استثمارات جديدة لـ«مصدر» في مشاريع طاقة الرياح
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
أخبار ذات صلة عيد أبوظبي.. «فرحة عائلية» %99 نمو قيمة عقود المقاولات في الإمارات خلال 2023كشفت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» عن استثمارات جديدة في مشاريع طاقة الرياح، تماشياً مع رؤية القيادة بدعم التنمية المستدامة ونشر حلول الطاقة النظيفة وتعزيز التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، ما يدعم تحقيق هدف الشركة لإنتاج 100 جيجاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
ووقعت «مصدر» خلال مؤتمر الأطراف (COP28) نهاية العام الماضي اتفاقيات جديدة لاستكشاف فرص التطوير المشترك لمشاريع طاقة رياح بحرية، وضخ استثمارات بمشاريع ومحطات طاقة رياح بعدة دول.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر لـ«الاتحاد»: ستواصل مصدر توسيع محفظتها من مشاريع طاقة الرياح وتطوير مشاريع طاقة نظيفة بقدرة إجمالية تبلغ 100 جيجاواط بحلول عام 2030 من أجل المساهمة بدعم الأهداف العالمية الرئيسية في مجال العمل المناخي.
وأكد تركيز مصدر على تطوير المشاريع المبتكرة منذ مراحلها الأولى بهدف تعزيز خبراتها في مجال محطات طاقة الرياح.
ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، فإنه من الممكن رفع القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح البحرية إلى 380 جيجاواط بحلول عام 2030، وذلك في حال زيادة الاستثمارات في هذا القطاع ووجود التشريعات المناسبة.
استحواذ
وأعلنت «مصدر» مؤخراً توقيع اتفاقية نهائية للاستحواذ على حصة 50% في شركة «تيرا-جن باور هولدينغز»، إحدى أكبر الشركات المستقلة المنتجة للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، من شركة «انرجي كابيتال بارتنرز».
وتقوم «تيرا- جن» حالياً بتشغيل ما يقرب من 2.4 جيجاواط من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، و5.1 جيجاواط/ساعة من مرافق تخزين الطاقة ضمن 32 موقعاً للطاقة المتجددة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تتركز معظمها في كاليفورنيا وتكساس.
بحر البلطيق
وأعلنت «مصدر» مارس الماضي استكمال الإغلاق المالي لصفقة تمويل حصتها البالغة 49% في محطة «ايغل بحر البلطيق» لطاقة الرياح البحرية بقدرة 476 ميجاواط والتي تقع في بحر البلطيق بألمانيا، وتقدر قيمة المحطة بنحو 1.6 مليار يورو، ومن المقرر أن تدخل حيز التشغيل في أواخر عام 2024.
وكانت «مصدر» و«إيبردرولا» قد وقعتا اتفاقية استراتيجية في يوليو 2023 للاستثمار المشترك في محطة «ايغل بحر البلطيق». وأعلنت الشركتان أيضاً خلال مؤتمر COP28، اتفاقية شراكة استراتيجية بقيمة 15 مليار يورو لتقييم فرص تطوير مشاريع طاقة رياح بحرية وهيدروجين أخضر في الأسواق الرئيسية والتي تشمل ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
صفقة استحواذ
وأعلنت «مصدر» فبراير الماضي استكمال صفقة استحواذها على حصة 49% من مشروع محطات «دوغر بانك ساوث» لطاقة الرياح بقدرة 3 جيجاواط، والذي يضم إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية المخطط تطويرها على مستوى العالم. وتبلغ قيمة المشروع 11 مليار جنيه إسترليني وتستثمر فيه «مصدر» بالشراكة مع «آر دبليو اي»، الشركة الرائدة في مجال الطاقة المتجددة ومقرها في ألمانيا.
حلول الهيدروجين
ووقعت «مصدر» اتفاقية استراتيجية تحدّد إطار عمل لتطوير واستثمار مشاريع مشتركة مع شركة «اتش واي 24»، أكبر مستثمر في مجال الهيدروجين النظيف على مستوى العالم، بهدف نشر حلول الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع.
