التسويق لسجاد الحرانية عبر «مواقع التواصل».. و«ديانا وشابلن» أبرز الزوار
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
بدأ العمل الفعلى لتشكيل لوحات النسيج اليدوى فى مركز المهندس رمسيس ويصا واصف عام 1952، ولم تمر عدة سنوات حتى بدأ فنانو المركز فى إنتاج أولى لوحاتهم الفنية التى ترصد تفاصيل الحياة اليومية فى الريف المصرى باستخدام خيوط النسيج.
ومن ثم ذاع صيت المركز حتى تلقى الدعوة الأولى من معرض «بازل» فى سويسرا عام 1958 لعرض لوحات فنية خلال أيام انعقاد المعرض، لتكون تلك بداية معرفة العالم الخارجى بفلسفة المهندس «رمسيس»، وبراعة الفنان المصرى فى تشكيل لوحات من النسيج على النول مباشرة دون حتى وجود صورة يُقلدها، حتى وصل المركز إلى عرض لوحاته سنوياً فى معارض عالمية، بل وتقتنى هذه المعارض بعض أعمال الفنانين لتحتفظ بها، وهو ما احتاج بالطبع إلى مجهود كبير لتوصيل اللوحات للعالم الخارجى، وبالطبع اعتمد على التطور التكنولوجى وظهور منصات التواصل الاجتماعى فى السنوات الأخيرة.
فلسفة محددة تميز بها المهندس الراحل رمسيس ويصا واصف، وهى أن كل إنسان لديه قدرة إبداعية غير محدودة داخله، ووضْع حدود لهذا الشخص من حيث الصواب والخطأ فى العمل يعنى تقييد حرية الفكر والخيال لديه وبالتالى قدرته الإبداعية، لذا قرر منذ البداية ألا يضع فنانو المركز أمامهم صورة أو «سكتش» ليقلدوها على النول باستخدام خيوط النسيج، حتى لا يتقيد تفكيرهم وإنما يبقى حراً مبدعاً، كما أن الفنان أو النسَّاج أثناء عمله على النول لا يرى من السجادة التى يصممها إلا حوالى 10 سنتيمترات فقط، أى لا يرى ما تم إنجازه أو ما ينوى إنجازه.
وكل ذلك بغرض تعزيز قدرة الذاكرة والتركيز والإبداع لديه، وهو ما أعطى اللوحات الفنية فى المركز مذاقاً وروحاً مختلفة وجعلها تلقى ترحيباً وإشادة فى جميع المعارض الفنية العالمية، التى بدأت معرفتها بهذه اللوحات للمرة الأولى عن طريق السياح المترددين على منطقة الأهرامات فى مصر.
«قرب قرية الحرانية بمنطقة الأهرامات كان سبباً فى تعرف السائح الأجنبى على شغلنا، لأن اللوحات تعرض فى البازارات ولما السياح شافوها عجبتهم وفضلوا يسألوا بتتعمل فين لحد ما وصلوا المركز وجاءونا هنا»، قالها المهندس إكرام نصحى، مدير مركز رمسيس ويصا واصف، مؤكداً أنه بعدها اعتمد على الإيميل لإرسال صور اللوحات للأجانب فى الخارج والترويج لها.
ومع التطور التكنولوجى وظهور منصات التواصل الاجتماعى، تم تصميم صفحات باسم المركز على عدة منصات مختلفة مثل «فيس بوك» و«إنستجرام» لعرض المنتجات الفنية للنساجين: «تطور التكنولوجيا وظهور السوشيال ميديا ساعد فعلاً أن العالم كله يبقى قرية كونية صغيرة، وبضغطة زر واحدة تقدر توصل شغلك ورأيك ووجهة نظرك للعالم كله، علشان كده بدأنا نستغل ده وقدرنا نعرَّف العالم أكتر بشغلنا وفلسفتنا وأن اللى بنعمله ده مش مجرد لوحات نسيج أو سجاد، ده شغل فيه روح الفنان وخبرته وفلسفته وفلسفة المركز كله»، وفقاً لمدير المركز.
وأضاف: «أنا المسئول عن الترويج لشغل المركز على الإنترنت والسوشيال ميديا، وبنزّل الصور بشكل دورى، تقريباً مرة كل أسبوع، ومش بنزّل صور اللوحات بس إنما صور الفنانين أثناء العمل على النول لأن فيه ناس كتير ما بتكونش مصدقة أن الشغل ده معمول يدوى ومن غير سكتش».
