“بلومبيرغ”: الرد الإيراني على هجوم دمشق بات وشيكاً جداً
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
سرايا - كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم الخميس، أنّ المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأنّ الرد الإيراني المرتقب، الذي قد يشمل هجمات صاروخية بطائرات مسيّرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل، أصبح وشيكاً جداً. وهذه خطوة قد تقود إلى توسع الصراع في المنطقة بأكملها، بحسب ما نقلت الوكالة عن مصادر قالت إنّها مطلعة على المعلومات الاستخبارية الأميركية.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة أمور سرية، لـ”بلومبيرغ”، إنّ الهجوم المحتمل، الذي قد يُنفذ باستخدام صواريخ عالية الدقة، قد يحدث في الأيام المقبلة. وأضاف أحد المصادر أنّ “الأمر يُنظر إليه على أنه مسألة وقت وليس ما إذا كان سيتم ذلك، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية”.
وبدأت واشنطن بمساعدة إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخبارية. وقد أبلغت إسرائيل حلفاءها بأنها تنتظر حدوث الرد الإيراني قبل شنها هجوماً برياً في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وفق الوكالة.
وقالت المصادر إنّ الاستخبارات الأميركية والغربية تشير إلى أنّ هجوماً من إيران ووكلائها قد لا يأتي بالضرورة من جبهة حزب الله اللبناني. وهدّد المسؤولون الإسرائيليون إيران علناً بأنها إذا ضربت الأراضي الإسرائيلية فإن إسرائيل ستضرب الأراضي الإيرانية.
وصباح أمس الأربعاء، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في كلمة له بمناسبة عيد الفطر، أنّ إسرائيل يجب أن تعاقب وستعاقب لمهاجمتها القنصلية الإيرانية في سورية، مضيفاً أن الهجوم الذي نفذته إسرائيل يعتبر هجوماً على أرض إيران وفقاً للأعراف الدبلوماسية. ويأتي ذلك فيما كانت عدة تقارير ومعلومات استخبارية قد أكدت أن الرد الإيراني قد يحصل قبل حلول أول أيام عيد الفطر، وقد يستهدف منشأة دبلوماسية إسرائيلية.
ورداً على ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إنّ إسرائيل سترد على إيران داخل أراضيها إذا شنت طهران هجوماً من هناك. وكتب كاتس على منصة إكس أنه في حال “شنت إيران هجوماً من أراضيها، فسترد إسرائيل في داخل إيران”. ولاحقاً، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب ستردّ على إيران داخل أراضيها في حال أقدمت على مهاجمة إسرائيل، متوعداً إياها بـ”مفاجآت”، وذلك خلال لقاء مع جنود شمالي فلسطين المحتلة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، بالتزامن مع ارتفاع حدة التصعيد بين طهران وتل أبيب.
وكشفت مصادر مقربة من أصحاب القرار في إيران، فضّلت عدم نشر أسمائها، الأربعاء الماضي، لـ”العربي الجديد”، أن الحكومة الإيرانية أبلغت واشنطن في رسالة وجّهتها إليها عبر سويسرا وسلطنة عُمان بأنها سترد على الهجوم الإسرائيلي، محذرةً الإدارة الأميركية من خلال الوسطاء من أي تدخل، لأنه “سيعرّض جميع مصالح أميركا في المنطقة لخطر كبير ویشعل المنطقة”، بحسب ما تقوله المصادر.
الكرملين يدعو إلى ضبط النفس بين إيران وإسرائيل
من جهته، علّق الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، على الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، داعياً كافة بلدان المنطقة إلى ضبط النفس تجنباً لزعزعة استقرار الوضع على نحو كامل. وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: “بالطبع، نحث جميع دول المنطقة على ضبط النفس. تعلمون أننا أدنا الضربات على القنصلية الإيرانية بشدة. هذا انتهاك لكافة مبادئ القانون الدولي”. وأضاف: “من المهم للغاية حالياً أن يضبط الجميع النفس تجنباً لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة على نحو كامل، وهي في الأساس لا تتميز بالاستقرار والقابلية للتنبؤ”.
