بلومبيرغ: سباق بين السعودية والإمارات على ريادة الذكاء الاصطناعي بالمنطقة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
قال تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، إن السعودية والإمارات "تتنافسان على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط"، وذلك من خلال "الإسراع في تأسيس بنية تحتية تتمثل في مراكز بيانات باهظة الثمن، لدعم هذه التكنولوجيا".
وأشار التقرير إلى أن كل بلد منهما "تريد أن تكون القوة العظمى الإقليمية في هذا المجال، حيث دخلتا في سباق لبناء مراكز البيانات التي لا غنى عنها لتحقيق الهدف".
وذكرت "بلومبيرغ" أن "كل دولة تريد تأسيس مثل هذه المرافق داخل حدودها لأسباب تقنية، حيث القرب من العملاء يسهل الوصول إلى الخدمات ويسرعها، وذلك بجانب أسباب جيوسياسية، لأن البيانات القيمة التي ستكون في خوادم تلك المراكز ستكون خاضعة للقوانين واللوائح المحلية، وفي عزلة عن التدخلات الأجنبية".
ويعتبر الذكاء الاصطناعي جانبا مهما من رؤية المملكة 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي تهدف إلى الوصول إلى مصادر إيرادات جديدة بعيدا عن النفط.
كما التقى الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، هذا الأسبوع، بمسؤولين حكوميين ومستثمرين إماراتيين، لمناقشة كيفية مساهمة القطاع الخاص مع دول، لدعم البنية التحتية الواسعة للذكاء الاصطناعي.
وكانت أبوظبي قد أعلنت في مطلع مارس، عن صندوق استثماري للذكاء الاصطناعي بقيمة قد تصل إلى 100 مليار دولار خلال بضعة سنوات، وذلك في وقت يجري فيه صندوق السيادة السعودي محادثات لتخصيص نحو 40 مليار دولار لاستثمارات الذكاء الاصطناعي، حسب بلومبيرغ.
وتحاول الإمارات أن تزيد قدرة سعة مراكز البيانات لديها بمقدار 343 ميغاوات، بعدما كانت بنهاية 2023 تصل إلى 235 ميغاوات. أما السعودية فتحاول إضافة سعة تصل إلى 467 ميغاوات خلال السنوات القليلة المقبلة، في وقت تصل سعة مراكز البيانات لديها 123 ميغاوات فقط.
ومراكز البيانات هي عبارة عن منشآت مجهزة توفر البنية التحتية اللازمة لتدريب ونشر نماذج وخوارزميات التعلم الآلي المعقدة.
ووفق تقرير صدر حديثا عن مجموعة "برايس ووترهاوس كوبرز"، فإنه بحلول عام 2030 سيساهم الذكاء الاصطناعي في اقتصاد دولة الإمارات "بنحو 96 مليار دولار، و135 مليار دولار في اقتصاد السعودية، مما يجعل الدولتين خلف الصين وأميركا الشمالية فقط من بين المناطق التي ستكون مساهمة هذه التكنولوجيا لها تأثير كبير في الناتج المجلي الإجمالي".
وأشارت بلومبيرغ إلى أن "بعض المراقبين يتحدثون عن كراهية غير معلنة بين الإمارات والسعودية بسبب هذا التنافس، لكن المسؤولين المحليين ينكرون ذلك في البلدين".
ونقلت عن وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي، عمر العلماء: "لا يمكنني التأكيد بشكل أكبر من ذلك: لا أعتقد أن السعودية تشكل تهديدا على الإطلاق لدولة الإمارات.. ولا أعتقد أن الإمارات تشكل تهديدا على الإطلاق للمملكة".
وبدأت الإمارات منذ أكثر من عقدين في بناء مراكز البيانات المتعلقة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كجزء من مبادرة مدينة دبي للإنترنت. ويعمل على أراضيها حاليا 52 مركز بيانات، حسب شركة "دي سي بايت".
أما السعودية فتمتلك 60 مركز للبيانات، لكن بقدرات أقل من المنشآت الإماراتية. وتم بناء ما يقرب من نصفها بواسطة شركة " Center3" التابعة لأكبر شركات الاتصالات في المملكة، وفق بلومبيرغ.
وفي أحدث بيانات المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي لعام 2023، التي تصدر عن منصة "تورتواز ميديا"، يتم تصنيف 62 دولة حسب قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، ويعتمد على عدة معايير، منقسمة إلى 7 ركائز فرعية هي: المواهب والبنية التحتية والبيئة التشغيلية والبحث والتطوير والاستراتيجية الحكومية والتجارة.
وفي ترتيب الدول العربية، جاءت الإمارات، في المركز الـ28 عالميا، ثم السعودية في المرتبة 31 عالميا، وبعدها قطر (42)، ثم مصر (52)، فتونس (56)، ثم المغرب (57) ثم البحرين (58).
وتمتلك الإمارات استراتيجية للذكاء الاصطناعي أطلقتها في أكتوبر عام 2017، وتعمل على أن تكون الأولى عالميا، على مستوى استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة وذات قيمة اقتصادية عالية بالمنطقة.
