هل تتحول المواجهة بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب مفتوحة؟
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
مع قرار إسرائيل سحب غالبية قواتها من غزة بشكل مؤقت، توقع محللون -تحدثوا إلى موقع الجزيرة الإنجليزية- تصعيدا إسرائيليا ضد حزب الله اللبناني، حيث يتبادل الطرفان الهجمات عبر الحدود منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 330 شخصا في لبنان في الهجمات الإسرائيلية، من بينهم 66 مدنيا على الأقل.
واضطر مدنيون لمغادرة مساكنهم على جانبي الحدود، حيث فر عشرات الآلاف من جنوب لبنان، في حين قامت الحكومة الإسرائيلية بإجلاء السكان من الشمال.
ومع دخول الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة شهرها السابع، تتزايد المخاوف من اتساعها إلى لبنان بشكل أكبر، وفقا لتقرير موقع الجزيرة الإنجليزية.
أهداف إسرائيل في الشماليشعر عديد من الإسرائيليين أنهم لا يستطيعون العودة بأمان إلى ديارهم في الشمال ما دام أن حزب الله موجود على طول الحدود.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة إسرائيلية فبراير/شباط الماضي أن أكثر من 70% من الإسرائيليين يؤيدون الاشتباك العسكري على نطاق واسع مع حزب الله.
وهنا، يشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان -في حديثه لموقع الجزيرة الإنجليزية- إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان واضحا على الفور بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه سيتجه إلى الجبهة الشمالية، "وبحلول الوقت الذي ينتهي فيه سيغير الشرق الأوسط".
وقال نتنياهو يناير/كانون الثاني الماضي "نحن مصممون على إحداث تغيير جوهري على طول حدودنا مع لبنان وضمان سلامة مواطنينا واستعادة السلام في شمالنا".
ويؤكد المحلل الأمني والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني طنوس معوض أن "إسرائيل تخطط لحرب طويلة مع إيران ووكلائها يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتضر بالمنطقة بأسرها".
ومع تمتع حزب الله بوجود قوي في جنوب لبنان، حيث يحظى بدعم شعبي ويجند العديد من مقاتليه، فإن طرده من هناك سيكون صعبا.
ويؤكد خشان أن "حزب الله عالق الآن.. لأنهم لم يكونوا على علم بمدى الفجوة بينهم وبين إسرائيل، والتي من الواضح الآن أنها لا يمكن سدها". ويضيف أن "الهجوم الإسرائيلي عالي التقنية يقتل قادة حزب الله الميدانيين ويهاجمهم دون عقاب".
في المقابل، فإن مسؤولين بحزب الله يشيرون إلى أن الأمور لا تزال تسير على ما يرام. ويقول النائب عن الحزب في البرلمان اللبناني حسن عز الدين إن الحزب استخدم 1% فقط من أسلحته النوعية، مؤكدا أن كل الاشتباكات التي تجري اليوم هي بأسلحة تقليدية عادية طورها الحزب.
ويضيف عز الدين -خلال خطاب ألقاه في الثامن من أبريل/نيسان الجاري- أن الأمور حتى الآن تحت السيطرة.. "العدو يعرف أنه إذا ذهب بعيدا، فإنه سيؤدي إلى حرب واسعة وعالمية".
رقصة بقاء نتنياهو
وتواجه إسرائيل مشاكل داخلية عديدة، إذ يقول المحلل السياسي المقرب من حزب الله قاسم قصير إن "إسرائيل تمر حاليا بأزمة داخلية والوضع العسكري فيها صعب".
ويعتقد عديد من المحللين أن نتنياهو يريد إبقاء بلاده في حالة حرب لتجنب الذهاب إلى السجن بسبب تهم الفساد التي يواجهها.
ووجدت استطلاعات للرأي -نشرت هذا الأسبوع- أن ما يقرب من 3 أرباع الإسرائيليين يريدون استقالته. وتراجعت شعبيته بسبب الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والرفض الشعبي الشامل للتغييرات القانونية التي حاولت حكومته اليمينية المتطرفة فرضها العام الماضي.
ووفقا للمحللين الذين تحدثوا إلى الجزيرة، فإن هناك أمرين واضحين، أولاهما هو رغبة نتنياهو في البقاء في السلطة ستجعله يطيل أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، والثاني هو الهجوم ضد حزب الله في لبنان يحظى بدعم شعبي واسع في إسرائيل.
ويقول كريم إميل بيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، للجزيرة، إن تأييد أكثر من 70% من الإسرائيليين لمهاجمة حزب الله يمكن أن يحرّض نتنياهو على المضي قدما في نوع من الاندفاع المتهور ومهاجمة لبنان وتوسيع نطاق الصراع، خصوصا أن عديدا من الإسرائيليين يرغبون في اغتنام الفرصة لمهاجمة حزب الله و"تقليص أجنحة إيران في المنطقة بأسرها".
قصف أم غزو بري؟
ويعتقد المحللون أن هناك طريقتين للإسرائيليين لتوسيع العمليات ضد حزب الله، إما غزو بري أو توسيع الهجمات الجوية باستخدام الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة.
