بدأ العمل الفعلى لتشكيل لوحات النسيج اليدوى فى مركز المهندس رمسيس ويصا واصف عام 1952، ولم تمر عدة سنوات حتى بدأ فنانو المركز فى إنتاج أولى لوحاتهم الفنية التى ترصد تفاصيل الحياة اليومية فى الريف المصرى باستخدام خيوط النسيج.

ومن ثم ذاع صيت المركز حتى تلقى الدعوة الأولى من معرض «بازل» فى سويسرا عام 1958 لعرض لوحات فنية خلال أيام انعقاد المعرض، لتكون تلك بداية معرفة العالم الخارجى بفلسفة المهندس «رمسيس»، وبراعة الفنان المصرى فى تشكيل لوحات من النسيج على النول مباشرة دون حتى وجود صورة يُقلدها، حتى وصل المركز إلى عرض لوحاته سنوياً فى معارض عالمية، بل وتقتنى هذه المعارض بعض أعمال الفنانين لتحتفظ بها، وهو ما احتاج بالطبع إلى مجهود كبير لتوصيل اللوحات للعالم الخارجى، وبالطبع اعتمد على التطور التكنولوجى وظهور منصات التواصل الاجتماعى فى السنوات الأخيرة.

فلسفة محددة تميز بها المهندس الراحل رمسيس ويصا واصف، وهى أن كل إنسان لديه قدرة إبداعية غير محدودة داخله، ووضْع حدود لهذا الشخص من حيث الصواب والخطأ فى العمل يعنى تقييد حرية الفكر والخيال لديه وبالتالى قدرته الإبداعية، لذا قرر منذ البداية ألا يضع فنانو المركز أمامهم صورة أو «سكتش» ليقلدوها على النول باستخدام خيوط النسيج، حتى لا يتقيد تفكيرهم وإنما يبقى حراً مبدعاً، كما أن الفنان أو النسَّاج أثناء عمله على النول لا يرى من السجادة التى يصممها إلا حوالى 10 سنتيمترات فقط، أى لا يرى ما تم إنجازه أو ما ينوى إنجازه.

وكل ذلك بغرض تعزيز قدرة الذاكرة والتركيز والإبداع لديه، وهو ما أعطى اللوحات الفنية فى المركز مذاقاً وروحاً مختلفة وجعلها تلقى ترحيباً وإشادة فى جميع المعارض الفنية العالمية، التى بدأت معرفتها بهذه اللوحات للمرة الأولى عن طريق السياح المترددين على منطقة الأهرامات فى مصر.

«قرب قرية الحرانية بمنطقة الأهرامات كان سبباً فى تعرف السائح الأجنبى على شغلنا، لأن اللوحات تعرض فى البازارات ولما السياح شافوها عجبتهم وفضلوا يسألوا بتتعمل فين لحد ما وصلوا المركز وجاءونا هنا»، قالها المهندس إكرام نصحى، مدير مركز رمسيس ويصا واصف، مؤكداً أنه بعدها اعتمد على الإيميل لإرسال صور اللوحات للأجانب فى الخارج والترويج لها.

ومع التطور التكنولوجى وظهور منصات التواصل الاجتماعى، تم تصميم صفحات باسم المركز على عدة منصات مختلفة مثل «فيس بوك» و«إنستجرام» لعرض المنتجات الفنية للنساجين: «تطور التكنولوجيا وظهور السوشيال ميديا ساعد فعلاً أن العالم كله يبقى قرية كونية صغيرة، وبضغطة زر واحدة تقدر توصل شغلك ورأيك ووجهة نظرك للعالم كله، علشان كده بدأنا نستغل ده وقدرنا نعرَّف العالم أكتر بشغلنا وفلسفتنا وأن اللى بنعمله ده مش مجرد لوحات نسيج أو سجاد، ده شغل فيه روح الفنان وخبرته وفلسفته وفلسفة المركز كله»، وفقاً لمدير المركز.

وأضاف: «أنا المسئول عن الترويج لشغل المركز على الإنترنت والسوشيال ميديا، وبنزّل الصور بشكل دورى، تقريباً مرة كل أسبوع، ومش بنزّل صور اللوحات بس إنما صور الفنانين أثناء العمل على النول لأن فيه ناس كتير ما بتكونش مصدقة أن الشغل ده معمول يدوى ومن غير سكتش».

