ترقّب في الداخل والمنطقة.. هل نتجه الى الفوضى؟
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
على وقع المخاوف الكبيرة التي ترافق عملية تشييع القيادي في القوات اللبنانية باسكال سليمان اليوم وامكان حصول ردود فعل ضد اللاجئين السوريين في عدة مناطق وقرى مسيحية، اصدرت "القوات اللبنانية" بيانا نددت فيه بأي عملية اعتداء على اللاجئين معتبرة ان الحل يجب ان يكون من قبل الدولة اللبنانية خصوصا وأن ازمة اللجوء السوري تشكل خطرا امنيا كبيرا على لبنان.
لكن من الواضح ان تداعيات مقتل سليمان ستكون وطنية اكثر من كونها مسيحية، اذ ان الاحتقان الشعبي الحاصل بين اللبنانيين والسوريين قد ينفجر في اي لحظة وهذا ما بدأت الحكومة تبحث له عن حلول جذرية، علما ان الاشتباك الحاصل في المنطقة وامكانية توسعه في اي لحظة يجعل من اي خطوة في لبنان امام عراقيل كبرى تمنع إتمامها بالشكل الصحيح. في كل الاحوال وضع الوجود السوري في لبنان على نار حامية قد تنفجر في اي لحظة وعند اي حدث مقصود او غير مقصود.
في ظل التوترات الداخلية اللبنانية التي ظهرت اكثر في الايام الماضية يستمر الترقب على الجبهة الايرانية الاسرائيلية على وقع الحرب النفسية التي بدأتها طهران في وسائل اعلامها والتي توحي بقرب تنفيذ الضربة الانتقامية على تل ابيب وهذا ما اكدته تسريبات الاعلام الاميركي، ولعل الاتصالات السريعة لوزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان بنظرائه الخليجيين توحي بقرب حصول تطور عسكري كبير ترغب ايران بألا تلعب الولايات المتحدة الاميركية عبر قواعدها العسكرية في هذه الدول اي دور فيه.
من الواضح ان التوتر الحاصل في المنطقة دفع اسرائيل الى الاستعداد لها وايضا الى تخفيف حجم وجودها في قطاع غزة. ومع اعادة التموضع هذه قام الجيش الاسرائيلي بهجوم مفاجئ على وسط القطاع المحاصر بهدف تخفيف قدرة حماس على القيام بأي عمليات نوعية على ما تبقى من قوات في القطاع لاخراجها منه بالقوة ، وهذا لا يوحي ابدا بأن الوساطات والمفاوضات الحاصلة ستوصل الى حل قريب بل على العكس من ذلك.
في الايام المقبلة سيكون الكباش العسكري والامني على حافة الهاوية، فبالرغم من ان معظم الاطراف لا يريدون الذهاب الى حرب شاملة الا انهم ليسوا جاهزين بعد للتسوية لذلك سيصبح اللعب على الحافة وستكون المخاطرات كبيرة جدا بهدف دفع الطرف الاخر الى الصراخ اولا، ولعل الذهاب بلبنان امنيا الى اطراف الفوضى هو احد الاساليب المتبعة، وهذا ينطبق على ما يحصل في الاردن وغيرها من الدول التي تؤثر بشكل او بآخر على المعركة في فلسطين.
اصبح المتفاوضون في الدوحة او في القاهرة قريبين جدا من الوصول الى اتفاق بعد ان تبددت معظم الخلافات لكن الاتفاق على التفاصيل لا يزال صعبا في ظل شعور الطرفين انهما غير قادرين على التنازل الى هذا الحد، وعليه فإن التطورات المقبلة وعلى رأسها الرد الايراني وتداعياته ستشكل حدا فاصلا وحاسما، يجعل التوجه الى الهدنة والتسوية اسهل من المخاطرة بالحرب الشاملة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة اللبنانية: حصر السلاح على جدول أعمالنا قريباً
بيروت (وكالات)
أخبار ذات صلةنفى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أمس، أن يكون وصله أي تهديد حول احتمال عودة الحرب إذا لم تضع الحكومة جدولاً زمنياً لحصر السلاح، مشيراً إلى أن موضوع حصر السلاح بيد الدولة سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء قريباً.
وقال سلام، في تصريح بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس: «لم يصل لي أي تهديد لا من المبعوثة الأميركية مورجان أورتاجوس ولا من غيرها حول احتمال عودة الحرب إذا لم تضع الحكومة جدولاً زمنياً لحصر السلاح».
ورداً على سؤال عن جدول زمني للحكومة لسحب سلاح «حزب الله»: «عندما طرح هذا الموضوع في مجلس الوزراء، فجوابي كان أن نطلب سريعاً من الوزراء المعنيين، لاسيما وزير الدفاع أن يفيدنا عن ما التزمنا به في البيان الوزاري، وكيف نتقدم في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وحصر السلاح وهذا الموضوع سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء قريبا».
وأشار سلام إلى أن «النقاط الخمس المحتلة من قبل إسرائيل لا قيمة أمنية عسكرية أو استراتيجية لها؛ لأننا اليوم في عصر التكنولوجيا والأقمار الاصطناعية وطيران المراقبة والحربي، فضلاً مع الأسف، عن وجود شبكات الجواسيس على الأرض، لذلك على إسرائيل الانسحاب منها في أسرع وقت، وهذا ما أكدنا عليه، لاورتاجوس، وهذا ما نعمل عليه».
ورداً على سؤال عن نائب رئيس الحكومة ووزير الثقافة اللذين تحدثا عن سلاح «حزب الله» قال سلام «لدينا الدستور المبني على اتفاق الطائف الذي يقول بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وجميع الوزراء يلتزمون في هذا الموضوع، كما أن البيان الوزاري أكد حصرية السلاح بيد الدولة، وأكرر جميع الوزراء ملتزمون به، وعلى أن مسألة الحرب والسلم في يد الدولة وحدها، والوزيران ملتزمان ولكنهما عبرا عن الموضوع بطرق مختلفة».
وأعلن أن «الحكومة مصرة على إجراء الانتخابات البلدية والنيابية في وقتها ولبيروت خصوصية خاصة قائمة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين ويجب الحفاظ على هذه المناصفة، وإذا وجد لدى البعض خوف أو خشية من فقدان هذا التوازن، فبيروت هي العاصمة ويجب أن تعكس صورة لبنان».
وأضاف: «هناك أفكار عدة في التداول بحثتها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، إحداها اعتماد اللوائح المغلقة التي نحافظ على المناصفة في بيروت، وربما بعض المدن الكبيرة الأخرى».