أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى ارتفاع قياسي اليوم الخميس، لكنه أرسل إشارة أكثر وضوحا بأنه ربما يستعد لخفضها مع استمرار تراجع التضخم في منطقة اليورو.

وأبقى البنك المركزي للدول العشرين التي تتعامل بالعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) سعر الفائدة على الودائع عند 4% كما هو الحال منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، في إطار جهد مستمر منذ عام ونصف العام لكبح ارتفاع الأسعار.

لكن مع اقتراب التضخم الآن مما يستهدفه البنك المركزي الأوروبي بنسبة 2% وتعطل الإقراض المصرفي ومع نمو بالكاد يذكر للاقتصاد، صدر عن المركزي الأوروبي تلميحات جديدة حول احتمال خفض الفائدة في اجتماعه المقبل.

وقال المركزي الأوروبي: "إذا كان التقييم المحدث لمجلس المحافظين لتوقعات التضخم وتحركات التضخم الأساسي وقوة تأثير السياسة النقدية سيزيد من ثقته في أن التضخم يتجه باستمرار صوب المستهدف، فسيكون من المناسب خفض المستوى الحالي من قيود السياسة النقدية".

انتهاء التشديد النقدي

وأشارت رويترز في تقرير إلى أن البنوك المركزية الكبرى أنهت دورة التشديد النقدي التاريخية، لكن التوقعات تتباين حول من سيخفض أسعار الفائدة بعد ذلك، وإلى أي مدى.

وقد دخلت الأسواق -التي توقعت قبل شهر خفضا منسقا للفائدة في يونيو/حزيران- حالة من الفوضى إذ أدت بيانات التضخم الأميركية الصادرة أمس إلى دفع التوقعات الخاصة بتخفيض الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) الأول إلى سبتمبر/أيلول.

سويسرا

وخفض البنك الوطني السويسري الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 1.50% في مارس/ آذار، وهي خطوة مفاجئة ساعدت على دفع الفرنك إلى أدنى مستوياته منذ 10 أشهر مقابل اليورو.

كان هذا أول خفض للفائدة من قبل البنك المركزي السويسري منذ 9 سنوات ومع بقاء التضخم ضمن النطاق المستهدف بين صفر و2% لعدة أشهر، يتوقع المتداولون معدل فائدة ربع نقطة آخر في اجتماع للبنك في 20 يونيو/ حزيران.

السويد

وأبقى البنك المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي ثابتا عند 4% في مارس/ آذار وأشار إلى أنه إذا استمر التضخم في الانخفاض نحو هدفه البالغ 2%، فقد تبدأ سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة في مايو/ أيار.

وتنظر الأسواق إلى خفض البنك المركزي السويدي في السابع من مايو/ أيار باعتباره قرعة عملة بعد أن حذر المحافظ إريك ثيدين من أن ضعف الكرونة السويدية قد يدفع التضخم إلى الارتفاع.

كندا

ترك بنك كندا أسعار الفائدة دون تغيير عند 5% يوم الأربعاء، لكنه أعطى دلائل قوية على أنه مستعد لخفض الفائدة، وتتوقع أسواق المال خفضها في يوليو/ تموز، مع احتمال بنسبة 50% تقريبا للتحرك في يونيو/ حزيران.

وخفض بنك كندا توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2025 من 2.4% إلى 2.2%، وقال إن التضخم سيصل إلى هدفه العام المقبل.

بريطانيا

أبقى بنك إنجلترا الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 16 عاما عند 5.25% في مارس/ آذار، وقال المحافظ أندرو بيلي إن الاقتصاد "يتحرك في الاتجاه الصحيح" للتخفيضات.

لكن صناع السياسة في بنك إنجلترا منقسمون، مما يفتح بابا جديدا حول موعد تخفيف السياسة النقدية، ويتوقع المتعاملون أن يبدأ بنك إنجلترا في خفض تكاليف الاقتراض بحلول أغسطس/ آب.

نيوزيلندا

بعد أن أبقى بنك الاحتياطي النيوزيلندي الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 15 عاما عند 5.5% أمس، تمسك المستثمرون برهاناتهم على خفض أغسطس/ آب المقبل.

وبعد ارتفاع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، دخلت نيوزيلندا في حالة ركود.

 

رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول خلال مؤتمر صحفي أكد أهمية إبقاء الفائدة مرتفعة لضبط التضخم (رويترز) أميركا

وأبقى بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي الفائدة في نطاق 5.25% إلى 5.5% منذ يوليو/ تموز 2023، وفي مارس/ آذار أكد مجددا توقعاته لـ3 تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.

لكن المتداولين يتوقعون الآن أن يقوم البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة بنسبة أقل بكثير مما قال إنه سيفعله قبل شهر واحد فقط، بسبب بيانات التضخم الساخنة لشهر مارس/آذار يوم الأربعاء.

وقبل ساعات من صدور هذا تقرير بيانات التضخم الأميركية، الذي أعقب بيانات قوية للوظائف في الولايات المتحدة، توقع المتداولون تخفيضات بمقدار 67 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفدرالي هذا العام مع احتمالات 50-50 للتحرك الأول في يونيو/ حزيران.

