جسد نحيل يغطيه جلبابٌ أسود، ووجه مستدير تلفه «طرحة»، خفيفة بنفس اللون، ملامحها الطيبة تظهر عليها تجاعيد الزمن وابتسامة طفولية صادقة تزيدها وقاراً.. هكذا تبدو «الحاجة لطيفة»، 62 عاماً، التى صاحبت السجاد قبل 50 عاماً واتخذته وسيلة مضمونة للهرب من مشاعر الحزن الساكنة فى قلبها جرّاء رحيل الأحباب ومرض ابنها.

«بدأت العمل فى عمر 12 سنة.. تعلقت بها ودائماً ما أدعو الله أن يديمها علىّ نعمة»، قالتها لطيفة، ابنة قرية الحرانية بمركز أبوالنمرس بالجيزة، موضحة أن عملها فى صناعة السجاد اليدوى مكّنها من تربية أبنائها الـ5 وقتل وقت الفراغ بعد وفاة والدهم: «الشغلانة حلوة.. وقّفتنى على رجليا وخلّتنى جوّزت بناتى الحمد لله»، لافتة إلى أن العمل بحرية سواء فى الوقت أو الفكر أكثر ما يروق لها بل ويوسع من أفق خيالها وقدراتها الإبداعية.

حزن دفين يعيش فى قلب «الحاجة لطيفة» منذ زمن طويل، نتيجة مرض ابنها «تامر»، من ذوى الهمم، ووفاة زوجها وشقيقيها وأشقاء زوجها، لم تجد وسيلة للهرب من تبعات تلك الأحداث إلا من خلال الجلوس أمام النول ونسج خيوط الصوف وتشكيل لوحات فنية تسرق حزنها لأيام وشهورٍ طويلة: «حينما يضيق صدرى أقصد النول.. القعدة هنا بتنسى كل حاجة خاصة الحزن والألم».

لوحات فنية كثيرة شكلتها لطيفة خلال رحلتها مع السجاد اليدوى، كما حضرت افتتاح بعض المعارض فى متاحف عالمية وقامت وقتها بنسج الخيوط على النول أمام زوار المعرض: «وقتها سافرنا بلبسنا الريفى البسيط علشان ده جزء من ثقافتنا وتراثنا، والأجانب كانوا فرحانين جداً وهما بيشوفونا شغالين قدامهم»، وأكدت أنها تعمل فى المركز طوال أيام الأسبوع بداية من الـ10 صباحاً، وحتى الـ4 عصراً، عدا الجمعة، ويقضى أبناؤها الإجازة الأسبوعية برفقتها: «ولادى لما يشوفوا صور السجاد اللى أنا عاملاه بيقولوا لى لا ده إنتى فنانة جامدة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النسيج الغزل والنسيج السجاد اليدوي الألوان الطبيعية

إقرأ أيضاً:

