طهران-سانا

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عزم بلاده معاقبة الكيان الصهيوني على اعتدائه على القنصلية الإيرانية في دمشق، مشدداً على أن استهداف المواقع الدبلوماسية انتهاك للقانون الدولي يستوجب الدفاع المشروع.

وقال عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي اليوم مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: إنه عندما يعرض الكيان الصهيوني حصانة الأشخاص والمواقع الدبلوماسية للخطر منتهكاً بذلك القانون الدولي فإن الدفاع المشروع بهدف معاقبة المعتدي يصبح ضرورة”، وذلك في إشارة إلى الاعتداء الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني على القسم القنصلي لمبنى السفارة الإيرانية في دمشق.

وأكد عبد اللهيان في الوقت نفسه أن السياسة الخارجية لبلاده كانت وما زالت مبنية دائماً على الابتعاد عن التوتر.

وقال وزير الخارجية الإيراني: إن “إيران تتوقع من ألمانيا الإدانة الواضحة للجريمة الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني”، متسائلاً فيما إذا وقع هجوم صاروخي مماثل على أحد المواقع الدبلوماسية في أوكرانيا فهل سيكون رد فعل أمريكا وأوروبا هو نفسه.

وحول العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة قال عبد اللهيان: إن “إسرائيل كيان محتل، وفلسطين أيضاً لها الحق في الدفاع المشروع”، مشدداً على ضرورة إنهاء الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة.

وبين عبد اللهيان أن “السبب وراء فشل الجهود الألمانية لوقف إطلاق النار في غزة يكمن بفقدان عنصر الحياد عند ألمانيا تجاه هذه الإبادة الجماعية”، داعياً ألمانيا إلى “عدم تكرار الاتهامات التي لا أساس لها ضد إيران والدفاع عن حقوق الآلاف من النساء والأطفال في غزة وأجزاء أخرى من العالم والتي يتم انتهاك حقوق المرأة فيها باستمرار”.

من جهتها قالت بيربوك تعليقاً على الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق: “لقد أكدنا بوضوح على تمتع المواقع الدبلوماسية بالحصانة الكاملة”، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية كانت وما زالت تحاول إنهاء الحرب في غزة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی عبد اللهیان فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأبعاد الدبلوماسية.. نهج "عُمان المتجددة"

 

 

 

مدرين المكتومية

في زمنٍ تتقاطع فيه المصالح وتتشابك التَّحديات، ويُعاد فيه تشكيل ملامح النفوذ العالمي عبر أدوات ناعمة كالدبلوماسية الاقتصادية والثقافية، تبرز سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- كنموذج استثنائي لدولة تُجيد فن التوازن، وتحسن إدارة العلاقات، وتُعيد تعريف حضورها الدولي من بوابة العقلانية والحكمة والاتزان.

وها هي الزيارات السامية الخارجية لجلالة السُّلطان، وآخرها زيارته الكريمة إلى مملكة هولندا، تجسِّد هذا الحضور المتفرد لعُمان على الساحة الدولية؛ إذ لم تعد هذه الزيارات مجرّد زيارات تقليدية؛ بل تحولت إلى منصات انطلاق إستراتيجية لرسم ملامح تعاون اقتصادي وثقافي طويل الأمد، مُتكئ على إرث دبلوماسي ضارب في عُمق التاريخ، وممتد بأبعاده إلى مستقبل تصنعه رؤية "عُمان 2040" بعقلانية وطموح.

الدبلوماسية العُمانية- بعقيدتها الحكيمة ومبادئها الثابتة- لم تكن يومًا حبيسة ردود الفعل أو أسيرة الظروف المُتقلبة، بل ظلت على الدوام صاحبة موقف، وصاحبة قرار، تنطلق من إرثٍ حضاري عريق، وتجربة ممتدة تعود إلى آلاف السنين، حين كانت عُمان حاضرةً بحرية وسياسية واقتصادية في محيطها الإقليمي والدولي، تتبادل التجارة والمعرفة، وتنشر قيم السلام والانفتاح، حتى قبل أن تتبلور في العالم مفاهيم السياسة والدبلوماسية بمفهومها المعاصر.

وفي هذا الامتداد التاريخي المتين، تأتي زيارات جلالة السلطان المعظم لتُعيد إلى الأذهان صورة العُماني المبحر في بحور العالم، الواثق من حضارته، المتجذر في أرضه، المنفتح على غيره، الملتزم بثوابته، المُقبل على المستقبل بعينٍ بصيرة ونفسٍ مطمئنة.

