مسلسل “فراولة”… الكوميديا الرومانسية والطاقة الروحية
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
متابعة بتجــرد: ما بين الفيلم الوثائقي “السر”، وفيلم “البيضة والحجر” يمكن أن نقترب من الإطار الذي بني عليه مسلسل “فراولة”، إلى جانب عمليات بيع حقيقية لمنتجات الطاقة باستخدام أسلوب تسويقي تحت مسمى الأرباح عن طريقة “الشجرة”، تجمع المشترين كلهم تحت فروعها، انتشر هذا الأسلوب في مصر والعالم العربي في بداية الألفية، وسبب تصديق الناس لهذه الخدعة أن مروجيها من أصحاب الدرجات العلمية.
مسلسل “فراولة” يفتح الباب أمام الجمهور لتلك الحكايات ذات الطبيعة الروحية، التي تمنحك منظوراً جديداً للأشياء، وفي الوقت نفسه، يبقيك مدمناً ومتعطشاً للمزيد.
تركز الأحداث حول رحلة صعود “فراولة” ابنة حارس عقار، وتعمل في شركة عقارات، إلى أن تصبح فراولة سيدة مجتمع وخبيرة في مجال الطاقة.
فرصة ذهبية
يركز سيناريو للمؤلف محمد سليمان عبد المالك، على حاجة المشاهد الفطرية لكشف الأسرار وفهم الألغاز، مما يدفعنا لمشاهدة العمل إنه يعطينا فهماً جديداً لحالتنا الإنسانية، وبيئتنا، ومجتمعنا، ومكانتنا فيه.
وهذا المنظور يعطل الروايات الكبرى التي غذيناها، ويتحدى القيود المفروضة على وجهات نظرنا، وبالطبع كان أمام صناع العمل فرصة ذهبية لطرح تلك الفكرة بشكل أكثر عمقاً، ولكن سقط المسلسل في مباشرة التناول، وتسطيح الصراع بين العقل والمنطق والإيمان بالقوة الروحية، خاصة أن كليهما على صواب، ولكن في إطار عدم تجاوز العقلانية لحد رفض كل ما هو روحي، أو الدخول إلى عالم الغيبيات والخرافة.
المسلسل كان سينتقل إلى مستوى آخر، إذا ركز على الارتقاء الروحي، واكتشاف الذات والنمو الدرامي للبطلة، والاقتراب بشكل أكثر وضوحاً من هوية شخوصه، والتناغم الدرامي لسرد الأحداث، بشكل يؤكد فن التوازن بين الأمور الدنيوية والمهام الروحية، والخروج من علاقات غير مكتملة ومبتورة، والتركيز على تقدم الشخوص الرئيسية، وهذا من شأنه أن يغذي ويثري الحدث الدرامي، ويساعد على التصاعد الفني للحدث.
الكوميديا الرومانسية
مال مسلسل فراولة إلى الرومانسية، ولكون النوع الرومانسي في الدراما يتخذ أشكالًا عديدة، بما في ذلك الكوميديا الرومانسية، ويسعى هذا النوع إلى استكشاف التعقيدات والأعماق العاطفية للحب والعلاقات، وفي حين أن النوع الرومانسي غالبًا ما يرتبط بالنهايات السعيدة وانتصار الحب، إلا أنه يمكن أن يتضمن أيضاً عناصر أخرى مفاجأة كما في مسلسل “فراولة”.
في هذا العمل نتجاوز مرحلة الحب من أول نظرة، حيث تقع الشخصيات في الحب فور لقاء بعضها البعض، وهو ما يعرف أيضا باسم اللقاء اللطيف، وركز المسلسل على تجاذب الأضداد: فنحن أمام شخصيات من خلفيات مختلفة أو شخصيات متباينة تقع في الحب، على الرغم من اختلافاتهم، خاصة “فراولة / نيلي كريم” التي لها خلفية إنسانية من صعودها من الفقر والفشل، إلى شخصية لها كاريزما لها قدرة هائلة على التأثير في الآخرين، ويقدم المسلسل نموذج الإنسان الذي يمنح فرصة ثانية رومانسية بعد علاقة زواجه فاشلة، من خلال الدكتور إبراهيم الطبيب النفسي (صدقي صخر)، وتكون “فراولة” فرصة لإشعال الحب من جديد بداخله.