وقال معظم المحللين الذين تحدثت إليهم الجزيرة الإنجليزية إنهم لا يرون أن الغزو البري للبنان أمر محتمل، بالنظر إلى تاريخ الصراع الإسرائيلي مع لبنان.
وغزت إسرائيل لبنان في عامي 1978 و1982 عندما حاصرت بيروت الغربية. واحتلت جنوب البلاد من 1985 إلى 2000. كما خاض حزب الله وإسرائيل حربا عام 2006، وهي تجارب لا تزال حية في أذهان الإستراتيجيين الإسرائيليين، حسب محللين.
ويرى بيطار أنه من غير المحتمل حدوث غزو بري. وأضاف أن "حزب الله يعرف تضاريس لبنان بشكل جيد للغاية، الأمر الذي سيُكبّد إسرائيل خسائر كبيرة يمكن أن تُقلّب الرأي العام الإسرائيلي ضد نتنياهو".
ويشير بيطار إلى أن إسرائيل تُفضّل استخدام الهجمات الجوية من طائرات "إف-16" بدلا من الغزو الكامل.
في المقابل، يعتقد خشان أن "إسرائيل قد تحاول شن هجوم بري محدود، لن يصل حتى إلى نهر الليطاني، لتطهير المنطقة الأقرب إلى الحدود من مقاتلي حزب الله، مما يخلق منطقة عازلة".
وقال مصدر متقاعد بالجيش اللبناني للجزيرة الإنجليزية "لن يكون هناك غزو بري.. سيكون هناك المزيد من الهجمات المستهدفة. من المحتمل أن يُقتل المدنيون، لكنه لن يكون غزوا واسع النطاق".
لكن ما يتفق عليه معظم المحللين هو أن إسرائيل ستواصل التوسع المطرد في هجمات الطائرات المسيرّة والضربات الجوية على أهداف حزب الله.
وإجمالا، فإنه من المحتمل أن تتسع المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، لكنه من غير المرجح تحويل بيروت إلى غزة أو إعادة البلاد إلى العصر الحجري، رغم التهديدات الإسرائيلية بذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات من الإسرائیلیین حزب الله غزو بری
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. عشرات الإسرائيليين يعبروا الحدود مع لبنان إلى «مارون الرأس»
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن عددا من الإسرائيليين عبروا الحدود مع لبنان ونصبوا خياما في بلدة مارون الرأس اللبنانية الحدودية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن التحقيق جار في هذا الحادث الخطير، إلا أنه لم يذكر إذا هذا الفعل قد حدث اليوم، أما إذا ما كان يتحدث عن حدث مماثل حصل قبل أيام.
وكانت صحيفة “جويش برس jewish press ” ذكرت يوم 9 ديسمبر أن أعضاء حركة أوري تسافون (استيقظي يا ريح الشمال) التي تهدف إلى إقامة المستوطنات اليهودية في جنوب لبنان، قامت بأول نشاط ميداني لهم خلال نهاية الأسبوع، مع وصول العشرات منهم إلى بلدة مارون الرأس حيث أقاموا تجمعا وأطلقوا عليه اسم مي ماروم (ماء من السماء).
وقالت المجموعة في بيان إن “إسرائيل وجدت في كثير من الأحيان أنه ليس لديها خيار سوى غزو لبنان لضمان أمنها”، معتبرة أن “هناك قاعدة حديدية في التاريخ الإسرائيلي الحديث: أي مكان تنسحب منه إسرائيل يصبح دولة معادية من النوع الأكثر وحشية. وهذا كان صحيحا في غزة، وكان صحيحا أيضا في لبنان”.
ووصف البيان جنوب لبنان بأنه “ببساطة الجليل الشمالي. إن الحدود الطبيعية الواضحة بين إسرائيل وجبال لبنان تمتد على طول نهر الليطاني”، مضيفا: “حدودنا الحالية مع دولة لبنان، الدولة التي لا وجود لها، هي نتيجة تجارة فرنسية بريطانية في محاولة لزيادة مساحة محميتهم المسيحية على حساب الانتداب البريطاني”.
وتابع البيان: “عندما تنظر إلى الحدود، لا فرق بين راميا اللبنانية وشتولا الإسرائيلية، ولا فرق بين يارون اللبنانية وكيبوتس يارون الإسرائيلي. إن الحدود الإسرائيلية الحالية مصطنعة تماما مثل الجدار الذي بنته إسرائيل على طولها في السنوات الأخيرة. لا يوجد شيء مقدس في اتفاقيات سايكس بيكو ومؤتمر باريس الذي أنشأ هذه الحدود، وليس هناك ما يمكن الدفاع عنه في حدود لا تكلف نفسها عناء أن تأخذ في الاعتبار سلاسل الجبال والوديان. مجرد خط على الخريطة”.
פעילי עורי צפון, התנועה להתיישבות בדרום לבנון, צועדים לכיוון לבנון.
הצעדה התקיימה צפונית לקריית שמונה ביום שישי האחרון. pic.twitter.com/c9uzbJhtB5