على الرغم من خضوع على سليم، 72 عاماً، لجراحة دقيقة فى عينه منذ فترة قريبة، فإن شوقه للنول وخيوط الصوف غلب آلامه وتوسلات أسرته للبقاء فى المنزل، فظل يتردد على المركز قاصداً غرفته ونوله البسيط، ومن ثم يُغلق بابه ويبدأ فى مداعبة خيوط الصوف الملونة من أمامه، التى بدأ عِشرته معها منذ ما يقرب من 64 عاماً: «اشتركت فى المركز مع أختى وكنت وقتها فى عمر 8 سنين، كانوا بيدونى فلوس حتى وأنا بتعلم، وشغلنا بالمزاج وده أكتر حاجة عجبتنا وطمّنتنا للعمل بحرية كى نبدع».

لم يشكل كِبر سن «على» عائقاً أمام مهاراته، فما زال الرجل يمتلك الخبرة والإبداع اللتين تجذبان أنظار المحيطين به أثناء عمله لدرجة الذهول، خصوصاً وهو يمرر خيوط الصوف بين القطن بسرعة شديدة ولا ينظر إلى اللوحة، لأنه يحتفظ بتفاصيل الرسم فى خياله، يستخدم خيوط صوف بلون ما طول ساعة كاملة، ويستخدم آخر لبضع دقائق، حتى تكتمل اللوحة: «نشارك فى معارض كثيرة خارج مصر، ومعانا النول نشتغل عليه لأن فيه ناس ما بتصدقش إن ده شغل يدوى وبدون سكتش، فى ألمانيا الناس بتقبّل إيدينا، وكانوا مبهورين بالمنتج المصرى».

لوحات فنية كثيرة من السجاد شكّلها «على» خلال رحلته مع النسيج اليدوى، من أبرزها لوحة باسم «يوم من عمر الكون»، التى جسَّد عليها مشهد الفجر، وإلى جواره مشهد للشمس وقت الشروق، وآخر وهى مشرقة خلال النهار، وآخر لوقت الغروب، كما نسج لوحة أخرى باسم «مصر» جسَّد عليها بخيوط الصوف بعضَ معالمها الأثرية، مثل الأهرامات ومعبد الفيلة والكرنك: «صنعت لوحة لشكل الحياة فى الصحراء، وكانت عبارة عن جِمال ونخيل وبِرك مياه، ووقتها طلبت رئاسة الجمهورية عرضها فى مجمع المؤتمرات».

ولأن أغلب تفاصيل اللوحة تخطر على مخيلة «على» أثناء العمل، فدائماً ما يتعمد ترك مساحة نحو 20 سنتيمتراً من خيوط القطن على طرفى اللوحة، على أن يستخدمها فى حال طرأت إلى ذهنه أى تفاصيل أخرى: «وأنا شغال ما ببقاش شايف غير حوالى 10 سنتيمترات من اللوحة، وكمان مفيش سكتش بننقل منه، فلازم أكون حافظ تفاصيل اللوحة كلها فى دماغى علشان أعرف أكمّلها بالصورة اللى محتاجها»، كما يستوحى الرجل المخضرم أفكار لوحاته الفنية من الطبيعة الريفية المحيطة به، وتمكن من خلال عمله فى النسيج اليدوى من تربية 8 أبناء وتوفير الحياة الكريمة لهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النسيج الغزل والنسيج السجاد اليدوي الألوان الطبيعية

إقرأ أيضاً:

حسام موافى: شهر رمضان استراحة من مشاغل الحياة للتقرب إلى الله

قال الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، إن الصلاة لا تستهلك وقتًا كبيرًا من عمر الإنسان مقارنةً بالأنشطة اليومية الأخرى مثل الأكل، النوم، العمل، الضحك، ومشاهدة المباريات.

وأوضح خلال تقديمه برنامج «رب زدني علما» على قناة "صدى البلد" أن الوقت الذي تستغرقه الصلاة خلال 80 عامًا لا يتجاوز عامًا واحدًا، وحتى لمن يؤديها بتمهل فقد تأخذ عامين فقط، وهو وقت ضئيل جدًا مقابل العمر كله.

حسام موافى: نقص الهيموجلوبين قد يكون سببًا رئيسا للشعور بالدوخة والإغماءحسام موافي يحذر من مرض منتشر بين طلاب المدارسحسام موافي يكشف أسبابا غامضة لإصابة الأطفال بالسمنةحسام موافي عن الكورتيزون: لا يسبب هذا المرضفرصة عظيمة للروحانية


ووجه موافي نصيحته بمناسبة اقتراب شهر رمضان، مشددًا على أنه ليس شهرًا للعزائم والمسلسلات، بل هو شهر للعبادة والتقرب إلى الله، مضيفا: 'لا أفهم ما يحدث في رمضان، كأن هناك إلهاء متعمدا عن العبادة، بينما هو فرصة عظيمة للروحانية، نأخذ فيها استراحة من مشاغل الحياة لنكون أقرب إلى الله'.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يبحث زيادة عدد المستفيدين من مشروعات «سيل» في الريف المصري
  • بسبب تعثرها.. زائرة تُتلِف لوحة نادرة في متحف إيطالي
  • حسن مير.. روحانية الطقوس وفضاء التعبير التشكيلي
  • أول خيوط الشيب… ما السبب الأهم وراء ظهورها؟
  • جريمة بشعة في الريف الفرنسي.. ماذا حدث لوالدة نجم بريطاني؟
  • على خطى أغنية «قطر الحياة».. أحمد مكي يصحح مساره في مسلسل الغاوي
  • حماس.. لوحة خلف الرهائن لحظة إطلاق سراحهم تثير تفاعلا
  • بالفيديو| محمد بن راشد: علمتني الحياة أن صناعة الأمل هي صناعة للحياة
  • حسام موافى: شهر رمضان استراحة من مشاغل الحياة للتقرب إلى الله
  • متى تتزوجين؟ بيع رابع أغلى لوحة في التاريخ بـ 300 مليون دولار .. ما قصتها