يشهد العالم ارتفاعا كبيرا في أسعار كل شيء، فيما تضرب سهام التضخم كل مكان، ويمكنك أن تشعر بذلك في محل البقالة، وعند دفع فاتورة الكهرباء، وعند ملء خزان وقود سيارتك.

ومع ارتفاع الأسعار إلى مستويات لم تشهدها البشرية منذ أكثر من 40 عاما، يجد الكثيرون صعوبة في إدارة الزيادة في تكاليف المعيشة، وهذا لا يقتصر على عالمنا العربي فقط، فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها شركة إبسوس أن التضخم هو مصدر القلق الأول في كل دول العالم.

ما التضخم؟

التضخم هو زيادة عامة في أسعار السلع والخدمات، مما يؤدي في النهاية إلى تآكل القوة الشرائية للعُملة. وتؤثر هذه الظاهرة على الأشخاص والأسر في جميع مناحي الحياة، ويمكن أن تجعل من الصعب عليهم الحفاظ على نفس مستوى المعيشة الذي اعتادوا عليه.

ويؤثر التضخم على الأفراد بعدة طرق، إذ يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية، وانخفاض المدخرات، وصعوبة تحقيق الأهداف المالية مثل شراء منزل أو الادخار للتقاعد.

وشهدت المنطقة العربية في عام 2023 معدلا مرتفعا بلغ 9.3% حسب تقرير صادر عن صندوق النقد العربي، متأثرا بعوامل مختلفة مثل التراجع في أسعار صرف العملات لعدد من الدول العربية، وتقلبات أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

وتؤكد اتجاهات التضخم هذه على المشهد الاقتصادي المعقد الذي تعمل فيه الدول العربية والحاجة إلى إدارة سياسات حذرة لتفادي آثارها أو الحد منها.

أسبابه

وغالبا ما يظهر التضخم من خلال التقاء محددات متعددة الأوجه، حيث تمارس ديناميكيات الطلب ضغوطا كبيرة على الاقتصادات، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع، في حين يؤدي التصاعد في تكاليف الإنتاج إلى تفاقم المسار التضخمي أيضا.

وتتنقل سلطات البنوك المركزية في البيئة الاقتصادية، وتسعى إلى تعديل التضخم من خلال أدوات السياسة النقدية مثل أسعار الفائدة وتعديلات المعروض النقدي. وتؤدي الاضطرابات في جانب العرض إلى دوافع ذات تأثير سلبي في مسارات التضخم.

ويؤدي ذلك إلى تفاقم الندرة وتصاعد الأسعار، وفي الوقت نفسه، تضفي تقلبات أسعار الصرف فروقا دقيقة على النموذج التضخمي. وفي خضم هذه المتغيرات، يظهر التضخم كنتيجة أكيدة للتفاعل الاقتصادي ومدى تأثير المتغيرات عليه.

ويبدو واضحا أنه لا مفر من التضخم مع التوترات الجيوسياسية العديدة في العالم، ومع ذلك هناك إستراتيجيات يمكنك استخدامها لمكافحة آثاره.

سنقدم في هذا التقرير 6 طرق يمكن من خلالها التعامل مع التضخم وارتفاع الأسعار، والتقليل من آثارهما على معيشتكم وحياة أسركم.

العالم يشهد زيادة عامة في أسعار السلع والخدمات، مما يؤدي لتآكل القوة الشرائية (الفرنسية) إستراتيجيات إدارة التضخم وارتفاع الأسعار تعديل الميزانية

إذا تجاوزت التدفقات النقدية الشهرية الخارجة التدفقات الواردة، فيمكن أن تساعدك الميزانية على العيش في حدود إمكانياتك. قم بتقسيم ميزانيتك إلى الفئات الرئيسية للأموال الواردة والنفقات الصادرة. ستلاحظ سريعا ما إذا ما كان هناك "تسرب" يحتاج إلى التصحيح.

