مسؤولة أميركية: المجاعة تحدث بالفعل في أجزاء من غزة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
قالت، سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو أس أيد"، إن "المجاعة تحدث بالفعل" في أجزاء من غزة، والناس في شمال القطاع يواجهونها فعليا منذ مطلع مارس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام أميركية.
وأجابت باور بـ"نعم" على سؤال للنائب الأميركي الديمقراطي، خواكين كاسترو، في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، عما إذا "كانت المجاعة تحدث بالفعل في غزة".
وأضافت قولها: "لا يتدفق الغذاء بكميات كافية لتجنب المجاعة الوشيكة في جنوب القطاع، وهذه الظروف تؤدي بالفعل إلى وفاة الأطفال في الشمال".
ويشير تقرير لموقع أكسيوس إلى أن "باور أول مسؤولة أميركية تقول علنا إن المجاعة بدأت في أجزاء من غزة، الذي كان على حافة المجاعة منذ أشهر بسبب انقطاع المساعدات" بسبب حرب إسرائيل وحماس.
وتحدثت باور عن التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة التي تستند إلى التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يتحدث عن المجاعة، وأنها قد بدأت في بعض المناطق مطلع مارس وقالت "هذا هو تقيمهم، ونحن نجد أن التقييم يتمتع بالمصداقية".
وتابعت أن معدل سوء التغذية بين أطفال شمال غزة قبل السابع من أكتوبر كان "صفر تقريبا" والآن طفل من كل ثلاثة يعاني منه، مشيرة إلى أن الوكالة الأميركية لا تستطيع تقدير عدد الأطفال المعرضين لخطر الموت بسبب سوء التغذية.
وأشارت إلى أن سوء التغذية الحاد والشديد لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بلغ 16 في المئة في يناير وأصبح 30 في المئة فبراير، ويتوقع أن يكون أسوأ بشكل ملحوظ في مارس.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الخاص بمراقبة الجوع عالميا، في تقريره الأخير إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل، ستنتشر المجاعة في الفترة من الآن وحتى مايو، في شمال غزة حيث يحاصر القتال 300 ألف شخص.
وقال الاحتمال الأكثر ترجيحا في المراجعة إن "مستويات خطيرة للغاية من سوء التغذية الحاد والوفيات" أصبحت وشيكة بالنسبة لأكثر من ثلثي السكان في الشمال. ويتألف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من وكالات للأمم المتحدة وجماعات إغاثة دولية.
وعلقت باور حينها أن تقييم التصنيف المرحلي يمثل "مرحلة محورية مروعة" ودعت إسرائيل إلى فتح طرق برية أخرى.
السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، لم تعلق خلال مؤتمر صحفي على ما تحدثت به باور، لكنها أشارت إلى تقييم الأمم المتحدة الذي يقول إن "المجاعة وشيكة".
والثلاثاء، قالت باور خلال جلسة للجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي والتي تشرف على الإنفاق الدبلوماسي والمساعدات الخارجية الأمريكية "نشهد تحولا ملحوظا نأمل أن يستمر ويتوسع" فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لغزة.
وقالت إسرائيل إن 468 شاحنة مساعدات دخلت غزة الثلاثاء بعد يوم من دخول 419 شاحنة.
وهذا هو أكبر عدد من الشاحنات يدخل القطاع خلال ستة أشهر منذ بدء الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية التي انطلقت ردا على هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. لكن الأمم المتحدة تقول إن هذا العدد لا يزال أقل كثيرا من الحد الأدنى اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وقالت باور "نحن بحاجة إلى إدخال ما يزيد على 500 شاحنة يوميا".
ويمارس الديمقراطيون على وجه الخصوص ضغوطا على الرئيس الأميركي، جو بايدن لبذل المزيد من الجهود لتخفيف حدة الظروف في غزة التي تعرضت للتدمير وتواجه خطر انتشار المجاعة والمرض على نطاق واسع بعد أن صار جميع سكانها تقريبا بلا مأوى بحسب رويترز.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: سوء التغذیة
إقرأ أيضاً:
«الأدب النسائي».. هل يقلل التصنيف من قيمة الإبداع؟
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
مصطلح «الأدب النسائي» لا يزال مصطلحاً جدلياً وإشكالياً على الساحة العربية والعالمية، وفي الإمارات حققت المرأة حضوراً متميزاً وفاعلاً في المشهد الإبداعي، فكيف ترى بعض الكاتبات هذا المصطلح؟
تقول الكاتبة والناشرة الإماراتية الدكتورة عائشة علي الغيص: «الأدب النسائي الإماراتي يعيش الآن عصره الذهبي، بعد فوز كاتبات إماراتيات بعدد وافر من الجوائز المحلية العربية والعالمية المهمة خلال السنوات الأخيرة، وهذا الإبداع لم يأت من فراغ، ذلك أن إبداعها الشعري والسردي المتفرد هو ابن هذه البيئة الثقافية الإماراتية الخصبة الثرية، كما أن هذا الأدب يحمل بين دفتيه بصمات إبداعية متجددة تتجاوز الأطر التقليدية، وتجمع بين الأصالة والحداثة».
