لبنان ٢٤:
2024-11-24@01:08:42 GMT

جهود احتواء قتل سليمان تُسابق طبول الحرب

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

جهود احتواء قتل سليمان تُسابق طبول الحرب

كتبت سابين عويس في" النهار": أيّاً تكن الرواية التي سينتهي إليها التحقيق في مقتل
منسّق حزب "القوّات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان، فهو لن يكون كافياً لتغطية العورات الخطيرة التي تكشّفت حيال حجم الانفلات الأمنيّ. وقد يكون من الأفضل للسلطة تبنّي الاغتيال السياسيّ من اللجوء إلى سيناريو السرقة، الذي يضع سلامة اللبنانيّين وأمنهم في الخطر، خصوصاً وأنّ عمليّة سليمان ترافقت مع عمليّات مماثلة أدّت إلى وقوع ضحايا.


 
أمّا أن يكون الاغتيال سياسيّاً، كما تراه "القوّات اللبنانيّة"، فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول السيناريو الذي يرمي إليه منفّذو العمليّة، في ظلّ ما يتردّد في الكواليس السياسيّة عن أنّ الهدف إشعال الساحة الداخليّة لحرف الأنظار عن الساحة الجنوبيّة، وما يمكن أن تحمله التسوية المقبلة من تنازلات يدفع ثمنها الحزب.
 هذه العمليّة أعادت إلى الضوء الحاجة الملحّة إلى مقاربة جدّية ومسؤولة لملفَّيْن خطيرَيْن يتطلّبان المعالجة الفوريّة، ويسيران بالتوازي من حيث الأهميّة والخطورة: ملفّ النازحين السوريّين، والوضع الأمنيّ.
 
فتقدّم أولويّة الوضع الأمنيّ في الجنوب، تحت وطأة التهديدات المتنامية بتوسّع الحرب إلى العمق اللبنانيّ، تراجع الاهتمام بملفّ النازحين السوريّين، وضرورة تنظيم وجودهم، حتّى تأمين عودتهم إلى بلادهم. ذلك أنّ الوجود السوريّ الذي بات يقارب 40 في المئة من الشعب اللبنانيّ، وهو إلى ازدياد، يفتقد أيّ تنظيم، بحيث لا يخضع السوريّون لأيّ قوانين أو رخص على غرار المقيمين على الأراضي اللبنانيّة من غير اللبنانيّين، مستفيدين من صفة اللجوء والنزوح.
من هنا، يمكن فهم كلام وزير الداخليّة والمغتربين بسّام مولوي أمس عن "أنّنا لا نحرّض على اللاجئين، ولكن ندعو لتطبيق القانون على كلّ المقيمين على الأراضي اللبنانيّة بطريقة شرعيّة".
 
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحالة، هل ستتحرّك الدولة لإعادة النازحين، أو على الأقلّ ضبط وجودهم وتنظيمه، أو ستترك هذه الورقة متفلّتة من كلّ الضوابط بحيث لا يمكن التكهّن بالوقت أو الجهة التي ستسحب صاعقها لتنفجر في وجه الجميع. وقد بدأت ملامح هذا الانفجار تتكشّف مع الدعوات الأهليّة في عدد من المناطق والبلدات للسوريّين إلى المغادرة تحت طائلة الطرد.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

سواء في لبنان أو في غزة يظل التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار أمراً شديد الأهمية؛ لأنه يعني وقف القتل والتخريب والتهجير الذي يوشك أن يصبح آتياً من طرفٍ واحدٍ هو الطرف الإسرائيلي. بيد أنّ المشكلات الأخرى المتكاثرة بعد الحرب على الجبهتين هي بالصعوبة نفسها، بل قد تكون أكثر عسراً واستعصاءً، وستقتصُر المعالجة هنا على الجبهة في لبنان.

