اقتران «الهلال» مع «عنقود الثريا» في سماء رفحاء
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
رصدت وكالة الأنباء السعودية اليوم اقتران هلال شهر شوال، بعد مغيب شمس ثاني أيام عيد الفطر بـ «عنقود الثريا»، وهو العنقود النجمي المكون من 7 نجوم، وتمت مشاهدته بالعين المجردة، وهو إشارة إلى أن غداً سيكون بداية انحسار الربيع الشتوي، وبداية قدوم فصل الصيف في منطقة الجزيرة العربية.
وأوضح لـ “واس”، عضو جمعية (آفاق) لعلوم الفلك برجس الفليح، أن اقتران الهلال بعنقود الثريا عند العرب وأهل البادية مقترن منذ القدم بتحديد المواسم الفصلية للسنة، ويسمى (قران ثالث ربيع ذالف)، أي أن قران الهلال ليلة الثالث يعد إشارة إلى بداية انحسار الربيع الشتوي وقرب نهايته.
وأشار إلى أن الاقتران يستمر لنحو ساعتين فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس، وتُعد الثريا أشهر نجوم العرب، وهي عبارة عن عنقود نجمي تشاهد منه بالعين المجردة نحو 7 نجوم متقاربة، وهي فترة مهمة لدى العرب في القدم لارتباطهم بمواسم نزول الأمطار في الشتاء، ثم الربيع الذي يعقبه لأنهم اعتمدوا في معيشتهم على الإبل والغنم، ويتتبعون أوقات وجود الماء وأماكن تجمعه، وكذلك الربيع ومواسم نمو العشب وأماكن ظهوره؛ وتترافق مع ذلك اضطرابات جوية، وتكون خلال النصف الثاني من أبريل وتتشكل فيها السحب الركامية الممطرة أو العواصف الغبارية أحيانا، لتظهر الثريا ثانية من الجهة الشرقية فجراً مع وقت القيظ في النصف الأول من يونيو المقبل.
يذكر أن اقتران الهلال بالثريا، كان مشهوراً عند عرب الجزيرة العربية منذ القدم، فقد ذكره المؤرخون والشعراء، فقال أبو العلاء: “وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا.. فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ”، كما يقول راشد الخلاوي: “حساب الفلك بنجم الثريا مركب.. يحرص له الفلاح والطبيب”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
«دخل الربيع يضحك» يمثل مصر بالمسابقة الدولية
الفيلم يرصد رحلة من الاكتشاف والتأمل الذاتى.. والمخرجة نهى عادل: نتناول بشكل طبيعى حياة وقصص النساء المعقدة والمربكةالمنتجة كوثر يونس: هدفنا توفير منصة للأصوات النسائية وإلقاء الضوء على المشاعر الخفية
ينافس فيلم «دخل الربيع يضحك»، للمخرجة نهى عادل، فى المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى عرضه العالمى الأول، وهو الفيلم المصرى الوحيد المشارك ضمن المسابقة.
تدور أحداث الفيلم، خلال فصل الربيع المعروف بطبيعته الخاصة، ويتناول أربع حكايات ما بين الأسرار والغضب والأحزان والدموع المخفية، وسط الضحكات الظاهرة، ولكن مع بداية ذبول الأزهار الزاهية، يأتى خريف غير متوقع ليختتم القصص.
وقالت نهى عادل: «إن الفيلم يعد قفزة إيمانية عميقة، عبر رحلة لإخراج مجموعة من القصص القصيرة المجزأة التى تطاردها منذ نهاية عام 2019»، مضيفة :«مع إغماض عينى على اتساعهما، أشعر بدافع لمشاركة هذه القصص وروايتها، دون أن أدرك إمكانية دمجها فى باقة متفتحة من أزهار الربيع داخل أول فيلم روائى طويل لى».
