هل طهران أم أبوظبي … تعليق بخصوص تصريحات المندوبة الأمريكية الدائمة لدى مجلس الأمن… وتقدير موقف.

الواضح إن العلاقات الثنائية التي بدأت تتطور بين طهران والخرطوم قد أزعجت واشنطن بشكل غريب، وهذه التصريحات لا تعبر عن واشنطن فحسب بل عنها وعن حلفائها الذين وجدوا السودان في عهد البشير ضعيفاً عديماً للاصدقاء الأقوياء، أو جرد من ذلك وأصبح هذيلاً لا يقوى على ما يجري له الان، تدهورت قدرات السودان بعد ان اجبر لقطع علاقاته مع طهران بشكل غريب وتخفيفها مع الأخريات إرضاءاً للحلفاء الغرماء (في الأصل) بغية الدخول في ناديهم الذي شن الحرب على اليمن في حملة عاصفة الحزم، فدخل النظام السابق بقيادة محدودة القدرات وفقيرة في القراءات في هذه المتاهة طامعة لعلها تجد ما يسد رمق يومها من مساعدات مالية من الخزائن الخليجية، والتي كان هذه احدى الشروط المطروحة، نعيد ذكر هذه الشروط وهي الاصطفاف بجانبها في عاصفة الحزم والمشاركة بالقوات، بجانب قطع العلاقة مع طهران وايضاً التخلص من الاخوان المسلمين من الحياة العامة سواء ان كان نظام او أفراد او أموال ورجال اعمال.

كان نظام البشير مستعدا لكل ذلك سعياً وراء بقاءه في السلطة لأطول فترة ممكنة، لانه كان لايملك اجابة للأوضاع الاقتصادية والأزمات التي توجه بقائه سوى ما يجود به هؤلاء، فقد ساءت علاقاته مع موسسات التمويل الدولية وأندية الديون من قبل، وقد انفصل الجنوب باغلب آبار النفط، جاءت رياح التغيير التي قادها الشعب السوداني بتنظيماته المعارضة وبمفرده متسابقة فأجبرت العديد من دول الخليج لمسايرة موجة التغيير تلك ومثلت كأنه كان ضمن أولوياتها، حيث سعت ابو ظبي تحديداً للتودد والتقرب لقوى الثورة بشتى المجالات، وسعوا لذلك بعد أن تاكدوا إن نظام البشير ساقط لا محال، وهذا السعي كان لتثبت نظام حكم جديد يحقق أهدافهم وشروطهم أعلاه، بل وينفذ استراتيجيتهم الجيوسياسية، استطاعت ابوظبي فيالبداية في تحقيق جزء من هذه الاستراتيجية، ولكن التغيير الذي تم في 25 اكتوبر قطع الطريق امام مشروعها.

ما الذي تريده ابوظبي من السودان؟ يذهب العديد في التحليل لموقف الامارات إلى أنها تسعى للسيطرة على الموارد الاقتصادية في السودان، ورغم أنه يظل احدى الأهداف ممثلا في مشروع الفشقة والهواد ومواني ابوعمامة والتعدين وغيرها، ولكنه مع ذلك يظل هدف ثانوي، فالهدف الأول يتمثل في الغاية الجيوسياسية والموقع الاستراتيجي الخاص بالسودان وأهميته، سيما هناك رغبة معلنة من دول كبيرة للبقاء والتقرب الى النظام في الخرطوم، فمشروع الحرير وقاعدة فلامينغو وميناء دقنة والبوارج الإيرانية فضلا عن مشروع اطلنتس كلها مشاريع لا تتماشي مع مصالح ابوظبي او ستتم مع نظام موالي لها، هذا جعل ضرورة وجود نظام موالي لآل نهيان غاية يدفع خلفها المليارات ويزود الآلاف من الأطنان من شحنات السلاح بمافيها الطائرات المسيرة ويستجلب لها المرتزقة كمقاتلين تحت غطاء الدعم السريع من أقصى غرب أفريقيا لتحقيقه، وقد يتطور الأمر لاحقا إلى الأسلحة الفتاكة والطائرات الحديثة او التدخل العسكري المباشر، وكل ذلك يتم وسيتم باسم الديمقراطية والحكم المدني.
إن ما يحدث في السودان من جرائم الاغتصاب والنهب والعنف ضد المدنيين بدعم من الامارات وبمباركة الولايات المتحدة الأمريكية وصمت الآخرين عليه، واضح أن من وراءه هذا المخطط، والواضح ان ابوظبي نفسها مستخدمة كوكيل صغير او طالبت واشنطن بغض الطرف عنها وعدم ازعاجها في تحقيق غرضهما في السودان، والذي يكامل بلا شك استراتيجيتهم جميعا، حيث لا يعقل أن تطلب واشنطن منع تدخل طهران مثلما كانت تدعو سابقا بكين بعدم دعم موسكو وتزويدها بالسلاح في وقت كانت هي تحث حلفائها في أوروبا وتقوم بنفسها بدعم كييف بشكل كامل!.

