تُعد الثقة بالنفس إحدى الصفات الأساسية التي تحدد مسار حياتنا وتؤثر على قدرتنا على تحقيق النجاح والتكامل الشخصي، كما إنها الدعامة الأساسية التي تسمح لنا بالتحدي والابتكار وتحقيق ما لم نكن نتوقع تحقيقه وتجاوز حدودنا الذاتية؛ فعندما تكون لدينا ثقة بأنفسنا، نكون قادرين على التصرف بجرأة وثقة في كل جانب من جوانب حياتنا.


وفي تلكما السور سوف تكتشف معي عمق ثقتك بنفسك وكيف يمكن للثقة بالنفس أن تحدث تغييرًا حقيقيًا في حياتك؛ حيث إن الجسر الذي يربطك بالتحقيق الذاتي هو ثقتك بنفسك، إذا كانت لديك ثقة بنفسك، ستتجاوز حدودك الحالية وتتحدى نفسك للتطور والتحسن، وستكون مستعدًا لتجربة أشياء جديدة واستكشاف إمكاناتك المخفية، وهذا ليس من قبيل السرد، بل يمكن لذاتك وثقتك بتحقيق ما كنت تعتقد أنه مستحيل. 


إنها رحلة تحقيق الذات التي لا تعرف الحدود، والثقة بالنفس هي المفتاح الذي يفتح أمامك أبواب الإمكانيات اللامحدودة؛ فمن خلال خطوات بسيطة يمكن أن تجعل من هذه المعتقدات نهج يومي يمكنك من صقل ثقتك بنفسك، وهذا الأمر يتطلب أن تتمعن ممارسات ليست بالصعبة؛ إذ يمكنك القيام بها بصورة اعتيادية وتصبح من منهجياتك اليومية.


والبداية تكمن في موعد مع النفس؛ إذ يعد لقاء يومي بينك وبين نفسك سوف يغير من مسار حياتك، لا تدع الفرصة أن تفوتك، فلا تهمل أن تختلي بنفسك وتفكر في موضوعات أو أفكار إيجابية، وتضع لنفسك أهداف وجدول زمني غير مرهق لتحقيق ذلك، ولا أخفيك سرا فأنا يوميا امدح نفسي في كل الامور الطيبة التي قمت بها واعاتب نفسي وليس اعنفها في الأمور التي أخفقت فيها، فتعلم كيف تخاطب نفسك بطريقه تجعل بينك وبين نفسك جسر قوى من الثقة.


والخطوة التالية تضمن أن تتخذ من التحديات سبيلًا نحو ثقتك بنفسك؛ فلا يمكن للثقة بالنفس أن تتطور بدون مواجهة التحديات والصعاب، فعندما تواجه تحديات وتتغلب عليها، تزداد ثقتك بنفسك، كل تحدٍ جديد تتغلب عليه يعزز قوة ثقتك ويثبت لك أنك قادر على التغلب على أي شيء يعترض طريقك؛ لذلك، لا تخشى التحديات، بل قابلها بشجاعة واعتبرها فرصًا لتطوير ثقتك الذاتية.


وهناك خطوة مهمة تتمثل في بناء علاقات شخصية جديدة وأولها مع ذاتك، تمتد ثقتك بنفسك إلى العلاقات الشخصية التي تمتلكها؛ حيث إن الثقة بالنفس تجعلك تتعامل بثقة واحترام مع الآخرين، وتعزز الثقة الذاتية قدرتك على التواصل بفعالية وتعبير آراءك واحتياجاتك بوضوح، كما تساعدك على بناء علاقات صحية ومستقرة، وتكوين صداقات قوية وعمل تعاوني فعّال مع الآخرين.


وايمانك بالله ثم بذاتك يحقق النجاح المهني، وهنا نقر بأن الثقة بالنفس تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح المهني؛ حيث تمكنك من تحديد أهدافك والعمل بجدية نحو تحقيقها، وتجعلك تضع من الخطط وتستخدم من الآليات والأساليب ما يحقق ما تصبو إليه دون كلل أو ملل، بل تجدد الرغبة لديك بصورة مستمرة وتجعل عينك نحو الهدف.