ولعلَّ ما يزيد هذه الزيارات بهاءً ووقارًا، أنَّ جلالة السلطان المُعظم يرتدي عمامته البيضاء العُمانية، رمز السلام والتسامح والحكمة؛ فتلك العمامة ليست مجرد مكوّن مظهري، بل هي شارة تُجسّد "الهوية الدبلوماسية العُمانية"، وعقيدتها القائمة على الحياد الإيجابي، والتواصل الحضاري، والانفتاح على الآخر دون تفريط في الثوابت.

إنَّ هذه الزيارات السامية ليست فقط لتبادل التحايا البروتوكولية أو توقيع مذكرات التفاهم؛ بل هي محطات إستراتيجية لتعزيز الشراكات الاقتصادية والثقافية؛ بما يتماشى ومستهدفات رؤية "عُمان 2040"، تلك الرؤية الوطنية الطموحة التي تؤمن بأنَّ المستقبل لا يُصنع في الانغلاق، وإنما يُبنى بالتعاون الدولي، والاستفادة من الفرص، وتبادل الخبرات، وتطوير أدوات القوة الناعمة.

فالدبلوماسية الاقتصادية اليوم تحتلُّ مكانة مركزية في السياسة الخارجية العُمانية، وجلالة السُّلطان المُعظم -حفظه الله- يقود هذه المرحلة برؤية ثاقبة تستشرف الغد، وتحرص على أن تكون عُمان مركزًا لوجستيا، واقتصاديا، وثقافيا في المنطقة والعالم. لذا، فإنَّ لقاءات جلالته مع قادة الدول ورجال الأعمال وصناع القرار، تستهدف فتح آفاق الاستثمار النوعي، وجذب التكنولوجيا، وتوطين الصناعات، وتوسيع فرص التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والاقتصاد الأخضر، والابتكار، والتعليم العالي، والثقافة والفنون.

كما أنَّ الجانب الثقافي يحظى في هذه الزيارات بمكانةٍ سامية، تُبرز الهوية الحضارية العُمانية، وتُقدّم عُمان للعالم باعتبارها دولة ذات إرث ثقافي زاخر، ومجتمع قائم على التنوّع والاعتدال والانفتاح. وتأتي هذه المقاربة الثقافية للدبلوماسية، متسقةً مع البُعد الإنساني لرؤيتنا المستقبلية، التي تجعل من الإنسان محور التنمية، ومن الثقافة أداة للتفاهم وتبادل القيم مع شعوب العالم.

وفي ضوء هذه المرتكزات، تمضي الزيارات السامية لجلالة السلطان المفدى -أيده الله- لترسيخ المكانة الدولية لعُمان، ولتكون امتدادًا طبيعيًا لدور دبلوماسي راسخ، قائم على الاحترام والهيبة، والاعتدال والاتزان، والصدق في العلاقات، والوضوح في المواقف.

ولعلّ أبلغ تعبير عن فاعلية هذا النهج العُماني، هو ما نلمسه من تقديرٍ عالمي متزايد لسياسة عُمان الخارجية، واحترام لمواقفها، وثقة في وساطاتها، وتقدير عميق لحكمة قائدها، الذي يُجسِّد في كل زيارة خارج الوطن، روح الدولة العريقة، وعقل الدولة الواعية، ونبض الشعب المتسامح، الوفي، المحب للسلام.

وأخيرًا.. إنَّ الدبلوماسية العُمانية بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المفدى، مُجدِّد نهضة عُمان الحديثة -حفظه الله ورعاه- تمضي إلى الأمام بثبات واطمئنان، مُتسلحةً بإرثها العريق، وعمقها الحضاري، ورؤيتها الطموحة، وسُمعتها الناصعة، لتُسهم في بناء عالمٍ أكثر تعاونًا وإنصافًا، وتفتح لعُمان آفاقًا جديدة من الازدهار والنماء.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بيان «وزارة الخارجية» حول إعلان الكيان الصهيوني بشأن تهجير الفلسطينيين
  • سيدات برشلونة.. معاقبة لاعبة لمست زميلتها بـشكل غير لائق
  • ما بين 5 و7 سنوات.. معاقبة مسئولين في أحد أحياء القاهرة بتهمة الرشوة
  • الكيان يقر بفشله في التصدي للهجمات من اليمن
  • أركان الكيان العقارية تعلن عن مزادها الأضخم بالشرقية
  • استعرض جهود المملكة الدبلوماسية لحل الأزمة.. نائب وزير الخارجية: السعودية تحذر من دعوات تشكيل حكومة موازية بالسودان
  • مفتي عمان يهاجم مواقف بعض الدول العربية المتماهية مع إجرام الكيان الصهيوني
  • الأبعاد الدبلوماسية.. نهج "عُمان المتجددة"
  • الكيان الصهيوني يغرق برسائل احتجاج تطالب بوقف الحرب على غزة
  • وزير الخارجية بالحكومة الليبية يتابع سير العملية التعليمية بمعهد الدراسات الدبلوماسية