لحركة ترفض مقترح الوسطاء لوقف النار في غزة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
حماس: استهداف قادة الحركة وأبنائهم محاولات يائسة من عدو فاشل ومذعور
غزة/
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنَّ استهداف جيش العدو الصهيوني النازي لقادة الحركة وأبنائهم وعائلاتهم لن تزيدهم إلاّ ثباتاً وإصراراً على مواصلة المعركة حتى دحر الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة.
واعتبرت الحركة في بيان لها، أن هذه محاولات يائسة من عدو فاشل في الميدان ومذعور من ضربات المقاومة وبسالتها وكمائنها المحكمة ضد جيشه الجبان.
وقالت: إن هذه المحاولات لن تفلح في كسر إرادة الصمود لدى كل أبناء الحركة والشعب الفلسطيني العظيم في قطاع غزَّة، ولن تزيدهم إلاّ ثباتاً وإصراراً على مواصلة المعركة حتى دحر الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة.
وباركت حركة حماس بكلّ آيات الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الرّضا والتسليم والإيمان والصَّبر والثبات على درب ذات الشوكة، ومواصلة مسيرة طوفان الأقصى البطولية، للقائد إسماعيل هنية، ارتقاء سبعة من أبنائه وأحفاده، وهم الشهداء: حازم وأمير ومحمد وأولادهم: منى وآمال وخالد ورزان.
وأشارت إلى أنهم استشهدوا إثر غارة صهيونية غادرة وجبانة استهدفتهم في مخيم الشاطئ في أول أيام عيد الفطر المبارك، وهم ملتحمون مع شعبهم في خندق واحد، ليلتحقوا بركب نحو 60 شهيداً من شهداء آل هنية الكرام الأبطال، وقوافل شهداء شعبنا الميامين الأبرار في معركة طوفان الأقصى.
وأكدت أنَّ الشعب الفلسطيني بكلّ مكوّناته وأطيافه موحّد في طريق التحرير والعودة، في البذل والعطاء والصبر كما في التضحية والفداء والاستشهاد، ويقدّم من دماء وأرواح قادته ورموزه وأبنائهم وأحفادهم، كما يقدّم كلّ أبناء الشعب الفلسطيني في هذه المسيرة المباركة.
وقالت: يتوهّم العدو الصهيوني حالماً أنَّ تصعيد إرهابه وحرب الإبادة الجماعية وقصفه الهمجي ضد المدنيين العزّل من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة، سيحقّق له إنجازاً في مسار المفاوضات بعد فشله الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية.
كما أكدت أن هذه الدماء الزكيّة التي سالت على أرض غزَّة العزَّة اليوم، وهذه التضحيات والبطولات، ستكون وقوداً يقوّي الحاضنة الشعبية للمقاومة، ويلهب المقاومة ضد العدو الصهيوني، ويُذكي عزائم المجاهدين على الأرض حتى دحر الاحتلال وزواله.
إلى ذلك كشفت مصادر قيادية في المقاومة الفلسطينية عن تحفظات حركة حماس على مقترح الوسطاء، الذي قُدّم للحركة لوقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت المصادر إلى أنّ حماس تعترض على موضوع العودة التدريجية للنازحين، إذ تقوم المرحلة الأولى للمقترح على عودة تدريجية للنازحين المدنيين إلى شمال القطاع، من دون تحديد أعدادهم، علماً أنّ الاقتراح السابق شمل عودة 2000 نازح يومياً.
ورفضت حماس أيضاً النقطة المتعلقة بقيام القوات الإسرائيلية “بإعادة التموضع خارج المناطق المكتظة بالسكان، إلى مناطق تقوم إسرائيل بتحديدها على خريطة”.
كما اعتبرت حماس أنّ مصطلح “خارج المناطق المكتظة” هو مصطلح فضفاض ويعطي “إسرائيل” الحق في التحكم بالمناطق وتشكيل منطقة عازلة.
كذلك، رفضت حماس النقطة المتعلقة بقبول “إسرائيل” فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين، على أن تتمركز القوات الإسرائيلية على بعد 500 متر منهما.
