خروج عن الحد المسموح به اجتماعيا في “زوجة واحدة لا تكفي”
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
متابعة بتجــرد: بعد انتهاء سباق دراما رمضان 2024 تعرضت الكثير من المسلسلات الى انتقادات واسعة، ومن اكثر الاعمال التي لاقت الانتقاد مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” وهو عمل كويتي عرض على شاشة ام بي سي سلط الضوء على بعض المشاكل الزوجية منها الخيانة والعلاقات الاجتماعية المعقدة بشكل عده البعض ماسا من مشاعر المجتمع الخليجي ومتعارضا مع قيمه.
وأثار عرض هذا المسلسل جدلا واسعا بسبب ما عدته فئة من الجمهور إساءة للمجتمع الكويتي، وذلك لتناوله قضايا حساسة تمس جوانب من الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية، فالمجتمع الكويتي مجتمع محافظ يتمتع بالقيم و المبادئ غير القابلة للمساس بها، الأمر الذي دفع وزارة الإعلام الكويتية إلى اتخاذ إجراءات ضد المسلسسل، معبرة عن رفضها لأي أعمال فنية تُسيء إلى دولة الكويت أو تمس أخلاقيات المجتمع الكويتي، اذ قررت ايقاف عرض العمل و احالة العاملين فيه الى النيابة العامة، وفي مقدمتهم مؤلفة العمل هبة مشاري حمادة و المخرج علي العلي وابطال العمل هدى حسين ونور الغندور وماجد المصري وسحر حسين وايتن عامر ونور الشيخ وخالد الشاعر مع قرار منع عرض أي عمل لهم في الكويت.
تدور أحداث مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” حول عائلة “رشيد” (ماجد المصري) و”هيلة” (هدى حسين) اللذان يعيشان حياة مثالية مع بناتهما الثلاث.
تبدأ الأحداث بالتغير عندما تنكشف أسرار عن “رشيد” لم يكن أحد يتوقعها، مما يُحدث صدمة كبيرة في حياة العائلة.
تواجه “هيلة” العديد من التحديات بعد اكتشافها أسرار زوجها، وتضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة حول مستقبل حياتها الزوجية والعائلية، من خلالها يثير المسلسل العديد من القضايا الاجتماعية المهمة مثل تعدد الزوجات، والخيانة، والصراع بين القيم التقليدية والحديثة.
ويتفق متابعون للمسلسل أن المشهد الذي تسبب بهذا الموقف العقابي الحاسم كان للفنانة المصرية أيتن عامر، بسبب حوارها الذي وُصف بالجريء مع ممرض كان يعالج زوجها.
واثار هذا المشهد غضب الجمهور الكويتي كما اكد النقاد على ان هذا المشهد بالذات ومشهد يحتوى على لغة سخيفة بكلام بذيء.
كما ان هذا المشهد ليس هو الوحيد الذي يحتوي على جرأة في الحوار، فهناك مشاهد أخرى مثيرة، وصفها الجمهور الكويتي بانها “قمة الانحطاط،” فهي لا تراعي الشهر الفضيل و تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع العربي و الكويتي خاصة.
أدت العقوبات التي فرضتها وزارة الاعلام الكويتية إلى وقف عرض مسرحية “في زين الزمان” المقرر عرضها في عيد الفطر، لمشاركة الفنانة هدى حسين والكاتبة هبة مشاري الحمادة فيها.
من جانبه علق النجم ماجد المصري في تصريحات تلفزيونية ردا على تلك العقوبات قائلا: “مش عارف ليه الكويت خدوها على نفسهم، والمسلسل في جنسيات كتير ولو حد خاين فـ أنا المصري أنا اللي خونت واتجوزت عليها ثلاثة، ليه هنا المصريين معملوش أي مشكلة يعني؟”.
بينما أكد الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات بوزارة الإعلام الكويتية لافي السبيعي في بيان رسمي: إن “دور وزارة الإعلام الحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع الكويتي… والارتقاء بالذوق العام”.
لكن الإجابة على تساؤل ماجد المصري في غاية البساطة.. وهي أن لائحة الرقابة على السمعي والبصري والمقروء تختلف من الكويت إلى مصر، ولكل دولة ضوابطها وإجراءاتها.
وبعيدا عن ضوابط الرقابة فإن شرط الدراما التلفزية مراعات العادات والقيم الاجتماعية لمشاهدين يتابعون العروض في بيئة أسرية، غير الدراما السينمائية فلها حدود أوسع في صالات مغلقة.
بصوا مطلعين المصرية ازاي؟؟????????
طب بصوا الشوال بيقول ايه لو المشهد ده ف مسلسل مصري مكنش حصل اي حاجه
ايتن عامر المفروض تتحاسب علي انها قبلت تعمل دور زي ده و تمثل الست المصرية بالصوره القذره دي pic.twitter.com/nKx8IsNbGb
المصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
هل تكفي الذكريات لملء فراغ الغياب؟!