وضرورة السعي نحو السلام الداخلي؛ بمثابة حلم، وعند تحقيقه يتغير الكثير ونرى الحياة بمفهوم جديد، وهذا الحلم يمكن تحقيقه عندما تكتشف ذاتك وتجدد ثقتك بنفسك، وتكون على إيمان دائم أن الكنز الحقيقي لشخص هوا الثقة بالنفس، وفي النهاية لا تنسى أنه القليل من القول والكثير من الفعل يحقق المستحيل، وإذا أردت أن تكون صاحب قول مسموع يجب عليك أن تكون أولا صاحب فعل حقيقي.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الثقة بالنفس ثقتک بنفسک

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: عندما يتحول الزمن إلى لغز في عالم الأفلام

ماذا لو أن زمن القصة أصبح بطلًا  في الفيلم؟ ماذا لو كان بمقدور الزمن أن يتحرك للخلف، أو يلتف على نفسه، أو يقفز بنا من لحظة إلى أخرى دون تفسير؟ هكذا، تأخذنا السينما إلى عوالم لا تقيدها قوانين الزمن؛ حيث تتجاوز حدود السرد التقليدي لتصبح اللعبة الزمنية هي عمود القصة، ووسيلة لتحدي عقل المشاهد وتفكيره.


في أفلام مثل "Memento" و "Inception" و "Tenet"،  لا يعد الزمن مجرد سياق للأحداث، بل يصبح أداة رئيسة لرسم مسار القصة وتحفيز المتفرج على الانخراط والتركيز. فنجد أن كلاً من هذه الأفلام يستعرض الزمن بأسلوب خاص ومتفرد؛ حيث يستخدم Memento السرد العكسي ليضعنا في نفس مأزق بطل القصة ونحاول تجميع الأحداث معه، بينما ينقلنا Inception إلى طبقات متداخلة من الأحلام والأزمنة، فلا يعود الزمن مجرد خط ثابت، بل متاهة تزداد تعقيدًا مع كل لقطة جديدة من الحلم. هنا، يصبح الزمن "بطلا" تتغير معه قواعد القصة، مما يُشعر المتفرج بتداخل الواقع والخيال، وكأنه في دوامة بين الحاضر والمستقبل والماضي. أما في فيلم  "Tenet"، يأخذ مفهوم الزمن بُعدًا أكثر تحديًا، حيث تتشابك الأحداث في ظاهرة "العكس" الزمنية، ما يجبر المتفرج على التفكير في كل مشهد على أنه جزء من لغز أكبر يحتاج إلى حل. وبذلك، يصبح الزمن هنا محركًا يعيد تشكيل الأحداث وتغيير مساراتها، لتخلق رحلة سينمائية مليئة بالتشويق لا يمكن فيها الاعتماد على التوقعات المسبقة. هذا التلاعب لا يعتبر مجرد حيلة سردية، بل هو تحدٍّ لإدراكنا ذاته؛ حيث ندخل تجربة مشاهدة تضعنا في اختبار مستمر: كيف نستوعب مفهوم الزمن؟ كيف نبني تصوراتنا عما هو "حقيقي" و"خيالي"؟


ورغم أن السرد التقليدي يهيمن على السينما العربية، إلا أن بعض الأفلام نجحت في كسر هذا القالب بأساليب مبتكرة وغير مألوفة، مستلهمة جزئيًا من الأفلام التي تتلاعب بالزمن وتخلق سرديات غير خطية. فعلى سبيل المثال، فيلم "الفيل الأزرق" (2014 و2019) لمروان حامد، يوظف عناصر الحلم والذاكرة ليأخذ المشاهد في رحلة تتقاطع فيها أبعاد نفسية وزمنية، مما يضفي على القصة عمقًا وغموضًا بعيدًا عن التسلسل الزمني التقليدي. أما فيلم "أسوار القمر"  (2015) لطارق العريان، فيستخدم حادثة مفصلية ليعود بنا إلى الماضي، مستعرض الأحداث من وجهة نظر البطلة في استرجاعات زمنية متداخلة. 