وأوضح أن ذيوع صيت المركز عالميا أعطى شهرة كبيرة لقرية الحرانية نفسها، فبدأ اسمها يتردد كثيراً فى دول أوروبا والعالم الخارجى وبدأ الأجانب يتوافدون إليها لرؤية أهلها وزيارة المركز والفنانين أثناء عملهم: «رغم فرحتنا بزيارة الأجانب للمركز وانبهارهم بالشغل، بس مش هو ده أهم حاجة بالنسبة لنا ولا التارجت بتاعنا، إحنا كل الحكاية إننا حابين نشتغل ونبدع ونطلع حاجة صادقة تعبر عن اللى جوانا، ولأنها صادقة فعلاً بتعجب فى الآخر المواطن المصرى والأجنبى».

عدد كبير من مشاهير العالم تنوعوا بين الفنانين والساسة ورجال الأعمال ترددوا على زيارة المركز طوال الـ70 عاماً الماضية، وتجولوا بين أركانه، فهنا توجد المساحات الخضراء لزراعة نباتات الصبغة المُستخدمة فى صباغة الصوف بألوان مختلفة: الفوة لإعطاء اللون الأحمر، والزردة اللون الأصفر، والنيلة للأزرق.

وعلى الجانب الآخر يوجد الـ«جاليرى»، حيث تُعرض بعض مقتنيات الفنانين من السجاد اليدوى بأشكاله وأحجامه المختلفة، وهنا وبداخل غُرف مربعة تُغَطى حوائطها بطبقة طينية يقبع فنانو المركز أمام النول البسيط المتدلية عليه خيوط السدى ويمسكون بأيديهم خيوط الصوف الملونة ليشكلوا بها لوحات فنية لا يعرفها أحد سواهم، ولا يُمكن لأحد تقليدها، حتى هما أنفسهم؛ إذ إن كل لوحة هى وليدة حالة مزاجية معينة ومشاعر فريدة انتابت الفنان أثناء العمل دون تدخل منه: «مشاهير كتير زاروا المعرض استحالة أقدر أفتكرهم كلهم، بس منهم المفكر جان بول سارتر، والأغاخان الكبير والصغير، وملك السويد سنة 1965، وجاك شيراك، وجيمى كارتر، والممثل الكوميدى شارلى شابلن، والأميرة ديانا، وزوجة رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، وأغلب السفراء الأجانب بييجوا المركز ومعاهم ضيوفهم».

كما تمكن المركز من عرض أعماله الفنية فى عدد كبير من المعارض والمتاحف العالمية، كان أولها متحف «بازل» فى سويسرا عام 1958، ومن ثم المتحف القومى الهولندى، والمتحف القومى الاسكتلندى، ومتحف الحضارة فى فرنسا، إلى جانب معرضين أو ثلاثة فى كل من ألمانيا وأمريكا وإيطاليا وإنجلترا، وبعض المعارض الأخرى: «فى أحد المعارض طلبوا إن الفنانين يعملوا لوحات السجاد أمام الزوار لأن الناس مش مصدقة إن ده شغل يدوى ومن غير سكتش، فسافرنا من هنا وخدنا النول معانا، وأثناء ما الفنانين شغالين على النول كان الأجانب بينزلوا يبوسوا إيديهم تقديراً لقيمة الفن اللى بيعملوه».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرانية النسيج الغزل والنسيج السجاد اليدوي الألوان الطبيعية على النول

إقرأ أيضاً:

هل ارتفاع الكورتيزول صيحة وترند ابتكره ناشطو مواقع التواصل؟

يروج بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لحلول لمشكلة تتعلق بارتفاع هرمون في الجسم يدعى الكورتيزول وهو الهرمون الذي يسمى في بعض الأحيان هرمون التوتر. ولكن هل ارتفاع الكورتيزول صيحة وترند ابتكرها الناشطون أم أنها تشخيص لمرض حقيقي؟

توضح الدكتورة تريشا باسريشا -في مقال كتبته لصحيفة واشنطن بوست- أن ارتفاع الكورتيزول لا يشكل مشكلة صحية بالنسبة لمعظم الناس، على الرغم من الادعاءات المنتشرة على الإنترنت.

ويلقي المؤثرون في مجال الصحة باللوم على الكورتيزول في مجموعة من الأعراض تشمل الانتفاخ والتعب والتهيج والوجوه المنتفخة بشكل مفرط. لكن هذه الادعاءات تنبع من تبسيط مفرط -وفي بعض الأحيان تحريف- لكيفية عمل أجسامنا. في الواقع، فإن تسمية الكورتيزول بـ"هرمون التوتر" مضللة بعض الشيء.

ما وظيفة الكورتيزول؟

يتم تصنيع الكورتيزول -وهو هرمون ستيرويدي- من الكوليسترول. ويتم إفراز هرمون الكورتيزول كاستجابة لحدوث التوتر، ولا يسبب هذا الهرمون التوتر.

