د.حماد عبدالله يكتب: المنفعة والوساطة والمقايضة!!
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
كانت المعاملات التجارية بين البشر هي تبادل سلعي،ومقايضة شيئ أمام شيئ، وبإتساع الحياة الإقتصادية وتنوع الأنشطة وكذلك تنوع الطلبات وإتساع رقعتها وعددها، فأصبحت المنفعة هي التي يتم تبادلها "بمنفعة أمام منفعة" أخرى، وبالتالي كان هناك إحتياج لصك مقبول التعامل عليه لتبادل المنافع !!.
هذه المقدمة في المدرسة الإقتصادية (كي جي وان)-نحن في أشد الإحتياج للتذكير بها اليوم في مقالي حيث أتعرض اليوم لعدم جدوى أي من تلك الأساليب الثلاث السابق ذكرها وعنوان هذا المقال على ما ينطبق على حال شعبنا المصري العجيب،فنحن أقل الشعوب إنتاجية،وكذلك نحن أقل اشعوب في تدني الأجور، حيث نحصل على أجور لا يمكن مقارنتها بمثيلها من أجر أي عمل مثيل، وكذلك نحن نبذل جهد في عمل – وننتج سلعة أو خدمة أقل بكثير مما يبذل في سلعة مشابهة أو فيما يبذل جهد مماثل لإنتاج خدمة مماثلة في مكان أخر من العالم !!.
وبالتالي نحن نحصل على "لا أجر مقابل لا عمل"، هذا هو التحليل الصحيح لموقف نحن نعيشه في شتى أنشطة حياتنا، فأستاذ الجامعة- بعد وصوله إلى درجة الأستاذ وبعد مضي أكثر من ثلاثون عامًا في السلك الجامعي معيد،فمدرسًا، فأستاذًا مساعدًا -فأستاذًاَ خلال تلك الفترات الزمنية هو ملزم بالحصول على درجة الماجستير، ثم درجة الدكتوراة ثم إنتاج علمى على مدى عشر سنوات لا تقل بحوثه طبقًا لقواعد الترقية عن 14 بحث علمى منشور، وإنتاج تطبيقى في مجال التخصص، وكذلك واجبات أكاديمية فى معهده أو كليته أو موقع عمله البحثي إن كان مشاركًا في نشاط التدريس والتدريب ومراقبة ووضع وتصحيح الإمتحانات، والأنشطة الطلابية والريادة العلمية
والمكتبات في الجامعه، ويخضع أخيرًا لشروط الجودة التي يجب أن يلتزم بها عضو هيئة التدريس في السلك الجامعي !!
ومحصلة تلك الجهود وهذه السنوات الطويلة من العمر المهني والعلمي – يجد الأستاذ في أول كل شهر صافي مرتب ومكافأة وحوافز وكل مايمكن أن ( نهذب أسمه ) من إضافات ( مكسوفه ) – لايتعدي مبلغ ثلاثة الأف جنيهًا مصريًا أي نحو ( خمسمائة دولار ) أو ربعمائة يورو ) – ومطلوب من ذلك العضو المحترم، الأستاذ الجامعي أن يرقي إلي مستوي مجتمعه من زملائه، وطلابه وخاصة طلابه الذي يحاضرهم – وأن يحترم لقبة ووضعه العلمي وذلك يتأتى بأهمية متابعته لكل جديد في علم التخصص عن طريق دوريات علميه أو الإشتراك في مؤتمرات أو معارض دوليه، هذا بالإضافة إلي ملابسه يجب أن تكون معقوله حتي ولو كان صناعه محليه ألا يجب أن تكون علي الأقل غير مستخدمه لأكثر من يومين في الأسبوع الواحد أي أنه محتاج ( ثماني أطقم من ملابسه في الشهر للإستخدام الغير متكرر ) هذا بالإضافة إلي مصروفات بنزين سيارته
( إن وجدت ) أو قيمة مواصلة التاكسي من منزله أو مكان قريب منه إلي مقر الجامعه، والمصيبة أن يكون الأستاذ الجامعي بعد رحلته العلميه الشاقه قد أدمن التدخين، هنا، إضافة أخري للمصروفات، ناهيك عن المنزل والأسرة والإيجار والأولاد وتعليمهم شيء من "الخيال العلمي" أن يجد إنسان معادلة رياضية بين المطلوب صرفه ( في أضيق الحدود ) وبين المتحصل من الجامعة، وبعد كل هذا السرد، لايوجد أي دليل علي أن عنوان المقاله يصلح فى مثل هذه الحالة –"لعل السمسره" تنقض العنوان - لا منفعة ولا مقايضة ولا وساطه ولا حيلة في الحياة سوى البكاء علي اللبن المسكوب .
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
فوربس: كيف تساعد أبناءك على تجنّب قروض التعليم الجامعي؟
في ظل تصاعد أزمة ديون الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة، التي بلغت وفق تقديرات "فوربس" بين 1.6 و1.7 تريليون دولار، حذّر خبراء التعليم من أن العام الدراسي المقبل قد يشهد إصدار قروض جديدة تصل قيمتها إلى 90 مليار دولار، رغم الشكوك القانونية التي تحيط بخطط الإعفاء وإعادة الجدولة.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تعيش فيه وزارة التعليم الأميركية اضطرابات كبيرة، بعد أن أُعلن أنها ستقوم بتسريح نصف موظفيها، في ظل تجميد خطة السداد على أساس الدخل "إس إيه في إي" (SAVE) بقرار قضائي من محكمة الاستئناف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 27 خطوات لإدارة تكاليف التعليم الجامعي لأبنائكlist 2 of 2كيف تتحول أسواق المال الهابطة إلى فرص استثمارية؟end of listووسط هذه الأجواء المضطربة، طرحت مجلة "فوربس" مجموعة من النصائح العملية التي يمكن أن تساعد الأسر -بما في ذلك العائلات العربية المقيمة في الخارج أو المهتمة بنماذج تعليمية مشابهة- في تجنّب إرهاق الأبناء بالديون الجامعية، لا سيما إن ارتفعت تكاليف التعليم العالي في بلدانهم أو عند التوجّه للدراسة في الخارج.
