دبلوماسي بريطاني سابق يسأل ويجيب : هل انتصرت حماس؟
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
#سواليف
دمرت حركة #المقاومة_الإسلامية (حماس) فكرة أن إسرائيل لا تقهر عسكريا، وكشفت عن هشاشة الدعم الدولي الذي تحظى به، مما يثير تساؤلات صعبة حول مدى قدرتها على الاستمرار في الأمد البعيد، لكن برغم ذلك لا تزال إسرائيل تتحدث عن حرمان حماس من أي نوع من النصر الحاسم.
بهذه المقدمة افتتح الدبلوماسي البريطاني السابق توم فيليبس مقاله بصحيفة هآرتس، حيث أوضح أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى “القضاء على القيادة العسكرية لحماس” عن طريق قتل شخصيات مثل يحيى السنوار وآخرين أو إجبارهم على الخروج إلى المنفى، ولكن ذلك لا ينفي أن حماس قد فازت بالفعل بالجولة الأولى من الحرب.
ولإثبات ذلك، أوضح الكاتب أن حماس نجحت في إطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وفي إعادة تأكيد نفسها بوصفها قوة لا يستهان بها، وإظهار عدم كفاءة حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية.
مقالات ذات صلةانتصارات
وبمجرد نجاتها من هجوم الجيش الإسرائيلي لفترة أطول من أي حرب خاضتها إسرائيل على الإطلاق، أثبتت حماس -حسب قول الكاتب- أنها قوة لا يستهان بها، ومن خلال قيامها بذلك، ألحقت ضررا كبيرا بمكانة الردع التي تتبجح بها إسرائيل كثيرا، ومع العواقب الوخيمة المحتملة على المدى الطويل، لم يعد الجيش الإسرائيلي ذلك “الجيش الذي لا يقهر”.
وسواء قصدت حماس ذلك أو لم تقصده، فقد نجحت على المستوى الإقليمي في خلق حاجز فعال -ولو مؤقتا- أمام طريق التطبيع.
أما على المستوى الدولي، ومهما حاولت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موازنة الدعم الأساسي لإسرائيل مع الضغوط المحلية والإقليمية والدولية لإنهاء الحرب، فقد أظهرت الأزمة تراجع قدرة الولايات المتحدة على التأثير، وخلقت المجال للآخرين للسعي إلى توسيع نفوذهم، خاصة روسيا.
ومن الإيجابيات الأخرى بالنسبة إلى حماس والفلسطينيين الذين يهتمون بقضيتهم، الضغط الذي فرضته الأزمة على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتفكير عدد من الدول في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يعني أن حماس حققت ما أخفق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تحقيقه من إعادة القضية الفلسطينية إلى الخريطة الدولية بشكل مباشر.
وتابع الكاتب أن السرعة المذهلة التي اتسمت بها عملية نزع الشرعية عن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول يمكن النظر إليها في أعين الكثيرين باعتبارها دليلا إضافيا على “انتصار” حماس.
مواجهة حماس
وقال فيليبس إن الأمر متروك للغرب ولإسرائيل والسلطة الفلسطينية وللدول العربية التي تعارض حماس وأيديولوجيتها، كي يعملوا بجدية واجتهاد ووحدة أكبر لحرمان الحركة من أي نوع من أنواع النصر النهائي، وذلك بالتوصل -بطريقة أو بأخرى- إلى صفقة تضع حدا للحرب، وتضمن “إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين”، وفتح الطريق لإعادة إعمار غزة وإجراء مفاوضات أوسع نطاقا لحل القضايا الأساسية التي تبدو مستعصية على الحل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومع ذلك، يعبّر الكاتب عن قلقه من العقبات التي تعترض مثل هذه الحزمة، وعلى رأسها التصلب الإسرائيلي المتزايد ضد إنشاء ما وصفها بـ”دولة إرهابية” فلسطينية، خاصة أن المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتحول المستمر نحو اليمين في المجتمع والسياسة الإسرائيلية، مع أوجه القصور في القيادة في رام الله، كلها أمور توشك أن تغلق نافذة حل الدولتين الذي هو أقرب للحل الصحيح لمشكلة بين قوميتين.
غير أنه لا يوجد حل بديل في المستقبل المنظور سوى الصراع المستمر الذي يمر بعملية مأساوية تؤدي إلى تآكل كلا المجتمعين، وستكون مشكلة إسرائيل أكبر في هذه الحالة، لأنها من المرجح أن تعود إلى فخ احتلال غزة الصريح، وإعاقة الحلم بدولة يهودية ديمغرافيا، على حد تعبير الكاتب.
وأضاف أن بعض المتشددين الإسرائيليين قد يحلمون بحل هذه المعضلة بطرد أو “تشجيع” خروج ملايين الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
وتابع أن مثل هذا الاحتمال سيؤدي إلى زعزعة استقرار دول عربية محيطة، وهو ما يمثل كارثة إستراتيجية كبيرة لإسرائيل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المقاومة الإسلامية
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي حول ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية
أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الخميس، ترحيبها بتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، المعنون "أكثر مما يستطيع الإنسان تحمله"، والذي يوثّق بالتفصيل الجرائم والانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي ترتكبها إسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعي، بما في ذلك استخدامها المتعمد للعنف الجنسي، وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي كأدوات للقمع والإذلال وانتهاك الكرامة الإنسانية ومنذ بدء عدوانها على الشعب الفلسطيني.
وشددت الخارجية الفلسطينية على النتائج التي خلص اليها التقرير، وحقيقة ارتكاب إسرائيل اعمال إبادة جماعية، وغيرها من الجرائم والانتهاكات التي عانى ويعاني منها الشعب الفلسطيني منذ النكبة، والتي تجاوزت حدود الاحتمال، وأن هذه المعاناة التي يتكبدها أبناء شعبنا، نساءً ورجالًا وأطفالًا، هي معاناة غير مقبولة ولا يمكن التغاضي عنها، ويجب مساءلة ومحاسبة مرتكبيها.
وأشادت الخارجية الفلسطينية بالجهود الحثيثة التي تبذلها لجنة التحقيق الدولية المستقلة في سبيل إحقاق العدالة وكشف الحقيقة، وأكدت ضرورة حماية اللجنة وضمان استمرار عملها بعيدًا عن أي ضغوط مسيسة أو محاولات للتشكيك في مصداقيتها، وبدلًا من مهاجمة اللجنة وتقويض ولايتها، يتوجب على المجتمع الدولي دعمها والالتزام بنتائجها، التي تستند إلى أسس قانونية وحقوقية دولية راسخة.
وأكدت رفضها محاولات النيل من عمل اللجنة أو عرقلة عملها، واعتبرتها محاولات لمنح الحصانة لإسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعي، من المساءلة وتعزيز سياسة الإفلات من العقاب، وهو ما يعتبر تواطؤا في جريمة الإبادة الجماعية ومن شأنه تشجيعها وتشجيع مجرميها على مواصلة انتهاكاتهم الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ودعت الخارجية الفلسطينية جميع الدول والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني إلى دعم لجنة التحقيق الدولية المستقلة وولايتها، تنفيذ توصياتها، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعي، واتخاذ تدابير قانونية ودبلوماسية واقتصادية صارمة لمحاسبة وضمان امتثال الاحتلال للقانون الدولي، وضمان الحماية والعدالة للضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني.