RT Arabic:
2024-11-27@09:36:53 GMT

خيانة أوروبا لغزة لا تغتفر!

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

خيانة أوروبا لغزة لا تغتفر!

ضحى الاتحاد الأوروبي بمصداقيته التي اكتسبها بشق الأنفس لدى المجتمع المدني في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بعد أن منح إسرائيل التفويض المطلق. شادا إسلام - The Guardian

 كان فشل الاتحاد الأوروبي في محاسبة إسرائيل على انتهاكات القانون الدولي في غزة سبباً في إحداث فجوة واسعة في ادعاءاته بأنه مدافع عن القيم والقواعد الدولية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

لقد جاءت الاتهامات بالكيل بمكيالين بقوة وبسرعة من حكومات الجنوب العالمي.

وما ينبغي أن يكون أكثر إثارة للقلق بالنسبة لبروكسل هو أن سياستها في غزة قد أضرت بشدة بمصداقيتها بين الناشطين المؤيدين للديمقراطية وحقوق الإنسان في هذه البلدان؛ الأشخاص الذين يقول الاتحاد الأوروبي إنه يعتبرهم محركات التغيير، ويقاتلون على الخطوط الأمامية من أجل المساواة والعدالة.

لقد عمل الاتحاد الأوروبي لسنوات عديدة على إطلاق مجموعة من المبادرات و"حوارات المجتمع المدني" في العالم العربي وخارجه. والهدف هو كسب قلوب وعقول الطلاب والنقابيين والأكاديميين والسياسيين الشباب ورجال الأعمال وقادة حقوق المرأة وممثلي الأقليات العرقية.

وفي المقابل، سعى "صناع التغيير" هؤلاء، الذين غالبًا ما يواجهون حكومات قمعية في الداخل، إلى الحصول على الإلهام والدعم والتمويل من الاتحاد الأوروبي. وبعد مشاركتي في لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني هؤلاء، أستطيع أن أشهد على قيمتهم في خلق الروابط وإقامة الروابط والتغلب على المفاهيم الخاطئة.

إن تركيز الاتحاد الأوروبي على الديمقراطية وحقوق الإنسان في تفاعلاته الخارجية يعني أنه يتمتع بسمعة طيبة في تقديم قيم أكثر إثارة للإعجاب من القوى الأخرى. ومع ذلك، وفقاً لمركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية - وهو ما أكده أصدقائي العرب والأفارقة والآسيويين - فإن رد فعل أوروبا تجاه غزة يمزق احتياطياتها الضخمة من القوة الناعمة.

لقد استغرق الأمر ما يقرب من ستة أشهر من زعماء الاتحاد الأوروبي ومقتل نحو 30 ألف فلسطيني، بما في ذلك الأطفال، للدعوة، ليس حتى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بل إلى "هدنة إنسانية" تؤدي إلى وقف إطلاق النار.

وبحسب استطلاع للرأي أجري في 16 دولة عربية، فإن 75% من العرب ينظرون إلى المواقف الفرنسية والألمانية بشأن غزة على أنها "سيئة للغاية". ومع تزايد خيبة الأمل تجاه الغرب، يتم تسليط الضوء على المعايير المزدوجة لأوروبا على وسائل التواصل الاجتماعي العربية من خلال الميمات ومقاطع الفيديو والرسوم المتحركة.

بعد أن قمت بإعداد تقارير عن السياسة الخارجية والتجارية والتنمية في الاتحاد الأوروبي لما يقرب من أربعة عقود من الزمن، أعلم أن التوفيق بين الخطابة النبيلة والواقع أمر صعب. فالنفاق جزء من اللعبة الدبلوماسية. لقد كنت في الغرفة بينما كان صناع القرار في الاتحاد الأوروبي يوجهون الاتهامات للحكومات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بسبب انتهاك حقوق الإنسان، ثم شاهدتهم يوقعون اتفاقيات تجارية واستثمارية بملايين اليوروهات مع قادة نفس الدول.

إن جمود الاتحاد الأوروبي يسخر من خطة العمل التي اعتمدها قبل أربع سنوات، والتي تَعِد بأن احترام كرامة الإنسان وحقوق الإنسان سوف يشكل الأساس لكل جوانب سياساته. كما أنها لا ترقى إلى مستوى الالتزام الذي قطعه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في أكتوبر الماضي.

وفي النهاية فإن الضرر الذي يلحق بسمعة الاتحاد الأوروبي قد يصبح غير قابل للإصلاح. وحتى لو كان العديد من المواطنين الأوروبيين ينظرون الآن إلى المذبحة في غزة باعتبارها إبادة جماعية جارية، فإن حكوماتهم لا تمثل هذا الرأي. وبالنسبة للكثيرين في الجنوب العالمي، فإن هذا أمر لا يغتفر.