ويساعد الكورتيزول في إدارة رد فعل الجسم، وغالبا ما يلعب دورا مضادا للالتهابات. ويتم تنظيم تأثيرات التوتر المزمن بواسطة الكورتيزول والعديد من الجزيئات والهرمونات الأخرى.

ويلعب الكورتيزول أيضا العديد من الأدوار الحيوية طوال اليوم. على سبيل المثال، يساعد الكورتيزول على إطلاق الغلوكوز (سكر الدم) في مجرى الدم عندما تحتاج إلى طاقة إضافية، ويساعدك على الاستيقاظ في الصباح.

إعلان

من أتى أولا: التوتر أم الكورتيزول؟

أثبتت عقود من البحث أن التوتر المزمن -رد فعل أجسامنا على التحديات العاطفية والجسدية- يؤثر على صحتنا، إذ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بما يصل إلى 1.6 ضعف. ويبدو أن الأحداث التي تسبب التوتر في مرحلة الطفولة لها تأثير كبير على خطر الإصابة بالأمراض في مرحلة البلوغ.

ولكن من المهم أن نعرف أن أغلب الدراسات العلمية كانت تقيس الإجهاد باستخدام استبيانات، مثل تلك التي تتناول التوتر في العمل أو الإساءة أو العزلة الاجتماعية. ولم تقس مستويات الكورتيزول في الدم أو اللعاب. ورغم وجود بعض المواقف التي يكون فيها قياس مستوى الكورتيزول مفيدا، فإن مستويات الكورتيزول لا تعتبر مقياسا للتوتر المزمن.

في الدراسات التي تبحث في مستويات الكورتيزول والرفاهية، لم يجد الباحثون رابطا مباشرا بينهما. كما أن هناك مجموعة واسعة من المستويات التي يمكن اعتبارها طبيعية، اعتمادا على إيقاع الساعة البيولوجية اليومي، والأدوية التي قد يتناولها الشخص، ووجود أمراض أخرى وحتى الأنشطة الروتينية مثل التمرين.

هل يمكن أن يجعل الكورتيزول وجهك منتفخا؟

يزعم بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنه يمكنك إزالة الكورتيزول المرتفع وتقليل الانتفاخ في وجهك. وغالبا ما تكون هذه الادعاءات مصحوبة بصور قبل وبعد مذهلة لوجه الشخص. ويطلقون عليه "وجه الكورتيزول".

لكن "وجه الكورتيزول" ليس شيئا حقيقيا، على الأقل كما يتم وصفه عادة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص أصحاء.

بدأ هذا الأمر -مثل العديد من صيحات العافية الزائفة- ببذرة من الحقيقة. حيث يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة جدا من الهرمونات الستيرويدية في الجسم إلى متلازمة كوشينغ. ويمكن أن يحدث هذا عندما تنتج الغدد الكظرية الكثير من الكورتيزول، أو عندما يتناول شخص ما جرعات عالية من الستيرويدات لسبب طبي، مثل أمراض المناعة الذاتية أو السرطان.

إعلان

تشمل علامات متلازمة كوشينغ، من بين أمور أخرى، وجها مستديرا بشكل ملحوظ. إذا كنت قلقا بشأن متلازمة كوشينغ، فمن المهم مناقشة ذلك مع الطبيب. ولكن في أغلب الحالات التي لا يتم فيها تناول جرعات عالية من الستيرويدات، فمن غير المرجح أن يكون هذا هو الجواب، حيث إن مرض كوشينغ نادر، ويصيب ما يقارب من 40 إلى 70 شخصا من كل مليون.

أما حقيقة صور "وجه الكورتيزول" قبل وبعد، فالتفسير الأكثر وضوحا هو تغيرات الوزن بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • أبرز مقوماتها الاقتصاد والثقافة والتعليم.. العراق في المركز الـ 98 عالمياً بمؤشر القوة الناعمة
  • شاب يهاجم المصلين داخل مسجد بساطور .. فيديو
  • تغريدة الدويش الغامضة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • إخلاء سبيل الراقصة «دوسة» بكفالة 10 آلاف جنيه
  • هل ارتفاع الكورتيزول صيحة وترند ابتكره ناشطو مواقع التواصل؟
  • "الطلاق بسبب تايلور سويفت؟".. حادثة غريبة تشعل مواقع التواصل
  • الآلاف من زوار جبل إتنا يغامرون لمشاهدة الحمم المتدفقة .. فيديو
  • مصادر: عبدالرحيم كمال أبرز المرشحين لتولي رئاسة الرقابة على المصنفات الفنية
  • عودة طفل بعد شهر من اختفائه تثير تساؤلات على مواقع التواصل باليمن
  • ضبط شخص يدير حسابات وهمية لبيع معدات غش في التوجيهي