المطبخ العالمي يكشف إصابة أحد موظفيه قبل مقتل 7 منهم بغزة
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
كشفت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" أن هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أودى بحياة 7 من أعضاء فريقها في وسط غزة لم يكن القصف الوحيد الذي أصاب العاملين ضمن فرقها، فقد أصيب أحد موظفيها الفلسطينيين بجروح خطيرة جراء قصف إسرائيلي في دير البلح قبيل ذلك الحادث.
وأوضحت المنظمة أنه قبل 15 دقيقة فقط من استهداف قافلة المطبخ العالمي في الأول من أبريل/نيسان الجاري، "أصيب أحد موظفينا الفلسطينيين الشجعان بجروح خطيرة جراء قصف جوي على مسجد البشير في دير البلح".
وتابع بيان للمنظمة -نشر الأربعاء- أن العامل الفلسطيني، واسمه عمرو، أصيب بجروح خطيرة في رأسه ويده أثناء وجوده خارج الخدمة في منزل قريب من المسجد في المنطقة المحيطة بمخزن ومطبخ تم إنشاؤه حديثا في دير البلح.
وأشار البيان إلى أنه تم إخراج المصاب من تحت الأنقاض، ونقل إلى المستشفى حيث ظل في غيبوبة لبعض الوقت، ثم نُقل جوا إلى مستشفى آخر -لم تحدده المنظمة- حيث يتعافى حاليا.
وأضاف البيان أن عمرو انضم إلى فريق "المطبخ المركزي العالمي" بداية العام، وتقول عائلته إنه شعر بالفخر للعمل لمساعدة وإطعام الأشخاص الذين يعانون مثلما كان يعاني.
وشددت المنظمة على أن الغارات الإسرائيلية "تذكير صارخ بالظروف المروعة التي لا يزال عمال الإغاثة الإنسانية والعائلات الفلسطينية يواجهونها في كل دقيقة من كل يوم".
هجوم وتحقيق
وكانت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" قد أعلنت وقف عملياتها مؤقتا وبشكل فوري في غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها بغارة جوية إسرائيلية.
وقالت المنظمة إن فريقها المستهدف كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرى تحمل شعار المنظمة، لكنه تعرّض للقصف أثناء مغادرته مستودعا بدير البلح بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية، رغم تنسيق التحرك مع الجيش الإسرائيلي.
وقُتل العاملون السبعة، وهم 3 بريطانيين وأسترالية وبولندي وأميركي-كندي مع سائقهم الفلسطيني، في 3 غارات نفذتها مسيّرة إسرائيلية خلال 4 دقائق بينما كانوا يفرّون من سيارة إلى أخرى، وتم استهداف موكبهم عندما كانوا متوجهين إلى جنوبي قطاع غزة بعد أن أشرفوا على تفريغ سفينة نقلت 300 طن من المساعدات الغذائية من قبرص.
وأثارت الحادثة غضبا كبيرا لدى المنظمات الدولية والعديد من الحكومات الغربية. وفي مواجهة حملة تنديد سببها أن القتلى يحملون جنسيات دول غربية، سارع جيش الاحتلال إلى نشر نتائج التحقيق الخاص به، وقال -في بيان- إن قصف سيارات المنظمة الإغاثية كان ناجما عن خلل وخطأ خطيرين في عملية تحديد الهدف، وأن اتخاذ القرار تم بشكل خالف الأوامر وتعليمات إطلاق النار.
كما زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقدت أن مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا في سيارات مرافقة لشاحنات المساعدات التي لم يحددها الجنود على أنها مرتبطة بالمطبخ العالمي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قرر بعد التحقيق تنحية ضابطين، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة عقيد احتياط، كما قرر توبيخ قائد أحد الألوية وقائد الفرقة "162"، وكذلك قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان بسبب مسؤوليته الشاملة عن الحادث.
وردت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" على التحقيق الإسرائيلي قائلة إن الجيش الإسرائيلي فشل في تبرير إطلاق النار على قافلتها، وإنه فشل كذلك في إظهار أي سبب لإطلاق النار على أفراد القافلة التي لم تكن تحمل أي أسلحة ولم تشكل أي تهديد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المطبخ المرکزی العالمی الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
تقرير طبي يكشف تفاصيل مأساوية عن مقتل "مسعفي غزة"
بعد تشريح جثامين المسعفين وعمال الإغاثة الذين قتلوا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة خلال شهر مارس الماضي، كشفت تقارير طبية عن تفاصيل جديدة حول مقتلهم.
وحسب التقارير التي حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد قتل المسعفون وعمال الإغاثة "نتيجة إصابتهم بطلقات نارية في الرأس أو الصدر"، بينما "أصيب آخرون بشظايا أو جروح أخرى".
وكانت القوات الإسرائيلية أطلقت النار على سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء أرسلتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني إلى رفح جنوبي قطاع غزة، وفقا لروايات شهود عيان ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية للهجوم الذي وقع في 23 مارس الماضي.
وأقرت إسرائيل بتنفيذ الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 15 رجلا، هم 14 مسعفا وموظف في الأمم المتحدة مر بسيارته بعد إطلاق النار على الآخرين.