واتفقت الشركتان على وضع إطار عمل لاستكشاف فرص التطوير والاستثمار في مشاريع تشمل مختلف مراحل سلسلة القيمة لإنتاج الهيدروجين.
ويركز الطرفان على تطوير المشاريع التي تقع في المراكز الإقليمية الرئيسية في مختلف أنحاء أوروبا والأميركيتين وآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
محطة رياح
وأعلنت «مصدر» توقيع اتفاقية تطوير مشترك مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لتطوير محطة طاقة رياح بقدرة 1 جيجاواط مع نظام بطارية لتخزين الطاقة، ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى تطوير محطة للهيدروجين الأخضر في المملكة الأردنية الهاشمية. وكانت «مصدر» قد دشنت في فبراير الماضي محطة بينونة للطاقة الشمسية بقدرة 200 ميجاواط بالشراكة مع شركة بينونة للطاقة الشمسية ومجموعة الاستثمار وإدارة الأصول الفنلندية «تاليري»، وهو أكبر مشروع للطاقة النظيفة في الأردن.
كازاخستان
ووقعت حكومتا دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كازاخستان مؤخراً اتفاقية يتعاون بموجبها الطرفان في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في كازاخستان، وذلك من خلال تطوير محطة لطاقة الرياح واسعة النطاق بقدرة جيجاواط.
وبالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقية تطوير مشتركة بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، التي ستقود المشروع، وشركتي «دبليو سولار»، و«كازاك غرين باور»، وصندوق الاستثمار والتطوير في جمهورية كازاخستان، لتطوير مشروع طاقة رياح بقدرة جيجاواط.
تقنيات متجددة
ووقعت «مصدر» يوليو الماضي مذكرة تفاهم مع شركة «سيتاغلوبال بيرهاد»، للتعاون في تطوير مشاريع طاقة متجددة تشمل طاقة الشمس والرياح ونظم بطاريات تخزين الطاقة، وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة.
وبموجب مذكرة التفاهم، ستعمل «مصدر» و«سيتاغلوبال» على تطوير مشاريع في مجال الطاقة المتجددة في ولاية باهانج الماليزية، ويشمل ذلك استكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة شمسية وطاقة رياح ونظم بطاريات تخزين الطاقة، وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة.
أوزبكستان
وفي أواخر ديسمبر الماضي، شهد فخامة شوكت ميرضيايف، رئيس جمهورية أوزبكستان، ربط 4 مشاريع بقدرة إجمالية تبلغ 1.4 جيجاواط تابعة لـ «مصدر» بالشبكة الوطنية لأوزبكستان، كما وقعت «مصدر» اتفاقية تنفيذ جديدة لتطوير مشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة 2 جيجاواط في أوزبكستان، بجانب نشر نظم بطاريات لتخزين الطاقة بسعة 1150 ميجاواط ساعي ضمن خمسة مشاريع قائمة لشركة «مصدر» في الدولة، وبموجب الاتفاقية يصل إجمالي استثمارات «مصدر» في أوزبكستان إلى نحو 4 مليارات دولار.
برنامج الإمارات لطاقة الرياح
دشنت الإمارات في جزيرة صير بني ياس في أبوظبي، خلال شهر أكتوبر الماضي، برنامج الإمارات لطاقة الرياح.
ويوفر برنامج الإمارات لطاقة الرياح، والذي كُلِّفت شركة «مصدر» بتطويره بقدرة إنتاجية تبلغ 103.5 ميجاواط، الكهرباءَ لأكثر من 23 ألف منزل، ويسهم في تفادي انبعاث 120 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويغطّي البرنامج 4 مواقع تشمل جزيرة صير بني ياس في أبوظبي، حيث تحتوي على محطة رياح بقدرة 45 ميجاواط، ومحطة طاقة شمسية بقدرة 14 ميجاواط (عند الذروة)، لتوسيع نطاق مرافق طاقة الرياح والطاقة الشمسية الموجودة في الجزيرة، وتتوزَّع محطات طاقة الرياح الأخرى في كلٍّ من جزيرة دلما في أبوظبي بقدرة 27 ميجاواط، وبمنطقة السلع في أبوظبي بقدرة 27 ميجاواط، وبمنطقة الحلاه في إمارة الفجيرة بقدرة 4.5 ميجاواط.