ولا ينبغي أن تراجع وتراقب ميزانيتك لمرة واحدة، بل ستحتاج إلى ضبط ميزانيتك بشكل مستمر مع تغير الظروف، ولا تنس أيضا تخصيص صندوق خاص للطوارئ لتغطية التكاليف غير المتوقعة، مثل مرض مفاجئ لأحد أفراد العائلة، أو عطل في السيارة، أو أي نوع من الضرورات الحياتية.

تنويع مصادر الدخل

عندما يكون التضخم مرتفعا، فإن إيجاد طرق لتخفيض المصاريف والادخار أمر مهم، ولكن من المهم أيضا زيادة الدخل، من خلال تنويع دخلك ليشمل عملا جانبيا، أو وظيفة بدوام جزئي يمكن أن يساعدك على مواكبة التكاليف المتزايدة حسب ما ذكرت منصة "تايم".

قم بجرد مهاراتك وممتلكاتك وفكر فيما إذا كانت هناك فرصة لبدء عملك أو نشاطك الجانبي التالي. مثلا، إذا كان لديك غرفة إضافية في منزلك، فيمكنك التفكير في تأجيرها بشكل ما.

كما يمكنك تأجير منزلك أو أجزاء منه في أوقات المواسم، حيث يكثر الطلب على الشقق المفروشة في أثناء الإجازة الصيفية، ويؤجر الكثيرون منازلهم خلال المواسم. أو بإمكانك إذا كنت سائقا ماهرا وتملك سيارة إيجاد عمل آخر عبر توزيع الطلبات، أو التعاقد مع شركة لتوزيع منتجاتها.

إن تنويع مصادر الدخل من خلال الوظائف بدوام جزئي، أو العمل الحر، أو الأعمال الجانبية يمكن أن يوفر شبكة أمان في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي. حتى العمل المؤقت أو الموسمي يمكن أن يساعدك في بناء شبكة أمان.

لاحظ التسرب المالي الرئيسي من خلال إعداد ميزانيتك واستعد للتعديل عليها (شترستوك)

 

الاستثمار الذكي

في حين أن القوة الشرائية لأموالك قد تنخفض أثناء التضخم، فلا تزال هناك فرصة لتنمية أموالك. ويمكن أن يكون الاستثمار في الأصول التي يمكن أن تتجاوز معدل التضخم، مثل الأسهم أو العقارات أو المعادن الثمينة كالذهب، إستراتيجية ذكية للحفاظ على الثروة وتنميتها بمرور الوقت.

يمثل التضخم وارتفاع الأسعار تحديات اقتصادية معقدة، ولكن يمكن للأفراد التغلب عليها بنجاح من خلال اتخاذ خطوات استباقية. ويعد الاستثمار بحكمة وإيجاد مصادر دخل إضافية من الإستراتيجيات الرئيسية في إدارة الاستقرار المالي خلال فترات التضخم.

قلل من استخدامك للطاقة

ترتبط أسعار الطاقة ارتباطا وثيقا بالتضخم، لذا قم بمراجعة طريقة استهلاكك للطاقة في منزلك وسيارتك. استخدم المصابيح الموفرة للطاقة، وافصل الأجهزة الإلكترونية عندما لا تستخدمها، وحافظ على منظم الحرارة في المكيف عند درجة حرارة معقولة، وانفخ إطارات سيارتك لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في استهلاك الوقود.

مراجعة فاتورة الطاقة جانب مهم من مواجهة التضخم (غيتي) حدد أولويات إنفاقك وتسوق بحكمة

بالنسبة للعائلات على وجه الخصوص، يمكن للنفقات التي تبدو صغيرة أن تتراكم بسرعة، فإذا كانت لديك اشتراكات على سبيل المثال في العديد من قنوات البث التلفزيونية، ففكر فيما إذا كان بإمكانك الاحتفاظ بعدد قليل فقط من قنواتك المفضلة وإلغاء القنوات الأخرى.