يرى اغلب الشعب السوداني الان أن تدخل طهران سيكون لصالح القوات المسلحة وسيؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية الجيش الوطني وبالتالي حماية المدنيين والحفاظ على الدولة وسيادتها وسلامة أراضيها، بغض النظر عن نظام الحكم الذي سيكون حاكما، حيث لا تتمثل الحكومة الديموقراطية او غيرها شيئا الان وقد تشرد الملايين من ديارهم.
لم ينسى السودانيون أن الولايات المتحدة رعت الاتفاق الإطاري عبر الالية الرباعية بجانب بريطانيا والامارات والسعودية بغية صناعة حكومة موالية لهم، ولكنه تسبب في هذه الحرب الجارية التي يدفع ثمنها الملايين، ورغم تحذيرات الكثيرين والتحشيد والتصعيد العسكري الذي كان يجرى حينها تحت سمع وبصر الجميع فقد ظلت واشنطن وحلفاؤها صامتين بل ومباركين وغضوا الطرف عن ذلك حتى انفجرت الأوضاع في 15 أبريل، حيث رأوا انه مجرد تغيير طفيف سيحدث وستعود الأمور لنصابها في وقت وجيز، ولم تمنع وقوع الأحداث ولو بتحذير او تصريح، وهذا اشبه بما حدث في 1994م في رواندا حيث تقاعست فرنسا من منع وقوع الإبادة الجماعية فيها، وصمتت حتى حصدت أكثر من مئات الآلاف، حتى جاء الان ماكرون بعد مرور ثلاثين عاما وقال كان بإمكاننا منع ذلك.

طيلة الفترة الماضية لم تتحرك واشنطن بجدية تجاه الدعم العسكري السخي الإماراتي عبر تشاد ودول اخرى للمليشيا والذي استمرّ لشهور ونشرت صحف وتقارير صحافية موثوقة ذلك، وكذلك تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، كيف لواشنطن ان تصمت وتأتي الان وتتحدث وتخشى عن دور لطهران والذي لم يحدث في الأصل!!
يتشكك الكثيرين في رغبة الولايات المتحدة -رغم الضجيج الكثيف الذي يقوده مبعوثها – في إنهاء الصراع في السودان سيما وأنه بيدها الان اجبار الدعم السريع للالتزام بتنفيذ مخرجات اتفاقية جدة التي كانت هي والمملكة قد توسطتا وقامتا برعايته، وهو المدخل الصحيح لإثبات الجدية تجاه الحلول التفاوضية في السودان، ورغم فشلها في ذلك تدعو الطرفين للعودة للمنبر لان، الواضح ان المنبر يدخل ضمن إطار العلاقات العامة او لمنع أي محاولات جادة للتوسط من ناحية او لهندسة الاتفاق بالشكل الذي لا يهدد مصالح واشنطن وحلفائها.

إن أضعاف القوات المسلحة هو مخطط ترعاه الحكومات التي رعت الاتفاق الاطاري باسم الحكم المدني الديمقراطي، فالمدخل الصحيح لاستعدال الأمور بالنسبة للخرطوم هو تحديد أجندة السياسة الخارجية للدولة وإعادة تعريف العلاقات مجددا بين الدول.
فالسيناريوهات المطروحة الان كلها لايمكن أن تنهي الصراع في السودان بشكل يتطلبه المواطن، لانها ببساطة لابد ان تجد دور سياسي وعسكري للدعم السريع وغطائه المدني (تقدم) وهو دور يضمن ضمن سابع المستحيلات، فلا الدعم ولا تقدم يمكن ان يقبل لهم بدور بعد هذه الانتهاكات مهما حاولت وبذلت وصرف واشنطن وابوظبي – مباشرة او عبر منظماتها ومراكز بحوثها – الملايين لتجميل صورتها امام الشعب السوداني فإنه مشروع فاشل .

