرصة للتوجه ضد السلطة، والحال، أن بداية الأزمة كانت نتيجة أسباب موضوعية ناتجة عن قصور حقيقي في معالجتها، لكنها تحولت إلى أزمة مفتعلة.

ورغم الدعوة للحوار الوطني الشامل كوسيلة لمعالجة الأزمة السياسية حينها، فإن الورقة ترى، أن كثيرا من المتغيرات قد حالت دون نجاحها، وعلى رأسها ما حدث في 11 أبريل/نيسان 2019، في إشارة إلى سقوط نظام الإنقاذ، وهو ما أدخل البلاد في مرحلة ضبابية لا تعرف نهايتها.

وجاء في الورقة "لقد وجد السودان نفسه أمام مخطط أجنبي رعته قوى الحرية والتغيير لفرض قوانين وتشريعات ترمي إلى السيطرة على موارد السودان وخيراته وكل ساحله المطل على البحر الأحمر، لينتهي به المطاف أمام التهديد بالقبول بالاتفاق الإطاري أو الحرب". ولهذا ترى الورقة أنه رغم توقيع الاتفاق الإطاري، فقد اندلعت الحرب يوم 15 أبريل/نيسان 2015 وكانت حربا دولية وإقليمية دون إعلان رسمي، صدّرت فيها القوى الخارجية قوات الدعم السريع لتنفيذ مخططها، وتولت مهمة التنسيق والرعاية، إما للسيطرة على البلاد بأكملها أو لتأسيس سلطة موازية في إقليم دارفور شبيهة بحكومة اللواء المتقاعد في ليبيا خليفة حفتر.

وترى الورقة، أن التخطيط لما بعد الحرب التي طال أذاها كل مواطن وكل بيت سوداني، يجب أن يشمل أهل السودان بأكمله باعتبار ذلك واجبا وطنيا، فكما وحدته الحرب، يجب أن تكون رؤيته لما بعدها على نفس الوتيرة، فالحرب لم تنته بعد والعدو لا يزال متربصا ورعاته لم تفتر عزيمتهم بعد.

قادة من حزب المؤتمر الوطني السوداني في مؤتمر صحفي قبل سقوط الإنقاذ (الجزيرة)

وتشير الورقة إلى أن إدارة القوات المسلحة للبلاد عقب الحرب يبقى ضرورة تحتمها الأوضاع السائدة، على أن تُسندها في ذلك حكومة كفاءات وطنية تتولى المسائل التنفيذية لتوفير الموارد اللازمة لإسناد القوات المسلحة في عملها، وبسط هيبة الدولة واستعادة القانون، وإعادة تطبيع الحياة المدنية في البلاد.

إعلان

وتؤكد الورقة ضرورة العودة إلى دستور 2005 بوصفه ثمرة التقاء كل القوى السياسية والاجتماعية الوطنية على أساس اتفاقية السلام الشامل، لأن البلاد لا يمكن أن تبقى دون شرعية دستورية.

وتجدر الإشارة إلى أن أيّ مستقبل سياسي يجب أن يبنى على مبدأ سودان موحد، لا تستطيع فيه أي قوة سياسية الانفراد بالقرار، وتتجسد فيه الإرادة الشعبية في الانتخابات والاستفتاءات بوصفها الوسيلة الوحيدة لإدارة البلاد.

ويرى الحزب في ورقته، أن مرحلة ما بعد الحرب يجب أن تبدأ بصعود القوى المدنية إلى الواجهة، وأن تتراجع القوات المسلحة وتكون على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين، وسيكون الشعب السوداني الحاضن والراعي لمخرجات الحوار الوطني الذي يمهد بدوره إلى انتخاب جمعية تأسيسية تعطي الشرعية الدستورية لتولي رئيس الحكومة مهامه في آجال ومهام متفق عليها.

وترفض الورقة أيّ تمثيل عسكري أو سياسي للمليشيات في مستقبل السودان، فبعد نزع سلاحها وإعادة دمج عناصرها في المجتمع، تأتي محاسبة قيادتها العسكرية والسياسية عن الانتهاكات في حق الشعب السوداني.

وتحمّل الورقة القوى التي تولت السلطة بعد 11 أبريل/ نيسان 2019، مسؤولية ما حدث من استلاب واختطاف كاملين للوطن بواسطة الأجانب، وانحصار اهتمام تلك القوى في تقاسم كعكة السلطة، وكل ذلك أثبت أن شعارات "تسقط بس" دون امتلاك الأجوبة الحقيقية لما بعد السقوط يقود البلاد إلى العبث.

وبحسب ما جاء في الورقة، فإن ما يعيشه السودان اليوم سببه قصر النظر وسوء التقدير والتخطيط مما أدخل البلاد في دوامة القتل والسلب والنهب والاغتصاب والتهجير القسري للمواطنين وإحلال آخرين مكانهم، بينما لم تسلم المؤسسات الوطنية والبنى التحتية وكل مواقع حفظ الذاكرة من التخريب الممنهج الذي يقف وراءه رعاة خططوا لبناء سودان آخر وفق ما يطابق رؤيتهم.

إعلان

وتخلص الورقة إلى أنه لأجل إفشال هذا المخطط، يجب على السودانيين اليوم الوقوف على مستوى واحد من التنظيم، والتفكير بصوت عال لتقرير المستقبل والوقوف حول "أجندة المستقبل.. لليوم واليوم التالي"، بما يشمل تقديم التنازلات والالتقاء في منطقة وسطى تعلي من شأن التوافق الوطني.

مقالات مشابهة

  • صيغة تكبيرات العيد 2025 «مكتوبة»
  • موعد صرف معاشات شهر أبريل 2025.. هل يتم تبكيرها قبل العيد؟
  • فى ذكرى رحيلها.. قصة وفاة نجوى سالم وصراعها النفسي
  • ورقة للمؤتمر الوطني تطرح رؤية لما بعد الحرب في السودان
  • علشان تتسلى في العيد.. طريقة عمل الترمس لعيد الفطر 2025
  • مجازر تونس والشجرة التي أخفت الجرائم
  • ما هي أشهر عبارات التهنئة بعيد الفطر التي يتبادلها الناس؟
  • «الشارقة الخيرية» توفر كسوة العيد لـ 3000 مستفيد
  • السلطات التونسية تنتشل 18 جثة وتنقذ 612 مهاجرا غير نظامي
  • عاملها صدقة على روح والدي.. صاحب مائدة يرفض 100 ألف جنيه من مدفع رمضان