الوطن:
2024-11-22@05:40:56 GMT

الصبر الفلسطيني

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

الصبر الفلسطيني

كنت في منتدى أكاديمي بعد أسابيع من عملية طوفان الأقصى، قام أحد المشاركين وسأل السيدة المحاضرة: إننا نشك في أن هذه العملية – طوفان الأقصى – مدبرة باتفاق بين حماس وإسرائيل، وأن قادة حماس الذين يعيشون خارج غزة منعمين مرفهين هم من قاموا بالاتفاق لأغراض سياسية – هذا كلامه -، وللأسف لم تعترض المحاضرة على كلامه المرسل، بل أعطت إجابة توحي بموافقتها على رأيه.

وعندما طلبت الكلمة ودحضت ما قاله الرجل وما وافقت عليه السيدة، أبدت امتعاضها مما أبديته، رغم أننا في محفل علمي.

هذا التصور الساذج عن عملية طوفان الأقصى وعن التخطيط والترتيب لها واستسهال القول بأنها عملية متفق عليها بين الطرفين هو ناتج هزيمة نفسية داخل البعض ممن يرون أن إسرائيل لا يمكن أن تُهزم.. وأن المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تنتصر.

مثل هذا التصور وغيره من التصورات الانهزامية يجعل صاحب هذا الرأي يرتاح لما أبداه على أساس أنه يشاهد عملا سينمائيا يتفق فيه الممثلون والمخرج وكل العاملين به على ما سيتم تصويره ولا يخرج أحد عما تم الاتفاق عليه.

واستكمالا للتصورات بشأن طوفان الأقصى وعمليات المقاومة، كان تيار لا واعي يتسرب بقوة إلى وسائل الإعلام العربية يقول بأن قادة المقاومة يعيشون في رغد في عواصم أخرى بعيدا عن القتل والتدمير في غزة وأنهم غير معنيين بما يحدث على أساس أنهم يحصلون على ملايين الدولارات من دول بعينها، وقد جاءت عملية اغتيال أبناء وبعض أحفاد إسماعيل هنية أحد كبار قادة المقاومة لكي تظهر مدى سذاجة القائلين بأنها عملية مدبرة وأن القادة وعائلاتهم يعيشون في الفنادق خارج غزة.

ثبت أن هناك مبدأ رسخه تاريخ طويل من المقاومة وهو مبدأ "وحدة الدم" أي اللا تفرقة بين دم القائد وعائلته وبين دم المواطن العادي، الكل سواء، يستشهدون بنفس آلة الموت ويحاربون جميعا وبطونهم خاوية في مواجهة – عدو – لا يعرف القوانين الدولية أو المحلية ولا يعترف بالمنظمات الأممية ويرضع من لبن أمه أمريكا ما يؤمن له استمرار حياته وسلاحه وطعامه بينما العالم والدول الكبرى تقف متفرجة على الإبادة التي تمارسها قوات الاحتلال بمنهجية وقسوة.

إن تفاخر الجيش الصهيوني بعملية اغتيال أبناء هنية ليس جديدا في عقيدته التي تبيح الدم وحتى قتل الأطفال والشيوخ، لكن إرساء وتكريس هذا المبدأ يعني أن الآخر يمكنه ممارسة نفس النوع من القتل، يمكنه أن يغتال قادة صهاينة وأطفالا ونساء وشيوخ بدون أن يشعر بتأنيب الضمير، الفرق أن العالم وقتها سينتفض ويتهم الفلسطينيين بأنهم إرهابيين وسيقوم قادة الدول بتعزية إسرائيل المسالمة التي يتعرض مواطنوها للقتل غيلة.

إن الشعب الفلسطيني منح العالم صياغة جديدة لمعنى الصبر، فقد تعرضت شعوب وأمم ودول للاحتلال والقسوة والتدمير، لكن الشعب الفلسطيني يسطر على مدى ما يزيد على قرن ملحمة تعتبر، من ملاحم الصبر والجلد والتحمل ندر أن يكون عاناها شعب آخر.

لن أمًل من التذكير بأن ما أخذ بالقوة .. لا يسترد بغير القوة.                              

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الإحتلال طوفان الأقصى طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة

الضفة الغربية - خاص صفا

عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.

وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.

وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.

وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.

وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.

وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.

أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.

وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.

وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.

وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.

وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.

وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".

وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.

ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ413 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى"
  • كيف يمكن تقييم عملية طوفان الأقصى بعد مرور عام عليها؟
  • تطورات اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى"
  • "طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
  • المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
  • تطورات اليوم الـ411 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تخرج دفعة من دورات طوفان الأقصى في مديرية الزهرة بالحديدة
  • ندوة في ثقافي أبو رمانة عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى