خبيران: إسرائيل تسعى لتوريط أميركا بحرب إقليمية ورد إيران سيكون مباشرا
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
اتفق خبيران على أن قصف إسرائيل قنصلية طهران في سوريا هدفه توريط واشنطن في حرب إقليمية إذا ردت إيران، مرجحين أن يكون رد طهران مباشرا وليس عبر حلفائها.
وتتحسب إسرائيل والولايات المتحدة لرد إيراني محتمل بعد اغتيال القيادي في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي فيما قالت طهران إنه قصف إسرائيلي استهدف مبنى قنصليتها في دمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري.
وتواصل إسرائيل بناء ما يشبه حالة من الفزع، عبر ما تقول إنها استعدادات للرد على هجوم كبير، ترجح أن تشنه عليها إيران في أي وقت، بحسب تصريحات مسؤوليها.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، يرى الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أن هذه الحالة التي تعمل إسرائيل على بنائها تأتي استمرارا لنهج قرع طبول الحرب الذي يمارسه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالملف الإيراني.
وأوضح أن ذلك يعود إلى عام 2015 حين أقدمت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما على توقيع اتفاق 5+1 الذي حاول حينها نتنياهو بكل الوسائل الضغط لعدم توقيعه حيث كانت إدارة أوباما ترى أن النهج الأفضل للتعامل مع ملف إيران هو الدبلوماسية، في حين تصر إسرائيل على الضغوط واستخدام القوة إذا لزم الأمر.
رد مباشرويتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تقوم إيران بالرد بشكل مباشر خلال الأيام المقبلة، لكنه في الوقت ذاته يلفت إلى ورود أنباء تشي باستعداد طهران للتوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأميركية عبر الوسطاء العمانيين، لعدم الرد في حال تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
غير أنه، وبحسب أيوب، هناك مشكلة رئيسية هي نجاح الحكومة الإسرائيلية في إشغال الإدارة الأميركية في السعي خلفها لإطفاء أزمات تفتعلها كاغتيال المسؤولين الإيرانيين ومن قبلها اغتيال عمال الإغاثة الأجانب، حتى لا تنجح مساعي واشنطن في الانتقال لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
ويرى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة مستمرة في الخطأ ذاته خلال تعاملها مع أزمات منطقة الشرق الأوسط حيث تنتهج نهج إدارة الصراع وليس حله، بينما تقوم الحكومة الإسرائيلية بدفع الأمور لتصعيد واسع خدمة لإستراتيجية إقليمية محددة لها.
وفي هذا السياق، يرى الدكتور حسن أيوب أن إستراتيجية إسرائيل غير المعلنة هي استخدام العدوان على قطاع غزة من أجل حسم الصراع مع الفلسطينيين بطريقة نهائية، تفضي لفرض واقع استيطاني في الضفة الغربية وتهجير أهالي قطاع غزة أو إفراغ جزء منه.
ويضيف أن هذا لن يحدث إلا إذا تمكنت إسرائيل من أن تؤجج مواجهة إقليمية لا يعلم أحد المدى الذي يمكن أن تصل إليه، ولذلك تتردد الإدارة الأميركية، وتخشى التورط فيها، بينما تسعى حكومة نتنياهو لتوريطها بأي شكل في تلك المواجهة.
تكرار الخطأويرى أستاذ العلوم السياسية أن الإدارة الأميركية لم تتعلم من خبراتها السابقة، وهو ما يعكسه اندفاعها لإعلان دعمها لإسرائيل في أي مواجهة مع إيران، بينما لا يخفى أن الهم الأكبر لنتنياهو هو إفشال أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق النار في غزة.
وتسعى إيران من خلال هذه الأزمة أن تعيد إطلاق عجلة التفاوض بشأن ملفها النووي التي تعطلت وتجاهلتها الإدارة الأميركية الحالية، حسب أيوب، الذي يرى أن الرسائل المتبادلة بين الجانب الإيراني والأميركي تشمل إمكانية ضغط واشنطن على إسرائيل لعدم الرد على رد إيران إن كان محسوبا.