وأوضح أن ذيوع صيت المركز عالميا أعطى شهرة كبيرة لقرية الحرانية نفسها، فبدأ اسمها يتردد كثيراً فى دول أوروبا والعالم الخارجى وبدأ الأجانب يتوافدون إليها لرؤية أهلها وزيارة المركز والفنانين أثناء عملهم: «رغم فرحتنا بزيارة الأجانب للمركز وانبهارهم بالشغل، بس مش هو ده أهم حاجة بالنسبة لنا ولا التارجت بتاعنا، إحنا كل الحكاية إننا حابين نشتغل ونبدع ونطلع حاجة صادقة تعبر عن اللى جوانا، ولأنها صادقة فعلاً بتعجب فى الآخر المواطن المصرى والأجنبى».
عدد كبير من مشاهير العالم تنوعوا بين الفنانين والساسة ورجال الأعمال ترددوا على زيارة المركز طوال الـ70 عاماً الماضية، وتجولوا بين أركانه، فهنا توجد المساحات الخضراء لزراعة نباتات الصبغة المُستخدمة فى صباغة الصوف بألوان مختلفة: الفوة لإعطاء اللون الأحمر، والزردة اللون الأصفر، والنيلة للأزرق.
وعلى الجانب الآخر يوجد الـ«جاليرى»، حيث تُعرض بعض مقتنيات الفنانين من السجاد اليدوى بأشكاله وأحجامه المختلفة، وهنا وبداخل غُرف مربعة تُغَطى حوائطها بطبقة طينية يقبع فنانو المركز أمام النول البسيط المتدلية عليه خيوط السدى ويمسكون بأيديهم خيوط الصوف الملونة ليشكلوا بها لوحات فنية لا يعرفها أحد سواهم، ولا يُمكن لأحد تقليدها، حتى هما أنفسهم؛ إذ إن كل لوحة هى وليدة حالة مزاجية معينة ومشاعر فريدة انتابت الفنان أثناء العمل دون تدخل منه: «مشاهير كتير زاروا المعرض استحالة أقدر أفتكرهم كلهم، بس منهم المفكر جان بول سارتر، والأغاخان الكبير والصغير، وملك السويد سنة 1965، وجاك شيراك، وجيمى كارتر، والممثل الكوميدى شارلى شابلن، والأميرة ديانا، وزوجة رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، وأغلب السفراء الأجانب بييجوا المركز ومعاهم ضيوفهم».
كما تمكن المركز من عرض أعماله الفنية فى عدد كبير من المعارض والمتاحف العالمية، كان أولها متحف «بازل» فى سويسرا عام 1958، ومن ثم المتحف القومى الهولندى، والمتحف القومى الاسكتلندى، ومتحف الحضارة فى فرنسا، إلى جانب معرضين أو ثلاثة فى كل من ألمانيا وأمريكا وإيطاليا وإنجلترا، وبعض المعارض الأخرى: «فى أحد المعارض طلبوا إن الفنانين يعملوا لوحات السجاد أمام الزوار لأن الناس مش مصدقة إن ده شغل يدوى ومن غير سكتش، فسافرنا من هنا وخدنا النول معانا، وأثناء ما الفنانين شغالين على النول كان الأجانب بينزلوا يبوسوا إيديهم تقديراً لقيمة الفن اللى بيعملوه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحرانية النسيج الغزل والنسيج السجاد اليدوي الألوان الطبيعية على النول
إقرأ أيضاً:
تهمة الإتجار بالأطفال تلاحق مؤثرا مشهورا على مواقع التواصل بالمغرب
زنقة 20 . متابعة
تم مؤخرا تداول اتهامات خطيرة تواجه صانع محتوى شهير على منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب.
هذه الاتهامات تزعم أن المؤثر الذي ينشط بقوة على تيك توك و إنستاغرام ، متورط في قضايا ترتبط بالاتجار بالبشر و ممارسة الشعوذة، و تعرض أطفال لممارسات غير قانونية مع اجانب.
وحسب الأنباء المتداولة، فإن المعني بالأمر يقود شبكة تتكون من أشخاص يستغلون ظروف الفئات الهشة في المجتمع، و اطفال البادية، ويستدرجونهم إلى القيام بممارسات غير قانونية، مع اجانب خاصة خليجيين.