تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما في العام 2014 أنّ القضاء على داعش قد يأخذ وقتًا طويلًا، كما أنه ذكر على خلفية نجاح التنظيم في إقامة دولته التي أعلن عنها في 29 يونيو من العام 2014، أنّ هدف التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة هو الحد من قوة التنظيم وليس القضاء عليه.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن في 22 مارس من العام 2019 سقوط دولة التنظيم بعد مرور 5 سنوات على نشأته؛ انتصار يحمل في طياته الهزيمة، خاصة وأنّ واشنطن تأخرت كثيرًا في القضاء على داعش، فكيف لتحالف دولي مكون من أكثر من 80 دولة أنّ يفشل في تأدية مهمته في غضون 6 أشهر.

الانتصار الأمريكي يحمل في طياته الهزيمة، خاصة وأنّ التنظيم منذ أنّ تم القضاء عليه قبل أكثر من 5 سنوات وهو ينفذ عمليات نوعية في نفس المناطق التي سبق وأحتلها؛ وهو ما يطرح التساؤال بخصوص ماهية هذا الانتصار؟ وطبيعة الخطر الذي مازال يُمثله التنظيم حتى الآن؟ فالتنظيم مازال حاضرًا على الساحة ومازالت تهديداته تُمثل قلقًا لأمن العالم.

الأمر لم يقتصر على مجرد تهديدات تخرج عن التنظيم ولكنه نجح فعليًا في تنفيذ عشرات العمليات النوعية، ولعل آخرها هجوم فرع التنظيم في آسيا على قاعة الحفلات الموسيقية بضاحية موسكو والتي راح ضحيتها قرابة 144 وعشرات الجرحى والمصابين.

التنظيم هدد قبل أيام بتنفيذ عمليات ضد الدوري الأوروبي وربما طلب من خلاياة الخاملة إصابة الهدف، وهو ما أزعج فرنسا، التي طلبت الاستخبارات فيها من الحكومة تأجيل دورة الألعاب الأولمبية المقرر لها في شهر أغسطس القادم، خشية أنّ ينجح داعش في تنفيذ عمليات تستهدف الدوري والحضور.

القلق الفرنسي لف أوروبا بأكملها فأبدت دول أوروبية أخرى قلقها الشديد من تنامي تنظيم داعش؛ بعض هذه الدول رفعت درجة التأهب القصوى لمواجهة أي أخطار متوقعة من قبل داعش، وهو ما يُعني أنّ التنظيم لم ينتهي بعد حتى نتحدث عن عودته وأنّ شيء ما مرتبط بإعلان القضاء عليه.

أمر داعش لم ينتهي عند هذه المرحلة، فقد حذر مكتب التحقيقات الإتحادي، أف بي آي، أمس، من احتمال هجوم منظم على الولايات المتحدة الأمريكية، هجوم تقوم به أفراد أو مجموعات، وأنّ هذا الهجوم قد لا يقل عن الهجوم المماثل الذي شهدته روسيا نهاية الشهر الماضي، وكان الأقصى والأقوى الذي شهدته روسيا قبل 20 عامًا.

واشنطن تشعر بالخطر على أمنها من داعش بعد أنّ تم القضاء على التنظيم قبل 5 سنوات، وهو ما يُعني أنّ ثمة خطأ يتعلق بفكرة المواجهة الأمريكية للتنظيم سواء الأمنية أو العسكرية أو حتى الفكرية، فرغم ما بُذل من جهود إلا أنّ التنظيم يمثل خطرًا على أمن العالم.

دخول واشنطن في مواجهة مع التنظيم قبل عقد من الآن يحتاج إلى إعادة قراءة جديدة، خاصة وأنّ هذه المواجهة والتي تركزت عبر الضربات الجوية دون أنّ تقوم بدور ملحوظ على الأرض من خلال القوات البرية، وهذا قد يكون السبب وراء تأخر عملية التطهير.

ورغم الفشل الأمريكي في انفاذ مهمتها بدليل أنّ التنظيم مازال يمثل خطرًا على أمن العالم، وهو ما وصل إلى أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي توقع تنفيذ عمليات ضد أمريكا مماثل للعملية النوعية قبل شهر من الآن على روسيا.

وهنا يمكن القول، إنّ فشل واشنطن مع أكثر من 80 دولة في القضاء على داعش، التي أحتلت أرضًا في الرقة والموصل، ربما يُضاعف الفشل الحالي لتوجهها، خاصة وأنّ التحالف قد تفكك بالفعل وهناك مفاوضات لخروج واشنطن من العراق، فضلًا على أنّ تهديد التنظيم وصل إلى واشنطن، بعدما كانت تًحاربة الأخيره في سوريا والعراق.

كانت واشنطن تواجه تنظيم أحتل أرضًا، أي أنه كان مرئيًا، وبالتالي كان يسهل استهدافه، أم الآن فقد بات في شكل خلايا بعضها نشط وأكثرها خامل، يتحرك قبل تنفيذ العملية بوقت بسيط، وهو ما يُهدد بتكرار نفس الخطر الذي مثلة التنظيم قبل 10 سنوات، وهو ما يُصعب معه المواجهة بصورة كبيرة.