إنّ الصعوبة الأولى بعد وقف النار إن حصل تتمثل في دخول الجيش اللبناني إلى منطقة الليطاني الحدودية والتي اخترقتها إسرائيل من الوريد إلى الوريد. وبالطبع، فإنّ الانسحاب الإسرائيلي ينبغي أن يحصل أولاً، وإن حصل فهل يكون دخول الجيش سهلاً وسلِساً؟ المنطقة المقصودة خالية من السكان تقريباً، لكنها لا تخلو من عناصر الحزب وربما لا تزال هناك أسلحة ومخابئ إن لم تكن هناك أيضاً أنفاقٌ لم يدمّرها الإسرائيليون بالكامل. فهل يستطيع الجيش إخلاء المنطقة من السلاح والمسلحين بطول مائة كيلومتر تقريباً؟ للمرة الأولى منذ ثمانينات القرن الماضي ما حصلت ضربةٌ للحزب كضربة هذه الحرب. وقد كان سابقاً ينفّس عن نفسه بدعاوى الانتصار التي لا يستطيعها الآن؛ ولذلك ستنصبّ مماحكاته على الجيش و«يونيفيل» الذين لن يقاتلوه لكنهم سيصرُّون على الخروج والإخراج وهم تحت رقابة الإسرائيليين والأميركيين والفرنسيين.
إشكاليات الخروج والإخراج، تتلوها إشكاليات الموقف الداخلي. لدينا منذ قيام دولة لبنان الكبير الذي لم يعد كذلك لا لجهة سورية ولا لجهة إسرائيل ولا لجهة المناطق التي ينتشر فيها الحزب ومسلَّحوه. منذ قيام الدولة في العشرينات منذ القرن الماضي تحضر مشكلات الهوية الفصامية بين المسيحيين والمسلمين وقد صارت الآن رباعية وليست ثنائية: المسيحيون والسنة والشيعة والدروز. وقد كانت المظلومية الشيعية سيدة الموقف من ستينات القرن الماضي، وهي ستعود الآن بعد الصدمة الهائلة على الصعد كافة: كيف سيعود الشيعة إلى منازلهم على الحدود ومعظم المنازل مدمَّرة؟ وهم سيشهدون الدمار الهائل وسيبتزون الحكومة العاجزة بحجة رفع الظلم. وبعد الحكومة هناك عشرات ألوف المساكن التي يحتلها المهجَّرون في سائر الأنحاء بإيجار ومن دون إيجار، وهناك عشرات المدارس التي لا تستطيع فتح أبوابها للطلاب لأنّ المهجَّرين فيها! وربما لا يمون الحزب على مناطق التهجير، لكنه لن يسهِّل عودة أصحابها إليها وسيكون هذا الإباء جزءاً من الصدمة التي نزلت بالحزب وسائر اللبنانيين.
قبل الحرب كان «الثنائي الشيعي» يحتجز رئاسة الجمهورية ويريد فرض مرشح معين من أجل الأمن الاستراتيجي للحزب! أما الآن فسائر الشيعة غير آمنين ولا في مساكنهم، والذي أتصوره أن الرهان سيزداد تعقيداً لأن الفصامية ازدادت بين الشيعة والمسيحيين وما عاد عندهم ما يمكن تبادله. هناك من اللبنانيين من يعتقد أن إعادة الإعمار وإعادة بناء الدولة هما همّان يمكن أن يجمعا اللبنانيين. لكنّ الأمر ليس كذلك الآن. كان هناك «مجنون» بإعادة إعمار بيروت وهو رفيق الحريري يعاونه السعوديون والفرنسيون، لكنّ التضامن العربي والدولي ليسا حاضرين الآن. مفاوض الشيعة الوحيد على وقف النار وعلى استعادة الكيان السياسي واحد ووحيد هو نبيه بري وأمل الشيعة فيه مشروط، إنما لا ثقة للآخرين به. وعلى أي حال، فكل تنازُلٍ من جانبه سيقابل بالإنكار والاستنكار. لكن، هناك انطباعٌ الآن أنّ إيران تريد أخيراً وقف الحرب بعد أن كانت قد أثارتها. ويقال إنّ علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني إنما زار بري ولبنان لهذا الغرض. وبالطبع الجميع الآن يعتبر إسرائيل هي العقبة وقد جاء آموس هوكستين مبعوث الرئيس الأميركي إلى لبنان لهذا الغرض، ويقال إنّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدعمه أيضاً!
الجميع الآن يترقب نوايا وأفعال ترمب الذي يقال إنه يريد وقف كل الحروب ومنها الحرب على لبنان وستبيّن الأيام القليلة المقبلة مدى الصدق في هذه المقولة. لكن على ماذا يراهن الحزب المقاتل بعد هلاك الألوف من عناصره وطائفته، وإذا كان «يعاني» سابقاً غرور فائض القوة، فهو يعاني اليوم الضعف الشديد الذي أوصلته إليه الحرب الإسرائيلية ويسخر المتحدثون الإسرائيليون ويزعمون أنهم يريدون تحرير اللبنانيين من سطوة الحزب وداعميه، ويصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الغرور إلى مخاطبة الشعب الإيراني بأنه يريد تحريرهم من نظام حكمهم الفظيع!
الصعوبات قبل وقف النار وبعده لا تُعدُّ ولا تُحصى. وعندما جاء هوكستين إلى بيروت قابل ثلاثة، هم: الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون الذي من المفروض أن يرسل جحافله الجرارة إلى منطقة الليطاني للحلول محلَّ تحصينات الحزب وأنفاقه.
المطربة اللبنانية الشهيرة فيروز بلغت التسعين، ويتخذها اللبنانيون ومحبو لبنان من العرب دليلاً على «خلود» لبنان رغم ضخامة المشكلات فيه داخلياً وخارجياً.

مقالات مشابهة

  • هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق لأول مرة على أوكرانيا .. خارق ولا يمكن اعتراضه ويصل أمريكا
  • يمكن أن يكون أنت.. شاكيرا تبحث عن معجب لإهدائه سيارتها الفاخرة
  • وزير الداخلية اللبناني السابق: نأمل أن تنتهي الحرب ويعود لبنان إلى سابق عهده
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • هل يمكن وقف الحرب في أوكرانيا؟
  • ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن أن يصل إليه؟
  • بلاسخارت لمناسبة الاستقلال: أحيي الشعب اللبناني الذي يستحق الأمن والاستقرار
  • وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • الحرب الكلامية تشتعل بين شوبير وأحمد سليمان