بين تشدد المواقف ومقتل أبناء هنية.. ما مصير مفاوضات غزة؟
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
يثير مقتل عدد من أفراد عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية بقطاع غزة، تساؤلا حول مصير المفاوضات "المعقدة" بين إسرائيل والحركة بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، خاصة مع تمسك كل طرف بمطالب محددة.
وأكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تنفيذه غارة أدت إلى مقتل 3 من أبناء هنية، قائلا إن الأبناء الثلاثة "من أعضاء الجناح العسكري للحركة".
وردا على سؤال عن الأحفاد الأربعة الذين قتلوا أيضا في القصف، قال الجيش الإسرائيلي، حسب رويترز: "لا معلومات عن ذلك الآن".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن الغارة الجوية جاءت "دون استشارة كبار القادة أو الزعماء السياسيين، لا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو".
ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم، إن نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لم يعلما مسبقا بالضربة الجوية التي تمت بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي "شين بيت".
"لا تأثير على المفاوضات"وفي حديثهم مع موقع "الحرة"، استبعد محللون تأثيرا يُذكر لمقتل أفراد من عائلة هنية على المفاوضات الرامية إلى التوصل لوقف الحرب في غزة، التي دخلت شهرها السابع هذا الأسبوع، مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم 130، من بينهم 34 على الأقل لقوا حتفهم، وفقا لتقديرات إسرائيلية.
واستبعد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، عضو اللجنة المركزية لحزب العمل، مئير مصري، أن يؤثر مقتل أفراد من عائلة هنية على المفاوضات، مشيرا لموقع الحرة، إلى أن "مفتاح نجاح المفاوضات في يد القطريين".
ويتفق مع هذا المحلل السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار، الذي يقول: "أبناء هنية كانوا مخربين، لذلك تم استهدافهم باعتبارهم أعضاء منظمة إرهابية تسببت في قتل الإسرائيليين في 7 أكتوبر".
تقرير: لم يُؤخذ رأي نتانياهو في قتل أبناء هنية ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن القوات الإسرائيلية قتلت 3 من أبناءرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في غارة جوية دون استشارة كبار القادة أو الزعماء السياسيين، لا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.من جانبه، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، أن "الاستهداف قد يكون له تأثير عاطفي لحظي. ويهدف إلى استدراج ردة فعل حماس وزيادة الضغوط عليها".
لكنه يستبعد أن يتسبب مقتل أبناء هنية وأحفاده في "تعقيد المفاوضات". ويقول منصور لموقع "الحرة": "لا أعتقد أن هذا الحدث، رغم تأثيره المعنوي والنفسي، ستكون له تداعيات على المفاوضات المصيرية".
ويضيف: "القرارات الخاص بالهدنة ومستقبل القطاع وحتى مستقبل حماس، لا يمكن بطبيعة الحال أن تتخذ بشكل فردي وعاطفي".
ويؤكد ذلك أيضا المحلل السياسي الفلسطيني، أشرف عكة، الذي يقول لموقع الحرة: "لن تحاول حماس استخدام مقتل أفراد من عائلة هنية من أجل تعقيد موقف المفاوضات"، معتبرا أن ما حدث "يعكس غرور إسرائيل وعدم قدرتها على فرض ما تريده على طاولة المفاوضات".
"ورقة الرهائن"ويأتي استهداف أفراد عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر، في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن عدم تقدم المحادثات غير المباشرة التي استؤنفت في العاصمة المصرية القاهرة هذا الأسبوع، بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المختطفين في غزة، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
ونقلت رويترز، الأربعاء، عن مسؤولين إسرائيليين، أن بلادهم "وافقت خلال محادثات في مصر، على تنازلات تتعلق بعودة الفلسطينيين إلى شمالي القطاع، لكنها تعتقد أن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق".