وتضيف: هذا الأدب الممتد من السبعينيات وحتى الوقت الحالي، في شتى مجالات الإبداع الشعر والنثر والسرد، أظهر الكثير من الأسماء البارزة لأديبات إماراتيات تخصصن في مجال الشعر وبعضهن في الكتابة السردية النسائية ووظفن أقلامهن المتميزة في إبراز الهوية الثقافية لدولة الإمارات، وتقديم تجارب أدبية تعكس التنوع المجتمعي وتسهم في بناء جسور التواصل الثقافي، وفي العصر الحديث هناك الكثير من الأسماء المهمة اللامعة والبارزة التي نجحت في وضع بصمتها في الساحة الأدبية.
تنوع ثقافي
من جانبها تقول الكاتبة عائشة أحمد الظهوري: هناك تطور واضح وملحوظ في السنوات الأخيرة بالنسبة للإبداع النسائي، حيث برزت العديد من الأسماء النسائية التي أسهمت في تشكيل المشهد الأدبي المحلي والعربي. فقد أصبح للكاتبة الإماراتية صوت أدبيّ وقَلَمٌ حر، حيث توسعت في كتاباتها وتجاربها الأدبية في شتى المجالات، فاليوم نرى القلم النسائي الإماراتي في التجارب الاجتماعية والثقافية والشخصية، وذلك يدل على الدعم الكبير من المُجتمع الإماراتي للمرأة المبدعة، ويعكس كل ذلك التوازن بين الحفاظ على الهوية والتراث والتفاعل مع الحداثة والتحديات المُعاصرة.
وتضيف: يعد الأدب النسائي الإماراتي جزءاً أساسياً من المشهد الأدبي الإماراتي والعربي، حيث يعكس هذا القلم التنوع الثقافي والاجتماعي، ونحن ككاتبات إماراتيات دائماً نسعى إلى تقديم الأفضل للمجتمع في شتى مجالاته.
تصنيف إشكالي
وترى الكاتبة نورة عبدالله الطنيجي أنّ دولة الإمارات تهتم بالأدب والثقافة وتدعم الأدباء في هذا الشأن خصوصاً تمكين المرأة في الأدب والثقافة، ولذلك نجد هناك أسماء لامعة في هذا المجال من الأديبات اللاتي تركن بصمة ملهمة. مشيرة إلى أنه فِعلياً يُستخدم مصطلح «الأدب النسائي» وفقاً إلى الأعمال الأدبية التي تكتبها النساء أو تتناول قضايا المرأة بشكل كلّي، ولكن من وجهة نظري الشخصية، أرى أنه ليس تصنيفاً وافياً أو متفقاً عليه كلياً؛ بعض النقاد يرون أنه يُعبر عن تجربة المرأة ورؤيتها الخاصة للمجتمعات التي تنتمي إليها أو للعالم بأسره عامةً، بينما يرفضه آخرون بحجة أنه قد يُقلل من قيمة الإبداع الأدبي للكاتبات بحصره في تصنيف قائم على النوع الاجتماعي.
على هذا النحو، أكدت الطنيجي بأنّ مدى قبول الأديبات بهذا التصنيف قد يكون ضئيلاً لأنّ هناك من يرفض مصطلح الأدب النسائي أو الأدب النسوي، وبالنسبة لي أنا، أرفض ما يُسمى بـ«الأدب النسوي»، وكل كاتب له منظوره ورأيه فيما يجده من مفاهيم أدبية باتت محكية على الساحة الثقافية.
أما الشاعرة عائشة حسن الماس، فتقول: يعكس الأدب النسائي في الإمارات اليوم الكثير من التجارب الغنية والمتنوعة والتي في بعض الأحيان قد تكون منصة مُلهمة للكثير في المجتمع، ومرجعاً للأجيال الباحثة عن الحضور النسائي، وقد يسهم هذا الحضور وبشكل كبير في بناء ثقافة أدبية تستطيع المرأة من خلالها أن تبرز صوتها بحرية تامة وثقافة عالية الثقة.