دار ابن لقمان بالمنصورة| حكاية قصر شاهد على هزيمة الصليبيين في مصر.. وسُجن به لويس التاسع
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحمل دار ابن لقمان بمدينة المنصورة تاريخيا أثريًا هامًا، حيث تعد شاهدا على نهاية الحروب الصليبية على الشرق العربي، وانتصار الدولة الأيوبية على الحملة الفرنسية، وكان لويس التاسع ملك فرنسا قد أعلن أنه سيقوم بالحملة الصليبية السابعة، وذلك بهدف الاستيلاء على مصر حيث كانت تمثل العقبة الكبرى فى طريق استرداده لبيت المقدس.
وتجمعت جيوش الحملة فى قبرص فى عام 1248، وعلى رأسها الملك لويس التاسع نفسه ولكنها تأخرت هناك لمدة 8 شهور وصلت أثناءها أخبار الحملة لبس مصر عن طريق الإمبراطور فريدريك الثالث.
وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب بدمشق حينما وصلت الحملة الي منطقة دمياط، فلما علم بأخبارها عاد مسرعًا إلى مصر، وتحركت الحملة عقب نزولها إلى دمياط باتجاه فارسكور، ولكن توفى الملك الصالح نجم الدين أيوب فجأة، فأخفت زوجته شجر الدر خبر وفاته خوفا" من انتشار الحزن بين الجنود الحملة وخسارة الحرب.
وعقب عودة ابنه "توران شاه “ من حصن كيفا، تولى المملوك” بيبرس البندقداري" قيادة قوات المسلمين وإنزال الهزيمة بالفرنج فى معركة المنصورة، وقتله فى المعركة "روبرت كونت أرتوا "شقيق الملك لويس التاسع الذي ترأس الجيش فى ذلك الوقت، وكان في ذات الوقت لويس التاسع عند مخاضة سلمون على بحر أشموم طناح فى طريقه إلي المنصورة.
ووصل الملك توران شاه وتسلم قيادة الجيش المصرى، وبدأ أعماله الحربية بالاستيلاء على كل المراكب الفرنسية التي تحمل المؤن للمعتديين، مما أدى إلى عرقلة خطوط إمدادهم، فاضطرهم الي التقهقر، وعقبما نفدت ذخيرتهم وعتادهم الحربي.
فقرر لويس التاسع الرجوع الي منطقة دمياط والتحصن بيها وقطعت قوات المسلمين الطريق عليهم وطاردوهم، وانسحب لويس التاسع اتجاه دمياط، وانقضت عليهم قوات المسلمين قرب بلدة ميت الخولي عبد الله بالقرب من المنصورة وتم أسر لويس التاسع ملك فرنسا ونقله إلي دار فخر الدين بن لقمان بالمنصورة.
وبلغ قتلى الصليبيين فى دى المعركة - كما يذكر المؤرخون ثلاثين ألفا، فعرض التسليم وطلب الأمان لنفسه ولمن بقى معه من خاصة عساكره وحاشيته، واستسلم لويس الحزين لمصيره أُرسل أسيرا إلى دار إبراهيم بن لقمان قاضي المنصورة، واشترط المصريون تسليم دمياط، وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير وغيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، واستجاب لويس إلا الإذعان فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات..
دار ابن لقمان
أقيمت الدار على شاطىْ النيل حينئذ لكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها بمسافة حوالى 500 مترا هيا دار قد بنيت على الطراز العربي القديم المكون من السلاملك وهو مسكن الرجال والحرملك وهو مسكن للسيدات.
ويرجع إنشائها إلي القاضي" فخر الدين إبراهيم بن لقمان" وفقا إلى المراجع التاريخية إلى تأسيس مدينة المنصورة في عام 616 هجرية - 1219 ميلادية، عندما أمر الملك الكامل بإحضار السفن المحملة بالبلاط والحجر لتأسيسها، وتم تسجيله في عداد الآثار في 21 شهر نوفمبر عام 1951.
سجن لويس التاسع
حيث أسر فيها لويس التاسع وأخذت شهرتها بعد أن سجن فيها لويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية السابعة على مصر عام 1250 لمدة شهر.
وقد أنشئ بالدار متحف تاريخي، يضم الكثير من اللوحات والمعلومات، والصور التي توضح دور الشعب المصري في تحطيم قوات الصليبيين، وكما يضم المتحف بعض الملابس والأسلحة التي استخدمت في المعركة.
كما يضم المتحف لوحات تدل على المعركة، وكانت مدينة المنصورة أنشأت كقلعة عسكرية أثناء الحملة الصليبية الخامسة وهزمت بها الحملة الصليبية الخامسة والسابعة كما هزم بها أيضا الحملة التى أرسلها نابليون بونابرت لاحتلال المدينة تتكون من متحف يضم العديد من اللوحات والتماثيل التى تمثل معركة المنصورة المجيدة، انسحاب الحملة ورسائل من لويس التاسع إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، يهدده فيها بالحرب والاستسلام، ورد الملك الصالح على تلك الرسائل.
كما يضم المتحف العديد من الملابس العسكرية الصور والتماثيل ومن أبرزها صورة الفدية وصورة معركة البحر الصغير ومن أبرز التماثيل بالمتحف تمثال يجسد لويس التاسع بملابسه الصليبية حيث يجلس أسيرًا على كرسي وبجانبه تمثال خادمه الطواشى صبيح وكما يضم المتحف وقميص حديد وسيوف مصرية وفرنسية وخناجر.