وقال المسؤولان المطلعان على المحادثات، إنه "بموجب اقتراح أميركي بشأن الهدنة، ستسمح إسرائيل بعودة 150 ألف فلسطيني إلى شمالي غزة دون فحوصات أمنية، مقارنة بمقترح إسرائيلي سابق عند "60 ألفا دون الرجال، ويشترط مرورهم عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية"، تحدثت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأضافا المسؤولان لرويترز أنه في المقابل، "سيُطلب من حماس تقديم قائمة بأسماء الرهائن من النساء والمسنين والمرضى الذين تحتجزهم وما زالوا على قيد الحياة".
وقبل ذلك بيوم، قالت حماس إنها تدرس مقترحا إسرائيليا لوقف إطلاق النار، لكن الموقف الإسرائيلي "متعنت" ولا يلبي أيا من المطالب الفلسطينية.
وتريد حماس إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية والانسحاب من القطاع والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم.
ويعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، أن "إصرار حماس على شروطها، يرجع إلى رغبتها في إظهار أنها لا تزال تمتلك القرار في شيء، بحثا عن صورة انتصار بغض النظر عن الثمن".
ويضيف مصري: "علينا أن ندرك تماما أن المختطفين الإسرائيليين هم ورقة الضغط الوحيدة التي لدى حماس، فلماذا تسلمها لإسرائيل في حين أن الأخيرة مُصرة على القضاء عليها؟".
ويتابع: "الغريب في الأمر هو أن حماس لا تزال تفرض شروطا للتوصل إلى هدنة، في حين أنها هي التي طالبت وتطالب بهذه الهدنة!.. إسرائيل غير معنية بوقف القتال قبل استئصال حماس نهائيا".
بدوره، يحمّل كيدار، حماس مسؤولية تعقد المحادثات، ويقول إن "عملية إطلاق سراح المختطفين ليست على طاولة المحادثات بالنسبة للمنظمة الإرهابية، على عكس إسرائيل التي تركز على الإفراج عن الرهائن؛ لذلك هناك تباعد في الموقفين بشكل كامل، وهذا أساس الأزمة".
ويضيف: "الحركة الإرهابية تستخدم المختطفين الإسرائيليين في سبيل الحفاظ على حياة يحيى السنوار (زعيم حركة حماس في غزة)، ولا يهمها سكان قطاع غزة".
ويتابع كيدار: "حتى اليوم حماس لم تعلن عن أسماء المخطوفين الأحياء لديها ومن هم الذين فارقوا الحياة.. ليس هناك أي شيء على الطاولة يمكن التباحث من أجله".
موتى أم على قيد الحياة؟.. قلة المعلومات حول رهائن إسرائيل في غزة تثير القلق نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تصريحات عن مسؤولين من إسرائيل وحركة حماس حول الرهائن الذين تنطبق عليهم معايير التبادل بموجب وقف إطلاق النار المقترح في غزة.ويتساءل كيدار "على ماذا نحن نجري محادثات؟ لا أحد يعلم! لماذا يجب أن ندخل هذه المحادثات من الأساس في ظل عدم وجود بيانات واضحة بشأن الرهائن الإسرائيليين؟".
وهذا الأسبوع، كشفت تصريحات مسؤولين من إسرائيل وحماس حول الرهائن الذين تنطبق عليهم معايير التبادل بموجب وقف إطلاق النار المقترح في غزة، عن قلة معلومات عن وضع المختطفين الـ130، مما يثير المخاوف بشأن مصيرهم في ظل المفاوضات المتعثرة.
وقال مسؤول في حماس، إن الحركة "لا تمتلك 40 رهينة على قيد الحياة في غزة ممن تنطبق عليهم المعايير"، كما كرر مسؤول إسرائيلي الأمر، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
كما أشار تقرير آخر بصحيفة واشنطن بوست الأميركية، إلى أن المفاوضات حول المختطفين تجري في وقت لا يعرف فيه الإسرائيليون عدد من بقي على قيد الحياة من بينهم.