حزم قيادة القوات المسلحة امرها وتوجهها نحو طهران من غير تردد ولغيرها من الحلفاء الحقيقيين وتوحيد الجبهة الداخلية سيؤدي بلا محال لهزيمة المليشيا وتأسيس دولة جديدة قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية ، وغير ذلك فستنتهي سياسة واشنطن وابوظبي لهذه الخيارات الأربعة، وهو البحث عن دور سياسي وعسكري لحليفتها العسكرية (الدعم السريع) وكذلك لحليفتها المدنية (تقدم) عبر منبر جدة، او هزيمة وتفكيك القوات المسلحة عبر الدعم العسكري النوعي للدعم السريع، او لتقسيم السودان ومنح دارفور للدعم السريع حتى لا يكتفوا من الغنيمة بالإياب، او ان تستمر الحرب لأطول فترة.

مبارك أردول

12 ابريل 2024م
ذكرى إشعال الحرب
باحتلال مطار مروي
بواسطة الدعم السريع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان.. ماذا وراء انفجار الأوضاع العسكرية في سنار؟

الخرطوم- تدحرجت الأوضاع العسكرية بولاية سنار في جنوب شرقي السودان، إثر معارك دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع على تخومها الشمالية، وهو ما أدى إلى حالة من الهلع بين سكان عاصمة الولاية قبل أن تعلن حكومتها المحلية عودة الأوضاع إلى طبيعتها بعد "دحر" قوة حاولت التسلل للمدينة عبر مدخلها الغربي.

وأكد توفيق محمد عدم، حاكم ولاية سنار، سقوط عاصمة الولاية بيد الدعم السريع، موضّحا أن 7 مركبات قتالية حاولت الالتفاف على الجيش ودخول حدود المدينة وأطلقت 3 قذائف؛ وهو ما أحدث إرباكا وخوفا وسط المواطنين. وأشار إلى التعامل مع السيارات المهاجمة وتدميرها بالكامل بفضل "جهود الجيش وجهاز المخابرات والمقاومة الشعبية"، وأكد عودة الهدوء للمدينة.

ونشرت منصات محسوبة على الدعم السريع مقاطع فيديو ومعلومات عن دخول القوات إلى سنار، وهو ما أثار هلع مواطنيها وخروج بعضهم إلى مناطق مجاورة قبل أن يعودوا بعد بيان حكومة الولاية بتدمير القوة التي حاولت التسلل إلى المدينة.

أوضاع جبل موية

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة جبل موية الإستراتيجية الواقعة على الطريق الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

وأعلن بيان للناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي، سيطرتها على هذه المنطقة واستلام 57 عربة وحرق 12 ومقتل وأسر مئات الجنود، وأوضح أنهم تمكنوا -خلال معركتين- من بسط سيطرتهم التامة عليها.

غير أن مصادر عسكرية في الجيش قالت -للجزيرة نت- إنهم يحاصرون قوات الدعم السريع التي انتشرت في بعض قرى جبل موية منذ مساء الاثنين الماضي، واحتمت بالمواطنين واستخدمتهم دروعا بشرية ولم يعد أمامهم إلا "الاستسلام أو الفناء".

وأوضحت المصادر ذاتها -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- أن قوة الدعم السريع التي حاولت التسلل إلى مدينة سنار، مساء أمس الثلاثاء، سعت إلى تخفيف الضغط على قواتهم المحاصرة في جبل موية، وإثارة الذعر بإطلاق قذائف على الأحياء السكنية لدفع السكان على النزوح وتحرك "خلايا نائمة" بالمدينة، "لكن القوات المسلحة تصدت لهم في "كبري العرب" في مدخلها الغربي وسحقتهم".

وكشفت المصادر العسكرية أن قوات الدعم السريع تستهدف عزل ولايتي سنار والنيل الأبيض مع شرق السودان والموانئ بالبحر الأحمر، وتعقيد مهمة الجيش في تحرير ولاية الجزيرة بتعطيل المحور الغربي الزاحف نحو مدينة ود مدني عاصمة الولاية.

كما تستهدف محاولة الوصول إلى حدود دولة جنوب السودان لضمان استمرار "المرتزقة الجنوبيين" الذين يقاتلون إلى جانبهم حاليا في جبل موية، والدعم اللوجستي عبر الجنوب لبعد خط إمدادهم من دارفور عبر أم درمان، حسب المصادر نفسها.