أما الحب الممنوع، والمعتمد على عدم قدرة الشخصيات على التواجد معاً؛ بسبب الحواجز الاجتماعية أو الثقافية أو الشخصية، فتمثله الجارة القعيدة علا رشدي (دينا)، وحبها لابن الجيران الذي ترفضها أمه منذ الطفولة.
مسلسل “فراولة” بمثابة دعوة إلى التشكيك في الواقع، بدلاً من أخذه على محمل الجد، إنه يتحدث عن حاجة الإنسان إلى حرية الاختيار والحقيقة، يتم عرض الاثنين، الحرية والحقيقة، كزوج مترابط، حزمة كاملة يجب على المرء أن يسعى إليها بنشاط من أجل تأكيد إنسانيته، يبدو هذا من خلال شخصية زوجة دكتور إبراهيم، التي تركت الطب من أجل العمل في مجال الأزياء.
الإلهام والتأثير
تتميز شخصية “فراولة” كما كتبها المؤلف، وقدمها المخرج بتكوين غني ومتنوع، وتظهر شعبيتها المستمرة في أي وقت، بقدرتها على الإلهام والتأثير على المواقف المجتمعية تجاه الحب والعلاقات، ومن خلال استكشاف موضوعات مثل اكتشاف الذات والكذب والخيانة والسيطرة على الآخرين، لتصبح “فراولة” بمثابة منصة لتعزيز الرسائل الإيجابية، وتحدي الصور النمطية الضارة، نظراً لقدرتها على التواصل وإثارة المشاعر وإلهام التغيير الإيجابي.
نجحت نيللي كريم من خلال المسلسل في التأكيد على أنها شخصية ثلاثية الأبعاد، وتحتوي على نقاط القوة والضعف والعيوب التي تجعلها قابلة للتواصل، مع رسم تفاصيل “فراولة” على أن تكون الشخصية الكاريزمية ذات المهارات الاجتماعية والقيادية، لديها الدفء والكفاءة التي تجذب الآخرين وتقنعهم، وبالطبع كان لشكل وطلة نيللي كريم سبباً في نجاح شخصية “فراولة”.
يحسب للمسلسل تحقيق التوازن بين قصة صعود “فراولة” وعناصر سرد القصص الأخرى، بأسلوب الفكاهة والدراما والحركة، لإبقاء الأحداث جذابة وديناميكية، خاصة مع تشعب الشخصيات وتشابكها.
جعل المسلسل “فراولة” محوراً للعمل، لكن الأحداث والشخصيات في حياتها تتغير وفقاً لقراراتها، وكيف يمكن لقرار صغير أن يكون له تأثير كبير على كيفية تطور الحياة، لذا؛ هي نفسها في صراع شديد بشأن ما حدث لها من إخفاقات في الحياة الخاصة والعمل، إلى جانب أزمة نفسية يظهر المخرج تفاصيلها بشكل تدريجي في تترات الحلقات، مما يجعل المشاهد يرسم خريطة نفسية واضحة المعالم لشخصية “فراولة” يسيطر عليها خطى الحزن والتحدي.
الشخصيات الثانوية
طرح المسلسل تساؤلات عدة، لكنه لم يعط لها إجابة، ومنها العلاج بالأحجار، يعيد ذلك إلى قوة تأثير العلاج الوهمي، وهذا معناه أن العلاج فعلاً لا يسبب أي تحسن للمرض، لكن بسبب أن المريض يؤمن بأن هذا العلاج له القدرة على شفائه، فيتوهم أن العلاج فعلا يشفيه، وظهر ذلك في تخلص أم من القلق والعصبية بمجرد اقتناعها أن هذا الحجر الذي تمسكه يخلصها من التوتر، وعلاج د. إبراهيم لمريض له لا يستطيع النوم لعدة أيام، بأن يضع قرص دواء تحت وسادته وأقنعه د. إبراهيم بأنه يصدر موجات كهرومغناطيسية تسبب له النوم.
الشخصيات الثانوية بالمسلسل متشعبة، ومتداخلة فيما بينها كأنها فسيفساء تحيط بالخط الدرامي للعمل، ومنها شيماء سيف (سامية)، التي نتعرف من خلالها على كيفية خلق وهم التريند، وكيفية تحول هذا الأسلوب إلى وسيلة للعمل، واختيار شيماء سيف للدور أضاف الكثير من البهجة والمرح على الحدث الدرامي بحضورها الكوميدي الطاغي.
