حظيت البقرة باهتمام كبير فى الأديان والحضارات القديمة، المصريون أول من اخترعوا عبادتها فقد كانت ترمز للإله حتحور، وهى تعتبر إلهة السماء، الحب، السعادة، الجمال، والأمومة، وانتقلت هذه القداسة إلى حضارات العالم القديم فالديانة الهندوسية تبجّلها وتعبدها، والمدهش تسرب هذه القداسة العجيبة إلى الأديان الإبراهيمية!!
ففى المسيحية ترمز إلى ذبيحة الصليب، وذلك كون المسيح قدَّم نفسه فداءً عن خطايا كل بنى ادم، وهى اسم أكبر سور الذكر الحكيم، اما فى اليهودية فهى ركن أساسى فى صلب العقيدة وينتظر ظهورها كعلامة كبرى من علامات نهاية الزمان.
فعلى مدى التاريخ القديم تمكن اليهود من التطهر بـ9 بقرات فقط كانت الأخيرة منذ أكثر من 2000 سنة وهم يبحثون عن هذه البقرة المعجزة التى لها شروط استثنائية نجد لها وصفًا دقيقاً كما جاء فى سفر العدد، وهى بقرة حمراء نقية تماماً من اى لون آخر صحيحة ولا شية فيها، وألا تكون استخدمت فى الزرع أو الحرث فوفقًا لنبوءة الكتاب المقدس سيكون هناك هيكل ثالث فى أورشليم وهو هيكل آخر الزمان.
يحيى اليهود الحريديم بكافة أطيافهم، ذكرى خراب الهيكل والذى يوافق 9 أغسطس حسب التقويم العبرى ويعتبر يوماً مقدساً يجب الصيام فيه، لذا أجمع كل من حاخامات الأشكناز والسفارديم على أن إعادة بناء الهيكل هو أمر إلهى لا دخل للإنسان فيه ولا يحق لهم أن يعملوا من أجل إعادة بنائه من جديد، لأن الهيكل يبنى فى السماء وتنزل به الملائكة من السماء لتضعه فى مكانه على جبل الهيكل عند نزول المسيح، وهنالك فتوى مشتركة تحرّم دخول جبل الهيكل وتحذر كل من يخالف الفتوى بأنه يرتكب خطيئة لكن حركة الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل تضغط بكل قوة لتغيير هذه الفتوى وتسعى جاهدة لتبنى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والسماح للمتطرفين بالصلاة داخله وتحاول طرد الأوقاف الأردنية.
يتوق غالبية اليهود ومعهم البروتستانت للعثور على «أدومَّا» البقرة المقدسة لحرقها وخلط رمادها بالماء من أجل التطهير الطقسى، عندئذ يدخلون الهيكل الثالث ويعود المسيح المنتظر ويقف وراء كل ذلك الجنون ايتمار بن غفير وزير الأمن الداخلى بالرغم من أن هناك تحذيرات استخباراتية وامنية إسرائيلية رفيعة المستوى تحذر من محاولة تغيير الوضع القائم سيؤدى بشكل حاسم إلى انتفاضة ثالثة أو رابعة وربما تتسع لحرب دينية شاملة ستأكل الأخضر واليابس لكن نتنياهو الضعيف لا يسمع ولا يرى، فهو أسير ذليل لدى غلاة المستوطنين ويعمل وفق مصلحته الشخصية الضيقة.
كل مرة تتم محاولة المساس بهوية الحرم القدسى الشريف يحدث ما لا يحمد عقباه، كما حصل فى هبة البراق عام 1929، وكذلك الانتفاضة الثانية عام 2000 ثم “هبة الكرامة” فى 2021، التى ثار فيها الفلسطينيون على طرفى الخط الأخضر.
أعتقد أن العبث ببرميل بارود الأقصى سيحرق الجميع ولن تقوم لهذا الكيان الغاصب قائمة بعدها، فهذه ليست قضية فلسطينية فقط وانما قضية عقدية لأكثر من مليار والنصف مسلم فهل يستطيع عقلاء الغرب لجم كباح اولئك الاغبياء الموتورين.
قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قضية فلسطينية أدوم ا
إقرأ أيضاً:
بإسقاطها 22 طائرة.. دفاعات اليمن الجوية تربك العدو الأمريكي وتفخخ السماء أمام طائراته
يمانيون../
في تطور لافت ومقلق للعدو الأمريكي ارتفع عدد طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكية MQ_9 التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية منذ بداية معركة إسناد غزة إلى 22 طائرة.
القوات المسلحة كانت قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاط طائرة أمريكية معادية نوع MQ_9 أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء سواحل محافظة حجة، بصاروخ أرض جو محلي الصنع، لتصبح هذه الطائرة هي السابعة التي أسقطتها الدفاعات اليمنية خلال شهر أبريل الجاري والـ 22 خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي يشارك فيها اليمن إسنادا للشعب الفلسطيني.
