عربي21:
2025-04-25@10:47:04 GMT

لماذا ليس من الجيد أن يكون الأطفال مطيعين دائما؟

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

لماذا ليس من الجيد أن يكون الأطفال مطيعين دائما؟

يريد جميع الآباء أو الغالبية العظمى منهم أن يكون أطفالهم جيدين ومطيعين ومسؤولين، ولكن هذا لا يحدث دائمًا. وقد يقودنا هذا إلى الاعتقاد بأن أطفالنا سيئون وعاصون، وأنه في المستقبل سنواجه مشاكل، ومع ذلك، هذا ليس صحيحا تمامًا. 

ونشر موقع "كويدات بلس" الإسباني، تقريرًا، ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن سيلفي بيريز، وهو الأستاذ المتعاون في دراسات علم النفس والعلوم التربوية في الجامعة المفتوحة بكاتالونيا، يرى أن "الطفل أو المراهق الذي يقلق علماء النفس أكثر من غيره هو الطفل الذي لا يعاني من أعراض، أي الطفل الذي لا يشكك أبدا في أي شيء والذي يطيع كل شيء".



وأوضح الموقع أن "الناس عادة يربطون السلوك الجيد بـ"الطاعة"ـ والتصرف بشكل سيء مع "العصيان"، لأننا نطبق المعيار الأخلاقي للبالغين على الأطفال"، كما تقول سيلفي بيريز، ولكن يجب أن يعرف الآباء أن الأطفال الذين يتبعون تطورًا معرفيًّا أو حركيًّا لجوانب أخرى مثل الكلام أو القدرة على المشي بمفردهم، وما إلى ذلك، "لا ترتبط مفاهيم الخير والشر بشكل صحيح لديهم حتى سن 12 عامًا تقريبًا".

وأفاد الموقع أنه وفقا لهذه النظرية، يجب ألا يلتزم الأطفال بالطاعة حتى هذا العمر، والذي عنده سيعرفون كيفية التمييز بين الخير والشر، ولكن الحقيقة هي أنهم، لسبب ما، يطيعون، لماذا؟ الإجابة على هذا السؤال، وفقا لسيلفي بيريز، بسيطة: "إنهم يفعلون ذلك من خلال الاستجابة لطريقة العقاب والمكافأة". ووفقًا لها: "يفعل الأطفال أشياء لتجنب العقوبات أو للحصول على مكافآت".

ويبيّن الموقع أنه "من الشائع أن يملي الشخص البالغ سلسلة من المبادئ التوجيهية التي يجب على الطفل قبولها"؛ حيث تقول سيلفي بيريز: "نحن نعيش في عالم غير مرن للغاية لأنه، كقاعدة عامة، يترك الأطفال المدرسة، ويقومون بالمناهج الدراسية، ويلعبون وقتًا محددًا في الحديقة، ويتناولون العشاء في وقت معين، ولا يمكنهم مشاهدة التلفزيون لأكثر من بضع دقائق، أي أن كل شيء مقرر، وفي هذا العالم، في بعض الأحيان، نجد أطفالًا لا يطيعون لأنهم يشككون في القاعدة"، وعلى الرغم مما يعتقده العديد من الآباء، في هؤلاء الأطفال الذين يشككون في الأشياء و"الذين لا يفهمون لماذا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، وإذا فعلوا ذلك دون عدوان، فهو عرض جيد".

وتابع: "من المهم أن يتم منح الأطفال الفرصة لإبداء إرادتهم والتحقق مما إذا كان ما يقولونه مقبولا أم لا. نصيحة أخرى هي عدم تركيز المحادثة على مدى حُسن أو سوء تصرفهم، ولكن على الحقائق: مدى جودة تناولك للطعام، ومدى جودة اللعب مع الأجداد". ويضيف الخبراء أن "هذا مهم لأن التصرف بشكل جيد أو سيء هو حكم أخلاقي للبالغين، ولكن اللعب مع الأجداد أمر إيجابي، حتى لو لم يستجب للسلوك الجيد أو السيئ".

وذكر الموقع أن ما هو ضروري هو قضاء بعض الوقت معهم والاهتمام باحتياجاتهم؛ حيث تقول بولا موراليس، الخبيرة في الجامعة المفتوحة بكاتالونيا: "من المهم أن يكون الوقت الجماعي وقتًا جيدًا لأن ذلك يحدث الفرق". ومن المهم أيضا قضاء هذا الوقت في الاستماع إليهم وأخذ آرائهم في الاعتبار، فالموارد العاطفية والتواصلية للآباء ضرورية لتعليم الأطفال الذين سيشعرون، بدلًا من الطاعة فقط، أن البالغين يثقون بهم؛ وتوضح موراليس: "يقول إن هؤلاء الأطفال سيكونون أشخاصا أكثر استقلالية ومع إدارة أفضل لعواطفهم".