وإذا كنت تستمتع بشرب القهوة في المقهى، فحاول تحضير مشروباتك المفضلة في المنزل. ويمكنك استبدال عضوية الصالة الرياضية الباهظة الثمن بالتدريبات المنزلية، كما يمكنك الابتعاد عن الماركات الشهيرة عند تسوقك من "السوبر ماركت" بأخرى أقل تكلفة بكثير.

أيضا، إذا كنت بحاجة إلى التسوق لشراء أدوات منزلية أو ملابس، فابحث عن سلع مستعملة عالية الجودة، وبحالة جيدة قبل شراء الأدوات والملابس الجديدة غالية الثمن.

استخدم بطاقة ائتمان ذات استرداد نقدي

هناك العديد من بطاقات الائتمان التي تقدم عروضا وتخفيضات حقيقية لدى استخدامها في الشراء سواء كان بالمطلق أو الشراء من متاجر معينة، كما توجد بطاقات ائتمان ذات استرداد نقدي، وهذه جميعا قد تساعدك على كسب وتوفير المال الإضافي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات القوة الشرائیة فی أسعار من خلال یمکن أن إذا کان

إقرأ أيضاً:

أستاذ في العلوم السياسية: الحرب والعقوبات وراء ارتفاع التضخم الاقتصادي في روسيا

قال الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية، إنّ روسيا تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في زيادة معدلات التضخم بالاقتصاد الروسي، موضحا أنه من الممكن التكيف مع هذا الوضع عبر الصمود والتصنيع المكثف، والاعتماد على الاكتفاء الذاتي.

الحرب والعقوبات الاقتصادية عامل أساسي للتضخم

وأضاف «بوش»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه لا شك أن الحرب والعقوبات الاقتصادية هما العاملان الأساسيان وراء التضخم الذي يواجه الاقتصاد الروسي، مشيرا إلى أن هذا لا يعني انكسار الاقتصاد الروسي، خاصة أن روسيا ليست دولة عادية، لكنها مصنعة، معلقا: «التصنيع العسكري أخذ كثيرا من الاقتصاد الروسي بما يسمى اقتصاد الحرب».

على روسيا الصمود لتحقيق الانتصار

وتابع: «رغم الأزمة الاقتصادية بروسيا إلا أن الرواتب والمكافآت تصل بوقتها إلى الشعب، كما أن الإنتاج يسير كما هو»، لافتا إلى أنه لا يوجد هذا الخوف الكبير على الاقتصاد الروسي، إذ أن لدى روسيا خيارا واحدا وهو الصمود لتحقيق الانتصار في الحرب ومن ثم التسارع في النمو الاقتصادي.

وأوضح: «ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد الروسي يعني خسارة روسيا وانتهاء الدولة الروسية، لذا لا يوجد خيارات أمام روسيا سوى الصمود وانتهاء الحرب، وبالتالي فإن انتهاء الحرب المؤشر الأكبر لانتهاء التضخم ونمو الاقتصاد الروسي».

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: هناك تضخم في الاقتصاد الروسي لكن موسكو تعتمد على التصنيع
  • التضخم السنوي في الكويت يرتفع 2.36% خلال تشرين الثاني
  • أستاذ في العلوم السياسية: الحرب والعقوبات وراء ارتفاع التضخم الاقتصادي في روسيا
  • شندي.. ارتفاع ملحوظ في الأسعار وإغلاق جُزئي للأسواق
  • وزيرة المالية تعترف بعدم انخفاض أسعار المحروقات في المغرب بمستوى الانخفاض العالمي في 2024
  • جولد بيليون: ارتفاع محدود للذهب العالمي وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية
  • جولد بيليون: ارتفاع محدود لـ سعر الذهب العالمي وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية
  • ارتفاع معدل التضخم باليابان بنسبة 2.7 % خلال نوفمبر
  • المغرب.. ارتفاع معدل التضخم إلى 0.8 % خلال تشرين الثاني ‏
  • ارتفاع معدل التضخم في المغرب إلى 0.8 % خلال نوفمبر