ماذا وراء شروط حماس؟يرى منصور أن إصرار حماس على شروطها ينبع من "سعيها لتحقيق أكبر قدر من مطالبها، أو على الأقل الوصول إلى الحد الأدنى الذي يرقى إلى حجم التضحيات والأثمان التي دفعت منذ اندلاع الحرب".
ويقول إن "الشروط الإسرائيلية تعجيزية، وتفرض أمرا واقعا جديدا سياسيا وأمنيا في القطاع، وأن التسليم به له تداعيات بعيدة المدى، لذلك فإن إصرار حماس طبيعي ويستند على مخاوف من العواقب بعيدة المدى لإسرائيل ومشاريعها في غزة".
فيما يشدد عكة على أن "المطروح من تفاصيل بشأن الاتفاق، من قضايا لها علاقة بالانسحاب وعدد السكان الذين سيعودون إلى الشمال، وتموضع الجيش الإسرائيلي، ليس هو جوهر تعقد المفاوضات الحالية".
ويستطرد: "حماس تريد تعهدا واضحا أو إشارة واضحة لوقف إطلاق نار شبه مستدام ونهاية هذه الحرب في ظل الضغوط الدولية والإقليمية، وهو الأمر الذي قد يقلل من فرص الوصول إلى صفقة".
ويعتبر عكة أن تزايد التوترات بين إيران وإسرائيل على خلفية استهداف السفارة الإيرانية بدمشق، قد يزيد من "تصلب موقف حماس، وستتمسك أكثر بشروطها.. لأنها كانت تريد منذ اللحظة الأولى أن تكون حربا شاملة كبيرة".
وخلال الأيام الماضية، هدد المسؤولون الإيرانيون علنا بالانتقام من إسرائيل بسبب هجوم استهدف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق قبل أسبوع، وأدى إلى مقتل 7 عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط.
والخميس، قال نتانياهو، إن إسرائيل "مستعدة لسيناريوهات في مناطق أخرى" بعيدا عن قطاع غزة، محذرا من أن بلاده "ستضرب من يضربها".
الضربة الإيرانية على إسرائيل باتت وشيكة.. بلومبيرغ تكشف آلية الرد المتوقع قالت وكالة بلومبرغ، نقلا عن أشخاص مطلعين على معلومات استخبارية، إن الولايات المتحدة وحلفاؤها يعتقدون أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق بات وشيكا وسيتم عبر هجمات صاروخية ضخمة أو بطائرات مسيرة. مستقبل المفاوضاتدعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، حركة حماس إلى الرد على مقترح تقدم به الوسطاء لهدنة في غزة تشمل إطلاق سراح رهائن، مطالبا نتانياهو بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع، وفقا لوكالتي فرانس برس ورويترز.
وتدعو الخطة، التي قدمها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إلى مسؤولين من إسرائيل وحماس وقطر ومصر في القاهرة، الأحد، إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، وخلال تلك الفترة تطلق حماس سراح 40 من أكثر من 100 رهينة تحتجزهم الحركة في القطاع، مقابل 900 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم 100 يقضون أحكاما طويلة.
والآن بعد أن طرحت الولايات المتحدة رؤيتها، بات من الصعب لأي طرف من الطرفين رفضها، وفق منصور، الذي يقول: "حماس قد يكون لديها بعض التحفظات أو تطالب ببعض التعديلات، كما الحال مع إسرائيل".
ويؤكد منصور أن "الضغط، سواء الضغط الإنساني في غزة أو الداخلي بإسرائيل فيما يتعلق بأهالي الرهائن، قد يعزز من فرص التوصل إلى اتفاق".
ويضيف: "في هذه الحالة لا يوجد مسار ثالث.. إما مفاوضات أو الاستمرار في القتال إلى الأبد".
