«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»، ما زلنا مع أحد أبطال مصر، مهندس وحدات الكبارى بسلاح المهندسين، وقائدها فى حرب أكتوبر 1973، ونائب مدير السلاح، أعطى لمعركة العبور كل حياته، وعبر مع جنوده من الهزيمة إلى النصر، وكانت قصة حياته واستشهاده رمزا لنضال شعب عظيم، وقادة أعظم.
لقب بـ«اليد النقية» نظرا لتعامله مع آلاف العمليات لتفكيك الألغام دون أن يفشل فى عملية واحدة، كما أنه مهندس العبور الذى أنشأ الكبارى التى مر عليها الجيش المصرى من غرب القناة إلى شرقها، وصاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو.
يوم استشهاده.. تم اختياره ليكون عيدا للمهندسين.. كما أطلق الرئيس الراحل أنور السادات اسمه على أهم نفق يربط سيناء بباقى المحافظات، وحصل اسمه على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، كما أطلق اسمه أيضا على إحدى دفعات الكلية الحربية، وذلك نظرا لما أظهره من شجاعة فائقة فى ميادين القتال بداية من العدوان الثلاثى على مصر، وانتهاءً بيوم استشهاده فى 14 أكتوبر 1973.
ولد الشهيد أحمد حمدى فى 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفى عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية «فرونز» العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتى بدرجة امتياز.
روى عن الشهيد البطل العديد من القصص والروايات الحقيقية من أرض المعركة، والتى أظهرت حنكته وصلابته وإرادته القوية فى دحر العدو واستعادة أرض الفيروز من أيدى المغتصب وتنفيذ المهام الموكلة له بكل دقة وحرفية، كان أبرزها ما فعله خلال الهجوم الثلاثى على مصر عام 1956، وقتها قام الشهيد البطل بعمل فدائى كاد أن يكلفه حياته، وذلك عندما قرر منع العدو من العبور للضفة الأخرى، وقام بنفسه بتفجير كوبرى الفردان شمال مدينة الإسماعيلية بـ11كم، ومنع بذكائه العدو من المرور عليه، وأيضا كان سببا فى إبطال أكثر من 2200 لغم فى صحارى مطروح.
فى خضم حرب 1967 والتى كان الجيش وقتها فى حالة يرثى لها، تلقت كافة الوحدات تعليمات بالانسحاب من سيناء، إلا أن البطل كان له رأى آخر، وقرر تنفيذ خطته بخنق العدو قبل الانسحاب الكامل من منطقة سيناء حيث كان متمركزا هناك برفقة جنوده ومعداته، حيث قرر منع العدو من استخدام أى نقطة مياه من خلال المحطات الرئيسية، وقام بتدمير معظم خطوط المياه فى سيناء.
وعندما اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب لإعادة الأرض، كلف الشهيد أحمد حمدى عام 1971 بتشكيل وإعداد لواء كبارى كامل ليتمكن الجيش الثالث من العبور عليه وقت الحرب، بل وعمل على تطويع الكبارى السوفيتية الصنع لتكون ملائمة للظروف وسهلة الفك والتركيب خلال الهجوم.
منذ انطلاق ساعة الصفر وعبور جنودنا للضفة الشرقية من القناة، ظل الشهيد أحمد حمدى لمدة أسبوع تقريبا يشارك جنوده كافة التفاصيل الدقيقة خلال تركيب الكبارى على طول الضفة، وينتقل من معبر إلى آخر طوال الليل والنهار، وفى يوم 14 أكتوبر 1973، كان يشارك فى إعادة إنشاء كوبرى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة.
خلال ذلك ظهرت مجموعة من الخراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى أحد أجزاء الكوبرى والتى تعرض تماسكه للخطر، ومن خلال ناقلة برمائية كانت تقف بجوار الكوبرى، قاد الشهيد العربة المائية واستطاع إنقاذ الكوبرى من الدمار رغم القصف الجوى والمدفعى المستمر.
وخلال عودته لجنوده أصيب بشظية قاتلة، ولقى ربه صائما ليستشهد وسط جنوده كما كان بينهم دائما.