أستراليا

أبقى البنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 12 عاما عند 4.35% في مارس/ آذار مع تباطؤ الاقتصاد.

ويناقش المستثمرون ما إذا كان بنك الاحتياطي الأسترالي سوف يرفع الفائدة مرة أخرى، إذ تهدد التخفيضات الضريبية وسوق العمل الضيق بزيادة التضخم، وتتوقع الأسواق خفضا بمقدار 20 نقطة أساس فقط هذا العام وأن يظل بنك الاحتياطي الأسترالي في حالة انتظار حتى نوفمبر/تشرين الثاني على الأقل.

النرويج

ترك البنك المركزي النرويجي الفائدة دون تغيير عند 4.50% في مارس/ آذار، وتوقع محافظ البنك إيدا ولدن باش خفضا واحدا فقط هذا العام، مع تسعير الأسواق له على أنه الأرجح لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني.

وانخفض التضخم في النرويج أكثر من المتوقع في مارس/ آذار، إلى 3.9%، لكن المخاطر ترتفع مرة أخرى بسبب النمو القوي للأجور والتوقعات الاقتصادية الإيجابية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الاحتیاطی الفدرالی المرکزی الأوروبی البنک المرکزی بنک الاحتیاطی أسعار الفائدة أبقى البنک نقطة أساس هذا العام فی مارس

إقرأ أيضاً:

المركزي الأميركي يثبّت سعر الفائدة ويتجاهل انتقادات ترامب

ثبّت مجلس الاحتياطي الفدرالي (المركزي الأميركي) الفائدة عند مستوى ما بين 4.25% و4.5% في أول اجتماعات لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي لهذه السنة، متجاهلا انتقادات ترامب ومطالبه بخفض الفائدة.

ولم يعط سوى القليل من الإشارات بشأن التخفيضات التالية في تكاليف الاقتراض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا ترتفع أسعار اللحوم في المغرب رغم الدعم الحكومي؟list 2 of 2ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار اليوم الأربعاءend of list

وبعد أشهر ظلت خلالها بيانات التضخم دون تغيير كبير تخلى البنك المركزي الأميركي عن لهجة بيانه الأحدث حين قال إن التضخم "حقق تقدما" نحو الهدف البالغ 2% الذي حدده المجلس، وأشار فقط إلى أن وتيرة زيادات الأسعار "ما زالت مرتفعة".

وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل إن مؤشر أسعار المستهلكين صعد 0.4% الشهر الماضي، بعدما زاد 0.3% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وخلال 12 شهرا حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي، ارتفع المؤشر 2.9% بعدما زاد 2.7 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وواجهت عملية إعادة التضخم إلى هدف البنك المركزي الأميركي عند 2% عقبات في النصف الثاني من العام الماضي.

وتوقع مجلس الاحتياطي الفدرالي خفضا أقل لأسعار الفائدة هذا العام بسبب متانة الاقتصاد وتهديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع المستوردة وترحيل المهاجرين غير النظاميين بشكل جماعي.

إعلان

ومن المتوقع أن ترفع كل هذه الإجراءات من التضخم.

أسعار المنتجين

وارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة 0.2% الشهر الماضي بعد ارتفاع 0.4% على أساس غير معدل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية إن مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي ارتفع 0.2% الشهر الماضي بعد ارتفاع 0.4% على أساس غير معدل في نوفمبر/تشرين الثاني.

وخلال 12 شهرا حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي، تسارع نمو مؤشر أسعار المنتجين 3.3% بعد ارتفاعه 3% في نوفمبر/تشرين الثاني السابق له.

انتقادات ترامب

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي وبعد توليه الرئاسة بـ3 أيام إنه سيطلب خفض سعر الفائدة على الفور وإن على الدول الأخرى أن تحذو حذوه، في أول انتقاد للسياسات النقدية للفدرالي الأميركي.

وأضاف ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا أنه "مع انخفاض أسعار النفط، سأطلب خفض سعر الفائدة على الفور، ويجب بالمثل أن تنخفض في جميع أنحاء العالم".

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة.. ويحذر من ضعف الاقتصاد
  • في أول قرار له يخالف ترامب.. الفيدرالي الأمريكي يثبت سعر الفائدة عند 4.25%-4.5%
  • الدولار يصعد بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت سعر الفائدة الأميركية
  • عاجل | المركزي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة بأول اجتماع له في عهد ترامب
  • "الفيدرالي الأمريكي" يثبت أسعار الفائدة في أول اجتماعاته منذ عودة ترامب
  • أول تعليق لرئيس "الاحتياطي الفيدرالي" بعد مخالفته لقرار ترامب وتثبيت سعر الفائدة
  • دون تغيير..المركزي الأمريكي يبقي على أسعار الفائدة
  • المركزي الأميركي يثبّت سعر الفائدة ويتجاهل انتقادات ترامب
  • "الاحتياطي الفيدرالي" يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير
  • الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة عند نطاق 4.25% إلى 4.5%