أستاذ دراسات إسرائيلية: تفاقم الخلاف بين «طهران وتل أبيب» ينذر بحرب إقليمية
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إنّ التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب من شأنه التأثير على الأمن والسلم فى المنطقة.
وأضاف «عبود»، فى حواره لـ«الوطن»، إذا لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية فى تخفيض حدّة التوتر وحل الأزمة ربما تنزلق الأمور إلى حرب شاملة تتدخل فيها أطراف دولية.
ما تعليقك على التصعيد فى التصريحات الإعلامية بين إيران وإسرائيل؟
- لا شك أن الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية فى دمشق ثم تهديدات المسئولين الإيرانيين بردّة فعل عسكرية فى العمق الإسرائيلى تزيد المخاوف من توسيع دائرة الصراع، ونقله إلى مستويات غير مسبوقة، سواء زيادة وتيرة الحروب بالوكالة التى تديرها طهران ضد تل أبيب، أو انزلاق الأمور إلى حرب مباشرة بين الجانبين، وربما انجرار أطراف إقليمية ودولية أخرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعتقد أن تصريحات المسئولين الإيرانيين حققت المرجو منها، ونجحت فى التأثير سلباً على الشارع الإسرائيلى الذى شهد حالة من التوتر والذعر غير المسبوق، وتزاحم الإسرائيليون على ماكينات الصراف الآلى، وبدأوا فى تخزين الطعام والأدوية وشراء المولدات الكهربائية خوفاً من ضربة انتقامية إيرانية.
هل يمكن تصنيف ما يشهده الطرفان بأنه حرب نفسية؟
- الحرب النفسية الإيرانية نجحت فى رفع مستويات الذعر لدى الجمهور الإسرائيلى الذى وصف ما يحدث بعبارة «سوف هعولام»، أو نهاية العالم، والواقع أن هذا التوصيف ليس به قدر كبير من المبالغة، خاصة أن إسرائيل وإيران لديهما قدرات عسكرية جبارة، ولدى إيران وكلاء محليون فى عدة نقاط ملتهبة بالمنطقة، بالإضافة إلى تحركات الحرس الثورى، ومن ناحية أخرى تملك إسرائيل دعماً أمريكياً مفتوحاً، والتزام الرئيس بايدن بحماية تل أبيب، ومن ثم فإن أى حرب بين البلدين ستكون ضارية وشديدة التدمير.
ما خطورة التصعيد بين إيران وإسرائيل؟
- التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب قد يؤثر تأثيراً بالغاً على الأمن والسلم فى المنطقة، وإذا لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية فى تخفيض حدة التوتر وحل الأزمة ربما تنزلق الأمور إلى حرب شاملة تتدخل فيها أطراف دولية، وأعتقد أن القرار الإسرائيلى بتوجيه ضربة مباشرة للمصالح الإيرانية أخذ فى الاعتبار هذه المخاطر المحتملة، وأن هذا القرار جزء لا يتجزأ من محاولات نتنياهو وحكومته اليمينية لجر المنطقة إلى تصعيد كبير وفتح جبهات جديدة للحرب بعدما فشلت إسرائيل فى تحقيق أهدافها من العدوان على قطاع غزة، وفى مقدمتها تدمير حركة حماس، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين بالقوة العسكرية.
فى رأيك كيف سيكون الرد الإيرانى على استهداف قنصليتها فى سوريا؟
- لا خلاف على أن هناك عدة سيناريوهات للرد الإيرانى، السيناريو الأول والأهم يتضمن توجيه ضربات مباشرة من الأراضى الإيرانية للعمق الإسرائيلى، وتشمل صواريخ أرض أرض، ومسيّرات انتحارية إيرانية، وأعتقد أن هذه الضربات إذا لم تحقق خسائر بالغة فى إسرائيل، فإن تل أبيب قد تميل إلى سياسة استيعاب الضربة، والمضىّ قدماً فى حربها ضد الفلسطينيين.
لكن فى حالة وقوع خسائر فادحة فإن الحكومة الإسرائيلية قد تجد نفسها مضطرة لردة فعل تجر الأمور لحرب إقليمية، والسيناريو الثانى يتمثل فى تفعيل الأذرع الإيرانية فى المنطقة لتوجيه ضربات بالوكالة لإسرائيل، وهو سيناريو معهود ويتماشى مع العقلية الإيرانية فى إدارة الصراع، أما السيناريو الثالث فهو الرد الإيرانى المعتاد فى حالات مشابهة وهو استيعاب الضربة الإسرائيلية، والاكتفاء بتهديدات كلامية لا يتم ترجمتها على أرض الواقع استجابة للضغوط والتهديدات الدولية، غير أن الظروف المحيطة وملابسات الهجوم والتصعيد الأخير لا تسمح لطهران بهذه الرفاهية ما لم تحصد فى المقابل مكاسب كبرى من الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة إيران الإحتلال إسرائيل
إقرأ أيضاً:
رغم الخلاف مع أمريكا بشأن روسيا... بيربوك تؤكد على أهمية وحدة الغرب
أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على أهمية وحدة الغرب رغم الخلاف مع الولايات المتحدة، بشأن نهجها تجاه روسيا، وذلك خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في شرقي كندا أمس الخميس.
وفي حديثها من مدينة شارلفوا بمقاطعة كيبيك الكندية، قالت بيربوك إن "مجموعة السبع أصبحت منتدى رئيسياً لحماية السلام في أوروبا".
That’s a wrap on Day 1 of the #G7ForeignMinisters meeting. Foreign Ministers spent the day working together on common goals related to international peace and security. These are priorities for the #G7 and we will continue to work towards collective solutions. pic.twitter.com/nAHZdkOcMl
— G7 (@G7) March 14, 2025وفي ظل التوقعات بوجود خلافات مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بشأن كيفية التعامل مع موسكو في سياق محادثات وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا، قالت بيربوك إن أجواء الاجتماعات القصيرة الأولى مساء أول أمس الأربعاء، لم تكن باردة مثل الطقس في الخارج.
ومع ذلك، أفادت مصادر من داخل الاجتماع، بأن روبيو لم يحضر الاستقبال الافتتاحي. وكان روبيو زار السعودية في الأيام الماضية لإجراء محادثات مع وفد أوكراني، حول إمكانية التفاوض مع روسيا بشأن إحلال السلام في أوكرانيا، قبل أن يتوجه إلى كندا.
وبالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة، تضم مجموعة السبع أيضاً كل من ألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان.
ومن جانبها، دعت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي خلال الاجتماع، في شارلفوا الدول الصناعية الرائدة في العالم إلى السعي لتحقيق "سلام عادل ودائم" في أوكرانيا. ورغم الخلافات العميقة مع واشنطن بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، أكدت جولي، في بداية الاجتماع الذي يستمر لمدة يومين، على ضرورة التغلب على هذه التحديات الكبرى معاً.
وقالت جولي:"يجب على وزراء خارجية مجموعة السبع أن يكونوا على مستوى الحدث".
ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه، منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويركز على الأزمات والصراعات الحالية. وبالإضافة إلى الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط، من المتوقع أن تكون الحرب التجارية التي بدأها ترامب بفرض تعريفات جمركية عقابية، موضوعاً رئيسياً للنقاش.
وفي الذكرى الـ 50 لتأسيس مجموعة السبع، أشادت جولي بإنجازات المجموعة، بما في ذلك احتواء جائحة كورونا، والدعم الحازم لأوكرانيا، ومحاربة التدخل الأجنبي في شؤون الدول ذات السيادة.