ليه مفترض ما تخوض نقاشات مطولة؟

خلال نقاشك مع الناس ..مرات كتيرة بجيك احساس بالغيظة لانو في حاجة انت شايفها بديهية شديد و مستغرب كيف الطرف التاني ما شايفها او ما داير يقتنع بنفس الشي الانت شايفو
.
انت بالنسبة ليك الموضوع ممكن يكون واضح زي معلومة انو السماء لونها ازرق…و بتكون شايف انو الطرف التاني رغم الوضوح ده بقول ليك لالا لونها احمر … و ممكن اليغيظك اكتر انو بعض الناس تلتف حول الزول البقول لونها احمر ده و توافقو في الراي … و تتضايق اكتر لمن تبدا تشوف في مجموعة جديدة بدت تقول انو لون السماء اخضر …
.
احساسك بالغيظة ده بخليك تدخل في عملية نقاش مستمرة مع الناس دي بغرض فرض وجهة نظرك … و ممكن الموضوع يتحول لحاجة منهي عنها اسمها (المراء) او الجدال
.
و طبعا المراء هو النقاشات و الخلافات المطولة الممكن تخرب بين الناس و تفسد ذات البين .. من غير وجود مصلحة واضحة منها
.
الرسول صلى الله عليه و سلم قال ( انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المرء وإن كان محقا)
.
دي الحاجة المفترض انت تعملها …انك تتجنب الدخول في مراء .. قول فكرتك ..ولو حسيت في زول عاوز استيضاح عن نقطة او سالك عن نقطة ممكن ترد ..لكن لو حسيت بالموضوع بدا يجر انا بنصحك توقف
.
يعني لو قلناها بي لغة الفيسبوك … انت ممكن تكتب منشور… جاك زول في الكومنتات استوضحك او غالطك .. ممكن تعمل ليهو ريبلاي … و لحدي هنا وخلاص … لكن 20 ريبلاي ده هنا مراء و جدل و ما حتصلوا لشي
.
ما حتصلوا لشي ليه… لانو طالب الحق يكفيه الدليل .. و طالب الباطل لا يكفيه مائة دليل…
.
وانا هنا استخدمت كلمة (الحق) دي مجازا … لانو انا بفترض فيك حسن النية و انك بتقول الحاجة الانت شايف انها حق
(لانو طبعا في ناس بتقول كلام و هي عارفة انو ما حق من باب التنطع )
.
لكن انا بفترض حسن النية انك انت بتقول في وجهة النظر الانت شايف انها حق ( على وزن السماء لونها ازرق القلناها فوق )
.
و الطرف التاني البرد عليك برضو شايف انو الحاجة البقول فيها دي هي الحق ( على وزن السماء لونها احمر )
.
في الحالة دي انت مفترض تشوف انو طالما هو ما اقتنع بكلامك و بدا يغالط ف خلاص هنا هو طالب الباطل الذي لن يكفيه مائة دليل
.
و هو من جانبو برضو يطبق نفس النظرية و يشوفك انت صاحب الباطل الذي لن يكفيه مائة دليل
.
و لو راجعت الحاجة دي احصائيا .. حتلقى انو نادر جدا بصورة تكاد تكون معدومة … انو زول نتيجة نقاش يقتنع .. يعني هسي انت هل بتتذكر قبل كدة دخلت ليك نقاش مطول مع زول… خلينا من باب المثال نقول انو بقول حمدوك كويس .. و انت بتقول حمدوك كعب … و انت بقيت تحشد في الاستدلالات و هو يحشد في الاستدلالات .. و قام النقاش انتهى بانو الزول ده قال ليك والله خلاص اقنعتني فعلا من الليلة قناعتي حتبقى انو حمدوك كعب؟
ابدا ما حيحصل كدة …
لكن هو زاتو رايو ممكن يتغير عبر الزمن و عبر تجلي حقائق و عبر التجربة … ممكن تجي بعد سنة تلقاهو يقول ليك والله انا كنت مغشوش في حمدوك … ( ده مجرد مثال ) … لكن الحاجة دي ما نتيجة نقاش معاك و انما نتيجة تجربة …
و السبب في انو صعب الحاجة الانت شايفها بديهية دي …غيرك يشوفها بديهية …عدة اسباب
.
منها اولا : اختلاف المرجعيات
.