وأضافت: «لقد أدركت التأثير العميق الذى خلفه الربيع على رؤيتى الإبداعية، فبدأت أدرك الخيوط المشتركة والروابط الدقيقة بين قصصى، ولم أتأثر قط بالصورة السطحية لواجهة الربيع المفعمة بالبهجة؛ فبالنسبة لى، يظل الربيع موسمًا من التناقضات القاسية، مع العواصف الرملية المفاجئة، والطقس غير المتوقع، والحقائق والأسرار الخفية التى يكشف عنها من خلال الدموع الغزيرة».
وتابعت فى حديثها عن فيلمها المشارك ضمن المسابقة الدولية: «أنا مدينة للربيع بالامتنان لإلهامى لكتابة وإخراج هذا الفيلم وخلال المشروع، أواصل الكشف عن الدوافع الحقيقية وراء اختيارى لهذه القصص الخمس المحددة، وكشف جوهرها وأهميتها مع تقدمى نحو الانتهاء، حيث تعكس كل حكاية فى هذه المجموعة الشبكة المعقدة التى نسجتها ألعاب الربيع الغامضة. إنها حكايات فريدة شهدتها أو سمعتها أو ربما كنت جزءًا من نفسى (رغم أننى لن أعترف بذلك أبدًا)».
ونوهت إلى أنها مصادفة اكتشفت كل قصة خلال موسم الربيع الخيالى، وهى تجسد فلسفتها المظلمة، كما عبر عنها صلاح جاهين شعريًا فى قصيدته المثيرة المكونة من أربعة مقاطع: (يأتى الربيع ضاحكًا، لكنه وجدنى حزينًا، ينادى الربيع باسمى، لكننى لم أجب، يضع الربيع أزهاره بجانبي، ما فائدة أزهار الربيع للموتى؟).
وأشارت إلى أن تجسيد كل قصة فى الفيلم، تعد استلهاماً من القصائد المصرية الأصلية والألحان الخالدة والجمال المميز للمناظر الطبيعية فى بلدنا، وهو تفسيرى البصرى والسمعى للموسم، وتمتد على مدار رحلة مدتها أربعة أشهر بنهاية حاسمة من دون السعى عمدًا إلى إضفاء دلالات نسوية، حيث يتجه هذا الفيلم بشكل طبيعى نحو حياة وقصص النساء، التى تم التقاطها من خلال منظور معقد ومربك.
وتابعت فى نهاية كلمتها: «كان من الضرورى أن يتم تجربة هذا الفيلم من خلال عيون وعقول النساء، وأعتبر نفسى محظوظة لأننى جمعت مجموعة رائعة وموهوبة من النساء لإنتاج هذا الفيلم والتمثيل فيه والمساعدة فيه وتصويره وتحريره»، وأهدت هؤلاء النساء الاستثنائيات هذا الفيلم».
من جانبها، كشفت منتجة الفيلم كوثر يونس، كواليس العمل قائلة: «منذ البداية، ألهمنى تصميم نهى عادل الثابت على إحياء هذا المشروع بشكل كبير، وعلى الرغم من العقبات التى لا حصر لها، فقد تابعت شغفها ورؤيتها بلا خوف لقد أدى إدراكى لمرونتها وتفانيها إلى تعزيز التزامى بهذا المشروع، فهناك تعمق إيمانى بموهبتها وإمكاناتها فى سرد القصص، ما دفعنى إلى تولى دور المنتج فكان العمل جنبًا إلى جنب مع مثل هذه المخرجة العنيدة شرفًا لا يصدق».
وأضافت: الفيلم يتعمق فى طبيعة الحياة غير المتوقعة، ويزيل التوقعات المجتمعية ليكشف عن التعقيدات الخفية من خلال الفكاهة السوداء والقصص الدقيقة، يتحدى الفيلم مفاهيمنا المسبقة عن السعادة، ويكشف عن شبكة متشابكة من المشاعر البشرية التى تشكل حياتنا فى مختارات الكوميديا السوداء هذه».
