قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إنّ التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب من شأنه التأثير على الأمن والسلم فى المنطقة.

وأضاف «عبود»، فى حواره لـ«الوطن»، إذا لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية فى تخفيض حدّة التوتر وحل الأزمة ربما تنزلق الأمور إلى حرب شاملة تتدخل فيها أطراف دولية.

. وإلى نص الحوار:

ما تعليقك على التصعيد فى التصريحات الإعلامية بين إيران وإسرائيل؟

- لا شك أن الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية فى دمشق ثم تهديدات المسئولين الإيرانيين بردّة فعل عسكرية فى العمق الإسرائيلى تزيد المخاوف من توسيع دائرة الصراع، ونقله إلى مستويات غير مسبوقة، سواء زيادة وتيرة الحروب بالوكالة التى تديرها طهران ضد تل أبيب، أو انزلاق الأمور إلى حرب مباشرة بين الجانبين، وربما انجرار أطراف إقليمية ودولية أخرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأعتقد أن تصريحات المسئولين الإيرانيين حققت المرجو منها، ونجحت فى التأثير سلباً على الشارع الإسرائيلى الذى شهد حالة من التوتر والذعر غير المسبوق، وتزاحم الإسرائيليون على ماكينات الصراف الآلى، وبدأوا فى تخزين الطعام والأدوية وشراء المولدات الكهربائية خوفاً من ضربة انتقامية إيرانية.

هل يمكن تصنيف ما يشهده الطرفان بأنه حرب نفسية؟

- الحرب النفسية الإيرانية نجحت فى رفع مستويات الذعر لدى الجمهور الإسرائيلى الذى وصف ما يحدث بعبارة «سوف هعولام»، أو نهاية العالم، والواقع أن هذا التوصيف ليس به قدر كبير من المبالغة، خاصة أن إسرائيل وإيران لديهما قدرات عسكرية جبارة، ولدى إيران وكلاء محليون فى عدة نقاط ملتهبة بالمنطقة، بالإضافة إلى تحركات الحرس الثورى، ومن ناحية أخرى تملك إسرائيل دعماً أمريكياً مفتوحاً، والتزام الرئيس بايدن بحماية تل أبيب، ومن ثم فإن أى حرب بين البلدين ستكون ضارية وشديدة التدمير.

ما خطورة التصعيد بين إيران وإسرائيل؟

- التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب قد يؤثر تأثيراً بالغاً على الأمن والسلم فى المنطقة، وإذا لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية فى تخفيض حدة التوتر وحل الأزمة ربما تنزلق الأمور إلى حرب شاملة تتدخل فيها أطراف دولية، وأعتقد أن القرار الإسرائيلى بتوجيه ضربة مباشرة للمصالح الإيرانية أخذ فى الاعتبار هذه المخاطر المحتملة، وأن هذا القرار جزء لا يتجزأ من محاولات نتنياهو وحكومته اليمينية لجر المنطقة إلى تصعيد كبير وفتح جبهات جديدة للحرب بعدما فشلت إسرائيل فى تحقيق أهدافها من العدوان على قطاع غزة، وفى مقدمتها تدمير حركة حماس، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين بالقوة العسكرية.

فى رأيك كيف سيكون الرد الإيرانى على استهداف قنصليتها فى سوريا؟

- لا خلاف على أن هناك عدة سيناريوهات للرد الإيرانى، السيناريو الأول والأهم يتضمن توجيه ضربات مباشرة من الأراضى الإيرانية للعمق الإسرائيلى، وتشمل صواريخ أرض أرض، ومسيّرات انتحارية إيرانية، وأعتقد أن هذه الضربات إذا لم تحقق خسائر بالغة فى إسرائيل، فإن تل أبيب قد تميل إلى سياسة استيعاب الضربة، والمضىّ قدماً فى حربها ضد الفلسطينيين.

لكن فى حالة وقوع خسائر فادحة فإن الحكومة الإسرائيلية قد تجد نفسها مضطرة لردة فعل تجر الأمور لحرب إقليمية، والسيناريو الثانى يتمثل فى تفعيل الأذرع الإيرانية فى المنطقة لتوجيه ضربات بالوكالة لإسرائيل، وهو سيناريو معهود ويتماشى مع العقلية الإيرانية فى إدارة الصراع، أما السيناريو الثالث فهو الرد الإيرانى المعتاد فى حالات مشابهة وهو استيعاب الضربة الإسرائيلية، والاكتفاء بتهديدات كلامية لا يتم ترجمتها على أرض الواقع استجابة للضغوط والتهديدات الدولية، غير أن الظروف المحيطة وملابسات الهجوم والتصعيد الأخير لا تسمح لطهران بهذه الرفاهية ما لم تحصد فى المقابل مكاسب كبرى من الولايات المتحدة الأمريكية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إيران الإحتلال إسرائيل

إقرأ أيضاً:

مشاريع مبتكرة في يوم البحث العلمي بتقنية إبراء

نظمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء فعالية "يوم البحث العلمي" عرض خلالها مجموعة متميزة من المشاريع البحثية الطلابية التي عكست وعيًا عميقًا بالاتجاهات العالمية في التنمية المستدامة والتحول الرقمي.

تنوعت المشاريع بين حلول الطاقة المتجددة، التي تهدف إلى تعزيز كفاءة استخدام الموارد النظيفة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تخدم قطاعات التعليم والصحة والنقل، إضافةً إلى دراسات تناولت مفاهيم الاقتصاد الأخضر وأهمية تبني نماذج اقتصادية صديقة للبيئة.

من بين المشاريع المبتكرة، قدم الطلبة مشروعًا بعنوان "روبوت استكشافي للقنوات المائية تحت الأرض التي تغذي الأفلاج في سلطنة عمان".

يهدف هذا الابتكار إلى تقليل التكاليف والمخاطر المرتبطة بصيانة الأفلاج التقليدية من خلال استكشاف القنوات المائية بشكل آمن ودقيق. يحتوي الروبوت على كاميرا متصلة بجهاز الهاتف الذكي، بالإضافة إلى حساسات تقيس نسبة الأكسجين ودرجات الحرارة.

كما عرض الطلبة نظاما ذكيا لإدارة استهلاك المياه وكشف التسريبات يعتمد على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة.

تضمنت المشاركات أيضًا دراسات في تطوير الكفاءات الوطنية وتحسين بيئات العمل، بالإضافة إلى مشاريع في التسويق والمالية ركزت على دمج التقنيات الحديثة في العمليات الإدارية والتجارية.

كما قدم مركز الدراسات التحضيرية 5 دراسات بحثية تناولت قضايا تمس حياة الطلبة الجامعية، مثل استخدام الكافيين وعادات النوم وجودته.

مقالات مشابهة

  • أعشاب فعالة للوقاية من حصى الكلى
  • مشاريع مبتكرة في يوم البحث العلمي بتقنية إبراء
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل لا تعرف خطوط ترامب الحمراء تجاه إيران
  • لندن: مُلاحقة 10 بريطانيين خدموا بالجيش الإسرائيلي وشاركوا بحرب غزة
  • طهران: المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية المقبلة ستعقد في عمان
  • الخارجية الإيرانية: غروسي سيصل إلى طهران يوم الأربعاء
  • الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مستشفى جنين ويعتقل شابًا فلسطينيًا
  • هل تتحول البوصلة الإيرانية من الشرق إلى الغرب؟
  • في ظل غياب إيران… تل أبيب وأنقرة على خط التصادم بسوريا
  • 14 شهيدا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى على جباليا وخان يونس