مدير «ويصا واصف للفنون»: قرية الحرانية وصلت إلى العالمية.. وأصبحت مقصدا للسياح
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قال إكرام نصحى، مدير مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، إن المهندس ويصا واصف، لعب دوراً كبيراً فى تحول مسار حياة أهالى قرية «الحرانية»، ونجح فى تغيير نمط حياتهم، لينتقلوا من الأعمال الزراعية البسيطة إلى الفن والإبداع بتشكيل لوحات النسيج اليدوى على النول باستخدام الخيوط، وأوضح فى حواره لـ«الوطن» أن القرية اكتسبت شهرة عالمية، وأصبحت مقصداً للأجانب، يتوافدون عليها من كل مكان للتمتع بالفن المعروض فى أرجاء المركز.
عرّفنا على رمسيس ويصا؟
- وُلد رمسيس ويصا عام 1911، وتوفى عام 1974، وكان مهندساً معمارياً، ورئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة، وتميز بفلسفته المختلفة وقدرته على اكتشاف مهارات الإنسان وتنميتها.
كيف بدأت صناعة السجاد يدوياً باستخدام خيوط النسيج فى قرية الحرانية؟
- بدأت عام 1950 عندما قرر المهندس رمسيس ويصا أن يبرهن على فكرة أن كل إنسان يُمكنه تعلُّم مهارات جديدة وإظهار طاقة إبداعية كبيرة حال حصوله على الاحترام والتقدير والتدريب الكافيين، لذا وبعد استقراره على خوض تجربة صناعة السجاد اليدوى بخيوط النسيج، وقع اختياره على قرية الحرانية بالجيزة، لكون أهلها هجروا تلك الحرفة اليدوية ربما منذ آلاف السنين، فقصدها عام 1950 واشترى قطعة أرض على مساحة نصف فدان أنشأ عليها منزلاً، وعندما بدأ أطفال القرية يلتفون حوله بصفته شخصاً غريباً استقبلهم وأتاح لهم اللعب فى فناء داره الواسع، وظل على هذه الحال لمدة عامين اكتسب خلالهما حب هؤلاء الأطفال، وبعدها بدأ يحدثهم عن عمل يوفر لهم المتعة والدخل المادى الجيد فى الوقت نفسه، وهو صناعة لوحات فنية من خيوط الصوف.
عُرفت الحرانية بكونها قرية زراعية، فكيف أقنع رمسيس ويصا أهالى القرية بأن يتركوا أطفالهم يتعلمون حرفة جديدة لا يعلمون مستقبلها؟
- فى بداية تدريب الأطفال بالمركز، بدأ المهندس رمسيس يشترى منهم أعمالهم بمقابل مادى جيد، وكان بذلك يبعث رسالتين، الأولى موجهة للأطفال مفادها أنهم يُنتجون شيئاً له قيمة، وهو يُقدره ويشتريه منهم بالمال، والثانية إلى الأهالى يُخبرهم بأن هناك نشاطاً آخر غير الزراعة والصناعة يُمكن أن يوفر لهم دخلاً جيداً، ولا يحتاج منهم إلا أن يكونوا أحراراً فى الحركة والعمل والتعبير عما بداخلهم، وبهذه الطريقة بدأ سكان القرية يتوافدون على المركز للتعرف على هذه الحرفة بل ويطلبون تعليمها لأبنائهم.
كيف وصلت منتجات العاملين فى المركز إلى العالمية؟
- قُرب قرية الحرانية من منطقة الأهرامات أسهم فى ترويج المنتجات الفنية بين السياح، إذ كانوا يرونها فى البازارات السياحية فتنال إعجابهم ويتساءلون عن الفنان الذى نفذها ومن ثم يقصدون المركز يتمتعون برؤية الفنانين أثناء عملهم، بل ويشترون بعض اللوحات.
كيف تتعامل إدارة المركز مع النساجين؟
- تتعامل إدارة المركز مع النساجين على أنهم فنانون، ولذلك تتيح لهم الحرية فى كل شىء، سواء تحديد أوقات العمل أو اختيار فكرة اللوحة، كما أنها تتعامل معهم بالإنتاج وليس بمرتبات شهرية ثابتة، إذ يحصل كل فنان على 35% إلى 40% من قيمة اللوحة كى يحظى بحياة كريمة، ويبلغ متوسط سعر اللوحة نحو 30 ألف جنيه، إذ إننا نتعامل معها كعمل فنى يعكس عمر الفنان وخبرته وروحه.
مَن أبرز المشاهير الذين زاروا المركز؟
- تردد على زيارة المركز عدد كبير من المشاهير تنوعوا بين فنانين وساسة ورجال أعمال، ولكثرة عددهم لا يُمكننى تذكرهم جميعاً، وكان من أبرزهم المفكر جان بول سارتر، والأغاخان الكبير والصغير، وملك السويد سنة 1965، وجاك شيراك، وجيمى كارتر، والممثل الكوميدى شارلى شابلن، والأميرة ديانا، وزوجة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى جانب أغلب السفراء الأجانب فى مصر.