قدم أحمد فهيم بتمكن شخصية (حسن الشندويلي)، نموذج الزوج البخيل والذي يخشى زوجته “إيمان السيد”، صاحبة الأداء البسيط، والمتفرد دوما والكوميديا قدمت من خلال (حسن الشندويلي) الذي لا يعرف من الطاقة الإيجابية.
main 2024-04-11 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
“قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
#سواليف
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الحالة الصحية المتدهورة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل في إطار صفقة التبادل ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعكس الظروف القاسية التي عاشوها خلال اعتقالهم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات المهينة التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج عنهم.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أنه تابع إفراج السلطات الإسرائيلية عن أسرى ومعتقلين ضمن الدفعات الأربع التي كان آخرها اليوم السبت، حيث بدا على معظمهم تدهور صحي حاد، مع فقدان كل منهم عدة كيلوغرامات من وزنهم جراء ما يبدو وأنه تجويع متعمد.
وفور الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، احتاج العديد منهم إلى النقل الفوري للمستشفيات لإجراء فحوص طبية عاجلة، فيما بدا أحدهم على الأقل عاجزًا عن التعرف على مستقبليه، بعد أن عانى من الحرمان من العلاج خلال فترة اعتقاله.
مقالات ذات صلة إعلام عبري بعد استعراض حماس .. ماذا كان يفعل الجيش طوال 14 شهرًا؟ 2025/02/01وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الأوضاع تعكس كيف حوّلت إسرائيل سجونها إلى مراكز تعذيب منهجي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم المحكومون والمحتجزون قبل 7 أكتوبر 2023.
وأشار إلى أن غالبية المعتقلين المفرج عنهم تعرضوا لسوء المعاملة والضرب، وخضعوا للتعذيب النفسي حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت الإفراج عنهم.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق إجبار القوات الإسرائيلية العديد من المعتقلين على حلق رؤوسهم كإجراء مهين ومتعمد يستهدف إذلالهم وتحطيم معنوياتهم، إضافة إلى إجبارهم على ارتداء ملابس السجن، وتعريضهم للضرب والعنف قبل وأثناء تحميلهم في الباصات.
كما أشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن جميع الأسرى والمعتقلين في ظروف بالغة السوء، شملت الاعتداء على تجمعات ذويهم الذين كانوا في استقبالهم، وقمعهم بالرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة بعضهم، بالإضافة إلى اقتحام منازلهم والأماكن التي خُصّصت لاستقبالهم والاحتفال بالإفراج عنهم.
وأوضح أن الشهادات التي وثّقها وتابعها من الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم تكشف أن انتهاكات إدارات السجون تجاوزت سوء ظروف الاحتجاز، لتتحول إلى سياسة انتقامية منهجية استهدفت جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وأكد أن الأوضاع داخل السجون شهدت تدهورًا غير مسبوق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تعرض المعتقلون لعمليات تعذيب قاسية، وتجويع متعمد، وعزل انفرادي طويل الأمد، في إطار إجراءات عقابية تصاعدت بشكل وحشي عقب الأحداث في قطاع غزة في محاولة لمعاقبتهم على أحداث لا صلة لهم بها سوى كونهم فلسطينيين.
كما كشفت الشهادات التي وثقها الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخضعت المعتقلين المفرج عنهم للتعذيب والضرب، واحتجزتهم لساعات طويلة في الباصات مكبلي الأيدي قبل الإفراج عنهم، إلى جانب تعريضهم للإهانات والشتائم التي استهدفت تقويض كرامتهم الإنسانية حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج.
وأفاد الأسير المفرج عنه “هيثم جابر” من بلدة حارس قضاء سلفيت، أن القوات الإسرائيلية اقتادتهم قبل يوم من موعد الإفراج عنهم وجرى حلق شعرهم بالقوة. وأضاف أن إدارة السجون أبلغته بضرورة حلق شعره فرفض، ليأخذوه بالقوة ويحلقوت شعره تمامًا. وأضاف “جابر”: “يعيش الأسرى في ظروف صعبة جدًا، وحتى اللحظات الأخيرة مورست ضدنا أشد أنواع التنكيل والتعذيب وامتهان الكرامة”.