1. ابدأ الادخار مبكراتوصي كلوديا وينزل، نائبة مساعد رئيس جامعة "جون كارول" للشؤون المالية، بضرورة الادخار المبكر لتكاليف التعليم الجامعي، معتبرة أن فتح حساب مخصص للنفقات التعليمية (مثل خطة 529 في الولايات المتحدة) هو أداة فعّالة لتقليل الأعباء مستقبلا.
وتقول وينزل: "حتى التوفير بمبالغ بسيطة شهريا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا عند وصول الأبناء إلى المرحلة الجامعية".
إعلانففي بعض الولايات مثل إنديانا، يحصل دافعو الضرائب على خصم ضريبي بنسبة 20% على مساهماتهم التعليمية السنوية، ما يعادل 1500 دولار من الإعفاءات عند المساهمة القصوى.
2. اختر الجامعة بعنايةيشدد جاك وانغ، مستشار الثروات في "إينوفيتيف ويلث مانجمنت"، على أهمية اختيار الجامعات على أسس عقلانية وليس فقط السمعة أو التصنيف.
ويقول وانغ: "هناك جامعات جيدة لا تحمل أسماء مشهورة لكنها أقل تكلفة بكثير".
أما مستشار التعليم الجامعي دانييلو أومالي، فينصح الأسر بتحديد التخصص والمسار المهني المحتمل للطالب قبل اختيار الجامعة، لتجنّب التنقل المستمر بين الجامعات وتراكم الديون.
ويضيف: "كل تغيير في المسار أو الجامعة يعني تكاليف إضافية وقروضا محتملة".
3. علّم أبناءك أساسيات المالمن وجهة نظر الدكتور بيتر إيرل، الخبير في معهد الأبحاث الاقتصادية الأميركية، فإن تعزيز الثقافة المالية في سن مبكرة يساهم في اتخاذ قرارات مالية سليمة خلال المرحلة الجامعية.
ويشمل ذلك تعليم الأبناء كيفية إدارة الميزانية، وفهم تأثير الديون على مستقبلهم، والتفكير في مسارات بديلة مثل الدورات الجامعية المزدوجة، أو المعادلة الأكاديمية، أو الدراسة في الكليات المجتمعية للحصول على وحدات دراسية بتكلفة أقل.
ويحذر إيرل: "يجب أن يعرف الطالب أن متوسط ديون القروض الدراسية في الولايات المتحدة يبلغ نحو 28 ألفا و950 دولارا لكل طالب، وغالبا ما ترتفع هذه القيمة".
4. شجّع العمل أثناء الدراسةويرى ويليام غوغولاك، أستاذ مساعد في جامعة "كارنيغي ميلون"، أن الطلاب الذين يعملون خلال سنوات دراستهم الجامعية يتمتعون بنتائج مالية أفضل بعد التخرج.
ويوصي بالبحث عن وظائف داخل الحرم الجامعي أو في المؤسسات القريبة لتغطية المصاريف الأساسية وتخفيف الاعتماد على القروض.
إعلانويضيف غوغولاك: "العمل لا يخفف الضغط المالي فقط، بل يساعد على بناء شبكة علاقات مهنية أيضا".
5. استغل المنح الدراسيةيشير جيمس لويس من "الجمعية الوطنية لعلماء المدارس الثانوية" إلى أن تعبئة طلب الدعم المالي الفدرالي يُعتبر خطوة غير قابلة للتفاوض، حتى في حال عدم الحاجة لقرض.
كما يلفت إلى وجود 1.7 مليون منحة دراسية خاصة في الولايات المتحدة، بقيمة تتجاوز 7.4 مليارات دولار، يمكن أن يحصل عليها الطلاب في مجالات متعددة مثل الرياضة، التكنولوجيا، الفنون، الخدمة المجتمعية.
ويوضح لويس: "لا تفترض أنك غير مؤهل. هناك منح مخصصة لطلاب طوال القامة مثلا، أو لمواهب معينة. الأهم هو البدء بالبحث المبكر والتقديم بكثافة".
في السياق العربيوبينما يركّز التقرير على النموذج الأميركي، فإن الدروس قابلة للتطبيق في السياقات العربية، حيث تتزايد تكاليف التعليم الجامعي الخاص، ويزداد الاعتماد على التمويل البنكي أو العائلي.
الادخار المسبق، اختيار البرامج الجامعية بذكاء، والعمل الجزئي، وتعزيز الثقافة المالية هي خطوات يمكن أن تساهم في بناء مستقبل أكاديمي دون أعباء، سواء داخل الدول العربية أو في حالات الابتعاث والدراسة الدولية.
في ظل الأزمات الاقتصادية والتضخم، أصبح التخطيط المالي للتعليم ضرورة ملحّة، وليس مجرد خيار، وعلى العائلات أن تبدأ اليوم، لتجنب ديون الغد.