ويرى الدكتور حسن أيوب أن إيران إذا ردت، فسيكون ذلك تحديا كبيرا من طرفها يمكن أن يفتح بابا لمواجهة إقليمية كبيرة، في حين يؤدي عدم ردها لوقوعها في ورطة أكبر، حيث يعكس ذلك نجاح إسرائيل في تحقيق غرضها من ممارسة سياسة حافة الهاوية، ومن ثم فإن إيران مجبرة على الرد حسب تقديره.
بدوره، يرى العميد محمد عباس، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن إكثار إسرائيل في إظهارها القلق تجاه رد إيران المتوقع، هدفه اختبار موقف الولايات المتحدة من الأزمة، وهو ما لاقى آذانا مصغية من الإدارة الأميركية التي سارعت بتأكيد وقوفها إلى جانب إسرائيل حال حدوث مواجهة مع إيران.
لكنه لفت إلى أن واشنطن رغم ذلك لم تتحدث عن مشاركة عمليات ضد إيران، مرجحا قيام طهران برد سيكون مباشرا خلال الأيام المقبلة، لكنه يرى أن الحديث عن طبيعة هذا الرد مجرد تكهنات.
ويتفق الخبير العسكري مع الدكتور حسن أيوب بأن نتنياهو يهدف من خلال هذا التصعيد إلى توريط الولايات المتحدة في تداعياته، لكنه يرى أن حجم التدخل الأميركي لا يمكن توقعه، لأن واشنطن لا ترى مصلحة في دخولها بصراع إقليمي واسع بالمنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الإدارة الأمیرکیة رد إیران یرى أن
إقرأ أيضاً:
إيران تتحدث عن خلافات مع أميركا بمحادثاتهما النووية في مسقط
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، أنّ هناك "خلافات" لا تزال قائمة بين الجانبين الإيراني والأميركي بعد اختتام الجولة الثالثة من المحادثات النووية في عُمان.
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط إن هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل، لكنه عبر عن رضاه إزاء "سير ووتيرة" المحادثات، وأكد أن الجانبين أظهرا "جدية وإصرارا" في جولتهما الثالثة من المفاوضات.
وكانت إيران والولايات المتحدة اختتمت، ظهر اليوم السبت، الجولة الثالثة من مفاوضاتهما غير المباشرة في العاصمة العمانية مسقط، بعد نحو 9 ساعات من النقاشات.
وأكد التلفزيون الإيراني أن الوفدين سيعودان إلى عاصمتيهما للتشاور، دون الإشارة إلى إحراز أي تقدم ملموس. وجرت المحادثات بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، وسط انقسام المباحثات إلى شقين، سياسي وفني، بمشاركة كبار المسؤولين والخبراء من الجانبين.
وقاد عراقجي الوفد الإيراني، فيما ترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
جولة جديدةمن جهته، أعلن البوسعيدي أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي ستُستأنف السبت المقبل في مسقط.
إعلانوقال البوسعيدي، في منشور على منصة (إكس)، عقب اختتام الجولة الثالثة من المحادثات: "ستستمر المحادثات الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئيا عقد اجتماع آخر رفيع المستوى في الثالث من مايو/أيار".
وأوضح الوزير العُماني أن المفاوضات التي جرت اليوم تناولت المبادئ الأساسية والأهداف العامة بالإضافة إلى المخاوف الفنية المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
وتزامنت المفاوضات مع انفجار ضخم في ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس جنوبي إيران، ما أسفر عن مئات الجرحى، في حادثة لا تزال أسبابها غامضة.
وتأتي هذه الجولة استكمالا لجولتين سابقتين عُقدتا في مسقط وروما هذا الشهر، في إطار جهود متجددة لإحياء مسار تفاوضي بعد سنوات من التصعيد عقب انسحاب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريحات صحفية مؤخرا أن بلاده لا تسعى إلى الحرب مع إيران، بل تفضل الحل الدبلوماسي، مشددا على أن إيران قد تحصل على برنامج نووي سلمي فقط إذا تخلت عن تخصيب اليورانيوم.
وكان الاتفاق النووي قد خفف العقوبات عن طهران مقابل قيود مشددة على برنامجها النووي، لكنه لم يتناول ملفات أخرى مثل البرنامج الصاروخي الإيراني، ما دفع إدارة ترامب إلى اعتباره "اتفاقا سيئا" وإطلاق حملة "الضغوط القصوى" ضد طهران.