ويرى الموقع أنه "على الجانب المعاكس للأطفال العنيدة أو الذين يتحدون القواعد؛ هناك الأطفال الذين يطيعون بشكل مفرط، ويجب هنا التفريق بين الطاعة للقواعد لتجنب المخاطر والطاعة العمياء للقواعد التي يفرضها الكبار، فتقول سيلفي بيريز: "إذا طلبنا من الطفل أن يتوقف ولا يعبر الطريق، فنفعل ذلك لتجنب المخاطر، والطفل الذي يطيع لتلك الضوابط قد يكون أكثر حرية لأنه يكون أكثر حماية".

ووفق الموقع؛ فهذا ليس جيدًا دائمًا لأن زيادة السلطة من جانب كبار السن يمكن أن تحدد أيضًا مستقبلهم كشخص بالغ. بشكل عام؛ يبدأ أكثر من نصف المشاكل النفسية للبالغين في مرحلة الطفولة والمراهقة. وتوضح موراليس أنه في بعض الأحيان لا ندرك مدى أهمية مرافقة الطفل لتطوير المهارات المختلفة في هذه المرحلة. وبالتالي، يمكن للطفل المطيع للغاية أن يقلق علماء النفس.


وأشار الموقع إلى أنه "في كثير من الأحيان، إن  الطاعة المفرطة، يمكنها إخفاء مشاكل خطيرة، فتقول سيلفي بيريز: هناك أطفال في بيئات معينة، وفقا لوالديهم، مطيعون جدا ولكن في الواقع ما لديهم هو الخوف"، مبينة أن "في الواقع، خارج تلك البيئة الاستبدادية، في الأسرة أو في المدرسة، يظهر هؤلاء الأطفال سلوكا غير منضبط". هذا لأنه، في بعض الأحيان، السيطرة الخارجية المفرطة تمنع الطفل من التنظيم الذاتي"، كما تقول موراليس.

ووفقًا لألفارو بلباو، وهو عالم النفس العصبي، فـ"إذا قام الآباء بتعليم أطفالهم على الطاعة دون مزيد من اللغط، فإنهم سوف يجعلونهم يطيعونهم ولكن أيضا معلميهم وزملائهم في الفصل وأصدقائهم وشركائهم ... لأنهم سيكونون قد علموهم الخضوع. من ناحية أخرى، إذا قاموا بالتثقيف للانتباه إلى كلماتهم، وفهم أهمية الأشياء والتعبير عن رأيهم، فلن يشعروا بالحاجة إلى الخضوع للآخرين"، مضيفًا: "يمكنك التثقيف بالكثير من النظام والانضباط ولكن دون الحاجة إلى اللجوء إلى الطاعة". وللقيام بذلك، ينصح بلباو بـ:
- اشرح الأشياء
- ضع حدودًا واضحة
- ابق ثابتًا في أسبابك
- خصص وقتًا للاستماع إلى القواعد وإنفاذها بصبر
وبحسب الموقع فقد أوضح بلباو أنه "على المدى القصير، هذا يتطلب المزيد من الوقت، ولكن على المدى المتوسط والطويل، فإنه يعني وقتا أقل، وغضبا أقل، وأقل صعوبة بكثير للعيش مع الأطفال الذين يستمعون والعقل والحوار من الأطفال الذين يقاتلون من أجل كل تعليم".

وختم الموقع التقرير بنصيحة نهائية من خبراء الجامعة المفتوحة بكاتالونيا قالو فيه إنه "كما هو الحال في الطاعة الزائدة، يمكن أيضا أن يتأثر العصيان المنهجي بعوامل مختلفة: العناصر الوراثية والنفسية العصبية، والأسلوب التعليمي للأسرة بسبب قلة الإشراف أو السيطرة المفرطة، والإجهاد أو المشاكل النفسية للبالغين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاطفال تربية الأطفال علوم التربية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطفال الذین الموقع أن أن یکون

إقرأ أيضاً:

خبيرة أممية: إجراءات إماراتية صارمة لمكافحة استغلال الأطفال

هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة برعاية الشيخة فاطمة.. أبوظبي تستضيف مؤتمر «تمكينها» الإمارات: دعم ثابت لأمن واستقرار وسيادة ووحدة لبنان

