تهديدات إيران تربك اقتصاد المنطقة.. وقلق في أسواق النفط
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
إلغاء لرحلات طيران، وارتباك في أسواق النفط بسبب مخاوف من توترات الشرق الأوسط، إذ تسيطر على الأسواق حالة قلق من انعكاسات كبيرة إذا ما أقدمت طهران على تنفيذ تهديداتها بتوجيه ضربات للرد على الغارة التي استهدفت مجمع سفارتها في دمشق.
وتتوعد إيران بالرد بعد غارة جوية وقعت في الأول من أبريل على مجمع سفارتها في دمشق مما أدى إلى تأجيج التوتر في منطقة متوترة بالفعل بسبب حرب غزة، وتلقي باللوم على إسرائيل.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم الذي قال عنه الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الأربعاء، إن إسرائيل يجب "أن تعاقب وستعاقب عليه" مضيفا أنه يصل إلى حد اعتباره هجوما على الأراضي الإيرانية.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الخميس، إن "ضرورة رد إيران" على الهجوم على قنصليتها في دمشق كان من الممكن التغاضي عنها لو ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم.
ودمر الهجوم القنصلية الإيرانية وأدى إلى مقتل 16 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ونعى الحرس الثوري الإيراني سبعة من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران.
الأسواق تتفاعل مع التهديداتوألغت شركات الطيران الألمانية لوفتهانزا رحلاتها إلى طهران، وأعلنت، الأربعاء، أنها ستمدد هذا الإلغاء حتى، السبت، فيما ستواصل الخطوط الجوية النمساوية رحلاتها لطهران من دون السماح للطاقم المبيت هناك، بحسب تقرير نشره موقع "أويل برايس".
ولوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيران رحلات دولية إلى طهران، وهي خدمات تقدمها في الأغلب شركات طيران تركية وشرق أوسطية.
ويعد المجال الجوي الإيراني طريقا رئيسيا أيضا لرحلات شركتي طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية إلى أوروبا وأميركا الشمالية.
وفي وقت متأخر الأربعاء، نشرت وكالة أنباء إيرانية تقريرا باللغة العربية على منصة التواصل الاجتماعي إكس يفيد بإغلاق المجال الجوي فوق طهران بالكامل لإجراء تدريبات عسكرية. لكن حذفت الوكالة التقرير بعد ذلك، ونفت أن تكون قد نشرت شيئا من هذا القبيل.
ومنعت الولايات المتحدة موظفيها في السفارة في إسرائيل من السفر خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع، فيما تنصح روسيا مواطنيها بعدم السفر إلى الشرق الأوسط خاصة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.
وقالت وزارة الخارجية الروسية "الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط لا يزال مستمرا". وأصدرت الخارجية الروسية مثل هذه النصائح لأول مرة في أكتوبر عندما حثت الروس على عدم زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد هجوم حركة "حماس" على إسرائيل.
وذكر تقرير لوكالة بلومبرغ، الأربعاء، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن هجمات صاروخية كبرى أو بطائرات مسيرة من قبل إيران أو وكلائها ضد إسرائيل أصبحت وشيكة.
ضغط على سوق النفطووسط تصريحات من كبار المسؤولين في إيران وإسرائيل، بتنفيذ هجمات والرد عليها، يزداد الضغط على أسواق النفط والتي تعاني أصلا مما يحدث في الشرق الأوسط من توترات، خاصة مع تلك التي تؤثر في حركة النقل البحري، بهجمات الحوثيين على السفن وناقلات النفط في البحر الأحمر.
وعلى وقع التوترات ارتفعت أسعار النفط خلال بداية التعاملات، الخميس، بعد أن ارتفعت دولارا للبرميل في الجلسة السابقة في ظل تأهب المتعاملين لتفاقم الأزمة وتهديدات إيران، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وإيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".
وتراجعت أسعار النفط عند التسوية، الخميس، بعد أن أحبط التضخم العنيد الآمال في خفض أسعار الفائدة الأميركية في الأجل القريب، لكن مخاوف من مهاجمة إيران للمصالح الإسرائيلية تبقي الخام قريبا من أعلى مستويات منذ ستة أشهر.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت 89.7 دولار للبرميل، و85 دولار للبرميل لخام تكساس الوسيط الأميركي.
توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، الخميس، طلبا قويا على الوقود في أشهر الصيف وتمسكت بتوقعاتها لنمو قوي نسبيا في الطلب العالمي على النفط في 2024 مما يسلط الضوء على فجوة كبيرة على غير العادة بين توقعات قوة الطلب على النفط.
وقال، يب جون رونغ، من آي.جي لرويترز إن " الأسعار لا تزال حساسة للتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ يقوم المشاركون في السوق بتسعير مخاطر انقطاع الإمدادات إذا استمر التوتر لفترة أطول".
وأضاف أن الاتجاه التصاعدي للنفط قد يستمر إذ لا يزال الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط صعبا.
وقال، دانييل هينز، المحلل في إيه.إن.زد لرويترز إن "السوق أصبحت تشعر بقلق متزايد من احتمال توسع الحرب بين إسرائيل وحماس في أنحاء الشرق الأوسط ما يعرض إمدادات النفط للخطر".
دعوات لضبط النفسواتسع نطاق الصراع بالمنطقة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إذ أعلنت جماعات مسلحة متحالفة مع إيران دعمها للفلسطينيين وشنت هجمات من لبنان واليمن وفي العراق.
وتجنبت طهران أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة لكنها أعلنت الدعم للجماعات المتحالفة معها في المنطقة.