إضافة إلى ذلك، نجد فيلم "فاصل ونعود" (2011) للمخرج أحمد نادر جلال، الذي يتقاطع جزئيًا مع فكرة "Memento" في استكشاف فقدان الذاكرة كوسيلة للبحث عن الحقيقة، حيث يفقد البطل ذاكرته ويبدأ في إعادة تجميع شتات حياته بعد الحادث. وعلى الرغم من أن "فاصل ونعود" يتبع سردًا خطيًا تقليديًا مع -محاولات- استعادة الذاكرة، إلا أنه يشترك مع "Memento" في كونه ينطلق من الذاكرة المفقودة لإعادة بناء الأحداث وفك شفرات الغموض. إلا أن هذه المحاولات تواجه تحديات كبيرة في تقديم سرد زمني معقد وجاذب، في ظل قلة الإنتاجات التي تجرؤ على تجاوز الأنماط المألوفة.


إن التلاعب بالزمن في السينما ليس مجرد استعراض فني، بل هو أداة متفردة لإشراك المتفرج في تجربة غير تقليدية تجعله شريكًا -فعليًا- في فك ألغاز القصة. لكن هذا لأسلوب يتطلب من المشاهد انتباهًا خاصًا، وتركيزا عاليا، ليعيد ترتيب أحداث القصة المتفرقة ويكتشف تسلسلها الصحيح. وهنا يأتي السؤال،  ما الذي يميز تجربة المشاهدة في الأفلام التي تتلاعب بالزمن عن الأفلام التقليدية؟


في الحقيقة، إن الأفلام التي تتلاعب بالزمن، تمنح المشاهد تجربة مختلفة تضيف أبعادًا فكرية وعاطفية، إذ تجعله يتجاوز دور المتلقي "السلبي" ليصبح مشاركًا فعّالًا في أحداث القصة. مما يجعل تجربة المشاهدة أشبه برحلة عقلية تتطلب تركيزًا وتأملًا لإعادة بناء تلك الأحداث، وربط التفاصيل للوصول إلى الصورة الكاملة. على عكس الأفلام التقليدية التي تروي حكاية بخط زمني واضح، تكسر هذه الأفلام القواعد المعتادة، فتفتح أبواب التأويل وتجعل من الزمن عنصرًا متغيرًا يوجه مسار القصة بطرق غير متوقعة. إن التجربة التي يحظى بها المشاهد تتجاوز المتعة البصرية ؛ إذ يحفزه هذا الأسلوب السينمائي على التأمل في طبيعة الزمن وارتباطه بالذاكرة والواقع، مما يضفي على تلك الرحلة البصرية، طابعًا معقدًا وجاذبًا. 

هذه الأفلام تترك بصمة طويلة الأمد، إذ تستمر آثارها في ذهن المشاهد حتى بعد انتهاء الفيلم.
هذه النوعية من الأفلام تكشف عن بُعد جديد في السرد السينمائي، حيث يتحول الزمن إلى عنصر محوري يقلب حدود الواقع ويعيد تشكيل القصة. هنا، يصبح السرد وسيلة لاختبار حدود الخيال، ويقدم لنا تجربة تتجاوز مجرد المشاهدة. فتترك هذه الأفلام أثرًا ممتدًا حتى بعد انتهاء القصة، لتبقى تفاصيلها حية في أذهاننا، تمامًا كما تدور حول محورها الزمني المتشابك.

مقالات مشابهة

  • علاج البواسير..ما هي الخطوات التي يمكن اتباعها للتخفيف من حدتها؟
  • الكدمات الزرقاء والحمراء.. كيف تحمي نفسك منها وما علاجها
  • احم نفسك من العمى.. تناول البذور والفستق
  • منال الشرقاوي تكتب: عندما يتحول الزمن إلى لغز في عالم الأفلام
  • مركز دراسات روسي: هل يمكن لدولة إرهابية أن تكون عضوا في الأمم المتحدة؟
  • المدني: كثرة الدراجات النارية التي يقودها الأطفال ظاهرة خطيرة في طرابلس
  • 7 أعراض تدل على الإصابة بحساسية العين.. اتبع هذه النصائح لحماية نفسك
  • علاقتي السامة مع عدم الثقة بالنفس
  • نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة
  • القاعدة تشن هجومًا مفاجئًا على عدن: هل تكون هي البداية الجديدة التي يسعى اليها التحالف؟