لا أستطيع أن أنسى اليوم الذي رحلوا فيه، كان الوداع مفاجئًا، وكأن الزمن قد قرر أن يسحب من بين يديّ أجمل لحظات العمر، تلك اللحظات التي كانت مليئة بابتساماتهم وأصواتهم التي لا تبارح مسامعي، هل غاب الأجداد حقًا؟ أم أن غيابهم مجرد وهمٍ يتسلل إلى القلب، فتلتقيه الذكريات لتملأ الفراغ الذي خلّفوه؟ تلك اللحظات التي ضمّت وجودهم، والتي تطرّزت بعباراتهم وحكمتهم، تصبح كالنغمة التي تتكرر في قلب المكان، فتذكرنا أن حضورهم كان طيفًا لا يموت، رغم غيابهم الجسدي.
حينما أكتب عن الأجداد، لا أستطيع أن أتجاهل الكم الهائل من المشاعر التي تُثار في قلبي، هم ليسوا مجرد أفراد مرّوا في حياتنا، بل كانوا علامات فارقة، شوارع راسخة في خريطة الذاكرة، عندما كنت صغيرًا، كانت لحظاتهم مليئة بحكايات يروونها عن الزمن البعيد، وعن الأجداد الذين سبقوهم، وعن أيام الطفولة التي عاشوها في زمن آخر، كان كل حديث منهم يبعث في روحي طمأنينة، وكل كلمة تحمل بداخلها عطر الماضي، وكل نصيحة تحمل بريق حكمة مفقودة في زماننا المعاصر.
«إذا أردت أن تعرف كيف تكون قويًا، فتذكر كيف كنا نعيش أيام الشدة...» هكذا كان يقول لي جدي، في كلمات بسيطة لكنها تحمل أثقالًا من تجارب الحياة.
لكن عندما غابوا، لم يعد للصوت نفسه وقعٌ في المكان، أصبحت كل زاوية في البيت فارغة، كما لو أن الزمن قد اختطف معه جزءًا من روح المكان، غيابهم لم يكن غيابًا عن الأجساد فحسب، بل عن طيفهم الذي كان يعطر الأوقات، وعن بصماتهم التي كانت تشكل هوية الأسرة، كيف للذاكرة أن تحمل كل هذا العبق؟ كيف للمكان أن يبقى حيًا دون حضورهم؟
المفارقة العجيبة أن الأجداد لا يموتون كما يموت الآخرون، فهم لا يرحلون إلا في أجسادهم، يظلون حاضرين في كل زاوية من حياتنا، في كل خطوة نخطوها، وفي كل لحظة صمت نعيشها، نراهم في كل مكان، في ابتسامة طفل، في طريقة كلامنا، في الحكمة التي ننقلها لأبنائنا وأحفادنا، هل يكفي هذا؟ هل تكفي الذكريات لتغطي الفراغ الذي خلفوه؟ هل تكون الأجيال الجديدة قادرة على فهم المعاني التي زرعوها فينا؟ أم أن الزمن، كما في كل شيء آخر، ينسى شيئا فشيئا حتى يغيب المعنى عن الأعين؟
في لحظات الضياع، في لحظات الحيرة، ندرك أن غياب الأجداد هو غيابٌ لا تعوضه الأيام ولا الأوقات، نحن أمام حقيقة واحدة: لا يمكن للزمن أن يعيد لنا ذلك الحضور العميق، ذلك المعنى الكبير الذي كان في قلوبهم، لا يمكن للذكريات أن تملأ الحيز الذي خلفوه، ولا يمكن لنا أن نرثَ سوى ما زرعوه فينا من حب، من حكمة، ومن صبر.
ولكن، في كل ذلك، هناك شعاع من الأمل، شعاع ينبعث من تواصلنا مع إرثهم، من تمسكنا بتلك القيم التي زرعوها فينا، مهما مرَّ الزمان، تظل آثارهم حية فينا، إن نحن حملناها في قلوبنا وطبّقناها في حياتنا، الأجداد علمونا كيف نواجه الحياة بكل صعوباتها، كيف نتمسك بالأمل حينما يعصف بنا اليأس، علمونا أن الفقد ليس نهاية، بل هو بداية لفهم أعمق للحياة، وكيف أن الموت ليس إلا نقطة انتقال من عالم إلى آخر. لا نملك سوى أن نعيش على ذكراهم، وأن نحيي إرثهم بما في ذلك من تربية، وحكمة، وقيم، الأجداد هم الحافز الذي يدفعنا للمضي قدمًا في الحياة بكل ما فيها من تحديات، في كل مرة نعيش لحظة فرح، نتذكرهم، وفي كل مرة نتعثر، نتذكرهم، وجودهم في ذاكرتنا يجعلنا نرسم خطانا بثقة، وتظل حياتهم مثالًا نحتذي به.
في غيابهم، قد يكون الفرح أقل سطوعًا، ولكن الذكريات ستظل تلوّن حياتنا بألوانهم الطيبة، وها نحن اليوم، نعيش وسط هذه الذكريات، نحتفظ بكل كلمة قالوها، بكل دعوة كانوا يرفعونها إلى السماء من أجلنا، وفي كل مرة ندعو لهم بالرحمة، نجد أنفسنا جزءًا من تلك الحلقة التي لا تنتهي.
اللهم اجعلهم من أهل الجنة، وارزقهم الراحة الأبدية، ونسألك أن تكون أرواحهم في طمأنينة، وأن تظل دعواتهم تحفظنا في الدنيا، كما حفظنا حضورهم في قلوبنا.