الثورة نت:
2025-02-24@07:29:24 GMT

الطريق الصهيوني المسدود

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

 

 

زوال الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر؛ هي قناعة راسخة عند جميع الأحرار والمؤمنين بالمقاومة وخيارها وجدواها، بعكس معسكر المتخاذلين والانهزاميين ومن أعمتهم أحقادهم وفضّلوا الاعتراف بالعدو والتواطؤ معه.
وهذا الزوال ليس مجرد أمل أو شعار أو هدف بعيد المدى، وإنما قناعة وإيمان راسخ وهدف استراتيجي للمقاومة ومحورها، ويجري العمل عليه بخطوات ثابتة ومسار تصاعدي.


وممّا لا شك فيه أن الحرب الدائرة حاليًا وتداعياتها وتطوراتها تزيد معسكر المقاومة إيمانًا وثباتًا، بالبرغم من كلّ التضحيات، بأن هذا الكيان الصهيوني يسير نحو حتفه، وأن طريقه الاستراتيجي مسدود، سواء تراجع ليفقد ردعه، أم اختار التصعيد والحرب الشاملة ليفقد أمنه ومقومات دولته المزعومة.
في هذا السياق؛ لا بد من إلقاء الضوء على عدد من المقومات الرئيسة لأي دولة لنعرف مدى تراجع قوة الكيان واقتراب سقوطه:
أولًا – مقومات الدولة داخليًا
تقوم أي دولة، وفقًا لتعريفات العلوم السياسية، على شعب وإقليم جغرافي وحكومة وسيادة. وهذه العناصر لا يتمتع بها الكيان الصهيوني منذ نشأته بشكل سليم، ومع مرور الزمن تضعضعت هذه الأركان حتّى قبل “طوفان الأقصى”. وما وجدناه من انقسامات حادة في المجتمع الصهيوني، سيما الانقسامات العمودية بين المستوطنين والحكومة حادة وخروجها للعلن بعد قانون الإصلاح القضائي، وبعد نشوب الحرب الراهنة، وتزايدت الانقسامات بشكل أفقي بين مكونات الحكومة ذاتها والسلطات السيادية داخل الكيان.
حاليًا لا يوجد تجانس بين المجتمع المنقسم يمينيًا نحو التطرّف والمطالبة بابتلاع الأقصى والضفّة والإيغال في دماء الفلسطينيين، وبين قطاعات تطالب بالواقعية واستمرار الكيان وإعطاء الفلس
طينيين بعض الفتات من حقوقهم ضمانة لاستمرار وجود الكيان في ما يُعرف باليسار.
كما لا يوجد تجانس بين اليهود الشرقيين “السفارديم” ويهود الغرب “الاشكناز”، فلا تجانس بين المتطرّفين “الحريديم” والعلمانيين، بل ووصل الشقاق أيضًا بين الإشكناز ويهود الحبشة “الفلاشا”.. وكلها قنابل موقوتة أدت إلى أزمات سياسية عرقلت الانتخابات والتشكيلات الحكومية المستقرة، وجلبت اليمين المتطرّف إلى السلطة بممارساته التي أفقدت الكيان كلّ دعاويه الديمقراطية ومزاعمه التي حاول بها التلاعب بالرأي العام العالمي.
وعلى مستوى الإقليم الجغرافي، فهو كيان بلا حدود يحاول توسيعها بحكم الاحتلال والأمر الواقع، وهي مشكلة أمنية مستدامة لن يجد لها حلاً طالما هناك مقاومة.
وعلى مستوى الحكومة؛ فليس هناك أي مستقبل لحكومة فاشلة فاسدة تتلاعب بالقضاء لحماية رئيسها، ويحكمها متطرّفون ولا تحظى بإجماع وتوافق مجتمعي.
أما السيادة؛ فالكيان هو كيان وظيفي يخضع لحماية أمريكا ويعمل لمصالحها وسيادته الداخلية منقوصة بخضوع قراراته لفئة من المتطرفين تسيطر على قرارات الحكومة، كما أن وجود المقاومة يشكّل تهديدًا وجوديًا لهذه السيادة.
ثانيًا – مقومات الدولة خارجيًا
للدول المستقلة والفاعلة مقومات سيادية تحدد سياساتها الخارجية، بينما للكيان الصهيوني سياسة تابعة للاستعمار وتنبع من مصالح الولايات المتحدة ومصالح الحكومة الصهيونية الداخلية. وقد لخص وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الأمر بمقولته الشهيرة “ليست لـ”إسرائيل” سياسة خارجية، وإنما سياسة داخلية فقط”. وهذه السياسة النابعة من بنية الكيان ككيان وظيفي تجعله في مهب الريح، حيث يرتبط وجوده ببقاء الهيمنة الأميركية وهي عرضة للزوال، كما يرتبط باستقراره الداخلي وهو في أشد حالات تراجعه، كما يرتبط الكيان ككل بصمود المقاومة وسعيها الدائم والدؤوب نحو التحرير.
هنا؛ نحن أمام لحظة مفصلية، فلو تراجع الكيان ورضخ لوقف إطلاق النار، فهو انتصار صريح ومؤكد للمقاومة ومحورها. وهو عصر جديد من التوازنات يحاصر الكيان، ويعمل على انحساره وذوبانه التدريجي، بفعل تراجع الردع وتفاعل الانقسامات الداخلية وانفجارها المؤجل. أما لو رفض الكيان وسعى نحو المواجهة الشاملة، فسيفقد أمنه الداخلي وسيتعرض لتدمير مؤسساته الحيوية وهجرة مستوطنيه وما لتداعيات المواجهة من انزلاقات كبرى.
يمكن القول باختصار ويقين بحثي إن صمود المقاومة يدفع بالكيان نحو الطريق المسدود والنصر صبر ساعة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الطريق نحو فلسفة شهر رمضان