دعت روسيا وألمانيا وبريطانيا، الخميس، دولا في الشرق الأوسط إلى التحلي بضبط النفس.
واتصلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بنظيرها الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ودعته إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس" لتجنب المزيد من التصعيد.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي "من المهم جدا حاليا أن يتحلى الجميع بضبط النفس حتى لا يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل كامل في منطقة لا تنعم بالاستقرار ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث فيها".
قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الخميس، إنه أوضح لأمير عبد اللهيان، أن إيران "يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع نطاقا".
وأضاف كاميرون على منصة إكس "أنا قلق بشدة إزاء احتمال أن يؤدي سوء التقدير إلى مزيد من العنف".
وذكر، ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الوزير، أنتوني بلينكن، اتصل بنظرائه في تركيا والصين والسعودية "لتوضيح أن التصعيد ليس في مصلحة أي طرف وأن الدول يجب أن تحث إيران على عدم التصعيد".
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، إن إيران "تهدد بشن هجوم كبير في إسرائيل".
وذكر بايدن أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن التزام أميركا حيال أمن إسرائيل "في مواجهة تلك التهديدات من إيران ووكلائها لا يتزعزع".
وقال نتانياهو إن حكومته تستعد "للوفاء بجميع المتطلبات الأمنية" لإسرائيل في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة جراء توعد إيران بالانتقام من إسرائيل.
وأضاف نتانياهو أن إسرائيل مستمرة في حربها بغزة لكنها تجري استعدادات أمنية لأماكن أخرى.
وذكر في تعليقات صدرت بعد زيارة لقاعدة جوية "من يلحق بنا الأذى سنؤذيه. نحن مستعدون للوفاء بكافة المتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل سواء دفاعيا أو هجوميا".
وذكر مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنه أخبر نظيره الأميركي، لويد أوستن، بأن إسرائيل سترد بشكل مباشر على أي هجوم إيراني.
ووصل قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال إريك كوريلا، إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين العسكريين، وفق ما أعلن البنتاغون، الخميس، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
مقالات مشابهة ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية
5 أيام مضت
02/07/2024
09/03/2024
08/03/2024
07/03/2024
05/03/2024
كشف مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لقيادة الجيش الأمريكي، في دراسة حديثة عن تحول حركة أنصار الله إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتبرًا صعودها المفاجئ “تحوّلًا استراتيجيًا” يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ويتجاوز حدود الصراع اليمني إلى تأثيرات دولية واسعة.
من فاعل محلي إلى لاعب إقليمي مؤثر
وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “الميليشيا التي أصبحت لاعبًا قويًا: الصعود المذهل للحوثيين”, فإن الحركة كانت تُعتبر قبل طوفان الأقصى مجرد فاعل محلي في اليمن، لكنها بعد أحداث أكتوبر 2023 عززت تحالفاتها مع محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل فلسطينية)، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي.
وأشارت الدراسة إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، مثل استهداف السفن في البحر الأحمر، لم تقتصر على التأثير الإقليمي، بل تسببت في زعزعة الاستقرار العالمي، مما دفع القوى الكبرى إلى إعادة تقييم حساباتها في المنطقة.
تنزيل التقرير الكامل pdf لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
الصعود المذهل للحوثيينتنزيلالمقالة من المصدر الأصلي للتقرير على مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش الأمريكي
تهديد اقتصادي واستراتيجي عالمي
أكد التقرير أن استهداف أنصار الله للممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب، أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار النفط، وأجبر الشركات الدولية على إعادة حساب المخاطر التجارية في المنطقة. كما أسفر عن انخفاض حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60%، مما أثر على التجارة الدولية بشكل مباشر.
سياسيًا، فرضت الحركة نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات إقليمية أو دولية، كما كشفت عن ضعف الآليات الدولية في احتواء الصراعات الناشئة، مما جعلها “مغيّرًا لقواعد اللعبة”, وفقًا للتقرير.
استراتيجية المواجهة الأمريكية: أربعة مستويات للتصدي لأنصار الله
في ضوء هذا الصعود المتسارع، اقترحت الدراسة الأمريكية استراتيجية للتعامل مع “الخطر الحوثي” عبر أربعة محاور رئيسية:
عسكريًا: استهداف قيادات الحركة عبر عمليات اغتيال تهدف إلى تقويض بنيتها التنظيمية.دبلوماسيًا: العمل على عزلها دوليًا من خلال تشكيل تحالفات إقليمية مضادة.إعلاميًا: مواجهة حملاتها الدعائية التي تعزز شرعيتها محليًا وإقليميًا.اقتصاديًا: فرض عقوبات على الدول والجهات الداعمة لها.قدرات عسكرية غير مسبوقة وتأثير إقليمي متزايد
وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، نفذت أنصار الله أكثر من 100 هجوم بحري، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية بشكل غير مسبوق. كما شنت أكثر من 220 هجومًا على إسرائيل، بينها ضربات ناجحة على تل أبيب، ما أظهر قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
وتشير الدراسة إلى أن تحالفات الحركة مع جهات إقليمية فاعلة ساهمت في توسيع نفوذها على مستوى الشرق الأوسط، في وقت لم تثبت التدابير العسكرية الدولية فعاليتها في احتواء عملياتها، بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع.
توصيات لمواجهة التغيرات الاستراتيجية
خلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الواقع الجديد تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن التأثيرات المحتملة لهذا التحول قد تمتد إلى الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه الشرق الأوسط.
ذات صلةالوسومالحوثيين انصار الله تقرير الجيش الامريكي قيادة الجيش الأمريكي مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار