إيران تتراجع بشأن الرد على الهجوم الإسرائيلي لتجنب التصعيد
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
أشارت إيران إلى عزمها الرد على القصف الإسرائيلي لمبنى قنصليتها في دمشق، لكنها تهدف إلى القيام بذلك بطريقة محدودة لتجنب المزيد من التصعيد، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر تحدثت مع أكسيوس. ونقل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان هذه الرسالة إلى نظيره الألماني خلال مكالمة هاتفية أجريت مؤخرا بناء على طلب إدارة بايدن.
ركزت المكالمة التي استمرت 90 دقيقة بين بيربوك وأمير عبد اللهيان بشكل شبه كامل على التوترات الأخيرة، بحسب المصدر المطلع على المكالمة. وأضاف المصدر أنه بينما قال وزير الخارجية الإيراني خلال الاتصال إن الرد الإيراني سيكون محدودا، فإنه من غير الواضح كيف تحدد إيران الرد المحدود.
وينبع القلق من الانتقام الإيراني المحتمل من تعهد إيران العلني بـ"معاقبة" إسرائيل على اغتيال العميد. الجنرال محمد رضا زاهدي، أحد كبار جنرالات فيلق القدس الإيراني. وأدى الهجوم الذي وقع في دمشق وأدى إلى مقتل زاهدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
رداً على الوضع المتصاعد، تواصل بريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، مع وزراء الخارجية العرب، وحثهم على نقل رسالة إلى إيران تؤكد على الحاجة إلى وقف التصعيد.
وخلال مكالمة هاتفية بين أمير عبد اللهيان ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أكد وزير الخارجية الإيراني تصميم إيران على الرد لكنه أشار أيضًا إلى استعدادها لإبقاء الرد محدودًا. ومع ذلك، فإن الطبيعة الدقيقة لما يشكل ردًا "محدودًا" لا تزال غير واضحة.
وحذر بيربوك، وهو ينقل رسالة من الولايات المتحدة، إيران من مغبة الاستهانة برد إسرائيل المحتمل على أي هجوم ينطلق من الأراضي الإيرانية. وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن تصرفات إسرائيل تشكل انتهاكًا للقانون الدولي واتفاقية فيينا، مما يبرر سعي إيران للدفاع المشروع عن النفس.
وقد دعا المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى ضبط النفس وحث جميع الأطراف على التصرف بمسؤولية لتجنب المزيد من التصعيد. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن أي هجوم إيراني مباشر على الأراضي الإسرائيلية سيؤدي إلى رد فعل ضد إيران. بالإضافة إلى ذلك، تكثف التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل تحسبًا لهجوم إيراني محتمل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخارجیة الإیرانی
إقرأ أيضاً:
غموض الرسالة الأمريكية.. هل يناور "ترامب" بتكتيك جديد أم تواجه إيران معضلة الرد الاستراتيجي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، مجددًا تلقيها أي رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرّح بأنه أرسل خطابًا الأسبوع الماضي يطلب فيه بدء مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وفي رده على سؤال صحفي خلال مؤتمره الأسبوعي، قال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي: "سأجيب عن سؤالك الطويل بجواب قصير: لم يتم تلقي أي رسالة".
وكان ترامب قد كشف يوم الجمعة، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس"، أنه وجّه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تتضمن عرضًا للتفاوض مع تحذير من عواقب عسكرية في حال فشل المفاوضات. وقال ترامب: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا أو عبر اتفاق. أفضل إبرام اتفاق".
وفي اليوم التالي، ألقى المرشد الأعلى علي خامنئي خطابًا لم يتطرق فيه بشكل مباشر إلى رسالة ترامب، لكنه أعلن أن الجمهورية الإسلامية لن تتفاوض مع "قوى متغطرسة". وقد فسرت وسائل الإعلام الإيرانية والمحللون هذا التصريح على أنه رد غير مباشر على طلب ترامب بالتفاوض.
ويُعد التهديد الصريح الذي أطلقه “ترامب”، سواء من خلال تصريحاته العلنية أو الرسالة المزعومة، باستخدام القوة العسكرية إذا رفضت طهران التفاوض بجدية، بمثابة ضغط إضافي على خامنئي لتقديم رد واضح. ومع ذلك، يبقى من غير المؤكد ما إذا كان النفي الإيراني بتلقي الرسالة يهدف إلى تأجيل الرد أو رفض المفاوضات بشكل نهائي.
وترجح بعض المصادر أن ترامب قد أرسل رسالة غير رسمية بدلًا من خطاب رسمي، عبر وسطاء مثل روسيا أو قطر؛ ما قد يسمح لطهران بإنكار تلقي رسالة رسمية وتجنب الضغوط للرد علنًا.
من جانبه، قال عباس كلرو، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، لوكالة أنباء "برنا" في طهران اليوم الإثنين إنه ليس لديه معلومات دقيقة بشأن رسالة ترامب، ملمحًا إلى أن ما يتم الإشارة إليه كرسالة ربما يكون مجرد رسالة غير رسمية أو وساطة.
ولا يستبعد أن تكون طهران قد تلقت بالفعل رسالة بطريقة غير مباشرة، وقد تكون قد ردت عبر قنوات غير رسمية أو تنوي الرد لاحقًا مع الحفاظ على مظهر عدم تلقي أي رسالة رسمية.
في كل الأحوال، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تهديدات ترامب باستخدام الخيار العسكري، قائلاً: "لقد تحدث العديد من المسؤولين الإيرانيين في هذا الموضوع. إن التهديد باستخدام القوة يُعتبر عملاً إجراميًا وفقًا للقانون الدولي".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إيران ضغوطًا اقتصادية شديدة ووضعًا إقليميًا متدهورًا، بينما ترى أن سياسة الضغط الأقصى التي ينتهجها ترامب ليست سوى وسيلة قسرية لإجبارها على تقديم تنازلات.
وكانت إيران قد رفضت سابقًا أي مفاوضات تحت التهديد أو الضغط، مطالبة برفع العقوبات كشرط مسبق للجلوس إلى طاولة الحوار. وخلال إدارة الرئيس جو بايدن، استمرت المفاوضات غير المباشرة لأكثر من عام، مما أدى إلى تخفيف غير رسمي في تطبيق العقوبات، وزيادة ملحوظة في صادرات النفط الإيرانية وتحقيق ما يقارب 100 مليار دولار من العائدات الإضافية.