المصدر: The Guardian

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي حقوق الانسان طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية آسيا إفريقيا الشرق الأوسط الاتحاد الأوروبی وحقوق الإنسان فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يشيد بجهود «الفاو» في إيصال المساعدات الإنسانية لغزة والسودان واليمن

التقى وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الإثنين، “شو دونغيو”، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة الفاو، وذلك على هامش المشاركة في "منتدى حوارات روما المتوسطية".

وقال السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزير عبد العاطي أشار إلى خصوصية المرحلة الراهنة، التي يشهدها العالم من تحديات مرتبطة بارتفاع معدلات الجوع لمستويات قياسية، وتراجع التمويل الموجه للأغراض الإنسانية، بالإضافة إلى الأزمات المتعاقبة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مما يُحتم تضافر جهود الوكالات الأمُمية، لمساعدة شعوب المنطقة على تجاوز هذه الأزمات.

كما أعرب وزير الخارجية عن تقدير الجانب المصري للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين مصر و"الفاو"، والالتزام المُشترك بالعمل نحو تحقيق "عالم خال من الجوع بحلول 2030".

وأشار إلى الأهمية التي توليها مصر لتحقيق الأمن الغذائي، وحرص الحكومة المصرية على الارتقاء بمؤشرات التغذية والأمن الغذائي بحلول 2030، وإطلاق مصر "للاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية 2022-2030"، منوهًا إلى دعوة رئيس الجمهورية خلال كلمه سيادته في قمة "مجموعة العشرين" بأن تستضيف مصر مركزًا عالميًا للحبوب يستهدف تحقيق الأمن الغذائي لكل دول المنطقة.

في سياق متصل، أوضح الوزير عبد العاطي أنه بالرغم من الجُهود المُبذولة من قبل الحكومة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، إلاّ أنه لا يُمكن إغفال الأعباء التي تتحملها الدولة المصرية اتصالًا بالأوضاع في المنطقة، واستضافة مصر أكثر من9 ملايين لاجئ ومهاجر، مؤكدًا حرص مصر على الالتزام بتعهداتها ذات الصلة، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة، مشددًا على أهمية قيام المجتمع الدولي والمُنظمات الأممية بتقديم الدعم اللازم لمصر لمساعدتها على تنفيذ تلك التعهدات.

واتصالًا بتطورات الأوضاع الإقليمية، أضاف المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية أشاد بجهود منظمة "الفاو" والأجهزة الأممية الأخرى في إيصال المساعدات الإنسانية لكل من قطاع غزة والسودان واليمن رغم المخاطر التي تواجهها.

كما جدد الإعراب عن شواغل مصر إزاء تطورات الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة أصبحت كارثية، واستعرض الجهود المصرية المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى التحديات التي تواجهها الدولة المصرية حاليًا في هذا الصدد نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تستخدم التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين.

كما أكد حرص مصر على التعاون مع مكتب "الفاو" في القاهرة، وأشار إلى تطلع مصر للعمل مع "الفاو" وكل المنظمات الأممية الأخرى العاملة في المجال الإنساني لتخفيف وطأة المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية: مصر تخطو خطوات ثابتة وسريعة نحو تطوير الأداء الاقتصادي

وزير الخارجية والهجرة يجتمع مع نظيره الكويتي

وزير الخارجية يلتقي مع وزيرة المالية الكويتية

مقالات مشابهة

  • رئيس أكاديمية الشرطة: جرائم الهجرة غير الشرعية تهدد حرية وحقوق الإنسان
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي تؤكد حرصها على تعزيز التعاون مع مصر المرحلة المقبلة
  • الخارجية تبحث مذكّرة التفاهم المبرمة مع بعثة الاتحاد الأوروبي
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى مصر: تعاون كبير مع الصحافة خلال الفترة المقبلة
  • رئيس مجلس الوزراء يلتقي رئيس المحكمة العليا ووزير العدل وحقوق الإنسان
  • عاجل - وزير الخارجية: عقد مؤتمرات في 2 ديسمبر 2024 بالقاهرة لحشد المساعدات لغزة
  • وزير الخارجية يشيد بجهود «الفاو» في إيصال المساعدات الإنسانية لغزة والسودان واليمن
  • علاء عابد: توجيهات الرئيس بمراجعة قوائم الإرهاب تعكس الالتزام بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان
  • «العربي الناصري»: رفع 716 اسما من قوائم الإرهاب خطوة لتعزيز الأمن وحقوق الإنسان
  • مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يحذر بأن لبنان “بات على شفير الانهيار”