مسؤول أممي يدعو من دارفور لضمان وصول المساعدات وزيادة تمويل الإغاثة
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قال مسؤول أممي إن الآلاف من الأبرياء قد يلقون حتفهم قريباً جداً إذا لم تتوفر إمكانية الوصول الإنساني والتمويل اللازم للاستجابة للكارثة في السودان.
التغيير: وكالات
شدّد نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان طوبي هارورد، من دارفور، على الحاجة الملحة لضمان الوصول الإنساني بدون عوائق وزيادة التمويل للاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة.
وقال هارورد في فيديو سجله باللغة العربية ونشره على حسابه على موقع X، إنه يحتفل بعيد الفطر في الفاشر، شمال دارفور منضماً “إلى الأصدقاء الذين يتضرعون الى الله طالبين إنهاء النزاع”.
وصرح بأنه عقد خلال الأيام الماضية، اجتماعات إيجابية مع السلطات والأطراف العسكرية في مليط والفاشر بشأن ضرورتين ملحتين، أولهما هي الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى السكان في جميع الولايات المتضررة من النزاع، بغض النظر عمن يسيطر على المنطقة.
الضرورة الثانية هي الحاجة إلى زيادة التمويل الإنساني بشكل كبير لتمكين الاستجابة بالحجم والنطاق المطلوبين. وقال إن العديد من الآلاف من الأبرياء قد يلقون حتفهم قريباً جدا إذا لم تحصل الأمم المتحدة وشركاؤها على إمكانية الوصول الإنساني والتمويل اللازم للاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية.
يسعدني أن أحتفل بعيد الفطر في الفاشر، شمال #دارفور، وأن أنضم إلى الأصدقاء الذين يتضرعون الى الله طالبين إنهاء النزاع.
خلال الأيام الماضية، عقدت اجتماعات إيجابية مع السلطات والأطراف العسكرية في مليط والفاشر، بشأن ضرورتين ملحتين:
• الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل… pic.twitter.com/oaIRg7CMMt
— Toby Harward | طوبي هارورد ???????? (@tobyharward) April 10, 2024
ويمر يوم الاثنين عام على اندلاع الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م.
وبسبب الحرب يشهد السودان والدول المجاورة له واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية وأزمات النزوح وأكثرها تعقيدا على مستوى العالم، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إذ بلغ عدد الذين أجبروا على الفرار من منازلهم أكثر من 8.5 ملايين شخص، من بينهم 1.8 مليون عبروا الحدود الوطنية إلى دول منها مصر وجنوب السودان وتشاد.
الوسومالأمم المتحدة الدعم السريع السودان الفاشر القوات المسلحة حرب 15 ابريل شمال دارفور طوبي هارورد نائب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الدعم السريع السودان الفاشر القوات المسلحة حرب 15 ابريل شمال دارفور الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس النرويجي للاجئين: السودان يتجه نحو “مجاعة بدأ عدها التنازلي”
قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند في مقابلة أجرتها معه السبت وكالة فرانس برس، إن السودان الذي يشهد حربا مدمّرة يتجّه نحو “مجاعة بدأ عدّها التنازلي” ويتجاهلها قادة العالم، في حين تقتصر قدرات المساعدات الإنسانية على “تأخير الوفيات”.
وشدّد إيغلاند في المقابلة التي أجريت معه في تشاد عقب زياته السودان هذا الأسبوع “لدينا في السودان أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي”.
منذ نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص.
ويعاني وفق الأمم المتحدة نحو 26 مليون شخص داخل السودان من الجوع الحاد.
وقال إيغلاند “قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميا”.
ويقول المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1,5 مليون شخص هم “على شفير المجاعة”.
وتابع إيغلاند “العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات”، وأضاف “فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلا من منعها”.
سياسة تغلّب المصالح الفردية
قبل عقدين، لفتت اتهامات بارتكاب إبادة جماعية انتباه العالم إلى إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان حيث أطلقت الحكومة السودانية آنذاك يد مليشيات قبلية عربية في مواجهة أقليات غير عربية تشتبه بدعمها لمتمردين.
وقال إيغلاند “من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاما بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير”.
وقال إن حربي إسرائيل في غزة ولبنان وحرب روسيا مع أوكرانيا ألقت بظلالها على النزاع في السودان.
لكنه أشار إلى أنه رصد تحوّلا في “المزاج الدولي” بعيدا من نوع الحملات التي يقودها مشاهير والتي جلبت نجم هوليوود جورج كلوني إلى دارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتحدّث عن “ميول أكثر قومية وأكثر تطلعا إلى الداخل” لدى حكومات غربية يقودها سياسيون يضعون في المقام الأول “أمتهم، وأنفسهم وليس البشرية”.
وندّد بمسؤولين “قصيري النظر” سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفق أولئك الذين لم يساعدونهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين.
وقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر الأبيض المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.
“مروع ويزداد سوءا”
في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومعظم النازحين في دارفور حيث يقول إيغلاند إن الوضع “مروع ويزداد سوءا”.
وترزح مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعطيل جميع عمليات الإغاثة في المنطقة تقريبا وتسبب بمجاعة في مخيم زمزم القريب للنازحين.
لكن حتى المناطق التي هي بمنأى من دمار الحرب “بدأت تعاني الأمرين”، وفق إيغلاند. ففي كل أنحاء الشرق الذي يسيطر عليه الجيش، تكتظ المخيمات والمدارس والمباني العامة الأخرى بالنازحين الذين تُركوا لتدبّر أمورهم بأنفسهم.
وفي ضواحي بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر حيث تتّخذ الحكومة المدعومة من الجيش ووكالات الأمم المتحدة مقرا، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.
وقال “كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعا؟”.
وتقول الأمم المتحدة إن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم.
وأضاف إيغلاند “الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان… كل تأخير، وكل شاحنة يمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يوما آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى”.
لكنه قال إنه رغم كل العقبات “من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان”، داعيا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من “الشجاعة”.
وأضاف أن “أطراف النزاعات متخصصون في إخافتنا ونحن متخصصون في الخوف”، وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على “التحلي بقوة أكبر” وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها.
(أ ف ب)