في زول مرجعيتو الكتاب و السنة و السلف الصالح .. في زول مرجعيتو كتاب المفكر اليوناني فلان …في زول مرجعيتو فيلم .. في زول ما عندو مرجعية اساسا …
يعني كمثال انت هسي تجي تغالط ليك زول في مسالة المصافحة مثلا .. و تكون شايف انو كونك جبتا ليهو دليل حديث واضح كدة افحمتو و مفترض يقتنع … لكن انت ناسي انو الزول ده ما زيك و ما قام على المرجعية دي … و بالنسبة ليهو القران و الحديث دي حاجات هو ما بيتعامل معاها اساسا … ولا جزء من حياتو اليومية .. و احترامها كمرجعيات ده اساسا ما جزء من الفهم المزروع فيهو… فبالتالي انت ما متفق مع الزول ده في المرجعيات اساسا عشان تمشوا لقدام …فانت حتكون بتقول السماء زرقاء و هو بقول حمراء ..
.
ثانيا : اختلاف القيم
.
في قيم يا اما مزروعة في الانسان او ما مزروعة في الانسان .. و القيم دي بتتحول لاولويات …
يعني مثلا هسي جزء كبير من المواطنين السودانيين عندهم قيمة اسمها (الكرم) مزروعة فيهم … يعني لو انت جيت قعدتا جمبو و هو بياكل مستحيل ما يقول ليك اتفضل .. ولو مستعد يشاركك اكلو و يديك تلبس ملابسو …
انت ممكن تمشي تقعد ليك مع مواطن من احدى دول اوروبا مثلا … وهو بياكل تقول ليهو اديني معاك من السندوتش ده .. ممكن يعاين ليك كدة يقول ده مالو ده … و ما يديك.. ولو كترتا كلامك ممكن يجيب ليك البوليس
يلا ده ما تزعل منو ..
القيمة دي ما اتزرعت فيهو ..انت ما حتقدر عن طريق نقاش او حوار تزرع فيهو القيمة دي
او مثلا الغيرة ..ك قيمة …
انت ما ممكن مثلا تجيب ليك خواجي بخلي مرتو تحوم بالمايو في البيتش
و تحاول تشرح ليهو مفهوم الغيرة و انو ليه هو مفترض ما يرضى و ما يسمح بالحاجة دي
ما حتقدر تزرع فيهو القيمة دي عبر النقاش و الحوار …انت بينك و بينو اختلاف في القيم
هو ما متربي على انو يشوف الحاجة دي بالزاوية او بالطريقة الانت شايفها بيها ..
انت ممكن يكون بالنسبة ليك شي بديهي انو اذا مثلا المتمردين دخلوا قرية دايرين يغتصبوا او يسرقوا .. فرجال القرية دي ممكن بي عكاكيز و عصايات ساي يطلعوا يواجهو دوشكات و يموتوا عديل مقابل الحفاظ على العرض …. لكن في غيرك بشوف انو اهم شي انت تكون حي و سليم و الباقي هين … و بشوف انو الرشاش اقوى من العكاز … و هم 300 و نحنا 100 .. اذن احسن نمشي الموضوع و نحافظ على نفسنا من الهلاك و اهم شي الروح …
انت لو من النوع الاول ابو عكازة ما حتقدر عن طريق نقاش تحدث اي اختراق في عقلية الشخص بتاع نحافظ على انفسنا ده
و العكس صحيح .. هو مهما حشد ليك من الحاجات و الاسباب ما حيقدر يخليك تشيل فكرة المواجهة و الموت من راسك
و ده اختلاف قيم
كل زول فيكم قيمو براها
و نقاشكم مع بعض ضياع وقت
.
ثالثا : اختلاف المعرفة و التجربة
.
زول ما جرب حاجة بكون ما عندو وعي و ادراك كامل بيها حتى اذا كان عندو معرفة بيها
يعني هسي قبل الحرب دي اي زول كان عارف كمعلومة انو الحرب حاجة كعبة و غير محببة و انو بيحصل فيها قتل و تشريد
لكن بعد الحرب دي المعرفة اتحولت لوعي و ادراك كامل بابعادها
يلا اتخيل معاي زول جايي من منطقة عمرها ما شهدت حرب (رغم انو بيعرف الحرب نظريا)
يقوم يخش في نقاش في مسالة متعلقة بالحرب مع زول عايش ليهو 10 سنوات في ظل الحرب
اكيد هنا حيكون ده بيقول السماء زرقاء .. و ده بيقول حمراء
و كل واحد شايف انو كلامو بديهي شديد …. و مستحيل النقاش يفضي لاتفاق او لنقل الخبرة عبر الكلمات و الحروف …
