الوطن:
2025-04-10@22:25:04 GMT

الصبر الفلسطيني

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

الصبر الفلسطيني

كنت في منتدى أكاديمي بعد أسابيع من عملية طوفان الأقصى، قام أحد المشاركين وسأل السيدة المحاضرة: إننا نشك في أن هذه العملية – طوفان الأقصى – مدبرة باتفاق بين حماس وإسرائيل، وأن قادة حماس الذين يعيشون خارج غزة منعمين مرفهين هم من قاموا بالاتفاق لأغراض سياسية – هذا كلامه -، وللأسف لم تعترض المحاضرة على كلامه المرسل، بل أعطت إجابة توحي بموافقتها على رأيه.

وعندما طلبت الكلمة ودحضت ما قاله الرجل وما وافقت عليه السيدة، أبدت امتعاضها مما أبديته، رغم أننا في محفل علمي.

هذا التصور الساذج عن عملية طوفان الأقصى وعن التخطيط والترتيب لها واستسهال القول بأنها عملية متفق عليها بين الطرفين هو ناتج هزيمة نفسية داخل البعض ممن يرون أن إسرائيل لا يمكن أن تُهزم.. وأن المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تنتصر.

مثل هذا التصور وغيره من التصورات الانهزامية يجعل صاحب هذا الرأي يرتاح لما أبداه على أساس أنه يشاهد عملا سينمائيا يتفق فيه الممثلون والمخرج وكل العاملين به على ما سيتم تصويره ولا يخرج أحد عما تم الاتفاق عليه.

واستكمالا للتصورات بشأن طوفان الأقصى وعمليات المقاومة، كان تيار لا واعي يتسرب بقوة إلى وسائل الإعلام العربية يقول بأن قادة المقاومة يعيشون في رغد في عواصم أخرى بعيدا عن القتل والتدمير في غزة وأنهم غير معنيين بما يحدث على أساس أنهم يحصلون على ملايين الدولارات من دول بعينها، وقد جاءت عملية اغتيال أبناء وبعض أحفاد إسماعيل هنية أحد كبار قادة المقاومة لكي تظهر مدى سذاجة القائلين بأنها عملية مدبرة وأن القادة وعائلاتهم يعيشون في الفنادق خارج غزة.

ثبت أن هناك مبدأ رسخه تاريخ طويل من المقاومة وهو مبدأ "وحدة الدم" أي اللا تفرقة بين دم القائد وعائلته وبين دم المواطن العادي، الكل سواء، يستشهدون بنفس آلة الموت ويحاربون جميعا وبطونهم خاوية في مواجهة – عدو – لا يعرف القوانين الدولية أو المحلية ولا يعترف بالمنظمات الأممية ويرضع من لبن أمه أمريكا ما يؤمن له استمرار حياته وسلاحه وطعامه بينما العالم والدول الكبرى تقف متفرجة على الإبادة التي تمارسها قوات الاحتلال بمنهجية وقسوة.

إن تفاخر الجيش الصهيوني بعملية اغتيال أبناء هنية ليس جديدا في عقيدته التي تبيح الدم وحتى قتل الأطفال والشيوخ، لكن إرساء وتكريس هذا المبدأ يعني أن الآخر يمكنه ممارسة نفس النوع من القتل، يمكنه أن يغتال قادة صهاينة وأطفالا ونساء وشيوخ بدون أن يشعر بتأنيب الضمير، الفرق أن العالم وقتها سينتفض ويتهم الفلسطينيين بأنهم إرهابيين وسيقوم قادة الدول بتعزية إسرائيل المسالمة التي يتعرض مواطنوها للقتل غيلة.

إن الشعب الفلسطيني منح العالم صياغة جديدة لمعنى الصبر، فقد تعرضت شعوب وأمم ودول للاحتلال والقسوة والتدمير، لكن الشعب الفلسطيني يسطر على مدى ما يزيد على قرن ملحمة تعتبر، من ملاحم الصبر والجلد والتحمل ندر أن يكون عاناها شعب آخر.

لن أمًل من التذكير بأن ما أخذ بالقوة .. لا يسترد بغير القوة.                              

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الإحتلال طوفان الأقصى طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

مشهد يتكرر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه القُبلة بفارغ الصبر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح العثور على جوهرة خفية حقيقية في اليابان أصعب من أي وقتٍ مضى، حيث تحوّلت مدن مثل طوكيو، وكيوتو، وأوساكا خلال السنوات الأخيرة إلى وجهات رئيسية لغالبية السياح الدوليين.

