«بيكا» و«شاكوش» فى مواجهة «ساديو مانى» و«مو صلاح»
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
صورتان سنروى قصتهما فى هذه السطور ويتبعها رسالتنا الأسبوعية، الأولى للاعب العالمى ساديو مانى السنغالى الاصل، وهو يحمل هاتفا محمولا شاشته مهشمة، والتى سخر منها العديد على مواقع التواصل الاجتماعى، فكان رد الاسطورة الكروية كالتالي: «لماذا اريد سيارات فيرارى أو 20 ساعة أو طائرتين؟ كنت جائعا وكان على أن اعمل فى الحقل، لقد نجوت من الحروب، ولعبت كرة القدم حافى القدمين، ولم اتعلم واشياء اخرى كثيرة، لكن اليوم بفضل ما أكسبه من كرة القدم، يمكننى مساعدة شعبى، لقد بنيت مدارس وملعبا، ونوفر الملابس والاحذية والطعام للأشخاص الذين يعيشون فى فقر مدقع، بالإضافة إلى ذلك اعطى 75 يورو شهريا لجميع الأشخاص فى منطقة فقيرة جدا فى السنغال، ما يساهم فى اقتصاد الأسرة، ولست بحاجة إلى التباهى بالسيارات الفاخرة والمنازل الفاخرة والسفر بالطائرة الخاصة، أفضل أن يتلقى شعبى القليل مما أعطته لى الحياة».
والصورة الثانية مع الأسف والاعتذار عن المقارنة بين هذه وتلك، كانت لإعلان الكليب الجديد، لمن يطلقون على أنفسهم مطربين وهم بعيدون كل البعد عن المعنى الحرفى والفنى للكلمة «حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال»، صورة يظهر فيها الثلاثة المشار اليهم يقف كل منهم امام 3 سيارات فارهة من ماركة «مرسيدس» و«بى أم دبليو»، والتى تتخطى ثمن كل واحدة منها 6 ملايين جنيه، بخلاف لوحات السيارات التى تحمل اسم كل شخص منهم، ولها ثمن باهظ مضاف إلى ثمن السيارة.
الصورة الأخيرة التى اشرت اليها، والتى انتشرت على مواقع «السوشيال ميديا» كالنار فى الهشيم، اجدها فتنة كبيرة لعصرنا الذى نعيش، فيه وخاصة للاجيال التى لم تتخط اعمارها سن الرشد، والذين يرون فى شخوص من اشرت اليهم أنهم ايقونات، ومثالا يحتذى به، للكفاح والفلاح والنجاح، لأنهم حققوا شهرة سريعة وثراء اسرع من سياراتهم الفارهة.
وأذكر هؤلاء ممن ينشرون سياراتهم الفارهة، وحفلاتهم الصاخبة داخل قصورهم الشاهقة، أن هناك الكثير من النجوم والمشاهير الذين يمتلكون المال والشهرة، ولكنهم لم يتسابقوا فى نشر صور سيارتهم الفارهة ولا طائراتهم الخاصة، ولكن اكتفوا بما ينشر عنهم من قصص مساعدتهم لشعوبهم، ومن بينهم فخر العرب محمد صلاح، والذى بنى مستشفى ومدرسة ومركزا للشباب بمسقط رأسه بقرية نجريج بمحافظة الغربية، وأسهم فى تأسيس وحدة إسعاف تخدم 30 ألف شخص، وقدم 50 ألف جنيه إسترلينى لمستشفى طنطا الجامعى من أجل تطوير المعدات الطبية، وبنى وحدة لمعالجة المياه لأهالى قريته، تبلغ قيمتها 450 ألف دولار، بخلاف تبرعه لمعهد الاورام للسرطان بـ2٫5 مليون جنيه إسترليني.
رسالتى للأجيال الصغيرة: ساديو مانى ومو صلاح، هما النموذجان اللذان يحتذى بهما، واحذروا بيكا وشاكوش ومن على شاكلتهما، لأنهم ينطبق عليهم ابيات الامام الشافى «ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع».