ما الذى يميز منتجات المركز عن باقى السجاد المصنوع من خيوط النسيج يدوياً؟
- ما يميز منتجات المركز هو فلسفة المهندس رمسيس ويصا، إذ كان يؤمن بأن كل شخص لديه قدرة إبداعية كبيرة، وأن وضع حدود لهذا الشخص من حيث الصواب والخطأ فى العمل يعنى تقييد حرية الفكر والخيال لديه وبالتالى قتل قدرته الإبداعية، لذا فى البداية درَّب الفنانين على ألا يكون أمامهم صورة أو «اسكتش» ينقلون منه أثناء عملهم على النول، كى لا يتقيد تفكيرهم وإنما يظل حراً مبدعاً، يشكلون ما يحلو لهم وما يطرأ على ذهنهم من تفاصيل، كما دربهم على أنهم لا يرون من السجادة التى يعملون على تصميمها سوى نحو 10 أو 15 سنتيمتراً فقط، أى أنهم لا يرون ما تم إنجازه، ولأنهم لا ينقلون من «اسكتش»، موضوع أمامهم فهم لا يرون ما ينوون تنفيذه على السجادة، وكل ذلك بغرض تعزيز قدرة الذاكرة والتركيز والإبداع، وهو ما أعطى اللوحات مذاقاً مختلفاً وطابعاً فنياً فريداً وزاد من طلب عرضها فى متاحف ومعارض عالمية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحرانية النسيج الغزل والنسيج السجاد اليدوي الألوان الطبيعية
إقرأ أيضاً:
الفنان هلال السبهاني: تأثرت كثيرًا بأسلوب المدرستين الواقعية والسريالية
تأثرت أعماله الفنية بقربه من وادي فنجاء وما يتمتع به الوادي من المناظر الطبيعية الخلابة، حيث كان يقضي وقته في التأمل في تلك المناظر، مستلهمًا من قدرة الخالق على الإبداع. الفنان التشكيلي هلال بن يعقوب السبهاني ترعرع في كنف عائلة فنية، حيث كان والده وإخوانه يمارسون الفن التشكيلي والجمالي.
في حديثه معنا، أشار الفنان هلال السبهاني إلى أن البداية الحقيقية في ممارسته لمهارات الرسم والتصوير والتشكيل كانت منذ الصغر، وبالتحديد عندما كان في الثامنة من عمره، فكان متعلقًا برسم جميع الأشياء التي تقع أمام عينيه، وكان لديه تخيل واسع لهذه الأشياء، ويفكر في مخيلته متسائلًا: "كيف يمكنني رسم هذه الأشياء؟ وما التوقعات التي يمكن أن تحصل لهذه الأشياء في المستقبل بمنظور خيالي؟"، وبعد أن بلغ العاشرة من عمره، زاد شغفه واطلاعه لرسم أشياء أكثر واقعية، فتنامى حبه لهذه الموهبة الجميلة، فكان حريصًا على المشاركة في المسابقات الفنية (المحلية والدولية) التي كان معلم التربية الفنية في ذلك الوقت يحرص على مشاركته فيها، والتي كانت تصل إلى المدرسة، مما كان له الدور الكبير في صقل موهبته في مجالات الرسم والتصوير والتشكيل.
دائمًا ما يكون للأسرة الدور الحقيقي والأكبر في صقل مواهب الفرد، فعاش هو في بيئة فنية محبة للرسم والفن التشكيلي بشكل عام، فكان التشجيع والتعزيز الذي يتلقاه من أبيه وأمه وأخوته له الدور الأكبر في حماسه للبقاء في هذه الموهبة، وكان الوسط الفني في العائلة -والحمد لله- محبًا للفن التشكيلي، كل منهم كأخوة يشجع الآخر ويصحح له مساره الفني، وكان للمدرسة الدور في تنمية وصقل موهبته الفنية، عندما كان معلم التربية الفنية آنذاك يشجعه ويحرص على مشاركته في الكثير من المسابقات الفنية التي تصل إلى المدرسة، ثم الشغف الذي كان يلازمه بهذه الموهبة شجعه على تطوير مهاراته بشكل أكبر، مما أهله للحصول على تقدير جيد جدًا في الدبلوم العام، وأهله للوصول إلى جامعة السلطان قابوس، بكلية التربية، قسم التربية الفنية، ومن خلال هذه المرحلة، كانت للدراسة الأكاديمية في هذا المجال الدور الأكبر في تنمية قدراته وخبراته في جميع مجالات الفن التشكيلي، التي كان يتلقاها من أساتذته الجامعيين.
