12 أبريل، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
خالد العرداوي
لقد كسرتم في الانتخابات المحلية الأخيرة واحدا من أهم محرمات العملية السياسية في العراق بعد سنة ٢٠٠٣، الا وهو العمل في ظل القيادات الاساسية للقوى النافذة، او ما يمكن تسميتها القيادات الوصية على العمل السياسي، تلك القيادات التي تعتقد انها وحدها صاحبة الحق في تقرير قواعد اللعبة، وطبيعة الصفقات، ومن يستحق البقاء في العمل السياسي؟ ومن يستحق الخروج منه او تجميده او عقابه؟
لقد شكلتم بفعلتكم هذه سابقة غير محمودة في عرف العملية السياسية، كما شكلتم تهديدا للمتحكمين فيها، واعطيتم الحافز لغيركم في السير على منهجكم في الانتخابات المحلية والاتحادية القادمة.
وهذا يعني ، انكم في نظر خصومكم السياسيين المخضرمين، وغير الراغبين في فسح المجال لغيرهم في الوصول إلى السلطة، تمثلون تجربة وسابقة ينبغي افشالها، بتسقيط رموزها وشعاراتها، وخلق المشاكل والعقبات في طريقها لتكونوا في النهاية امام واحد من خيارين: اما العودة إلى مظلة الاوصياء السياسيين، وأما الخروج من ساحة الفعل والتأثير بأي شكل من الاشكال.
وعليه، فانكم ستكونون في مرمى النيران في كل شاردة وواردة تبدر منكم: اذ سيتم تقليل شأن انجازاتكم، وسيتم ترويج المعلومات المظللة عنكم، وسيتم تتبع سقطاتكم وعثراتكم ليتم تعظيمها، كما ستتم ملاحقتكم إعلاميا ومؤسساتيا…وسيزداد كل ذلك مع اقتراب الانتخابات القادمة، مما يتطلب منكم الحذر من خلال:
– ضبط إيقاع اقوالكم وافعالكم، واختيار لقاءاتكم بعناية، وبطريقة مدروسة.
– أبعاد المحسوبين عليكم من أفراد عوائلكم واصدقائكم عن التأثير في مجريات القرارات التي تخص محافظاتكم، ومنع تورطهم في قضايا الفساد والمحسوبية، والسلوكيات غير الملائمة.
– العمل المضاعف من اجل تنفيذ وعودكم الانتخابية فثقة ناخبيكم هي في النهاية البطاقة الخضراء للحكم على بقائكم او خروجكم من العمل السياسي.
– استثمار فرصة الاستقرار الامني والوفرة المالية لاحداث نهضة حقيقية في محافظاتكم وتحويلها إلى تجارب ناجحة في تنظيم وتطوير المدن، لا على المستوى المحلي فقط، وإنما على المستوى الدولي، فهذه الفرصة قد لا تستمر طويلا، وقد لا تتكرر في المستقبل.
– الإبتعاد عن القرارات المستعجلة والمواقف المبنية على ردود الأفعال، وليكن هدفكم ارضاء جميع أبناء محافظاتكم بلا استثناء، لا ارضاء طرف ما على حساب أطراف اخرى.
– الاستعداد المبكر للانتخابات القادمة باختيار تحالفات سياسية ناجحة، مبنية على التزامات أخلاقية متبادلة، فالانتخابات القادمة قد لا تكون بالصورة نفسها التي جرت عليها الانتخابات الماضية التي اوصلتكم إلى السلطة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
بشير عبدالفتاح: السوريون يطمحون لتأسيس دولة جديدة بنظام سياسي يتسع للجميع
قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي بمؤسسة الأهرام، إن اختيارات القيادات السورية، خاصة في وزارتي الدفاع والخارجية، قد تبدو صادمة للكثيرين، نظرًا لأنهما سياديتين، وإصرار جبهة تحرير الشام على اختيار العناصر الموالية لها في هذه المناصب الحساسة، بالإضافة إلى رئاسة الحكومة، يشير إلى وجود رغبة في الانفراد بإدارة الدولة السورية خلال الأشهر الثلاثة التي تشكل عمر حكومة تصريف الأعمال الحالية.
تطلعات الشعب لتجاوز الاحتكاروأوضح عبدالفتاح، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أن الكثيرين كانوا يأملون أن يقدم أحمد الشرع إشارة واضحة للداخل السوري والعالم تفيد بعدم وجود نية للهيمنة أو احتكار السلطة، ورغم الدور الذي لعبته الفصائل المسلحة في إسقاط نظام الأسد، لكن الشعب السوري كان يطمح إلى تأسيس دولة جديدة بنظام سياسي يتسع للجميع، دون احتكار للسلطة أو إقصاء فصيل.
مواجهة محتملة بين القوى السياسيةوأشار عبدالفتاح، إلى أن إصرار الشرع على أن تكون الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال خالصة للفصائل المسلحة دون إشراك القوى السياسية الأخرى يثير إشارات سلبية لدى الكثيرين، مفادها أن احتمالية إعادة إنتاج الاستبداد ما زالت قائمة، مضيفًا أن هذا الوضع قد يؤدي إلى مواجهات سياسية بين الفصائل المسلحة ذات المرجعيات الإسلامية والقوى السياسية المدنية، الليبرالية واليسارية في سوريا.
اختبار حاسم خلال الأشهر الثلاثةوأكد أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون اختبارًا حاسمًا للشرع والفصائل المسلحة، ويعول العديد من المراقبين على تجاوز الشرع لهذا الاختبار من خلال إشراك قوى وفصائل سياسية أخرى في الحكومة، حتى وإن كانت حكومة تصريف أعمال.