وأشار إلى أن السجانين عاملوا المعتقلين كـ “الحيوانات”، حيث أجبروا على الوقوف في صف واحد بطريقة مهينة، وفي بعض الأحيان كان يُطلب منهم السير على أطرافهم الأربعة. علاوة على ذلك، حُرموا من حقوق أساسية مثل المياه، إذ كانت هناك قارورة مياه واحدة فقط مخصصة لكل غرفة على مدار 24 ساعة، بينما كانت دورات المياه خالية من المياه تمامًا، مما حال دون قدرتهم على قضاء حاجاتهم.
كما أفاد الأسير المحرر “وائل النتشة”، المعتقل منذ عام 2000 والمحكوم بالمؤبد: “لعبوا على أعصابنا، خرجنا للحافلات ثم أعادونا إلى السجن لمدة ثلاث ساعات دون أن نعرف أي معلومة وما السبب، وهذا تسبب بضغط وإرباك. اعتقدنا أنه سيقوم بتوزيعنا على أقسام السجن بعد إيهامنا بوقوع مشاكل كبيرة في التبادل يصعب حلها، ليتبين لاحقًا أنه لعب على الأعصاب فقط”.
وذكر أنه تم تجميع الأسرى المنوي الإفراج عنهم في سجن “عوفر”، وقد أبلغوا سابقًا بأن موعد الإفراج عنهم هو يوم السبت الماضي. لكن تم حجزهم في السجن لقرابة أسبوع. وأفاد أن الأشهر الـ16 الأخيرة شهدت شن إدارة السجون “هجمة شرسة” على الأسرى تخللها التجويع والضرب والتنكيل والنوم في البرد وسحب الملابس والأغطية”.
أحد الأطفال الذين التقاهم المرصد الأورومتوسطي وتم إطلاق سراحهم شمالي الضفة الغربية (يمتنع الأورومتوسطي عن ذكر اسمه للحفاظ على سلامته)، أفاد أن الأوضاع في السجون كانت سيئة للغاية، وأن المعاناة شملت الجميع، خاصةً الاعتداءات بالضرب وسوء التغذية. وأوضح أنه أُجبر على توقيع تعهد بعدم الحديث، مهددًا بإعادة اعتقاله في حال خالف ذلك.
وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الممارسات، التي وثقتها شهادات المفرج عنهم، تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية وحقوق الأسرى والمعتقلين المكفولة بموجب القانون الدولي، حيث تعكس “التنكيل والإذلال” و”التجويع والتعذيب المنهجي” الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم وعند الإفراج عنهم. كما نبه إلى أن الاعتداءات الممارسة لا تقتصر على الإيذاء الجسدي، بل تمتد لتشمل آثارًا نفسية مدمرة على الأسرى والمعتقلين، مما يزيد من معاناتهم ويؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية على المدى الطويل. وأضاف أن ما تعرض له المعتقلون أثناء الإفراج عنهم، وما نقلوه من أوصاف بشأن ظروف اعتقالهم ووصف السجون بأنها “قبور للأحياء” هو تجسيد واضح لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير إرادة الفلسطينيين، وإلحاق أقصى درجات الألم والمهانة بهم، بما يشكل انتهاكًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي.
وطالب الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات الدولية المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الجرائم المنهجية والواسعة النطاق من القتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة الأخرى التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم تعسفيًا، ودعا إلى السماح الفوري للمنظمات الدولية والمحلية المختصة بزيارة المعتقلين، وتمكينهم من تعيين محامين. بالإضافة إلى ذلك، طالب بالضغط على إسرائيل لوقف جميع أشكال الاعتقال التعسفي، بما في ذلك الاعتقال الإداري، الذي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية ويعكس سياسة قمعية تهدف إلى تدمير الإرادة الفلسطينية والنسيج المجتمعي وحرمانهم من حقوقهم القانونية.
وطالب المرصد الأورومتوسطي كافة الدول والجهات المعنية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول المعنية إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم بلاغات متخصصة إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وبخاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وإصدار مذكرات إلقاء قبض على جميع المسؤولين عنها، وملاحقتهم قضائيًا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم عن ارتكابهم لهذه الجرائم.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وغيره من قوات الأمن الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، كما تشكل أيضًا أفعالًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، لا سيما وأنها تُمارَس بشكل وحشي ومنهجي ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم كمجموعة، بما في ذلك من خلال القتل وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي الجسيم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتوقف فورًا عن ارتكاب جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع، وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه حياتهم وسلامتهم.