باتت أمريكا في مواجهة داعش للمرة الثانية، فهل تعلمت الدرس من إخفاقها المرة الأولى؟ وما هي أدوات المواجهة المتوقعة في المرة الثانية؟ هذا ما سوف تُجيب عنه الأيام القادمات، وإنّ كنّا نرى إخفاقًا جديدًا يبدو في الأفق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: داعش خطر داعش الارهاب اجتماع التحالف الدولي سقوط داعش عودة داعش القضاء على خاصة وأن وهو ما ی

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية أمريكا يثير الجدل بظهوره بـ"صليب أربعاء الرماد" في لقاء تلفزيوني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في سياق لقاء تلفزيوني مؤخرًا، ظهر وزير خارجية الولايات المتحدة بعلامة صليب أربعاء الرماد على جبهته، مما أثار نقاشًا واسعًا حول توظيف الرموز الدينية في الفضاء العام من قبل مسؤولين حكوميين.

ويُعتبر "أربعاء الرماد" من الطقوس المسيحية التي تُمارس في بداية  الصوم الكبير حيث يُرسم الصليب بالرماد على الجباه كتذكير بالتوبة والتواضع.

خلفية عن أربعاء الرماد

يُعد يومًا مقدسًا لدى الكنائس المسيحية (خاصة الكاثوليكية والأنجليكانية)، ويشير إلى بداية فترة الصوم التي تسبق عيد الفصح ويعبِّر الصليب المرسوم بالرماد عن الحَدَاد والتجديد الروحي، وهو تقليد يُمارس منذ قرون.

ردود الفعل على الحدث
الانتقادات
حيث اعتبر بعض النقاد أن ظهور الوزير برمز ديني في منصب رسمي يُناقض مبدأ فصل الدين عن الدولة المنصوص عليه في الدستور الأمريكي (التعديل الأول).  
- تساءل آخرون عن مدى ملاءمة تعبير مسؤول عام عن معتقداته الشخصية أثناء تمثيله للحكومة، خاصة في دولة تُعد علمانية بحكم القانون.

ودافع مؤيدو الوزير عن حقه في حرية التعبير الديني مؤكدين أن ارتداء الرمز لا يُلغي حياده الوظيفي.  
- ذكَّر البعض بأن العديد من الرؤساء والوزراء السابقين (مثل جو بايدن ومايك بنس) أظهروا تقاليدهم الدينية علنًا دون اعتراض.

الجدل الدستوري والثقافي
الفصل بين الكنيسة والدولة يُثار النقاش حول مدى التزام المسؤولين بالتزامن بين معتقداتهم الشخصية وحيادهم الرسمي، خاصة في مناصب حساسة مثل وزارة الخارجية.  
- السابقة التاريخية حيث سبق لرؤساء مثل جورج بوش وباراك أوباما المشاركة في طقوس دينية علنية، لكن النقاش يتجدد مع كل حدث مماثل.

تحليل الشرعية القانونية
ويُحظر دستوريًا على الحكومة الأمريكية تبني دين معين، لكن يُسمح للأفراد (بما فيهم المسؤولون) بممارسة شعائرهم بحرية، ما لم تُستخدم السلطة الرسمية لتعزيز الدين.  
- الخلاف هنا يدور حول ما إذا كان ظهور الوزير بالصليب يُعتبر ممارسة شخصية أم استغلالًا للمنصب

الحدث يعكس التوتر التاريخي في الولايات المتحدة بين حرية التعبير الديني ومبدأ الحياد العلماني. بينما يرى البعض أن الرمزية الدينية للوزير تُعزز الشفافية حول هويته، يخشى آخرون من تأثيرها على صورة الدولة ككيان شامل لجميع الأديان. يبقى النقاش مفتوحًا حول حدود المزج بين الإيمان الشخصي والمهام الرسمية في الفضاء العام.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية أمريكا يثير الجدل بظهوره بـ"صليب أربعاء الرماد" في لقاء تلفزيوني
  • للمرة الثانية خلال 2025.. «المركزي الأوروبي» يخفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية
  • ماهر أبو طير يكتب: هل سيتخلى الرئيس عن التهجير؟
  • بدء محاكمة أفغاني في أمريكا بتهمة التخطيط لتفجير مطار كابول 2021
  • للمرة الأولى في تاريخها.. واشنطن تجري مباحثات مباشرة مع حماس.. وإسرائيل قلقة
  • للمرة الثانية.. إطلاق نار على أحد المكاتب في الميناء ـ طرابلس
  • وزيرة المالية تخلف وعدها للمرة الثانية بشأن موعد طرح مشروع إصلاح التقاعد
  • مرصد الأزهر: تنامي نفوذ داعش في إفريقيا وعبد القادر مؤمن مرشح لقيادة التنظيم عالميًا
  • مرصد الأزهر يحذر من تنامي نفوذ داعش في أفريقيا وعبد القادر مؤمن مرشح لقيادة التنظيم عالميًا
  • منير أديب يكتب: سوريا بلا حوار