بدأت روحانيات شهر رمضان المبارك تحيط بنا في كل مكان، فلا حديث إلا حديثه ولا انتظار إلا انتظاره.. وهو شهر يستحق الانتظار، بل يستحق الشوق خاصة من الناس الذين يفهمون حقيقته وفلسفته العميقة.

وفلسفة شهر رمضان ليست فلسفة استهلاكية فهو ليس شهرا لبسط الموائد وكأن حاجة الإنسان للأكل تختلف خلال شهر رمضان، بل إن هذا المستوى من مستويات فلسفة الصوم يشير إلى عكس الاتجاه الاستهلاكي بحيث يعتدل الإنسان في الأكل حتى في مساءات رمضان. أما الفلسفة الحقيقية لشهر رمضان فهي روحانية ولذلك فإن الاستعداد للشهر الفضيل لا بد أن ينطلق من هذه الفلسفة، كيف نعمّر ليالي رمضان روحانيا، وكيف نطهّر نفوسنا من كل أدرانها، وكيف ننشر التسامح بين الناس، وننشر التضامن ونطهّر قلوبنا من الأحقاد ونعمّرها بالحب.

وإذا كان رمضان مدرسة للتقشف من الناحية المادية فإنه مدرسة للإسراف من الناحية الروحانية وهذا التوجه وحده الذي يشعرنا بالروحانيات الحقيقية لشهر رمضان.

لم يعد الجوع موجودا في نهار رمضان مع توفر وسائل الراحة التي جلبتها تحولات الحياة التي نعيشها ولذلك فإن الجوع الذي يعلمنا إياه شهر رمضان لم يعد جوع الجسد، بل هو جوع الروح إلى النقاء والصفاء. ولا جدوى من أن يمسك الإنسان عن الطعام في نهار رمضان إن لم يُمسك عن الأحقاد! وما فائدة العطش إن لم ترتوِ النفس من ينابيع المغفرة؟ لذلك فإن علينا ونحن نقترب من شهر رمضان ومن أيامه التي نشتاق لها أن نستعد له روحانيا كما نستعد له ماديا عبر رحلات التسوق الكثيرة، وكما نسأل عن أسعار المنتجات التي نستهلكها في رمضان لا بد أن نسأل عن القيم والمبادئ والطقوس التي علينا استحضارها في رمضان لتتحول إلى سلوك حياتي بعد رمضان.. فإحدى أهم فلسفات رمضان أن يكون رياضة للقلب ليخفّ، وللعقل ليصفو، وللنفس لتتحرر من قيود المادية.

الأكل مطلب مهم وهو معين للإنسان على عبادته لكن لا يجب أن يتحول إلى تنافس وتفاخر وبذخ قد يوقع الإنسان في المحظور شرعا حينما يتحول الأمر برمته إلى مجرد إسراف وتبذير، فيما تغيب حقيقة الصيام وفلسفته.

وكما يتهيأ الناس في الأسواق هذه الأيام فإن الأوجب عليهم أن يستعدوا روحانيا لأيام عظيمة لا تأتي إلا مرة واحدة في العام وأعظم ما يتهيأ به الإنسان هو تطهير قلبه من الأحقاد ونشر التسامح والعفو والرحمة والتكافل.. وعلى الجميع أن يبحث في زوايا روحه عن نور كان خافتا لنعيد له توهجه؛ ففي توهج القلوب توهج للمجتمع وتوهج للحياة كلها.

ورمضان لا يأتي ليملأ موائدنا، بل ليملأ أرواحنا.. وهذا هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلى فلسفة الصيام وإلى جوهر فلسفة الحياة.

مقالات مشابهة

  • سكان “شمال الكيان”: لن نعود ولو رفع “نتنياهو القيود”
  • الطريق نحو فلسفة شهر رمضان
  • حماس: الشهيد نصر الله تحدى العدو الصهيوني ودافع عن القدس حتى قضى شهيداً
  • نائب استقلالي ينتقد الحكومة بشأن تراجع المغرب إلى المرتبة 99 عالميا في مؤشر إدراك الفساد
  • قاسم: إنا على العهد يا نصر الله وسنكمل الطريق ولو قتلنا جميعاً
  • وثيقة عربية جديدة للتحرك ضد الكيان المحتل
  • العدو الصهيوني يشن سلسلة غارات على قرى لبنانية
  • في وداع القادة العظماء.. دماء الشهداء ترسم الطريق إلى القدس
  • رئيس حماس في الضفة: أي تراجع عن الاتفاق سيكون شهادة وفاة لأسرى الاحتلال
  • الإجرام الصهيوني في الضفة الغربية