وحسب رؤية السعودية لعام 2030، أسست الرياض هيئة "سدايا" للبيانات والذكاء الاصطناعي، تعمل على استراتيجية خاصة لمنافسة الدول المتقدمة في مجالات توليد البيانات والذكاء الاصطناعي، وجذب استثمارات بقيمة تصل 20 مليار دولار، بحلول عام 2030.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجال الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی مراکز البیانات ملیار دولار فی مجال
إقرأ أيضاً:
أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي يستضيف النسخة الثالثة لقمة «آلات يمكنها أن ترى»
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةضمن فعاليات «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» الذي يقام بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، من 21 إلى 25 أبريل المقبل، تنظم شركة «بولينوم إيفينتس» الدورة الثالثة لقمة «آلات يمكنها أن ترى»، في دبي بعنوان «الذكاء الاصطناعي المسؤول لقيادة مستقبل أكثر أماناً»؛ بهدف مناقشة آليات تطوير الذكاء الاصطناعي لمختلف القطاعات، مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة وغيره واستقطاب الخبراء والمبتكرين وصناع السياسات لاستكشاف الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي.وتتضمن القمة التي تنعقد يومي 23 و24 أبريل، 20 كلمة رئيسية وجلسة حوارية، وتتناول في جلساتها وحواراتها أحدث التطورات العالمية في النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها العملية، والآليات المبتكرة التي يمكن من خلالها توظيف الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات وتحفيز التقدم المستدام واستكشاف أحدث التطورات العالمية، كما تشهد القمة التعريف ببيئة الشركات الناشئة والمؤسسات الأكاديمية الرائدة في الدولة.
وأكد صقر بن غالب، المدير التنفيذي لمكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن دولة الإمارات تسعى إلى تكثيف الجهود وبناء جسور التعاون لتصبح مركزاً عالمياً رائداً لتطوير ابتكارات الذكاء الاصطناعي تماشياً مع رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة لتوظيف حلول الذكاء الاصطناعي في دعم صناعة مستقبل مزدهر ومستدام، والعمل على تهيئة بيئة تشجع تطوير حلول ذكية تمهد لتحقيق أهداف الدولة الطموحة لترسيخ نموذج ملهم لإحداث تحول رقمي شامل ومستدام.
من جهته، قال ألكسندر خانين، رئيس شركة «بولينوم إيفينتس»: إن القمة تجمع رواد الذكاء الاصطناعي لتعزيز النمو واستعراض قدرات الذكاء الاصطناعي مع استكشاف إمكاناته في التأثير بشكل إيجابي على المجتمع، حيث تسعى القمة إلى توحيد الجهود لتحقيق التقدم والازدهار، من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتشهد القمة مشاركة زسلان مادييف، النائب الأول للوزير بوزارة التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الطيران بجمهورية كازاخستان، حيث سيتم استعراض دور الذكاء الاصطناعي في استقطاب المواهب، وكيف تسهم عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي في الحد من هجرة العقول وجذب المواهب العالمية.
كما يشارك في القمة هادي بدري المدير التنفيذي في مؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية، وماورو مارتينو، مؤسس ومدير مختبر الذكاء الاصطناعي البصري في «آي بي إم ريسيرتش»، والبروفيسور جيرارد ميديوني، أستاذ فخري في علوم الكمبيوتر في جامعة جنوب كاليفورنيا ونائب الرئيس وعالم متميز في «أمازون»، والبروفيسورة داون سونغ، في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر بجامعة «كاليفورنيا بيركلي»، والبروفيسور مايكل برونشتاين، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة أكسفورد، والبروفيسور مارك بوليفيز، أستاذ علوم الكمبيوتر في «إي تي إتش زيوريخ»، وروب فان دير فير كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في مجموعة «سوفت امبروفمنت»، والبروفيسور باولو بينانتي، أستاذ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الجامعة البابوية الغريغورية.
وسيقدم جودا لونجرير، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «نيكليتيكس»، رؤى حول مستقبل روبوتات التوصيل، بينما ستناقش تمانا حق، عالمة البيانات الرئيسية في شركة «جاكوار لاند روڤر»، دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل تكنولوجيا السيارات.
وتتناول الجلسات مجموعة متنوعة من المواضيع، من ضمنها الذكاء الاصطناعي في الفنون، والتعلم الآلي وفرص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي في الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة، وسيناقش الخبراء أحدث الاتجاهات في التنقل الذاتي، بما في ذلك سيارات الأجرة الذاتية «روبو تاكسي» وروبوتات التوصيل، إضافة إلى استكشاف ارتباط الذكاء الاصطناعي بالتعبير الإبداعي وآثاره المحتملة.
الجدير بالذكر أن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» ينظمه مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، وسيشهد مشاركة عالمية واسعة النطاق من رواد أفكار واستخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وخبرائه ومسؤولي أبرز المؤسسات والشركات المتخصصة فيه. وتنعقد الأحداث الرئيسية لأسبوع دبي للذكاء الاصطناعي في «متحف المستقبل» و«منطقة 2071» بأبراج الإمارات في دبي.
وتتضمن أجندة الحدث، الأول من نوعه، أنشطة متنوعة، في مقدمتها «خلوة الذكاء الاصطناعي»، و«ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي»، و«التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي»، و«مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي»، والقمة العالمية «آلات يمكنها أن ترى».