طارق العيسمي.. قصة سقوط قيصر النفط وحقائب الذهب والملايين
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
في ذروة مجده، كان طارق العيسمي أحد أقوى الرجال في فنزويلا ومقرباً من الرئيس الراحل هوغو تشافيز ثم من خليفته نيكولاس مادورو... لكنه أصبح حاليا في السجن بتهمة تشغيل أحد أكبر "أنظمة الفساد" في صناعة النفط.
في ما يلي النقاط الرئيسية لتوقيف وزير النفط السابق (2020-2023) والنائب السابق للرئيس (2017-2018). وأطلقت على هذه القضية تسمية "تاريكازو"، وهي مستوحاة من "ماراكانازو"، أي الهزيمة المفاجئة لمنتخب البرازيل في نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم 1950 على أرضه.
اعتقل العيسمي (49 عاما) صباح الثلاثاء في كراكاس. وعرض النائب العام طارق وليم صعب صوراً ومقاطع فيديو للوزير السابق مكبل اليدين، ويرتدي قميصاً أسود، يرافقه عنصرا شرطة ملثمان. كما أوقف وزير الاقتصاد السابق سيمون زيربا و"المشغّل المالي" سامارك لوبيز.
يواجه العيسمي احتمال السجن 30 عاما بتهم "الخيانة واختلاس أموال عامة واستغلال النفوذ وغسل أموال وتشكيل عصابة تآمر جنائي".
وذكرت الصحف الفنزويلية أن هؤلاء اختلسوا أكثر من 15 مليار دولار من شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة "بتروليوس دي فنزويلا" ("بي دي في أس ايه").
اللغزاختفى العيسمي من الحياة العامة بعد استقالته في مارس 2023 عند تكشّف الفضيحة. وكان عدد من المسؤولين والموظفين المقربين منه في الشركة النفطية وهيئات حكومية قد أوقفوا. وأثيرت بشأنه شائعات عدة، راوحت بين وفاته وفراره إلى إحدى الدول التي تعد من الملاذات الضريبية.
وتعليقا على غياب العيسمي لأكثر من عام ثم توقيفه بشكل مفاجئ، قال صعب الثلاثاء إن "كل شيء في (يتم) في الوقت المناسب، وحان الوقت المناسب".
ويرى أستاذ العلوم السياسية لويس سالامانكا أن الحكومة "تسعى إلى إحداث تأثير انتخابي، وتحفيز الناخبين التشافيزيين لإخراجهم من سباتهم" قبل نحو أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 28 يوليو.
وقال إن "مادورو الساعي لولاية ثالثة مدتها 6 سنوات، لا يملك قاعدة صلبة".
ويتوقع أن تكون مكافحة الفساد والإفلات من العقاب مع رمزية سقوط شخصية مهمة، من العناوين الأساسية في حملة مادورو.
في المقابل، يتفق خبراء آخرون على أن "تاريكازو" جزء من عملية تطهير.
ويشير هؤلاء إلى أن ظهور عصابة ترين دي أراغوا الإجرامية يعود إلى وقت كان العيسمي فيه حاكما لولاية أراغوا (2012-2017). ولم يذكر المدعي العام هذه الروابط المفترضة مع المجموعة التي أصبحت إحدى أكبر المنظمات الإجرامية في أميركا اللاتينية.
السياقلجأت الحكومة الفنزويلية إلى العملات المشفرة للالتفاف على العقوبات المالية الأميركية والحظر النفطي.
في 2020، أصدرت الحكومة قانونًا يسمح بالالتفاف على بعض القواعد القانونية من دون أن تجازف باحتمال المحاسبة. وحذّر خبراء حينذاك من إلغاء هذه الضمانات، ما يوفّر أرضاً خصبة للفساد.
في حديثه عن "مافيا"، أكد صعب أن العيسمي ومساعديه باعوا النفط بعملات أجنبية ثم حولوها إلى عملة مشفرة في شركات واجهة لجعل عملية الاختلاس "غير قابلة للرصد من قبل هيئات الرقابة".
وتقول منظمة "ترابارنسيا فنزويلا" (Transparencia Venzuela) المعنية بالشفافية، إن شركة النفط الوطنية خسرت نحو 17 مليار دولار في أنشطة العملات المشفرة بين 2020 و2023.
وأوضح صعب أن العيسمي "بدأ التعامل مباشرة، من دون أي إجراءات إدارية، مع شحنات" النفط، مشيرا إلى أن "ملايين الدولارات (...) نقدا أو ذهبا" نقلت "في حقائب سفر" إلى الخارج.
