فن “التعشير الحجازي” .. عنوان للفرح في الأعياد بمنطقة مكة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
يبرز “التعشير الحجازي” كأحد الفنون الشعبية الأدائية التي اشتهرت بها قبائل تهامة والشفا بمنطقة مكة المكرمة، وهو أحد الفنون الشعبية والرقصات الاستعراضية التي تروي قصة تحول هذا الموروث الشعبي من رقصة حربية قديمة تشبه الاستعراض العسكري لبث الحماسة في المحاربين، إلى عنوان للفرح في أواقات الأعياد والمناسبات لبث البهجة في نفوس الحاضرين.
ويمثل “التعشير” ارثاً ثقافياً تاريخياً أصيلاً لأهالي منطقة مكة المكرمة يحرصون على إشهاره خاصة أوقات أعياد الفطر المبارك لإعلان الفرح وإشاعته بين الناس، معبرين عن تكاتفهم الاجتماعي واللحمة الوطنية الواحدة تعلوهم مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الموروث الذي يعبر عن أصالة أبناء هذا الوطن الغالي.
وتختلف طريقة أداء التعشير لدى أهالي منطقة مكة المكرمة عن عرضة “المدقال” التي تشتهر قبائل المناطق الجنوبية من المملكة وذلك من ناحية طريقة الأداء والأهازيج والأشعار المصاحبة لها، حيث يتطلب “التعشير” إتقاناً فائقاً لطريقة مسك وحمل السلاح بشكل يضمن سلامة العارض، والاحترافية العالية في طريقة الاستعراض بالمقمع وتمكن العارض منه، إضافة إلى المهارة واللياقة العالية للاستعراض والرقص بالبنادق المعروفة بــ “القداحي” أو “المقمع” في صورة تبين رشاقة وجمال حركات المؤدين.
والتقت وكالة الأنباء السعودية رئيس أحد الفرق الشعبية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور إبراهيم السفياني، الذي بين أن “التعشير الحجازي” هو أحد الفنون الشعبية الأدائية لأهالي منطقة مكة المكرمة ويعتبر رقصة حربية قديمة اشتهرت في الماضي، لدى قبائل تهامة ومركز الشفا بمنطقة مكة المكرمة وهي اشبه ما تكون بالعرض العسكري من حيث الترتيب والاحترافية والمهارة العالية وطريقة الأداء؛ حيث يمشي فيها العارض بطريقة معينة وبخطوات مرتبة واستعراضية تتناسق فيها الأدوار والمهام.
وأشار إلى أن فن “التعشير” يؤدى من خلال شخص أو شخصين أو أكثر في وقت واحد، يداعب فيها العارض “المقمع”، الذي يكون محشواً بالبارود ليتحول إلى لهب تحت قدميه بعد ضغطه على الزناد والوثب عالياً ليعانق بعدها العارض السماء واللهب.
وعن الأهازيج المصاحبة، قال إبراهيم السفياني: “يصاحب فن التعشير أهازيج أبرزها لون شعبي مشهور في الحجاز يعرف بـ “بالرجز” أو ما يسمى بـ “الردح” في بعض المناطق والمحافظات، يتغنى من خلاله الشاعر بكلمات تدعو إلى الفخر والاعتزاز، فيما يدخل المعشرين إلى الساحة بالتناوب وبطريقة معينة”.
وأضاف “أن التعشير يحتاج إلى مهارة ولياقة ورشاقة وتدريب، حيث يقوم العارض بإطلاق الطلقات النارية عبر بندقيته “المقمع”، وأثناء الوثب في الفضاء ينبغي على العارض ألا ينحني من جسمه سوى حركات الركبتين وأسفل الجذع أثناء القفزة، مع توجيه فوهة البندقية باتجاه الأرض بكلتا يديه، وبسرعة خاطفة يقوم بالضغط على الزناد”.
وأبان أن هناك طرق متعددة للتعشير الحجازي منها ما هو يكون سهلاً يمكن للجميع استخدامه، ومنها ما هو صعباً يتطلب احترافية وممارسة عالية للمعشر، ومن أشهر تلك الحركات حركة الجنب لليمين أو اليسار، وحركة الكفت وهي بإنزال البندق من أسفل الأقدام، وحركة الخلف وهي حركة صعبة لا يؤديها إلا المحترفين”.
وعن طريقة تجهيز سلاح المقمع، قال رئيس الفرقة “تبدأ بتحضير البارود وتعبئته في المقمع من فوهتها من الأمام بمقدار معين، ثم يدك هذا البارود بـ “المشحان أو الدكاك”، وهو سلك يدك به البارود داخل سبطانة المقمع، ثم توضع قطعة نحاسية محشوة بمادة تظهر شرارة النار عند ضغط الزناد، وتسمى “بالزرد، تعمل على إشعال البارود وإطلاقه، مبيناً أن البارود المستخدم في رقصة وعرضة التعشير ذخيرة غير حية تصنع محلياً تتكون من أشجار العُشر والأراك والملح وخلطها ببعضها وحرقها حتى تصبح جاهزة للمعشر أثناء تأديته.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مکة المکرمة بمنطقة مکة
إقرأ أيضاً:
في العيد القومي للمحافظة.. محافظ قنا يضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء البارود
استهل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، احتفالات العيد القومي للمحافظة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء موقعة البارود، تخليدًا لذكرى أبطال المعركة التي جسدت بسالة أبناء قنا في مواجهة الاحتلال الفرنسي عام 1799.
حضور رسمي رفيع المستوى
شارك في المراسم الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء محمد عمران، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، والعميد محمد صدقي الكومي، المستشار العسكري، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، إلى جانب الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، ومحمد عبد الفتاح آدم، أمين حزب مستقبل وطن بقنا، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وقيادات تنفيذية وأمنية بالمحافظة.
إحياء ذكرى البطولة والفداء
وفي كلمته، هنّأ المحافظ أهالي قنا بهذه المناسبة الوطنية، مؤكدًا أن الثالث من مارس يعد يومًا تاريخيًا في مسيرة النضال الوطني، حيث سطر أبناء قرية البارود ملحمة بطولية بتحقيق انتصار حاسم على الأسطول الفرنسي، ليصبح هذا اليوم عيدًا قوميًا للمحافظة.
وأكد المحافظ أن مصر لن تنسى تضحيات شهدائها، الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، مشددًا على أن ذكراهم ستظل نموذجًا يُحتذى به في التضحية والعطاء، مع التزام المحافظة بتقديم كل سبل الدعم والرعاية لأسر الشهداء والمصابين تقديرًا لدورهم الوطني العظيم.
إنجازات تنموية على أرض قنا
وأشار المحافظ إلى أن قنا تشهد حاليًا نهضة تنموية كبرى، حيث تم تنفيذ مشروعات خدمية وتنموية، بالإضافة إلى مشروعات قومية تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز جهود التنمية الشاملة بالمحافظة.