ويعتبر منصور أن فشل المفاوضات سيكون له "تداعيات صعبة، حيث ستستغل إسرائيل الأمر للتصعيد في رفح وتعزز القناعة بأن فقط الضغط العسكري يمكن أن يؤدي إلى صفقة، مما سيكون له ثمن كارثي على المستوى الإنساني، خصوصا أن رفح لها وضع خاص بالنظر إلى عدد السكان والنازحين".
من جانبه، يؤكد مصري أن إسرائيل "لن تتراجع عن تصميمها على القضاء على حماس"، مشيرا إلى أن "أي تراجع بخصوص هدف الحرب سيُعد انتصارا لمحور إيران، وهذا ما لن يقبل به أحد في المنطقة".
ويضيف: "السبب الوحيد الذي من شأنه أن ينجح المفاوضات، هو تكثيف الضغط الأميركي على الدوحة، عاصمة حماس، ممولها ومعقل قياداتها".
ويتوقع كيدار ألا تفضي المحادثات الجارية إلى أي اتفاق يذكر، ويقول: "ليست هناك نقاط التقاء. حماس تريد الاحتفاظ بالمختطفين إلى الأبد لكي يستخدموهم دروعا بشرية، بعد أن تبين أن أهالي غزة ليسوا دروعا بما يكفي لحماية الإرهابيين".
ويتابع: "لا يمكن الوصول إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح المخطوفين وفي نفس الوقت يبقي حماس في حكم قطاع غزة".
في المقابل، يعتقد عكة أن "حماس في طريقها بشكل أو بآخر إلى قبول صفقة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الحديث عن تعثر مفاوضات في الوقت الراهن، لأن المحادثات ستكون طويلة بعض الشيء، من أجل الوصول لتفاهمات فيما يتعلق بالمطالب والاستحقاقات".
ويتابع: "كل طرف يضع ما يريد من المطالب وأهداف، لأن هذه المفاوضات تحدد شكل وملامح المرحلة المستقبلية من جهة، ومن المنتصر من جهة ثانية".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجمات حماس (المصنفة إرهابية داخل الولايات المتحدة ودول أخرى)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
في المقابل، قُتل أكثر من 33 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة، إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة، فيما نزح مئات الآلاف من منازلهم متجهين إلى جنوبي القطاع، هربا من القتال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار على قید الحیاة على المفاوضات من إسرائیل عن الرهائن أبناء هنیة قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعنت المجرم نتنياهو
يمانيون../
رغم الجهود المبذولة عربياً وأمريكياً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزّة والظروف التي تمر بها المنطقة، لكن يبدو أن المحاولة تشبه سابقاتها وستفشل وسيستمر العدوان على غزّة، لأن مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تمكّن من “تفخيخ” هذه المفاوضات بمطلب أساسي وهو الوقف المؤقت وليس الدائم لإطلاق النار، الأمر الذي سيُمكّنه من العودة إلى العدوان بعد تبادل الأسرى.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وكان واضحاً منذ البداية أن شرط استكمال الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة أساسي ولا عودة عنه، وللتأكيد عليه، تحدّثت معلومات عن طلبه ضمانة خطّية من الولايات المتحدة تؤكّد “حقه” بالعودة إلى القتال بعد انتهاء تبادل الأسرى، وبالتالي بات جلياً أن الكيان الصهيوني الغاصب يُريد الاستمرار حتى تحقيق أهداف بعيدة الأمد في غزّة.
وفي السياق، كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق تامير هيمان، السبت، عن الخطوط العريضة لمبادرة أمريكية محتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالاتفاق المحتمل بشأن هدنة في غزة وتبادل أسرى، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان: “نتطلع إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”، وذكر أن “التوصل إلى اتفاق في غزة بات أمرا ملحا من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
واعتبر أن “موقف حماس عدّل نفسه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك لأنها انتظرت منذ أشهر الجهات الفاعلة لنجدتها”، في تبنٍ مباشر للرواية الصهيونية.