عشان كدة نصيحة جانبية للناس ما ترفع شعارات متطرفة و التزامات مستقبلية زي مثلا شعار ( انا عمري ما حعمل الحاجة الفلانية )
لانو مع تطور خبراتك و معرفتك قد يتحول رايك و قناعاتك بخصوص بعض القضايا و الامور ….
.
رابعا: اختلاف المصالح
.
و دي بنشوفها كتير جدا
لما تكون ما عندك مصلحة في قضية معينة ساهل جدا تدعم الخيار الانت بتشوفو صح اخلاقيا
لكن لو عندك فيها مصلحة و خصوصا لو مصلحة كبيرة جدا .. غالبا مقياس الاخلاق ما يكون هو المقياس الوحيد الا اذا كنت انسان نزيه بمعنى الكلمة.
يعني هسي اتخيل معاي انو في دولة اسمها (الامارات) بتدعم بصورة مباشرة او غير مباشرة الحرب في السودان
وانت عايش في الدولة دي … و بتقري عيالك في مدارسها و شغال في وظيفة محترمة جدا فيها …
و فجاة الناس بدت تطالب بادانة واضحة للدولة دي …
غالبا انت حتكون فيك تخاذل عن الادانة الواضحة دي ..لانها ضد مصلحتك … لانو الادانة دي قد تعني ترحيلك .. و ترحل تمشي وين و بلدك فيها حرب؟ و عيالك حيحصل فيهم شنو؟ فبتلقي هنا نظرا لاختلاف المصالح في زول اخد موقف غير الانت شايفو واضح وضوح الشمس و المفترض كل الناس تقيفو
و الزول ده في النقاشات دايما بتلقاهو عندو راي مخالف للراي الانت شايفو و بدافع عن حاجة قد تبدو ليك غريبة
الحاجة دي بتلاحظها حتى في السياسيين .. لانهم الاكثر تعرضا للحاجة دي
سواء الاغراءات المالية او سواء استخدام كروت ضغط بحاجات ماسكينها عليهو او تهديدات ليهو او لعائلتو … و بتلقاها عند المحزبين في نقاشاتك معاهم لانهم مدفوعين بالمصلحة الحزبية وليس مصلحة الوطن … فانت بتقول السماء زرقاء و هو بقول حمراء …
.
و اخيرا .. اختلاف المقدرات الذهنية
.
و دي واضحة ما محتاجة شرح
.
دي واحدة من الحاجات البتخليك تقول السماء زرقاء و التاني يقول حمراء ..
.
و غير الاسباب دي في اسباب كتيرة برضو بتادي للاختلافات الكبيرة في وجهات النظر
.
و بتكون الاختلافات اصعب من انها تتحسم في نقاش او حوار
عشان كدة ما تضيع زمنك ..خت في بالك انو قناعات الزول اتشكلت من بيئتو و ثقافتو و معرفتو و و عيو و تربيتو و دينو و مرجعياتو و تجاربو و مصالحو و مقدراتو الذهنية .. الحاجات دي انت ما بتقدر تغيرها بي نقاش
اشرح فكرتك .. و ادي تعقيب تعقيبين و اكتفي …
و خت في بالك انو انت زاتك قد يحصل ليك تغيير في احد العوامل المذكورة فوق دي و تنضم لفريق السماء لونها احمر في المستقبل

Ahmed Crash

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ليه مفترض ما تخوض نقاشات مطولة؟
  • منذ الرومان.. مدينة تونسية تحافظ على فن الفسيفساء
  • «حياة كريمة» تنقذ عائلة «يسرية» بعد وفاة زوجها وابنها: «بقى ليا معاش»
  • فيديو جنازة والدة العاهل المغربي.. ما حقيقته؟
  • لوحات جديدة «كود 1» للدراجات النارية برأس الخيمة
  • لطيفة بنت محمد تبحث سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • عروض فنية وسينما ولقاءات أدبية.. الثقافة الفلسطينية تواصل مهامها رغم الحرب
  • فيديو.. غارة إسرائيلية تقتل قائد وحدة في حزب الله وتصيب ابنه
  • امرأة تقتل مسلحًا حوثيًا وتصيب آخر عقب اعتدائه على زوجها
  • عاجل| شريف فاروق: تخفيف العبء على المواطنين هي الشغل الشاغل لوزارة التموين من الآن