وتابعت: «هدفنا هو توفير منصة للأصوات النسائية، وإلقاء الضوء على المشاعر الخفية وراء موسم الربيع المبهج، ونسعى إلى تحدى تهميش أصواتهن فى عالم غالبًا ما يتجاهلهن، فكان التزامنا بإنتاج عمل يركز على المرأة لا يقتصر على الشاشة، بل يمتد إلى فريقنا الذى يعمل خلف الكواليس، والذى توحد لتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع».
وأضافت: «بفضل فهمنا العميق لتعقيدات التجربة النسائية، فإننا ملتزمون بإنشاء شخصيات أصيلة وقابلة للتواصل مع الجمهور، ومن خلال تسليط الضوء على قصصهم، نهدف إلى المساهمة فى تمثيل أكثر شمولاً ومساواة داخل الصناعة، ونحن حريصون على مشاركة الفيلم مع الجمهور، ودعوتهم إلى الشروع فى رحلة من الاكتشاف والضحك والتأمل الذاتى من خلال الاحتفال بقوة المرأة وقدرتها على الصمود ووجهات نظرها الفريدة نسعى جاهدين لإحداث تأثير مفيد وتعزيز صناعة أفلام أكثر شمولاً ومساواة وذلك من خلال استكشاف المشاعر المعقدة».
واختتمت منتجة الفيلم حديثها: «يكشف الفيلم عن خيط مشترك من الضعف والتناقض يوحدنا جميعًا من خلال الاعتراف بهذه الحقائق، نأمل فى تعزيز الفهم والتعاطف، مما يسهم فى نهاية المطاف فى خلق مجتمع أكثر تعاطفًا وشمولاً وإن المشاركة فى هذا المشروع، الذى يتخطى الحدود ويتحدى التصورات ويقدم منظورًا فريدًا للتجربة الإنسانية، يشكل امتيازًا غير عادى، حيث إن طموحنا هو أن يثير (الربيع جاء ضاحكًا) المحادثات ويشعل المشاعر ويترك أثرًا دائمًا على الجماهير فى جميع أنحاء العالم».
يُشار إلى أن الفيلم من كتابة وإخراج نهى عادل، وإنتاج كوثر يونس وأحمد يوسف، ومنتج مشارك لورا نيكولوف وسمر هنداوى وساندرو كنعان، ومديرة تصوير سارة يحيى، ومونتاج سارة عبدالله، وتسجيل صوت مصطفى شعبان، وميكساج الصوت أحمد أبو السعد، وتلوين سامى نصار وأحمد شافعى، ومهندس ديكور سلمى تيمور، ومصممة أزياء مشيرة الفحام، ومخرج منفذ ميسون المصرى، ومونتاج تتر: ماركوس عريان.
والفيلم من بطولة سالى عبده، ومختار يونس، ورحاب عنان، وريم العقاد، وكارول عقاد، ومنى النمورى، وسام صلاح، وروكا ياسر.
المخرجة نهى عادل ولدت عام ١٩٧٥، وهى كاتبة سيناريو ومخرجة أفلام تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة. بفضل خلفيتها فى التعلم والتطوير، تابعت شغفها بالسينما من خلال حضور ورشة عمل «أساسيات الإخراج» لمدة ثلاثة أشهر فى عام ٢٠١٧. عُرض مشروع تخرجها، الفيلم القصير «مارشدير»، فى مهرجان دبى السينمائى الدولى. فى عام ٢٠٢٠، كتبت وأخرجت فيلمها القصير الثانى «حدث ذات مرة فى القهوة». حققت كلا الفيلمين إشادة، حيث شاركا فى العديد من المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية المرموقة كما حصدا عدة جوائز.
ويعد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، هو أحد أعرق المهرجانات فى العالم العربى وأفريقيا والأكثر انتظاما، إذ ينفرد بكونه المهرجان الوحيد فى المنطقة العربية والأفريقية المسجل فى الاتحاد الدولى للمنتجين فى بروكسل «FIAPF».