حفظ الله مصر وأهلها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الراحل أنور السادات ندى صلاح صيام
إقرأ أيضاً:
«المشروعات القومية تدفع عجلة التنمية».. سياسيون: الدولة تحملت أعباء كثيرة للوصول للجمهورية الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق الشهابي: المشروعات القومية في مصر حققت طفرة غير مسبوقةعبدالعزيز: جهود الدولة في المشروعات القومية تدفع عجلة التنميةحسنين: المشروعات القومية دعامة قوية للتنمية الشاملة
المشروعات القومية التي دشنتها الدولة خلال السنوات الماضية كانت المحرك الرئيسي للتنمية وجذب الاستثمارت الأجنبية، ورغم كل ذلك وما وصلت إليه الدولة من تصنيفات عالمية، يظهر المشككين من حين لأخر للتقليل من جهود الدولة في انشاء جمهورية جديدة.
وأكد رؤساء الأحزاب المصرية أن هذه المشروعات ساهمت في توفير فرص العمل، وتحفيز الاقتصاد المصري، وجذب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب تحسين مستوى الحياة من خلال توفير خدمات أساسية حديثة ومتطورة، مشيرين الى أنها تساعد في تعزيز قدرة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن المشروعات القومية التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة تمثل نقلة نوعية فى مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية.
وأشار “الشهابي” في بيان له، الى أن هذه المشروعات ليست فقط عملاً إنشائيًا، بل تعكس رؤية استراتيجية تستهدف تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين.
وأوضح، أن الدولة المصرية ركزت على إنشاء بنية تحتية متطورة، مثل الطرق والكباري، إلى جانب الاهتمام بالمشروعات الزراعية والصناعية، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة للشباب.
كما أشاد بجهود القيادة السياسية في تنفيذ هذه المشروعات وفق جداول زمنية محددة، مؤكدًا أن الاستمرار في هذا النهج سيضع مصر في مصاف الدول المتقدمة.
نقلة نوعية في كافة المجالاتوقال هشام عبد العزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة خلال السنوات الأخيرة حققت نقلة نوعية في كافة المجالات، مما ساهم في تعزيز مكانة مصر الاقتصادية وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وأشار رئيس حزب الإصلاح والنهضة، في بيان له، الى أن الدولة أنجزت مشروعات استراتيجية في مجالات البنية التحتية، مثل تطوير شبكة الطرق والكباري وإنشاء مدن جديدة، بالإضافة إلى جهود الدولة في قطاع الطاقة، حيث تم تنفيذ عدد كبير من مشروعات الطاقة المتجددة مثل محطة "بنبان" للطاقة الشمسية، التي تُعد من أكبر المشروعات على مستوى العالم، بالإضافة إلى التوسع في شبكات الكهرباء ومحطات التحلية لتلبية احتياجات النمو السكاني والصناعي.
وأكد عبد العزيز، أن المشروعات القومية لم تقتصر على البنية التحتية فقط، بل شملت مجالات الصحة والتعليم من خلال مبادرات مثل "100 مليون صحة" وتطوير المستشفيات والمدارس، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتمكين الشباب وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وأشاد بالدور الرائد للدولة في تنفيذ رؤية مصر 2030، مؤكدًا أن هذه المشروعات تمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الوطن، وتساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين ورفع معدلات النمو الاقتصادي.
دعامة قوية لتحقيق التنمية الشاملة والنهوض بكافة القطاعاتوقال كمال حسنين رئيس حزب الريادة، إن المشروعات القومية التي تنفذها الدولة المصرية تُعد دعامة قوية لتحقيق التنمية الشاملة والنهوض بكافة القطاعات.
وأكد "حسنين" في بيان له، أن هذه المشروعات تمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الأجيال القادمة، وتسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وأشار رئيس حزب الريادة، أن مصر تشهد حاليًا طفرة غير مسبوقة في تطوير البنية التحتية وإنشاء مناطق صناعية وزراعية جديدة، مما يعزز من تنافسية الاقتصاد المصري على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد على أهمية استمرار العمل بنفس النهج لتأمين مستقبل أفضل، مشيدًا برؤية القيادة السياسية وقدرتها على تنفيذ مشروعات كبرى تضع مصر على طريق التقدم والازدهار.