عيد الدقهلية القومي:
اتخذت محافظة الدقهلية: يوم 8 شهر فبراير من كل عام للاحتفال بعيدها القومي حيث يوافق ذكرى انتصار أهل المنصورة وعدد من أهالي مدن وقرى المحافظة على الحملة الفرنسية عام 1250 في معارك متفرقة.
دار ابن لقماندار ابن لقمان بالمنصورة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحملة الصليبية لويس التاسع معركة المنصورة الحملة الصلیبیة الملک الصالح
إقرأ أيضاً:
قناعة إسرائيلية: حرب غزة أثبتت أنه لا يمكن هزيمة الفلسطينيين عسكريا
مع الشروع الفعلي في تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تعتبر أوساط إسرائيلية عديدة أنه قد يشكل نقطة تحول حاسمة في الانتقال من الحرب إلى الهدوء، بعد أن تمادت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في إطالة أمد العدوان، لكنها اليوم وجدت نفسها متجهة لإبرام صفقة تبادل الأسرى بسبب مخاوفهما أن يؤدي هذا لتفاقم الصراع، بجانب الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الجانبين.
البروفيسور الإسرائيلي أرييه كاتزوفيتش المحاضر في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية منذ 1993، ويقوم بتدريس الصراع العربي الإسرائيلي منذ عشرين عاما، أكد أن "استمرار الحرب في غزة تسبب بأضرار جسيمة لدولة الاحتلال على كافة المستويات: الاجتماعية والأخلاقية والأمنية والاقتصادية، وفي مجال التعليم والعلاقات الدولية والثقافية والأكاديمية، وحوّلتها إلى "دولة منبوذة"، وجاء تخليها عن المختطفين طوال شهور الحرب الطويلة بمثابة ضربة أخلاقية قاتلة".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "الاحتلال الذي لا يريد حماس في غزة بعد الحرب؛ يجب أن يفهم أن الطريقة الوحيدة لذلك هي سياسية، وليس عسكرية، من خلال خلق بديل سياسي لها في غزة، ولوجوده هناك، لأن الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى، وعلى الاحتلال أن يحدد نهاية للحرب، نهاية استراتيجية واضحة تتعلق بما يريد أن يفعله في غزة بعد وقف إطلاق النار، بعد أن أظهرت الحرب أنه لم يعد قادرا على تنفيذ أي شيء في الصراع مع الفلسطينيين، وبات من غير الممكن هزيمتهم عسكريا".
وأشار إلى أنه "قبل الحديث عن اليوم التالي في غزة، يتعين استباق الأحداث بالحديث عن نقطة التحول المتمثلة بنهاية الحرب وعودة الهدوء، وعودة جميع المختطفين في أسابيع قليلة، مما يعني جعل وقف إطلاق النار دائماً ومستقراً، وانتهاء الحرب رسمياً، من خلال التزام إسرائيلي بإخلاء القطاع، واستبدال حماس بحكومة أخرى، ونزع سلاح غزة، وعدم سيطرة حماس عليها بعد الحرب، ومنح قيادتها خيار المغادرة لتركيا أو قطر، والحصول على الحصانة على غرار نموذج قيادة منظمة التحرير التي غادرت لبنان في 1982 إلى تونس".
وأوضح أنه "في غضون ثلاثة أشهر من سريان وقف إطلاق النار، سيتم إنشاء قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة، بما فيها قوات من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر ودول أخرى، مسؤولة عن الأمن ونزع السلاح من القطاع، وحراسة ممر فيلادلفيا، وتتلقى تفويضًا بنشرها بموجب الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموافقة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، وخلال فترة انتقالية تصل ثلاث سنوات، سيتم إنشاء سلطة نقل مدنية مسؤولة عن المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع، بالتنسيق مع المجتمع الدولي".
وأضاف أن "هذه الهيئة تتألف من مواطني القطاع على أساس دائم، دون صلة مباشرة بفتح أو حماس، وتستمد سيادتها من السلطة الفلسطينية، وتتلقى التفويض والشرعية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالتزامن مع عقد مؤتمر دولي حول مستقبل غزة، بمشاركة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، لتركيز الجهود الاقتصادية الهائلة لإعادة بناء القطاع في السنوات المقبلة، على أن يبدأ التطبيع مع السعودية، مشروطاً باستعداد الاحتلال لوضع خطة متفق عليها لإقامة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح في غزة والضفة في عملية تدريجية".
ودعا الكاتب إلى أن "يكون الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة بموجب قرار من مجلس الأمن تحت بند الفصل السابع، وتكون الدول الدائمة العضوية فيه، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، الضامن لتنفيذه، والإشراف على قوة حفظ السلام الدولية والسلطة المدنية خلال الفترة الانتقالية، مع العلم أن الاتفاق لن يكون سهلاً، لكن يمكننا التعلم من تجارب إنهاء الحروب في أماكن أخرى، كالبوسنة والهرسك 1995، وكوسوفو 1999، وتيمور الشرقية 1999، حيث انتهت كل الحروب في نهاية المطاف باتفاق سياسي".