هجوم ودفاععندما اتهمت الولايات المتحدة العيسمي بتهريب المخدرات في 2020، فتح البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة لكنه محروم من صلاحيات الحكم، تحقيقا ضد العيسمي وسمارك لوبيز. لكن المحاكم أوقفت العملية.
وكتب فريدي غيفارا النائب المعارض السابق الذي قاد التحقيقات، على منصة إكس أن الحكومة "دافعت عن الرجلين وهاجمتنا بسببهما".
وأوضح جوليو تشيليني مدير شركة لوغ (LOG) الاستشارية "في ذلك الوقت، كان كبار المسؤولين بمن فيهم المعتقلون اليوم، يستفيدون من حماية كبيرة".
وفي 2022، دعم العيسمي صعب في تحقيق ضد الوزير السابق رافائيل راميريز بتهمة ارتكاب "احتيال ضخم" بقيمة 4,85 مليارات دولار.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هل ينتقم ترامب من الأمير هاري وميغان؟
يُعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بمثابة "كابوس" للأمير هاري، بعدما حذّر في وقت سابق دوق ساسكس من أنه لن يحصل على أي امتيازات خاصة في أمريكا، في حال عودته إلى الرئاسة.
أعدّت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً حول مخاوف هاري، مشيرة إلى أن ترامب لم يكن من مؤيدي مغادرة الأمير هاري للعائلة الملكية البريطانية في عام 2020، واعتبر أنه "خان جدّته الملكة إليزابيت خيانة لا تغتفر".
أزمة الاعتراف بتعاطي المخدرات
واقترح ترامب في مارس (آذار) الماضي، ترحيل هاري، الذي يعيش في مونتيسيتو بولاية كاليفورنيا، كونه لم يعلن عن تعاطيه للمخدرات في طلب التأشيرة الخاص به.
يأتي ذلك في وقت تحاول "مؤسسة التراث" الفكرية الأمريكية إعادة فتح القضية، والعمل على نشر طلب التأشيرة السري لهاري، بعدما اعترف بتعاطي المخدرات في مذكراته "الاحتياطي".
وتحدث ترامب عن قضية المؤسسة الفكرية المرفوعة ضد هاري منذ فترة طويلة، متسائلاً عن سبب السماح للدوق بدخول الولايات المتحدة مع زوجته ميغان ماركل في عام 2020 بعد إشارته إلى تعاطي الكوكايين والماريغوانا في مذكراته.
التحضير لخطة بديلة
واقترح خبراء ملكيون أن يفكر دوق ودوقة ساسكس في "خطة احتياطية" للمكان الذي قد ينتقلان للإقامة فيه، إذا اختار ترامب إجبار هاري على الخروج.
وقد يكون هذا الخيار وفقاً لمصادر مطلعة منزل لقضاء العطلات، اشتراه الأمير وزوجته في البرتغال.
سبب حقد ترامب على هاري
بالعودة إلى سبتمبر (أيلول) 2020، يتكشّف سبب حقد ترامب على هاري وميغان ماركل، حيث أقدما بعد وقت قصير من انتقالهما إلى الولايات المتحدة، وتحديداً في زمن الانتخابات الامريكية التي فاز بها جو بايدن، على حث الناخبين الأمريكيين لـ"رفض خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت".
ورغم أن الدوقين لم يؤيدا أي مرشح، إلا أن صياغة رسالة الفيديو الخاصة بهما أثارت اتهامات بأنهما كانا ينتقدان ترامب، وبالتالي انتهكا بروتوكول المملكة المتحدة، الذي يحافظ على الحياد السياسي لأعضاء العائلة المالكة.
وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض سُئل ترامب عن تعليقاتهم، فأكد أنه ليس من المعجبين بميغان، وربما سبق وسمعت ذلك، متمنياً الكثير من الحظ لهاري، لأنه سيحتاج إليه.
خطة احتياطية
في الشهر الماضي، قال الخبير الملكي هوغو فيكرز إن ممتلكات ساسكس في ألينتيخو، البرتغال، ستكون "خطة احتياطية" جيدة للزوجين، إذا قرر ترامب طرد هاري من الولايات المتحدة.
وقال فيكرز في تصريح الشهر الماضي: "أعتقد أنه من الحكمة للغاية أخذ كل الاحتمالات في الاعتبار. بالنظر إلى الأمر من الخارج، فمن المنطقي تماماً أنه يجب أن يكون لديهم خطة احتياطية".