فرص واعدة
شهدت الأعوام الأخيرة توسع «مصدر»، في استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية بقطاع طاقة الرياح.
وأعلنت «مصدر»، وائتلاف شركائها الذي يضم «إنفنيتي باور»، وشركة «حسن علام للمرافق»، العام الحالي، توقيع اتفاقية مع «هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة» في جمهورية مصر العربية، لتوفير قطعة أرض مخصصة لتطوير مشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة إنتاجية تبلغ 10 جيجاواط بتكلفة استثمارية تتجاوز الـ 10 مليارات دولار، والذي سيشكل عند اكتماله أحد أكبر محطات طاقة الرياح في العالم.
ووقعت «مصدر» مايو الماضي، اتفاقية تطوير مشتركة مع كل من وزارة الطاقة ووزارة الاستثمار والصناعة والتجارة في جمهورية أوزبكستان، تقوم بموجبها «مصدر» بتطوير مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة إنتاجية تتجاوز 2 جيجاواط.
ووقعت «مصدر» مطلع 2023، اتفاقيات لتطوير مشاريع في مجالات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، ومشاريع متكاملة لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر، بقدرة إجمالية تبلغ 4 جيجاواط في أذربيجان.
وتقوم «مصدر» أيضاً بتطوير محطة كاراداغ للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 230 ميجاواط في أذربيجان.
مشاريع قائمة
تشمل قائمة مشاريع «مصدر»، التي تم تنفيذها بالفعل، في مجال محطات طاقة الرياح البحرية «مصفوفة لندن»، ومحطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، ومحطة طاقة الرياح البحرية العائمة «هايويند اسكوتلاند». وفي مجال طاقة الرياح البرية، تشمل قائمة مشاريع «مصدر»، محطة دومة الجندل في المملكة العربية السعودية، ومحطة «ظفار» في سلطنة عُمان، و«الطفيلة» في المملكة الأردنية الهاشمية، و«شيبوك 1» في صربيا، ومحطة «ميناء فيكتوريا» في جزر سيشل، و«كرونوفو» في مونتينيغرو، ومحطة طاقة رياح مقاومة للأعاصير في ساموا.
ولدى «مصدر» العديد من محطات طاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تضم محفظة مشاريعها محطة «روكسبرينغز» ومحطة «سترلينغ» ومحطة «كويوتي» ومحطة «لاس ماهايداس» ومحطة «ميليغان 1». ونهاية عام 2021، دشنت «مصدر» وصندوق «تاليري سولار ويند 2»، مشروعي «ملاوا» و«كراجيو» لطاقة الرياح في بولندا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: طاقة الرياح الطاقة المتجددة الطاقة النظيفة شركة مصدر الإمارات طاقة الریاح البحریة مشاریع طاقة الریاح تطویر مشاریع طاقة الطاقة المتجددة للطاقة الشمسیة توقیع اتفاقیة الریاح بقدرة المتجددة فی فی المملکة تطویر محطة ریاح بقدرة محطة طاقة فی أبوظبی طاقة ریاح فی مجال بقدرة 2
إقرأ أيضاً:
شبكات صغيرة هجينة توفر طاقة مستدامة للمجتمعات النائية
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
طوّر فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، نظاماً مبتكراً لإدارة الطاقة يسهم في تحسين الشبكات الصغيرة الهجينة وتحقيق التوازن بين مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والديزل، وذلك لإتاحتها على نحوٍ أكثر موثوقية واستدامة وكفاءة من حيث التكلفة، حيث يعتمد أكثر من 4000 مجتمع ناءٍ في كافّة أنحاء العالم على مولدات الديزل لتلبية احتياجاتهم من الكهرباء، ويشكّل الاعتماد على الديزل ضغطاً على الموارد المالية لتلك المجتمعات وعلى البيئة نتيجةً لارتفاع نسبة الانبعاثات التي تحدّ من التنمية المستدامة في المناطق المعزولة.