ودفن الجنود الإسرائيليون الجثث في مقبرة جماعية، وسحقوا سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء والمركبة التابعة للأمم المتحدة، ودفنوها أيضا.
وكان الجيش الإسرائيلي قدم تفسيرات متباينة لسبب إطلاق قواته النار على سيارات الطوارئ، وقال، من دون تقديم أدلة، إن بعض القتلى كانوا من حركة حماس، مؤكدا أنه يحقق في الواقعة.
وأثارت الحادثة المأساوية إدانة دولية واسعة، ووصفها الخبراء بأنها جريمة حرب.
وحسب "نيويورك تايمز"، أجريت عمليات التشريح بين يومي 1 و5 أبريل الجاري، بعد أن انتشل فريق من عمال الإغاثة جثامين القتلى.
وأجرى التشريح رئيس وحدة الطب الشرعي بوزارة الصحة في غزة أحمد ضهير، كما راجع آرني ستراي بيدرسن أخصائي الطب الشرعي في مستشفى جامعة أوسلو النرويجية، الذي كان في غزة في وقت سابق من مارس لتدريب الأطباء، صور التشريح، واستشار ضهير لكتابة تقرير موجز.
وأفادت تقارير التشريح أن الرجال الـ14 كانوا يرتدون إما زي الهلال الأحمر أو الدفاع المدني، جزئيا أو كليا، وقت الوفاة.
ويظهر مقطع فيديو لجزء من الهجوم أنه عندما بدأت القوات الإسرائيلية إطلاق النار عليهم، كان عدد من المسعفين قد خرجوا من سياراتهم بزيهم الرسمي الواضح، مع أشرطة عاكسة على ظهورهم وأذرعهم وأرجلهم تلمع بوضوح في أضواء سيارات الإسعاف.
وأفادت تقارير التشريح أن 11 من الرجال أصيبوا بطلقات نارية، من بينهم 4 تلقوا الرصاص في رؤوسهم، و6 على الأقل في صدورهم أو ظهورهم، علما أن معظمهم أصيب بأكثر من طلقة.
وكان أحد الرجال مصابا بجروح متعددة ناجمة عن شظايا في صدره وبطنه، بينما تعرض اثنان آخران لإصابات وصفتها تقارير التشريح بأنها "متوافقة مع الشظايا"، وربما تكون مرتبطة بانفجار.
وبينما يمكن سماع إطلاق نار مستمر في الفيديو والتسجيلات الصوتية لجزء من الهجوم، فإنه من غير الواضح ما إذا كان هناك انفجار إضافي قد يكون تسبب في مثل هذه الإصابات.
وأفادت التقارير أن العديد من الجثامين كانت من دون أطراف أو فقدت أجزاء أخرى من الجسم، وذكر تقرير يخص أحد الرجال القتلى أن جثمانه كانت مفصولا من منطقة الحوض.
وكانت جميع الجثامين متحللة جزئيا أو كليا، وفقا لتقارير التشريح والصور.
وصرح ستراي بيدرسن في مقابلة أن "ذلك جعل من الصعب استخلاص استنتاجات إضافية، بما في ذلك ما إذا كان إطلاق النار على الرجال قد تم من مسافة قريبة أم من مسافة أبعد".
وبعد فحص الجثامين الأولي في أواخر مارس، قال ضهير لصحيفة "نيويورك تايمز" ووسائل إعلام أخرى إن أحد الضحايا كان يحمل علامات وكدمات على معصميه تشير إلى أن يديه كانتا مقيدتين، مشيرا إلى ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات للتأكد من ذلك.
ولم تذكر تقارير التشريح ما إذا كان أي من الرجال مقيدا.
وبدأ ستراي بيدرسون مشاوراته بشأن تشريح الجثامين بعد أن طلبت وزارة الصحة في غزة المساعدة من منظمة "نورواك"، وهي منظمة إغاثة نرويجية، وفقا لمسودة التقرير الموجز، وقال في مقابلة إنه وضهير سيواصلان تحليل النتائج قبل إصدار التقرير النهائي.
وقال الطبيب النرويجي: "أدرس تحديدا أي أنماط محتملة، وما إذا كانوا جميعا قد قتلوا بنفس الطريقة، أو ما إذا كان لدى بعضهم أي جروح إضافية".
وفي بيانه الأولي بعد الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي إن الرجال كانوا "يتقدمون بشكل مثير للريبة" من دون أضواء سياراتهم، ثم تراجع عن هذه الرواية بعد نشر الفيديو، الذي أظهر المركبات وهي تحمل علامات واضحة وتومض أضواءها وتتوقف قبل الهجوم.
كما ذكر التقرير الأولي للجيش الإسرائيلي أن 9 من القتلى كانوا عناصر في حركتي حماس أو الجهاد، ثم خفض هذا العدد لاحقا قائلا إن 6 منهم فقط كانوا من حركة حماس.
وقالت إسرائيل إنها لن تدلي بمزيد من التعليقات حتى انتهاء تحقيقاتها.