وطالبت عوضاً عن ذلك، بالانسحاب حتى طريق صلاح الدين، والانسحاب من شارع الرشيد، على أن يتمّ تثبيت القوات الإسرائيلية عند مفترق “نتساريم”، كمرحلةٍ أولى، لكن يجب في نهاية مطاف هذه المرحلة، انسحاب جميع القوات خارج الحدود.
أما في موضوع الأسرى، رفضت حماس مطلب “إسرائيل” بأن يكون العدد 40 أسيراً إسرائيلياً، وإذا لم يوجد عدد كافٍ من الأطفال والنساء وكبار السن، فعندها تطالب بإطلاق سراح الرجال الأسرى.
أما النقطة الثانية التي رفضتها حماس، فهي المقترح الذي يتضمن حق “إسرائيل” بإبعاد من تريده من أسرى الأحكام المؤبدة.
إلى جانب ذلك، تشمل المرحلة الثانية من المقترح، الاتفاق بين الجانبين “لإطلاق كل الأسرى الإسرائيليين والعودة إلى الهدوء المستدام”. لكن حماس اعتبرت مصطلح “الهدوء المستدام” غير واضح، وأكدت أنّ المرحلة الثانية، لم تتضمن أي نص، بشأن وقف إطلاق النار أو الانسحاب التام.
كما لم تتضمن المرحلة الثانية عدد الأسرى الفلسطينيين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نزع سلاح غزّة.. ماذا تريد إسرائيل وما موقف الوسطاء؟!
خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني/ يناير الماضي، وكان الخرق لا في أنّها استأنفت الحرب بعدما استردت عددا كبيرا من أسراها فحسب، ولكنها أيضا ظلّت تخرقه من اليوم الأول إلى اليوم الأخير، فلا هي التزمت بالبروتوكول الإنساني القاضي بإدخال المساعدات والمساكن المؤقتة، ولا هي دخلت في مفاوضات المرحلة الثانية كما ينصّ الاتفاق، علاوة على عدوانها المتكرر طوال مرحلة الهدنة، بيد أنّ ما ينبغي قوله أنّ هذا الخرق لم تقترفه إسرائيل منفردة، فما دام الضامنون لم يحملوها على تنفيذ ما اتفق عليه، فهم شركاؤها في هذا الخرق، سواء كانوا عاجزين أم متواطئين.
لم تفاجئ إسرائيل أحدا بخرق الاتفاق، ولا عجْز الضامنين أو قلة حيلتهم أو تواطؤ من تواطأ منهم معها كان مفاجئا، وما دام الأمر غير مفاجئ، فأيّ قيمة للتنويه إلى الفعل المتوقع من إسرائيل والضامنين؟!
ما يستدعي التذكير بالواضحات، هو عمليات التضليل الإعلامي العميق التالية على الجرائم الإسرائيلية، والتي تفضي آخر الأمر إلى تبرئة إسرائيل من المحرقة المفتوحة التي لا تنوي إيقافها على الفلسطينيين في قطاع غزّة. عمليات التضليل هذه تتصل بالدعايات إياها منذ بداية الحرب، والتي تتذرع بنقد حماس وخياراتها وحساباتها ورهاناتها التي وقفت خلف قرار السابع من أكتوبر؛ لتحويل الإدانة عن المجرم إلى الضحية.
النقد، الذي يخلط بين نقد الحسابات والخيارات وإدانة الضحية، من أحطّ الدلالات الراهنة على انتكاس العالم، بما في ذلك على من يُفتَرض فيهم أن يكونوا أنصار الضحايا
هذا النوع من النقد، الذي يخلط بين نقد الحسابات والخيارات وإدانة الضحية، من أحطّ الدلالات الراهنة على انتكاس العالم، بما في ذلك على من يُفتَرض فيهم أن يكونوا أنصار الضحايا، وليس ذلك فقط للخلط بين النقد والإدانة أو تجريم بعض الضحايا وحرمانهم من حقهم في التعاطف، ولا لأنّ الزمن لم يجمد عند السابع من أكتوبر بل مضى إلى الأمام موسوما بالفعل الإسرائيلي الفادح بالإبادة المحيطة بالفلسطينيين في غزّة من كل جانب، وموسوما بالموقف العربي المخزي المتراوح بين العجز والتواطؤ المكشوف، وهو من أهمّ أسباب انفلات إسرائيل الذي تجاوز موقعة السابع من أكتوبر فعلا وزمانا ومكانا، ولكن أيضا لانطماس الحقّ تماما في غمرة قوّة نار الباطل عند أصحاب تلك الدعايات، فالحقّ والحقيقة لا يمتلكان عند هؤلاء معاني أصلية وظهورا أساسيّا، ولكنهما يتحددان وفق قوّة النيران، فالذي ناره هي الأضعف هو من ينبغي عندهم إدانته.