ودانت روسيا الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية فور وقوعه مطلع إبريل/ نيسان الجاري، إذ أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً ندّدت فيه بالغارة الجوية الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. وقالت الوزارة في بيان، نشر على قناتها في “تليغرام” بعد ساعات معدودة على وقوع الهجوم، إنها تندد بـ”حزم بهذا الهجوم على البعثة القنصلية الإيرانية في سورية”.
واستهدفت غارة إسرائيلية، في 1 إبريل/ نيسان الحالي، القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل 7 عسكريين إيرانيين، بينهم الجنرالان العميدان في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، وهما من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، فضلاً عن خمسة ضباط مرافقين لهما. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال فعالية “منبر القدس” في يوم القدس العالمي، إن “هذه الجريمة (قصف القنصلية الإيرانية) لن تبقى من دون رد”.
(وكالات)
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القنصلیة الإیرانیة فی الرد الإیرانی
إقرأ أيضاً:
إيران هدف ترامب الرئيسي من الهجوم على الحوثيين
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الهدف الحقيقي للهجوم الذي أمر به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جماعة الحوثيين في اليمن، هو دفع طهران إلى المفاوضات على برنامجها النووي.
وقالت "هآرتس" إن تصرفات الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي العائد إلى البيت الأبيض، على الصعيد الدولي، تظهر قوة ترامب إيماناً منه بضرورة إظهار القوة، سواء كانت ضد الحوثيين أو ضد كندا، مشيرة إلى أنه هدد بعمل عسكري ضد غرينلاند، بل وضد الدنمارك أيضاً، التي تُعد إحدى الدول المؤسسة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، كما هدد المكسيك، وبنما.وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن تصرفات ترامب تشير إلى أنه يعبر عن القوة الأمريكية، وروح هجومية جديدة، رغم أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن هاجم أيضاً الحوثيين أكثر من 10 مرات في 2024.
بعد الحوثيين.. هل تتحرك أمريكا ضد ميليشيات #إيران في #العراق؟https://t.co/rizEjAD9Th
— 24.ae (@20fourMedia) March 16, 2025العمل بشكل أحادي
وأضافت هآرتس، أن ترامب على المستوى السياسي والعسكري اختار العمل الأحادي، وأن الولايات المتحدة في عهد ترامب ليس لها حلفاء ولا دبلوماسية تحالفات قائمة على التعاون، موضحة أن مشكلة الحوثيين لا تهم بإسرائيل أو الولايات المتحدة فقط، ولكنها مشكلة عالمية، واستطردت "عندما تُدير منظمة مسلحة دولةً تُسيطر على مضيق باب المندب ومدخل البحر الأحمر، فهناك دول أخرى متضررة يمكن أن تهاجم الحوثيين، ولكن هدف ترامب هو إيران".
فرصة للمفاوضات
وأشار إلى أن ترامب لا يرى إيران الضعيفة فريسة عسكرية سهلة، بل يرى فرصة للمفاوضات، لأن ترامب ليس له مصلحة في حرب قد تمتد إلى دول أخرى في المنطقة، مضيفة أن الهجوم يهدف إلى حض إيران، من خلال الضغط الإقليمي وتهديد عسكري ضمني، على الدخول في مفاوضات بشأن البرنامج النووي بشروط أمريكية، وهنا يتحرك ترامب متبنياً نهجاً أحادياً قائماً على "أمريكا فقط"، دون مشاركة الحلفاء السابقين الذين وقعوا الاتفاق النووي الأصلي، فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين.
إيران و«المشاهد المؤلمة» وساعة القرارhttps://t.co/wUU8ThTNXl pic.twitter.com/mxfnhrOe49
— 24.ae (@20fourMedia) March 17, 2025هل هناك فرصة للمفاوضات؟
وقالت هآرتس، إنه لا امكانية للتوصل إلى اتفاق مع إيران إلا إذا قام ترامب بتغيير خطة اللعبة، وهذا ما حاول القيام به، ولكن من المشكوك فيه أن بضع ضربات جوية قد تغير المعادلة، وعلى النقيض، فإن إيران لا ترى نفسها بالضرورة ضعيفة، وقد أعربت بالفعل عن معارضتها الشديدة للمفاوضات تحت تهديد التهديدات.