لكن لا يحتاج الزائر المغامر سوى للسفر بضع ساعات شمال العاصمة للعثور على مدينة أقل ازدحامًا تُدعى موريوكا.

تشتهر المدينة بتحدي أكل شعيرية الـ"نودلز" ومهرجانها الصيفي، لكن ينتظر الزوار داخل محطة قطارها مشهدًا يُعد من كنوز اليابان الأكثر غرابة.

يُثير المشهد حماس مُحبي السكك الحديدية، حيث يتكرّر 17 مرة يوميًا، ودائمًا ما يكون هناك حشدٌ ينتظر على الرصيف لمشاهدته.

أولاً، يصل أحد قطارات الرصاصة اليابانية الشهيرة عالميًا، "توهوكو شينكانسن"، أو "هايابوسا"، الأخضر المائل للون الأزرق، إلى الرصيف.

يتوقف القطار، ويغادره الركاب لينتظر شريكه بصبر. 

ومن ثمّ يقترب قطار "أكيتا شينكانسن"، أو "كوماتشي"، الأحمر الزاهي اللون ببطء على المسار ذاته. 

وأخيرًا، وسط حماس المشاهدين، يفتح القطاران مقدمتهما ليلتقيا بأنفيهما وجهًا لوجه.

مشهد "القبلة" بين القطارين في اليابان.Credit: Oliver Hattwig/Alamy Stock Photo

يُعرف المصطلح التقني لهذا الحدث بـ"الاقتران" (coupling)، ويشتهر بين العامة باسم "قبلة شينكانسن". 

بالنسبة لعشاق السكك الحديدية اليابانيين، يُعدّ هذا حدثًا هامًا، بينما يعطي للأجانب، لمحة فريدة عن التجربة اليابانية الأصيلة في مراقبة القطارات.

وقالت كاريسا لوه، وهي من عشاق السكك الحديدية في سنغافورة إنّ العامل الجاذب يكمن في "الصورة الأيقونية لقطاري شينكانسن عند اتصالهما من الأمام".

ركوب القطارات وتصويرها

يفتخر اليابانيون بقطارات "شينكانسن" الأنيقة الشبيهة بالمركبات الفضائية، والمعروفة عالميًا باسم "قطارات الرصاصة"، وهي تشتهر بسرعتها، وموثوقيتها، وتصميمها الأنيق.

أوضحت لوه أنّ عشاق السكك الحديدية في اليابان ينقسمون إلى فئتين رئيسيتين، وهما "نوري-تيتسو"، أي الأشخاص الذين يحبون ركوب القطارات، و"توري-تيتسو"، أي الأشخاص الذين يحبون تصوير القطارات.

تُنشر جداول مواعيد جميع القطارات شهريًا في "كتابٍ سميك جدًا"، ويطّلع عليه الهواة لاختيار وجهتهم لالتقاط صورة معينة أو ركوب قطار معين.

تربط شبكة "شينكانسن" منطقة طوكيو الحضرية بمختلف مناطق البلاد، وتخدم حوالي 14 مليون مسافر يوميًا، وفقًا لشركة "East Japan Rail Company".

في موريوكا، يتصل القطاران ثم ينطلقان معًا نحو العاصمة، ما يسمح للمسافرين بالتنقل بين أكيتا وطوكيو دون الحاجة إلى تغيير القطار.

"تجربة مؤثرة"

تُعتبر موريوكا واحدة من ثلاث محطات في اليابان حيث يمكنك مشاهدة تلامس قطاري "شينكانسن"، إلى جانب سينداي، وفوكوشيما. 

يمكنك أيضًا مشاهدة "انفصال" القطارين في موريوكا، وينطلق كل واحد منهما في مسارٍ مختلف لتشكيل مشهد حزين مقارنةً بمشهد اتحادهما المُفرح.

مقالات مشابهة

  • مشهد يتكرر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه القُبلة بفارغ الصبر
  • لجان المقاومة: الشعب اليمني الشريف يدفع ثمنَ مواقفه الإيمانية بمساندة الشعب الفلسطيني
  • تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل الفشل في سديروت يوم 7 أكتوبر
  • كيف سيصمد العالم أمام طوفان ترامب التجاري؟ الصين تصعّد، وتركيا تسعى للتوازن!
  • «فتح»: إسرائيل قدمت نموذجا للإرهاب والقتل والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني
  • النمنم: ما يحدث في غزة إبادة ممنهجة .. والانقسام الفلسطيني يحبط العرب
  • أرواح منسية خلف القضبان
  • مسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة
  • مسؤولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين في غزة
  • تكريم فريق الزوراء بشرارة بطل طوفان الأقصى بعمران