وهكذا تصير الضحية هي المتهمة باستمرار الإبادة، لا من يمارسها، ولا من خرَقَ وقف اتفاق إطلاق النار، وهؤلاء الذين يقيسون الحقيقة بهذا المقياس المضلل، يتفاوتون في دوافعهم من الإحساس العارم بالقهر والحزن، وهو أمر مفهوم، إلى تعمّد تحريف الحقيقة، إلا أنّه ومهما تفاوتت الدوافع، لا يجوز بحال التعاطف مع انطماس الحقيقة خلف القوّة الفاحشة المنفلتة.
يمكن العودة بالنقد لخيار الكفاح المسلح، ولقرار السابع من أكتوبر، على مدار الساعة، وتركيز النقد على ذلك، مع الصمت عن الدور العربي المباشر في استمرار هذه الإبادة. لكن أيّ فائدة لهذا؟! هل يساعد هذا النقد في الكشف الشامل عن حقيقة الموقف الراهن؟! أم يختزل الموقف في خيارات المقاومة وحساباتها سواء أصاب في نقده لها أم أخطأ؟! وهذا التحريف هل يليق بإنسان محترم، علاوة على أن يكون مفيدا في السعي للخروج من المحرقة، أو وضع الجميع أمام مسؤولياتهم؟!
يندرج في ذلك المقترح الأخير المقدم لحماس عبر الوسيط المصري، بقطع النظر عمن هو مصدر هذا المقترح، هل هو مصر أم إسرائيل أم أمريكا، والذي ينصّ لأوّل مرّة على "نزع السلاح من قطاع غزّة"، والذي بدوره سيدخل الجميع الآن في النقاش الخطأ حول حكاية نزع السلاح، مع تجاهل مطبق لكونه لا يتحدث عن سلاح حماس أو الفصائل، بل سلاح قطاع غزّة، للعودة مجددا إمّا إلى إدانة حماس والفصائل لرفضها حكاية نزع السلاح هذه، أو لإدانتها بأثر رجعي بدعوى أنّها أوهمت الجميع بأنّها جيش مقابل جيش يملك سلاحا يمكن الحديث عن نزعه. وتفكيك هذه التصورات الجانحة بقوّة وباستمرار للغفلة عن حقائق تحدّد الموقف بنحو أكثر دقة؛ يحتاج كلاما كثيرا.
على أيّة حال، وبخصوص المقترح الأخير، هو مهندَس لاسترداد إسرائيل أسراها مع بقائها داخل قطاع غزّة، لأنّ نصوصه تتحدث عن إعادة انتشار ومحيط أمني لا عن انسحاب، ولا يتأسس على مبدأ وقف إطلاق النار، وإنما يبقى وقف إطلاق النار الدائم احتمالا مرهونا بمدى التقدم في تبادل الأسرى، فهو ليس مبدأ، ولكنه احتمال، وإسرائيل لم تلتزم به، ولم تتخذه أساسا لاسترداد أسراها حينما كان مبدأ في اتفاق كانون الثاني/ يناير، ومن ثمّ فالنص على "سيبذل الوسطاء الضامنون (الولايات المتحدة، مصر، قطر) قصارى جهدهم لضمان استكمال المفاوضات المذكورة أعلاه للتوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم. ويؤكد الجانبان بموجب هذا عزمهما على تحقيق هذا الهدف"، هو كلام تافه، إذ لماذا لم يبذل هؤلاء الوسطاء الضامنون جهدهم لتنفيذ اتفاق كانون الثاني/ يناير، ولماذا يتحدثون الآن عن ضرورة تأكيد الجانبين عزمهما على تحقيق هدف وقف إطلاق النار، بينما المشكلة في إسرائيل التي خرقت الاتفاق وانقلبت عليه؟!