ورسالتى إلى المؤسسات المشرفة على الرقابة على الاموال وهى عبارة عن تساؤل: هل يتم تحصيل ضرائب الدخل والقيمة المضافة من هؤلاء؟! أشك، ونصيحة أخيرة «ركزوا معاهم شوية».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة ياسر إبراهيم مواقع التواصل الإجتماعى مستشفى طنطا الجامعي
إقرأ أيضاً:
جرأة مجموعة لاهاي
منذ أن نجح فى الانتخابات وحتى قبل أن يجلس على عرش أمريكا رسميًا للمرة الثانية اعتاد ترامب الإدلاء بتصريحات غير مسئولة أثارت جدلًا واسعًا فى كل دول العالم واعتبره كثيرون مجنونًا قد يجر العالم لحرب عالمية ثالثة.
وفاجأ ترامب العالم بتصريحات غريبة عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وكأن كل تصريح خرج من شخص مختلف أحدهما همجى والثانى استعمارى إمبريالى والثالث إنسان والرابع نرجسى والخامس ممثل، ربما ما جاء عل لسانه حول استيلاء أمريكا على غزة ونقل عدد من الجنسيات للعيش فيها أى تدويلها بمثابة صدمة أعادت للأذهان تلك الاتفاقيات والوعود الاستعمارية التى قسمت دولًا وشردت شعوبًا، وكأن العالم خلق من أجلهم يظلمون ويتجبرون دون وازع من ضمير ودون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية التى وضعوها وطبقوها بطريقتهم وحسب مصالحهم.
فى يقينى الضعفاء لن يسكتوا، قد يتحدون لمواجهة هذا التسلط وهذا الفكر الاستعمارى الهمجى، وربما كانت كندا وبنما وكولومبيا والبرازيل والمكسيك هى البداية وسينضم اليهم آخرون بدعم قوى أخرى من مصلحتها إضعاف الولايات المتحدة بل وتفكيكها.
أتوقف هنا عند حدث دولى أعتبره من أهم الأحداث على الساحة العالمية خلال الأيام الماضية، ففى سابقة هى الأولى فى التاريخ، أعلنت 9 دول عن تدشين أول تجمع دولى أطلق عليه «مجموعة لاهاى» بهدف ملاحقة العدو الصهيونى فى المحاكم الدولية والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة عقب 1967، والدول هى جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز.
هذه الدول قررت ألا تكتفى بملاحقة إسرائيل قضائيًا فقط، بل وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا من خلال عدة إجراءات: منها تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية بحق «نتنياهو» و«غالانت» فى حال وصول أى واحد منهما إلى أراضى أى دولة من الدول التسع، ومنع تصدير أو توفير أو نقل الأسلحة إليها، ومنع رسو أى سفن تنقل أسلحة أو وقودًا لإسرائيل فى موانئ هذه الدول.
ربما يقلل البعض من هذا الحدث معللًا أن هذه الدول صغيرة–عدا ماليزيا بالطبع–وتأثيرها ليس كبيرًا، ولكنى أقول إن مجرد إعلان هذه المجموعة عن اتخاذ إجراءات ضد الكيان الصهيونى المدعوم بالشيطان الأمريكى الأعظم هو جرأة تنذر بانضمام المزيد إلى هذا التحالف، أو تكوين تحالفات أخرى ضد أمريكا نفسها، فالضغط والظلم غالبًا ما يولدان الانفجار.
وأشير هنا أيضًا إلى الانقسامات السياسية العميقة فى الولايات المتحدة الأمريكية والاعتراضات المتتالية على الإجراءات التى اتخذها ترامب فى الأيام الأولى من ولايته الثانية والتى أسفرت عن عريضة جمعت أكثر من 100 ألف توقيع تطالب الكونجرس بعزل هذا الرئيس الذى قد يتسبب بسياساته فى زيادة العداء ضد أمريكا على مستوى العالم، وانهيار الاقتصاد الأمريكى.
[email protected]