ويتابع السبهاني قائلًا: تخصصت في قسم التربية الفنية في دراستي الأكاديمية نتيجة حبي لهذه المادة وتعلقي بكل مجالاتها المتنوعة، ولأنها كانت تشكل لي الفرصة الحقيقية للتعبير عما يدور في مخيلتي وأحاسيسي المختلفة والتعبير عنها بمختلف المجالات الفنية المتنوعة.
وتحدث عن أعماله بقوله: الأعمال الفنية التي كنت وما زلت حريصًا على رسمها وتصويرها هي المناظر الطبيعية العمانية، التي تأسر مخيلتي الفنية، فيأسر عيناي منظر السماء الصافية والملبدة بالغيوم، وعناقها الدائم مع الجبال الشاهقة، ومع السهول الخضراء الوارفة بالنخيل والأشجار، إلى جانب الوديان والشواطئ الرملية الذهبية الجميلة، والقرى الريفية التي تتخلل بين جنباتها البيوت القديمة، ولكل فنان تشكيلي أسلوب يميزه عن غيره من الفنانين، وأنا أميل أكثر إلى الأسلوبين الواقعي والسريالي في رسم الأشياء التي تقع في نظري وفي مخيلتي، وأبدأ بتنفيذ أعمالي الفنية من خلال تحويل الوحدات الشكلية إلى مساحات هندسية، يتم من خلالها تلوين خلفياتها بألوان قاتمة، ومرت تجربتي الفنية في الرسم والتلوين في تنفيذ أعمالي الفنية إلى مرحلتين في استعمال الخامات اللونية، فبدأت باستخدام الألوان الزيتية، ثم انتقلت بعدها إلى مرحلة التلوين بألوان الأكريليك، ولكل فنان تشكيلي اهتمامه الخاص بمجالات الفن التشكيلي، فأنا دائمًا ما أحب تنفيذ أعمالي الفنية، سواء كانت مسطحة أو مجسمة، ولكن تستهويني أكثر الأعمال الفنية المسطحة، وأنا أعتبر أن الفن التشكيلي والحراك الفني والثقافي -وبحمد من الله وفضله- له الدور الأكبر في مسيرتي الفنية، فلقد شاركت في العديد من المعارض الفنية على المستويين المحلي والخارجي، فكنت وما زلت حريصًا على نقل خبراتي الفنية للجمهور، حيث نفذت العديد من الدورات التدريبية الفنية المتخصصة في مجالي الرسم والتصوير لرياض الأطفال وطلبة المدارس ولمعلمي بعض المحافظات التعليمية بسلطنة عمان، والفن التشكيلي بشكل عام رسالة، لا بد من كل فنان تشكيلي أن يحمل رسالة يصيغها بكل أمانة وبكل احترافية، ورسالتي التي أسعى إلى توصيلها للمتلقي ولكل متذوق للفن أن يصب اهتماماته بمواضيع تتعلق بالهوية العمانية، وأن يجسدها الفنان في كل أعماله بكل أساليب ومدارس الفن التشكيلية المختلفة.
وأوضح السبهاني قائلًا: شاركت في العديد من المعارض الفنية على المستوى المحلي، منها المشاركة في المعرض الفني المصاحب للمؤتمر الدولي السادس لكلية التربية بعنوان "التربية الفنية والتحديات المعاصرة" بجامعة السلطان قابوس عام 2019، فضلًا عن المشاركة في المعرض السنوي للفنون التشكيلية، الدورة السادسة عام 2018، والمشاركة في المعرض الأول لمعلمي مادة الفنون التشكيلية "تكوين" عام 2018، والمعرض السنوي الخامس والعشرين للفنون التشكيلية عام 2017، وفعالية المعرض الفني "طريق بلا ألم" ضمن فعاليات فريق السلامة المرورية بوزارة التعليم العالي (سابقًا) عام 2013، بالإضافة إلى المشاركة في المعرض السنوي السابع عشر للفنون التشكيلية للشباب بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 2013، ومعرض "نبض إبداع 2" لمعلمي الفنون التشكيلية بمحافظة مسقط 2012، والمشاركة في المعرض السنوي السادس عشر للفنون التشكيلية للشباب بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 2012، والعديد من المشاركات الأخرى.
وبيّن بقوله: تأثرت كثيرًا بأسلوب المدرستين الواقعية والسريالية في الكثير من أعمالي الفنية، وتأثرت بأسلوب رائد الفن التشكيلي العماني الفنان أنور سونيا الزدجالي في رسم المناظر الطبيعية العمانية، وبعدها كوّنت أسلوبي الخاص في رسم وتصوير المناظر الطبيعية العمانية.
واختتم السبهاني حديثه قائلًا: لكل فنان تشكيلي طموحات وآمال يسعى إلى تحقيقها، وأمنياتي وأحلامي كفنان أن أصل إلى العالمية، وأن أُجسد ثقافة بلادي في أعمالي الفنية، وتمثيل بلادي الحبيبة خير تمثيل في الكثير من المحافل والمعارض الدولية.