هو ليس اتفاقا لوقف إطلاق النار، فما معنى الحديث والحالة هذه عن نزع السلاح؟! أي لماذا يمكن لأي فلسطيني وعربي أن يتعامل مع هذه النقطة بجدية، ويشدّد في مطالبة حماس والفصائل بها، ما دامت إسرائيل أصلا لا تريد وقف إطلاق النار حتى بعد نزع السلاح
وإذن فهو ليس اتفاقا لوقف إطلاق النار، فما معنى الحديث والحالة هذه عن نزع السلاح؟! أي لماذا يمكن لأي فلسطيني وعربي أن يتعامل مع هذه النقطة بجدية، ويشدّد في مطالبة حماس والفصائل بها، ما دامت إسرائيل أصلا لا تريد وقف إطلاق النار حتى بعد نزع السلاح (على فرض وجود ما يمكن نزعه أصلا)؟! وإسرائيل ترفض وقف إطلاق النار، كما هو مؤكد، بسلوكها الواضح الذي انقلبت به على اتفاق كانون الثاني/ يناير، وكذلك من خلال الصيغة الأخيرة المقترحة، فالانشغال بهذه النقطة هو انشغال عن الحقيقة وتحريف للواقع، مهما كانت النوايا والدوافع.
وذلك علاوة على كون حكاية نزع السلاح هذه هدفها إبقاء قطاع غزّة في دائرة جهنمية من الموت والحصار والتجويع، وذلك أولا لأنه لا يوجد تعريف إجرائي للسلاح المقصود، فالفصائل ليست الجيش العراقي ولا الجيش السوري، ولا تملك شيئا أكثر من بنادق رشاشة وقطعRPG مصنعة محليّا، وهو ما يعني أن إسرائيل ستبقى تتذرع لإدامة حربها وإبادتها ومشروعها في تهجير الغزيين بأنّ السلاح لم يُسلم بتمامه، وهذا يتصل بثانيا، فمجتمع قطاع غزّة مسلّح، حتى الأفراد والعشائر، علاوة على القوى السياسية المناوئة لحماس، سوى ما ظهر من عصابات مدعومة من الاحتلال، ولأنّ الحديث ليس عن سلاح حماس أو سلاح الفصائل، بل عن سلاح قطاع غزّة، فسوف تتحوّل هذه النقطة إلى مستند لإدامة احتلال قطاع غزّة، لملاحقة كلّ قطعة سلاح مهما كانت خفيفة، حتى لو كانت بأيدي عصابات سلحها الاحتلال نفسه، فهذا البند ليس خدعة تفاوضية، بقدر ما هو مستند للتأسيس لإدامة احتلال إسرائيل لقطاع غزّة، وإدامة عمليات القتل والحرق والحصار والتجويع.
يبقى أخيرا، وتأسيسا على ذلك كله، وعلى مقالتنا الماضية: "لماذا نحن؟ وعلى أيّ شيء نحافظ؟!"، كيف تقبل أيّ دولة عربية على نفسها، أن تهان بنقل مقترح كهذا، يشرعن في منطوقه ومفهومه إدامة الحرب والاحتلال؟! فكيف إن كانت هذه الدولة قد جرت إهانتها بالانقلاب على الاتفاق الذي كانت أحد وسطائه ورعاته وضامنيه، وذلك سوى كل ما يمكن قوله بشأن علاقتها التاريخية بقطاع غزّة وانتهاك إسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد باحتلال محور صلاح الدين بهذا العتاد من السلاح والعديد من القوات؟! ماذا يبقى من قيمة ودور ودعوى وأهمية؟! وإذا كان المواطن في هذه الدولة يعاني الإفقار المستمرّ، وكانت هذه الدولة بهذا الوزن الخفيف من جهة التأثير بكارثة واقعة على حدودها مع قوم ثمّة مسؤولية تاريخية نحوهم وروابط أخلاقية وثقافية، فحقّا، ما معنى وجودنا نحن العرب، وعن أيّ أنظمة ندافع، ولِمَ نقبل دفع الثمن المستمرّ من أقواتنا وكراماتنا مقابل هذا اللاشيء في أحسن أحواله!؟
x.com/sariorabi