ذكر أنه “منذ اللحظة التي توصلنا فيها إلى وقف إطلاق النار (بلبنان)، كان للمفاوضات طابع مختلف، ونعتقد أن هذا قد وضعنا على الطريق نحو إتمام الاتفاق”.
وأضاف ساليفان: إن “اتفاق وقف إطلاق النار، سيسمح بإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.. معتبراً أن “اغتيال “إسرائيل” قادة في حماس، قد ساعد أيضا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج”، علما بأنه لا جديد بشأن اغتيال أي من قادة الحركة، خلال الآونة الأخيرة.
وتابع: “أعتقد أننا اقتربنا مرة أخرى من صفقة لإطلاق الرهائن، وسنواصل العمل للتوصل إليها سريعا” مؤكدا أنه سيتوجه للدوحة والقاهرة، لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزة، وقال: “عندما أزور الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي هو التوصل لاتفاق، خلال هذا الشهر”.
وأشار ساليفان إلى أنه “بعد اجتماعي مع رئيس الحكومة الصهيونية، لدي شعور أنه مستعد للتوصل لاتفاق”.. مُشدداً على أن “كل يوم يأتي بمخاطر متزايدة، وهناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق”.
ويعتقد المراقبون أن الكيان الصهيوني سيكرر تعنته مع كل مفاوضات، ويتزامن تعنته مع مرونة من “حماس” لإنجاح المفاوضات، وضغط ومحاولات تذليل عوائق من الوسيطين قطر ومصر، لكن أفخاخ نتنياهو كانت كالأرانب، يُخرجها من قبعته كلما تقدّمت المحادثات وتذيّلت عوائق، فتارة يُثير مسألة محور فيلادلفيا، وطوراً محور نتساريم، ليؤكّد أن الكيان الصهيوني هو الطرف الذي يُعرقل نجاح المفاوضات، لا “حماس”.
ولا يُمكن نعي الاتفاق من اليوم، ومن المرتقب أن تستمر المحادثات، لكن بعض المراقبين يقولون إن “الضرب بالميت حرام”، في إشارة إلى أن مُحاولات التوصّل إلى اتفاق “شبه ميت”، حتى أن نتنياهو نعاها حينما نقلت عنه هيئة البث الصهيونية “تشاؤمه” بشأن إمكانية إتمام صفقة التهدئة في غزة وقوله: إنه “لا يوجد احتمال كبير لنجاحها”.
ويري المراقبون، أن نتنياهو المُهدّد بالفشل السياسي والملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب ليس مستعجلاً لوقف إطلاق النار، لا بل يُريد الاستمرار في مُحاولة لتحصيل أي مكاسب سياسية وعسكرية تحمي مستقبله، وهذه المكاسب قريبة وبعيدة الأمد، منها ما هو مرتبط بمُحاولة تدمير الحد الأقصى من قدرات “حماس”، ومنها ما هو مرتبط بـ”اليوم التالي” لغزّة ومعادلات الرد ضد إيران.
كما يرى المراقبون أن إفشال نتنياهو مفاوضات الهدنة سيعني العودة إلى التصعيد، ومن الواضح أن نتنياهو يُريد التصعيد الإقليمي ولا يخشاه، لأن فرص تفاديه متاحة أمامه لكنه رافض تماماً لكل الاقتراحات التهدئة، لا بل يسعى للتصعيد، وقد صدرت تعليمات صهيونية لزيادة حدّة القتال في غزّة.
إذاً، المنطقة ستصبح على صفيح ساخن جداً، لن يُبرّده التفاؤل الأمريكي، ومن المرتقب أن يعود الحديث عن تصعيد واحتمال وقوع اشتباك إقليمي أوسع ولن يكون بمنأى عن الحريق الذي سيحمل نتائج مدمّرة على غزّة والكيان الغاصب وعواصم عربية أخرى.
سبـأ عبدالعزيز الحزي