إسقاط كل هذا العدد من طائرات الاستطلاع الأمريكية خلال فترة ليست طويلة يعكس مستوى التطور الكبير والملحوظ الذي وصلت إليه الدفاعات الجوية اليمنية وما تمتلكه من قدرة في التصدي لهذه الطائرات الأكثر تطورا في العالم، والتي يستخدمها العدو لأغراض عسكرية وتجسسية.
وفي ظل التصعيد الذي يمارسه العدوان الأمريكي ضد الشعب اليمني بتكثيف غاراته على المدنيين والمنشآت المدنية والخدمية، أصبحت هذه الطائرات هدفا للدفاعات الجوية، وهو ما يحمل الكثير من الأبعاد العسكرية ويمثل نقطة تحول في مسار المواجهة.
وفي كلمته مساء أمس أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى ما تشهده قوات الدفاع الجوي من تطور، وما تحققه من نتائج ملموسة في إمكاناتها وفاعلية عملياتها، من خلال الاستمرار في اصطياد طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكية، وتمكنها خلال الأسبوع الفائت من إسقاط ثلاث طائرات من هذا النوع في أجواء محافظات صنعاء والحديدة وحجة، ليرتفع عدد الطائرات التي تم إسقاطها إلى 22 منذ بداية عمليات الإسناد لغزة.
ويؤكد خبراء عسكريون أن تمكن الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط كل هذه الطائرات بصواريخ محلية الصنع، يعكس التطور المتزايد لقدراتها، كما يثير الكثير من التساؤلات حول جدوى استمرار أمريكا في الاعتماد على هذه الطائرات، وتأثير ذلك على استمرار العدوان الأمريكي على اليمن.
وتعد طائرة “إم كيو-9” من بين أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار وتضم مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة وتبلغ قيمة الطائرة الواحدة منها حوالي 30 مليون دولار.
تتنوع مهام هذه الطائرة بين المراقبة والتجسس وضرب أهداف أرضية، وتتميز بقدرتها على حمل صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، كما تمتلك نظام رادار متطور ينقل البيانات لعدد من الطائرات أو المواقع على الأرض.
وبحسب الخبراء يبلغ طول الطائرة 11 مترا وعرضها مع الأجنحة 20 متراً، في حين يصل مدى التحليق للطائرة إلى نحو ثلاثة آلاف كيلو متر، ويبلغ أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 300 كيلو متر.
تعكس عمليات الإسقاط المتكررة لطائرات “إم كيو 9” تطورا ملحوظا في القدرات الدفاعية اليمنية كون هذه الطائرات من الأنواع الأكثر تطورا في العالم، ما يمثل رسالة لأمريكا بأن أجواء اليمن لم تعد مستباحة لهذا النوع من الطائرات التي اعتمدت عليها ولاتزال في تنفيذ عملياتها العدوانية على اليمن.
كما يشكل إسقاط هذا العدد من هذه الطائرات تحديا كبيرا لأمريكا وفضيحة جديدة لقواتها تضاف إلى فضائح بوارجها البحرية وحاملات طائراتها التي ظلت تجوب البحار لتربك وتخيف من خلالها دول العالم، قبل أن تتمكن القوات اليمنية من إجبارها على الفرار والتراجع لتتغير بذلك نظرة العالم إليها.
وإلى جانب ما سبق تأتي الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها العدو الأمريكي جراء فقدانه 22 طائرة تعادل قيمة الواحدة منها 30 مليون دولار، ما يعني ارتفاع هذه الخسائر إلى أكثر من 660 مليون دولار، تضاف إلى غيرها من تكاليف عملياته العدوانية الباهظة واستنفاد مخزوناته من الصواريخ والأسلحة المتطورة وتكاليف الطلعات الجوية، والتي تشكل في مجملها تهديدا حقيقيا للخزينة والاقتصاد الأمريكي.
تواصل الدفاعات الجوية من خلال هذه العمليات إرباك العدو وتفخيخ السماء أمام طائراته باهظة الثمن والتي لم تحقق له أي هدف عسكري سوى استهداف المدنيين في الأسواق والأحياء السكنية وهدم المنازل على رؤوس النساء والأطفال لتعكس بذلك حجم الفشل، وحالة التخبط التي وصل إليها نتيجة عجزه عن إيقاف عمليات اليمن العسكرية ضد الكيان الصهيوني، وما تفرضه من حصار على الملاحة الإسرائيلية والأمريكية.
وكان مسؤولون أمريكيون اعترفوا في تصريحات نقلتها شبكة “سي إن إن” بأن نجاح القوات اليمنية في إسقاط المسيّرات الأمريكية التي يعتبرونها الأنسب للمهمة، عرقل الانتقال إلى ما اسموه “المرحلة الثانية” من حملتهم العسكرية على اليمن.
كما اعترفوا بأن قوات صنعاء “أصبحت أكثر براعة في استهداف الطائرات المسيّرة الأمريكية، وأن الخسائر المستمرة للمسيّرات صعّبت إحراز أي نجاح في تدمير أسلحة اليمن” حد قولهم.
سبأ يحيى جارالله