أكدت السيدة ماما فاطمة سينغاتة، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمكافحة بيع الأطفال واستغلالهم جنسياً، التزام دولة الإمارات الراسخ في مكافحة بيع الأطفال واستغلالهم جنسياً.
وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في أبوظبي، أمس، للإعلان عن خلاصة زيارتها للدولة التي استغرقت 11 يوماً «إن الدولة تتخذ إجراءات صارمة لمكافحة استغلال الأطفال والاعتداء عليهم، فضلاً عن توفير الرعاية والدعم اللازمين للضحايا». 
وأضافت «إن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً طويلاً في تعزيز وحماية حقوق الطفل منذ الزيارة التي قامت بها المقررة السابقة عام 2009، وهناك العديد من التغييرات الإيجابية التي تتماشى مع توصياتها».
وأشادت سينغاتة بالجهود التي بذلتها الحكومة وشركاؤها في الآونة الأخيرة، مؤكدة أهمية تشجيع الإبلاغ عن حالات الاعتداء الجنسي أو العنف ضد الأطفال. إذ يتسنّى تحقيق ذلك من خلال تبسيط قنوات الإبلاغ، وتوسيع نطاق برامج التوعية والتثقيف العام، وتعزيز الدعم المقدم للمنظمات غير الحكومية، وإنشاء قاعدة بيانات مركزية متاحة للجميع. 
وقالت الخبيرة الأممية «أشعر بالغبطة إزاء الإنجازات الكبيرة التي تحققت بالفعل، وآمل أن تسهم زيارتي والتقرير الذي سأقدمه في جهود الحكومة لتعزيز التدابير الجارية ومعالجة الثغرات. وهذا سيتطلب التزاماً وتعاوناً مستداماً من جميع المعنيين بحماية الطفل».
وأشادت الخبيرة الدولية بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين أطرها السياسية والقانونية والمؤسسية ذات الصلة بحماية الطفل، مثل قانون حقوق الطفل لسنة 2016 «قانون وديمة»، بالإضافة إلى وجود العديد من الهيئات المعنية بحماية الطفل مثل مركز حماية الطفل التابع لوزارة الداخلية، ومراكز الدعم الاجتماعي ووحدة حماية الطفل التابعة لوزارة التربية والتعليم.
وزارت الخبيرة الأممية مركز الطفل في أبوظبي، ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، ودار الأمان لرعاية النساء والأطفال في رأس الخيمة، ومؤسسة حماية للمرأة والطفل في عجمان، ومركز كنف في الشارقة.
وأكدت: «تمثل العديد من المؤسسات التي زرتها مراكز جامعة لتخصصات عدة وجهات تعمل في مجال حماية الطفل، وتوفر دعماً شاملاً ومتكاملاً للأطفال، مما يسهم في الحد من خطر التعرض للصدمات النفسية. كما أسعدني معرفة أن هذه الممارسة الجيدة أصبحت تتكرر في جميع أنحاء البلاد».
وتجدر الإشارة إلى أن المقررة الأممية ستقدم تقريراً كاملاً إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس 2026.
وأشادت الخبيرة الأممية بنهج وزارة الداخلية تجاه إعطاء الأولوية للكشف المبكر عن الاستغلال والاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت من خلال المتابعة المستمرة وما يشبه «الدوريات» على الإنترنت واستخدام برامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأشادت سينغاتة بجهود وزارة التربية والتعليم من خلال وحدة حماية الطفل التي تم تأسيسها عام 2019 في إطار تنفيذ حماية الطفل في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وحماية الطلاب من جميع أشكال الإساءة في البيئة المحيطة بهم سواء في المدرسة أو في المنزل.
ولاحظت خلال زيارتها وجود العديد من الجهات التي تركز على توفير الخدمات للأسرة بهدف تعزيز رفاه العائلة بأكملها، وبالتالي المساهمة في الحد من الحالات التي قد يتعرض فيها الأطفال لخطر الاستغلال والاعتداء الجنسي.
وأشادت الخبيرة الأممية بالخدمات المتاحة لجميع الأطفال في الدولة بغض النظر عن جنسياتهم أو أوضاعهم القانونية والمالية.
وأثنت الخبيرة الأممية على استحداث وزارة الأسرة لأهميتها في توطيد الروابط الأسرية، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز الاندماج الاجتماعي، مشجعة على تعزيز وتخصيص الموارد البشرية والمالية الكافية لضمان عمل الوزارة الجديدة على الوجه الأكمل، آملة إنشاء مفوضية مستقلة للطفولة تكون مكرسة، تحديداً للإشراف المستقل على حماية حقوق الطفل في جميع أنحاء الدولة ورصدها.

مقالات مشابهة

  • الإمساك عند الأطفال..أسبابه وعلاجه وأنواع الملينات الطبيعية
  • خبيرة أممية: إجراءات إماراتية صارمة لمكافحة استغلال الأطفال
  • إطلاق سياسة حماية الطفل في الحضانات بالتنيق بين وزارة الصحة واليونيسف
  • رسالة مؤثرة من طفل مصاب بالتوحد لأولياء الأمور .. فيديو
  • سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
  • تعرض للغرق..مبادرة حياة كريمة تنقذ حياة طفل فاقد للوعي بالشرقية
  • رجال في معركة السلام.. أبطال "عودة طابا" الذين لم يحملوا السلاح ولكن استعادوا الأرض
  • الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة أقل استعدادا لدخول المدرسة
  • دور الإعلام في حماية الأطفال من المحتوى الضار