ضم الفريق البحثي كلاً من: الدكتور أحمد الدُرّة والدكتور طارق الفولي والدكتور إيهاب السعدني، من جامعة خليفة وعادل مرابط، مع سوجوي باروا من جامعة سانت ماري في كندا، وركزوا على طريقة جديدة لتحسين الشبكات، تسمى خوارزمية ليفي الحسابية، وتعتمد على تقنيات التحسين الحسابية التقليدية من خلال تعزيز القدرات البحثية وتجنب الأخطاء الشائعة في عملية التحسين، ما يتيح حلاً فعالاً لإدارة المصادر المتعددة للطاقة داخل شبكة صغيرة، خاصة في ظل الظروف الصعبة السائدة في المجتمعات النائية، ونشر الفريق النتائج التي توصّل إليها في المجلة العلمية «أبلايد إنيرجي» المُصنّفة ضمن أفضل 1% من المجلات العلمية.
خوارزمية ليفي
أوضح الفريق البحثي، أن نموذج الشبكة الصغيرة الهجينة يدمج الألواح الشمسية الكهروضوئية وأجهزة توليد طاقة الرياح ومجموعة المولدات التي تعمل بالديزل لتلبية متطلبات الطاقة في المناطق النائية، حيث تُسهم خوارزمية ليفي الحسابية في تحسين استخدام الطاقة من خلال إعطاء الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة كلما كانت متاحة، ما يُقلّل الاعتماد على مولدات الديزل، وتعد هذه الطريقة كافية لخفض تكاليف الطاقة وتقليل الانبعاثات بشكل ملحوظ بنسبة تصل إلى 10% مقارنة بالشبكات الصغيرة التي تعتمد على الديزل فحسب.
وقال د. إيهاب السعدني: «يستلزم نقل الوقود وتخزينه في المناطق النائية غالباً تكاليف وتعقيدات لوجستية إضافية، الأمر الذي يؤدي لتفاقم الأعباء البيئية والمالية التي قد تتكبدها هذه المجتمعات، وهو ما يؤكد بصفة خاصة على أهمية تقليل الاعتماد على الديزل».
وأضاف: «تكمن أبرز مميزات النموذج في قدرة خوارزمية ليفي الحسابية على تقليل التكلفة والانبعاثات عند اتّخاذ القرارات المتعلّقة بنقل الطاقة، فقد ركّزت الاستراتيجيات الاقتصادية التقليدية لتوزيع الأحمال بالأساس على تحقيق التوازن بين كميات الطاقة المتطلبة والتكاليف، مع إهمال تأثير الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة من الديزل، في حين يُقيّم نظام الفريق البحثي العقوبات والتكاليف الاقتصادية الناتجة عن الانبعاثات، ما يؤدي للحصول على حل أكثر أمنًا على البيئة وأكثر كفاءة من حيث التكلفة بإدارة مواعيد ونطاق استخدام المولدات بناءً على التوافر المتوقع للطاقة المتجددة».
الشبكات الصغيرة
تابع د. إيهاب السعدني: «تؤكّد نتائجنا على الدور الذي تلعبه الشبكات الصغيرة الهجينة المحسنة كحل قابل للتطوير والتطبيق في المجتمعات النائية والمحرومة، حيث يعمل النموذج على تعزيز المرونة والتخفيف من حدة الآثار البيئية لتوليد الطاقة وتحسين القدرة على التزود بطاقة مستقرة».
ويخطط الفريق البحثي لمواصلة تحسين النظام لتنفيذه على أرض الواقع مع التركيز على الدمج بين حلول شحن المركبات الكهربائية وتخزين الطاقة الكهربائية على نحو يمكن أن يوفر طاقة احتياطية قيّمة أثناء فترات انخفاض إنتاجية مصادر الطاقة المتجددة، كما يمكن لتقنيات الإدارة المتقدّمة لاستهلاك الطاقة الكهربائية ضمن إطار عمل خوارزمية ليفي الحسابية أن تمكّن النظام من توقع تغيرات الطلب بفعالية أكبر، ما يؤدي إلى تحسين استخدام الطاقة على مدار دورات أطول.