– قوات #الدعم_السريع تعلن سيطرتها على منطقة جبل مويا غرب ولاية سنار

– لجان مقاومة #الفاشر تتهم قوات الدعم السريع بقصف المركز الصحي الوحيد شمالي المدينة

https://t.co/Tgc2n9M2Sc

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 25, 2024

موقع سنار

وتقع مدينة سنار في الجزء الجنوبي من وسط السودان، وتعتبر حلقة الوصل الرئيسية التي تربط بين عدد من المدن الإستراتيجية في شرق وغرب البلاد وجنوبها لوقوعها على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة سنار وعدد من المدن في ولايتي النيل الأبيض والجزيرة، كما تشكل عمقا مهما لمناطق ولايات كردفان لربطها مع ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

وتتبع منطقة جبل موية -إداريا- لولاية سنار، وتقع إلى الشمال من الطريق الرئيسي الذي يربط ما بين ولايتي سنار والنيل الأبيض والذي يبلغ طوله 98 كيلومترا، وعلى مسافة 24 كيلومترا غرب مدينة سنار، وعلى بعد 71 كيلومترا غرب مدينة ربك بالنيل الأبيض، كما أنها تحتوي على محطة قطار وخط السكك الحديدية الذي يربط بين سنار وكوستي بالنيل الأبيض.

وتبلغ مساحة منطقة جبل موية حوالي 12 كيلومترا مربعا وتضم نحو 9 قرى، وسميت بجبل موية لكثرة عيون المياه فوق الجبل، كما تعد منطقة تداخل جغرافي بين ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة.

وفق الخبير العسكري طه محمد إسماعيل، يكتسب جبل موية أهمية عسكرية لوقوعه في منطقة وسطى بين 3 من ثكنات الجيش الكبرى في الفرقة "17 -مشاة" في سنار، واللواء "265 -قوات جوية" في سنار من جهة الشرق، والفرقة "18 -مشاة" في كوستي من جهة الغرب.

ويوضح للجزيرة نت أن قوات الفرقة الأولى -مشاة التي انسحبت من ود مدني تتمركز حاليا في مدينة المناقل إلى الشمال من جبل موية، كما توجد في المنطقة أكبر قاعدة جوية في جنوب الخرطوم، هي قاعدة كنانة الجوية التي تبعد عن مدينة ربك حوالي 21 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي.

منطقة إستراتيجية

كما أن تمركزات القوات المسلحة في هذه المنطقة تتيح الحفاظ على طرق الإمداد مفتوحة لقواتها المنتشرة في جنوب الجزيرة وولاية النيل الأبيض، بعد أن أضحى إمداد هذه القوات صعبا عن طريق أم درمان- كوستي بسبب سيطرة الدعم السريع على مناطق بجنوب أم درمان ابتداء من الصالحة وحتى جبل أولياء، وفق الخبير إسماعيل.

ويضيف أن الجيش لا يستطيع استخدام الطريق الشرقي المحاذي للنيل الأبيض بسبب سيطرة الدعم السريع على المنطقة الممتدة من جنوب الشجرة في الخرطوم وحتى القطينة بشمال ولاية النيل الأبيض.

أما بالنسبة للدعم السريع، فيبين الخبير العسكري أن السيطرة على جبل موية تسمح بقطع الطريق ما بين سنار وكوستي وبالتالي عزل الأخيرة عن طريق البر، لتبقى قاعدة كنانة الجوية كطريق بديل عالي التكلفة، مع الأخذ في الاعتبار سيطرتها على الطريق المتجه غربا الرابط بين كوستي والأبيض حيث تنتشر في مدينتي أم روابة والرهد وحول الأبيض حاضرة شمال كردفان.

بدوره، يرى الباحث في الشؤون الأمنية مصطفى عبد الرحمن أن قوات الدعم السريع تستهدف الوصول إلى الحدود مع دولة جنوب السودان عبر ولاية سنار، حيث تستعين حاليا بآلاف "المرتزقة الجنوبيين" المقاتلين وبالدعم اللوجستي، كما ورد في تقرير خبراء الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي.

وحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن السيطرة على سنار ستفتح للدعم السريع الطريق نحو مدينة سنجة ومناطق جنوب إقليم النيل الأزرق حتى الحدود الإثيوبية، وسيكون ذلك خط إمداد جديد من الشرق بديلا عن الغرب في دارفور لطول المسافة من الحدود التشادية حتى ولايتي الجزيرة وسنار.

مقالات مشابهة

  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • الامارات تصف اتهامات السودان في مجلس الأمن بالزائفة
  • السودان: تواصل العمل لتأهيل مطار عطبرة
  • الجيش في السودان يؤكّد مقتل العشرات في عملية تحرير جبل موية
  • السودان.. 4 قتلى بقصف الدعم السريع مخيما للنازحين بالفاشر
  • الأمم المتحدة: أكثر من نصف السودانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • الدعم السريع يسيطر على منطقة جبل موية جنوب شرق السودان
  • حركة مناوي ترد على تصريحات الدعم السريع بشأن القتال معها.. ما علاقة الإمارات؟
  • السودان.. ماذا وراء انفجار الأوضاع العسكرية في سنار؟